الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
الصحف العالمية تهتم بحديث محمد بن سلمان إلى تليفزيون “CBS”

كيوبوست
أجرى تليفزيون “cbs news” الأمريكي، مقابلةً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تناولت مستقبل الصراع مع إيران؛ خصوصًا في ظل التصعيدات الأخيرة من جانبها، والتي من المتوقع أن تؤثر على الاقتصاد العالمي. كما تم التطرق إلى قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وكذلك مناقشة الوضع في اليمن، وانتهاءً بالتطورات الكبيرة التي يشهدها المجتمع السعودي منذ عامَين، بالتزامن مع تولِّي ابن سلمان المسؤولية.
وللمرة الأولى، تحدَّث ولي العهد السعودي عن مقتل خاشقجي، مؤكدًا أن المملكة تألَّمت لهذا الحادث، الذي أمر هو بفتح تحقيقات موسعة فيه، ومحاسبة المسؤولين بغض النظر عن مواقعهم ومسؤولياتهم داخل المملكة، مشددًا في رده على سؤال المذيعة نورا أودونيل، حول تورُّط أشخاص مقربين منه في الأمر، على أن أحدًا لا يعلو فوق القانون، ومهما كان الشخص المتورط في هذه القضية فإنه ينال حتمًا العقاب نظير فعلته.
اقرأ أيضًا: الحوثيون واليمن.. إيران ودعم الطائفية ضد العرب
وتعرَّض ولي العهد السعودي، خلال المقابلة، إلى مسألة الصراع مع إيران، موضحًا أن التصعيدات الأخيرة التي قامت بها تعتبر عملًا عسكريًّا، مشيرًا إلى أنها تهديدات لا تخص المملكة العربية السعودية وحدها؛ بل إنها أثَّرت على 5.5% من احتياجات العالم من الطاقة، وستكون لها آثار وخيمة على دول مثل الولايات المتحدة والصين.
وأكد ابن سلمان أن الحوار هو الحل الوحيد للأزمة، لافتًا إلى أن الجانب الإيراني يرفض الحل السلمي ويُعرقل جهود الرئيس ترامب من أجل الجلوس للتفاوض، مشيرًا إلى أن المملكة لديها النية للتفاوض منذ اليوم، تجنبًا للجوء إلى حل عسكري ستكون له تبعات غير مأمونة العواقب.
كما لفت ولي العهد السعودي إلى أن إيران تبالغ في توسيع دائرة الصراع بدعمها ميليشيات الحوثي في اليمن، واستعداء المملكة بممارساتها هناك؛ وهو الأمر الذي سيُبقي الصراع قائمًا، ولن ينتهي ما دامت طهران مستمرة في دعم تلك الجماعات الإرهابية التي تهدِّد أمن المنطقة.
وبدورها، ركَّزت صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية، في تعرضها لمقابلة ابن سلمان، على إدلائه بتصريحات موسعة، للمرة الأولى، حول مقتل خاشقجي، مؤكدة أنه على الرغم من نفي ولي العهد السعودي معرفته بالأمر؛ فإنه تحدَّث عن قسوة الأمر، وأصر على تأكيد محاسبة أي شخص يُثبت تورطه في القضية، رغم توافر معلومات حول ضلوع بعض المقربين من دوائر صنع القرار في ذلك.
واعتبرت الصحيفة ابن سلمان رجلًا واثقًا من نفسه للغاية؛ بسبب تأكيده طول المقابلة أن أحدًا لا يملك معلومات موثقة تثبت أنه أمر بمقتل خاشقجي، مطالبًا المذيعة نورا أودونيل بتقديم المعلومات التي تثبت ذلك، وإتاحتها للرأي العام العالمي بدلًا من تناقل شائعات لا أساس لها.
اقرأ أيضًا: مركز أبحاث أمريكي: خاشقجي.. أداة قطرية في حياته وأداة قطرية في موته!
واهتمت صحيفة “التليجراف” البريطانية، بحديث ابن سلمان حول الصراع مع إيران، مشيرة في تقرير لها إلى أن المملكة لا ترغب في خوض حرب مع إيران؛ بسبب العواقب السلبية التي ستنتج عن ذلك، معتبرةً رغبة ابن سلمان في الحوار مع طهران وتصريحه بجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمثابة تأكيد سعودي على أن الحل السياسي هو الأفضل لما تعانيه المنطقة.
وذكر تقرير نشرته وكالة “بلومبيرج” الأمريكية، أن ولي العهد السعودي بدا في وضعية الرجل المنحاز للتفاوض، الذي يرغب في تهدئة الأوضاع بحل سياسي تجنبًا للتورُّط في مواجهة عسكرية ستكلِّف العالم كله خسائر كبيرة؛ لأن المسألة وقتها لن تتعلق فقط بالمملكة العربية السعودية وإيران، بل ستشكل تهديدات مباشرة لاقتصاد العالم، غير أن التقرير أوضح أن الخلاف في المشروع النووي بين الولايات المتحدة وإيران سيعرقل التوصل إلى حلول سلمية؛ خصوصًا في ظل إصرار طهران على موقفها الرافض للمفاوضات قبل تراجع إدارة الرئيس ترامب عن موقفها وقراراتها التي أثَّرت على الاقتصاد الإيراني؛ وهو الأمر الذي يجعل من الحل السياسي أمرًا بعيد المنال.
وركزت تقارير على اهتمام ابن سلمان بتوقيف عدد من المعتقلات في المملكة؛ من بينهن الناشطة الحقوقية لوجين الهذلول، التي أكد ولي العهد أنه يتابع قضيتها بنفسه، وسيوجه بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة ليتم الأمر في ظروف طبيعية وتحت نظر القانون. واعترف ولي العهد بعدم رضاه التام عن جميع القوانين السعودية في المملكة، لافتًا إلى أنه مجبر على احترامها إلى أن يأتي الوقت المناسب لتعديلها.