الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجية

الصحافة الدولية تبدي تشاؤمًا قبيل محادثات ستوكهولم بشأن اليمن.. للأسباب التالية

هل يستطيع الحوثيون إنهاء الحرب دون موافقة الإيرانيين؟

ترجمة كيو بوست –

يشكك مراقبون دوليون بإمكانية نجاح محادثات ستوكهولم بشأن الحرب الأهلية اليمنية، برغم إعلان جماعة الحوثي الرغبة في إنجاز حلول سلمية للنزاع على طاولة المفاوضات. وقد نشأ هذا التشكيك، بحسب محللين، بسبب تغيّب الحوثيين عن محادثات جنيف في أيلول/سبتمبر المنصرم، برغم حضور والتزام ممثلي التحالف العربي، ما أدى إلى فشلها حتى قبل أن تبدأ.

وفي هذا السياق، أبدت غالبية الصحافة الدولية تشاؤمها إزاء الحديث عن محادثات ستوكهولم، التي من المفترض أن تنعقد في غضون الأيام القليلة القادمة، بسبب ما وصفته “ممارسات الميليشيات الحوثية التي تزامنت مع الإعلان عن الرغبة في الحلول السلمية للنزاع”، وكذلك بسبب “ارتباط المجموعة بأجندة إيران”.

اقرأ أيضًا: صحف دولية تشكك بنية الحوثي وقف إطلاق النار في اليمن

في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن “المجموعة الحوثية أطلقت مؤخرًا وابلًا من الصواريخ باتجاه الأراضي السعودية برغم إعلانات متحدثيها عن رغبة المجموعة بالمشاركة بمحادثات ستوكهولم”. وأضافت أن “هذا الهجوم يهدد آمال السلام في اليمن، ويقوض الجهود الدولية لإنهاء كارثة دامت لـ4 سنوات”. وبحسب الصحفي الأمريكي “آسا فيتش”: “يشكل هذا العمل دليلًا إضافيًا على أن المجموعة الحوثية في اليمن ليست إلا وكيلًا لحرب إيرانية على الدول العربية السنية، ولا تمتلك القرار لإيقاف الحرب”. وقد اعتبرت الصحيفة أن “إطلاق الصواريخ الحوثية في هذا التوقيت يهدف إلى تخريب محادثات السلام”. وعلى المنوال ذاته، قالت “إذاعة صوت أميركا“، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، إن “جماعة الحوثي ليست وكيلًا لإيران فقط، بل تستقبل الأموال والأسلحة من طهران من أجل السيطرة على كامل البلاد أيضًا”.

ورأت مجلة “نيوز ماكس” الأمريكية، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، أن محادثات السويد “لا يمكن أن تنجح حتى لو أعلن الطرف الحوثي عن رغبته بالجلوس إلى طاولة المفاوضات؛ ببساطة لأن إيران هي من تحرك الحوثيين على أرض اليمن، وهي صاحبة الكلمة في بدء أو إنهاء الحرب، وليس الحوثي”. وقد عنونت الصحيفة مقالتها بـ”السلام في اليمن يتطلب مواجهة إيران أولًا”، وقالت فيها إن “طموحات إيران الإقليمية هي السبب الرئيس في عدم انتهاء الحرب الأهلية اليمنية”.

كيو بوستس

وأضافت المجلة الأمريكية أن “إعلانات المجموعة حول رغبتها بالمحادثات يتزامن مع زرع ألغام أرضية، وقتل وجرح مدنيين، واستهداف أقليات دينية، فضلًا عن سجن معارضين”. وأكدت الصحيفة كذلك أن “إستراتيجية طهران في بناء الهلال الشيعي الإيراني لا تسمح بإيقاف الحرب؛ لأن الخطة هي بناء نموذج مشابه لحزب الله اللبناني في الأراضي اليمنية”. وبخصوص خطوات التحالف في اليمن، قالت “نيوز ماكس” إن “التحالف العربي اتخذ إجراءات دفاعية من أجل حماية الدول العربية المجاورة من خطر الحوثيين الذين يعملون لصالح الأجندة الإيرانية، ليس عبر مواجهة الميليشيات عسكريًا فحسب، بل كذلك من خلال تقديم معونات بمليارات الدولارات، كان آخرها مبادرة، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، من قبل أبو ظبي والرياض، لتحويل 500 مليون دولار للتخفيف من أزمة الغذاء اليمنية”.

