الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون عربية
الصين والإمارات العربية المتحدة.. نقاط ساخنة للطاقة الشمسية العالمية
العملاق الصيني وأسواق الشرق الأوسط هي الوجهة المفضلة عند المستثمرين.. بفضل انخفاض الأسعار والسياسات الداعمة

كيوبوست- ترجمات
كريستوفر هوبسون
وفقاً لبحث أعدته مؤسسة “فيتش سولوشنز”، فإن الصين والإمارات العربية المتحدة هما “النقطتان الساخنتان” الأساسيتان للاستثمارات في مجال الطاقة الشمسية حالياً؛ وذلك لتفوقهما على الأسواق العالمية الأخرى بفضل انخفاض التكاليف والسياسات الناظمة التي توفر أكبر قدر من الدعم لهذا القطاع.
وقد توقعت “فيتش”، في تقريرها، أن الصين سوف تكون أهم سوق لنمو الطاقة الشمسية خلال العقد القادم. “نتوقع أن تضيف الصين بين عامَي 2020 و2029 طاقة إنتاجية تقدر بنحو 290 غيغاواط؛ أي ما يمثل 40% من إجمالي منشآت الطاقة الشمسية في العالم”.
اقرأ أيضاً: العالم أمام تحول الطاقة: هل بات تهديد تغير المناخ تحت السيطرة؟

وأشارت “فيتش” إلى أن معدل نمو الطاقة الشمسية في الصين احتفظ بمرونته هذا العام على الرغم من جائحة “كوفيد-19″؛ حيث تمكنت الصين من إضافة أكثر من 19 غيغاواط بين يناير وسبتمبر 2020. وعلى الرغم من الانخفاض قصير المدى في الطلب على الطاقة الناتج عن تباطؤ النشاط الاقتصادي؛ فإن توليد الطاقة الشمسية استمر في تسجيل معدلات نمو سنوية إيجابية.
وقد جاء في تقريرها: “نعتقد أن قطاع الطاقة الشمسية أبدى أداءً متفوقاً بسبب أولوية وصوله إلى الشبكة الكهربائية وسط سعي الحكومة لخفض معدلات تراجع قطاع الطاقة المتجددة، وذلك من خلال تحسين أساليب نقل هذه الطاقة والإصلاحات في القوانين الناظمة والأسواق. وتستند نظرتنا التفاؤلية تجاه هذا القطاع إلى توقعاتنا بأن تقنيات الطاقة الشمسية سوف تشهد انخفاضات مستمرة في التكلفة في الأسواق الصينية لتصل إلى التكافؤ السوقي مع مصادر توليد الطاقة التقليدية”.
اقرأ أيضاً: تعالوا إلى منزلي.. فأنا أعيش في عباد الشمس

وجاء أيضاً في التقرير: “في وسط جائحة (كوفيد-19) المستمرة، وتأثيراتها الاقتصادية اللاحقة، سيكتسب القطاع أهمية خاصة؛ لأن توليد الطاقة الشمسية يتطلب تكاليف هامشية متدنية جداً تقترب من الصفر، ما يقلل حاجة الصين إلى استيراد الوقود الحراري”.
وقالت “فيتش” إنها تعتقد أن الدفع البيئي الكبير الذي نتج عن تعهد الصين بالوصول إلى “الحياد الكربوني” بحلول عام 2060 سوف يستمر في دعم نمو قطاعات توليد الطاقة الأقل إصداراً لثاني أكسيد الكربون؛ وعلى رأسها الطاقة الشمسية.
يقول التقرير: “التزمت الحكومة بقوة بتنويع مصادر الطاقة بعيداً عن الفحم باتجاه مصادر الطاقة الأنظف منذ خطتها الخمسية الثالثة عشرة، ونحن نعتقد أنها سوف تسرع التحول في السنوات القادمة.. والأهم من ذلك، هو أن التقليل من الاختناقات في الشبكة الكهربائية وتخفيض التقنين سوف يؤديان إلى حصول الشبكة الكهربائية على استطاعات إضافية من خلال دعم الحصة المتزايدة للطاقة الشمسية والريحية”.
اقرأ أيضاً: اليمن.. الصراع يدفع إلى انتشار الطاقة الشمسية
الأسعار التنافسية في الإمارات
من المتوقع أن يشهد قطاع الطاقة المتجددة في الإمارات العربية المتحدة نمواً قوياً خلال العقد القادم بمعدل سنوي يبلغ 17.9%، ليصل إلى 8.9 غيغاواط في عام 2029 ناتجة عن الطاقة الشمسية بمفردها تقريباً.
“إن توقعاتنا بالنمو الإيجابي قائمة على الدعم الحكومي القوي للطاقة الشمسية كاستراتيجية رئيسية في تنويع مصادر الطاقة بعيداً عن الغاز، وذلك بالاستفادة من الظروف المناخية والانخفاض الكبير في التكاليف”.

