الواجهة الرئيسيةشؤون عربية
الصراع بين الفصائل المسلحة يطرح تساؤلات حول مصير حماس!
لم تنخرط حماس في الاشتباكات العسكرية الأخيرة بين الجهاد وإسرائيل ما يطرح تساؤلات عدة حول مستقبل الحركة في قطاع غزة

كيوبوست
رغم أن الخلاف الأساسي بين حركتي فتح وحماس، الذي أدى للانقسام الفلسطيني، عام 2007، وسيطرة حركة حماس -بالقوة المسلحة- على قطاع غزة؛ جاء بسبب تبني حركة “فتح” منهج الحل السلمي، وتمسك حماس بضرورة “الكفاح المسلح”؛ كطريقٍ لتحرير الأراضي الفلسطينية، فإن هذه المواقف الحمساوية تغيرت، مع إحكام سيطرتها على قطاع غزة، خلال السنوات الماضية.
ولم تنخرط حركة حماس بأي شكلٍ من الأشكال في المواجهة العسكرية، التي اندلعت بين حركة الجهاد الإسلامي، المتمركزة بالقطاع وإسرائيل؛ بعدما نفذت الأخيرة عملية اغتيال القائد العسكري تيسير الجعبري، الذي يُرجح أن يكون استهدافه بدقة، ناجماً عن معلوماتٍ وصلت لإسرائيل من عناصر داخل القطاع، حيث إن دقة عملية استهدافه التي جرت بطائرة من دون طيار تشير إلى ذلك.
اقرأ أيضًا: التصعيد في غزة.. هل من دور لإيران في افتعال الأزمة؟
سلاح متعدد
ولا تعتبر حماس الحركةَ الوحيدةَ التي تمتلك السلاح في قطاع غزة، عبر كتائب عز الدين القسام؛ الجناح العسكري للحركة، بينما تعتبر سرايا القدس؛ الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والتي تمتلك ترسانة من الأسلحة؛ تجعلها القوةَ العسكريةَ الثانية عسكرياً، في وقتٍ احتفظت فيه الجهاد بموقفها المتمسك بالامتناع عن ممارسة العمل السياسي؛ حتى “زوال الاحتلال”، وهو ما جعلها تتمسك بالحياد في خلافات فتح وحماس، خلال ذروة الانقسام الفلسطيني.

وتتواجد في القطاع أيضاً لجان المقاومة الشعبية، التي تحمل اسم ألوية صلاح الدين؛ التي تعتبر من القوى العسكرية المؤثرة، في وقت تعتبر فيه كتائب الأنصار بمثابة الجناح العسكري لحركة الأحرار الفلسطينية، المنشقة عن حركة فتح، وتتواجد أيضاً كتائب شهداء الأقصى، وكتائب أحمد أبو الريش، وكتائب المجاهدين، علماً بأن هذه الكتائب، مع تعدد أسمائها ومراكز تواجدها في القطاع، فإنها لم تشترك بنفس المواقف مع حركة حماس، خصوصاً فيما يتعلق بالتنسيق الأمني.
مواقف متناقضة
وبخلاف الإعلان الإسرائيلي عن الرغبة في استهداف قيادات بحركة الجهاد؛ أقحمت حركة حماس نفسها؛ في الموقف نفسه، الذي خرجت -على أساسه- عن إطار التوافق مع حركة فتح؛ فعلى مدار أيام الاقتتال الثلاثة بين الجهاد وإسرائيل، بعد اغتيال الجعبري؛ لم تتدخل حماس في المعارك، ولم تطلق صاروخاً واحداً على إسرائيل، بعكس انخراط الجهاد معها في الحرب العام الماضي، وهي المرة الثانية، بعد 2019، التي تترك فيها حماس حركة الجهاد بمفردها، في مواجهة إسرائيل؛ بعد ما حدث عام 2019، عقب عملية اغتيال القائد في سرايا القدس بهاء أبو العطا.
اقرأ أيضًا: “بدنا نعيش”.. رغيف الخبز يدفع الشباب إلى الشارع في غزة
واكتفت حماس بالإعلان عن دعم حركة الجهاد، من دون أن تنخرط معها في الحرب، في وقت نقلت فيه تقارير صحافية أن التواصل -بين حماس؛ الحاكمة لقطاع غزة، والجهاد المشتبكة مع إسرائيل- جرى عبر وسطاء من خارج القطاع، فيما ترى الحكومة الإسرائيلية بحسب شبكة سي إن إن أن حملتها بالحوافز الاقتصادية؛ عبر زيادة عدد التصاريح الممنوحة لسكان غزة؛ للعبور إلى إسرائيل للعمل ناجحة.
انتقادات داخلية
وتتعرض حماس لانتقاداتٍ داخلية، ودعوات للتظاهر؛ من أجل الاحتجاج على تردي الأوضاع المعيشية، وسوء الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، التي كان آخرها تجدد الدعوة لتظاهرات “بدنا نعيش”، الجمعة الماضي؛ من أجل المطالبة بتوفير أساسيات الحياة الكريمة، في وقتٍ ترصد فيه التقارير الحقوقية الدولية انتهاكات، تقوم بها حركة حماس لأوضاع حقوق الإنسان في القطاع، مع اتهاماتٍ لعدد من القيادات بالتربح من المساعدات المالية، التي تصل لأهالي القطاع، وعمليات إعادة الإعمار، لما دمر خلال الحرب العام الماضي.

ولا تعتبر هذه هي المرة الأولى، التي ينظر فيها لحركة حماس على أنها تقوم بالتنسيق مع إسرائيل بشكل مباشر، أو يحدث خلاف بينها وبين الفصائل المسلحة الأخرى الموجودة في القطاع؛ ففي مايو الماضي عارضت حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل؛ رداً على “مسيرة الإعلام” في وقتٍ كانت الجهاد تتبنى فيه هذا الأمر، بعدما تسبب في العام السابق في حرب الـ11 يوماً.