اقرأ أيضًا: كاتبة فرنسية: من أجل تحقيق السلام في اليمن، ينبغي إدراك ملامح العدو الحقيقي

ومن جانبه، ربط “مركز أبحاث السياسات الدولية” الأمريكي ما بين إمكانية وقف الحرب اليمنية والأجندة الإيرانية التوسعية، وقال، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، إن “الحلول السلمية للصراع تعني أن المجموعة الحوثية لن تسيطر على الدولة، وهذا ما لا يرضي صناع القرار الإيرانيين”. وفي الوقت ذاته، حذر المركز الأمريكي “من أن أية حلول وسط من شأنها أن تضع البلاد تحت رحمة طهران عبر الوكلاء الحوثيين”. كما لفت التقرير إلى أن “إجراءات التحالف في الحرب اليمنية تصب في صالح جبهة موحدة تهدف إلى مواجهة النفوذ الإيراني الزاحف عبر الشرق الأوسط”.

كما أبرزت مجلة “ريلجن نيوز سيرفس” الأمريكية الدولية، المعنية بمراقبة انتهاكات الأقليات الدينية، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، معاناة الأقلية البهائية في اليمن، وقالت إن “الحكومة الإيرانية هي من تأمر بمواصلة استهداف البهائيين على الأراضي اليمنية”، الأمر الذي يشكك في نوايا المجموعة حول حديثها عن الحلول السلمية.

من جانبها، قالت مجلة “أولتري فرونتيرا” الإيطالية إن “فرض عقوبات على القطاع المصرفي الإيراني يشكل أولوية قصوى نظرًا لسياسة طهران في تقديم الدعم الاقتصادي للحوثيين، الذين يزعزعون استقرار اليمن، ويتهربون من محادثات السلام”. وقال المحلل السياسي الإيطالي “دي ريدزوني” إن “الحوثيين ينتهكون حقوق الإنسان في اليمن بأوامر إيرانية، الأمر الذي يوجب فرض عقوبات اقتصادية من قبل الاتحاد الأوروبي على النظام الإيراني”.

اقرأ أيضًا: الإندبندنت البريطانية: توقفوا عن إلقاء اللوم على السعودية إزاء حرب اليمن

وفي الاتجاه ذاته، قالت مجلة “ذي هيل” الأمريكية إن “ما يحصل في اليمن ليس مجرد حرب أهلية داخلية كما يصورها الإعلام، بل هي حرب وكالة شنتها إيران ضد الدول المجاورة لليمن عبر جماعة الحوثي، لا سيما المملكة العربية السعودية، ما دفع الرياض إلى تشكيل ائتلاف مع الإمارات العربية المتحدة ودول أخرى، من أجل استعادة الحكومة الشرعية في اليمن، وطرد المجموعة التي تعتمد على طهران في أسلحتها ومعلومات الاستخبارية الإستراتيجية”. وقال المحلل السياسي الأمريكي “ديفيد هاردن”: “ليس من المستغرب أن الحرب اليمنية لا تقتصر على اليمن؛ إذ تمركزت ميليشيات الحوثي في بعض المناطق الحدودية والتلال القريبة من الحدود السعودية من أجل إطلاق صواريخ بالستية وقذائف هاون على الأراضي السعودية”.