وقالت “فيتش” إن الإمارات العربية المتحدة هي واحدة من الدول القليلة التي تعتبر الطاقة الشمسية فيها منافساً للطاقة الحرارية من حيث الكلفة بعد أن انخفضت تكاليف إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بأكثر من 75% خلال السنوات الخمس الماضية. وقد أدت المنافسة على مناقصات تجهيزات الطاقة الشمسية وانخفاض أسعار هذه التجهيزات إلى هذا الانخفاض؛ حيث حطمت العطاءات الأخيرة لمنشآت الطاقة الشمسية الأرقام العالمية في انخفاض أسعارها.
العامل الرئيسي وراء نمو الطاقة الشمسية في الإمارات العربية المتحدة يرجع بشكل كبير إلى مجمع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، ومزرعة سويحان الشمسية في أبوظبي؛ حيث يعتبر هذان المشروعان الأفضل عالمياً من حيث التكلفة التنافسية.
اقرأ أيضاً: كيف تلقى السعوديون خبر إنشاء أكبر مشروع للطاقة المتجددة في العالم؟

جاء في تقرير “فيتش” أن الإمارات العربية المتحدة تنظر الآن في مراجعة استراتيجية الطاقة فيها مع تركيز متزايد على الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر. “ونحن نتوقع إيجاد آليات داعمة لتحقيق نمو أكبر خلال العقد القادم”.
ومن المتوقع أن يتم إطلاق هذه الاستراتيجية في عام 2021، والتي ستدعم سياسة الإمارات بالتحول إلى الطاقة النظيفة بما يتماشى مع رؤيتها لبيئة وبنية تحتية أكثر استدامة.
ماليزيا.. مثال يستحق النظر إليه
أشارت “فيتش” إلى ماليزيا على أنها “سوق تستحق النظر إليها” في مجال الطاقة الشمسية، وذلك بعد المناقصات الأخيرة التي شهدت تزاحماً كبيراً عليها؛ ما سلط الضوء على الاهتمام الكبير للمستثمرين. فقد أعلنت ماليزيا عدداً من المناقصات لمشروعات الطاقة الشمسية في نهاية مايو تصل طاقتها إلى 1 غيغاواط، وتعتبر أكبر عطاءاتها في مجال الطاقة الشمسية حتى الآن.
وعلى الرغم من البيئة الاقتصادية والمالية الناتجة عن جائحة “كوفيد-19″؛ فإننا لا نزال متفائلين بشكل كبير بخصوص هذه المناقصات بالنظر إلى الإقبال الشديد عليها وأسعار العطاءات التنافسية جداً في مناقصات الطاقة الشمسية السابقة.
اقرأ أيضاً: ماليزيا بين الأحزاب الإسلامية والإنجاز الاقتصادي
“نعتقد أن قطاع الطاقة الشمسية في ماليزيا مهيأ بشكل خاص للمزيد من النمو، بالنظر إلى الظروف المواتية التي ستسعى الحكومة للاستفادة منها. فإلى جانب المستوى العالي نسبياً من الإشعاع الشمسي الذي تتلقاه ماليزيا؛ فهي تمتلك قطاعاً راسخاً لصناعة تجهيزات الطاقة الشمسية يتم تصدير معظم إنتاجه إلى الخارج”.
المصدر: ريتشارج