وأضاف “هاردن” أن “اليمن لا يعاني من الميليشيات الحوثية فحسب، بل هنالك أيضًا تنظيم القاعدة الذي تحاربه القوات الإماراتية بكل جهودها من أجل استقرار الأوضاع في جنوب البلاد، وفتح الطريق أمام الوصول التجاري الطبيعي للسكان المدنيين”.

بينما قال موقع “ذي بورتال باريس” الفرنسي، في 25 نوفمبر/تشرين الثاني، إن “إيران، وإلى جانبها قطر، تحاولان إثارة الخلافات والفتنة داخل المناطق المحررة في اليمن، عبر دعوات إلى تنظيم اعتصامات في محافظة المهرة بالقرب من الحدود مع عُمان، بغرض تحويلها إلى ساحة قتال جديدة، في محاولة للحد من ضغوط التحالف العربي ضد ميليشيات الحوثي”. وأضاف الموقع أن “المهرة شهدت أنشطة مشبوهة تسعى إلى التشهير بدور الحكومة والتحالف بغرض إغراق المحافظة بالفوضى والنزاعات الداخلية، من أجل تسهيل عمليات التهريب وتقليل الضغوط الممارسة على الحوثيين المدعومين من إيران”. كما نقل الموقع الفرنسي عن مصادر أن “زعماء حوثيين عقدوا العديد من الاجتماعات السرية مع منظمي الاحتجاجات في منطقة المهرة، كما التقى وكيل المحافظة السابق علي سالم الحريزي مع ضباط مخابرات قطريين وإيرانيين لمناقشة تنظيم مظاهرة ضد التحالف العربي في اليمن”.

اقرأ أيضًا: هافنغتون بوست: دعوات إنهاء الحرب اليمنية من جانب واحد خطيئة كبرى

علاوة على ذلك، أثارت تقارير جديدة مسألة مشاركة مقاتلين غير يمنيين، إلى جانب قوات الحوثي، ضد التحالف العربي، إذ قالت صحيفة “الشرق الأوسط” في لندن، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، إن “4 لبنانيين، وإيرانيين اثنين، هم من بين الجرحى في صفوف الحوثيين، وهذا ما يكشف سبب إصرار المجموعة على عدم الكشف عن أسماء المصابين المراد إخراجهم من اليمن لتلقي العلاج”.

كما نظرت صحف دولية أخرى في انتهاكات الحوثيين ضد السكان المدنيين، في الوقت الذي زعمت فيه المجموعة استعدادها لقبول محادثات السلام، التي “لم تقتصر على الإيذاء الجسدي والنفسي فحسب”. فقد نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريرًا، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، سلطت فيه الضوء على “عمليات التجسس الحوثية المكثفة على السكان عبر مزودات الإنترنت الخاضعة لسيطرة المجموعة”. وقد أكد الكاتب الأمريكي إياس غرول، استنادًا إلى تحقيق شركة “فيوتشر ريكورديد” الغربية المختصة في أمن المعلومات، أن “الحوثيين يجمعون معلومات استخبارية عن اليمنيين عبر مزود “يمن نت” الخاضع للسيطرة الحوثية، الذي يمكّن مهندسي المجموعة من اختراق أجهزة الراوتر وزرع برمجيات خبيثة في حواسيب المشتركين وهواتفهم”.

اقرأ أيضًا: مؤسسة أمن معلومات غربية: هكذا يتجسس الحوثيون على اليمنيين

 

الخلاصة

ربما تكون “التصرفات الاستفزازية” الحوثية المذكورة سببًا في إعاقة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى كسر الجمود في عملية السلام اليمنية؛ فعلى غرار ما حصل قبيل موعد محادثات جنيف في أيلول/سبتمبر المنصرم، يرى خبراء دوليون أن المجموعة الحوثية استبقت محادثات ستوكهولم بتصعيد عسكري يكشف عن نواياها المبيتة لعرقلة العملية السلمية قبل أن تبدأ.

حمل تطبيق كيو بوست على هاتفك الآن، من هنا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة