اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
الصحافة الإسرائيلية: مزيد من التصعيد يعني المزيد من إراقة الدماء
دعوات للتهدئة بين طرفَي الصراع.. وتحذير من سيناريو أسوأ في حال استمرار العنف المتبادل

كيوبوست
اهتمت الصحف الإسرائيلية بتداعيات اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين وهجوم القدس الذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المستوطنين، في وقت تصاعدت فيه أعمال العنف بالقدس مع تكرار الهجمات الفردية، وسط استنفار أمني لم تشهده المنطقة منذ فترة طويلة، بينما أدانت غالبية التحليلات عمليات تصعيد العنف المتبادل.
ورأى المعلق العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” رون بن يشاي، في مقاله، أن هجوم القدس جاء كرد فعل على اقتحام مخيم جنين، مشيراً إلى أن مجلس الوزراء الأمني المكون من نواب ينتمون إلى اليمين المتطرف وليست لديهم خبرة ملموسة؛ قد يدفع باتجاه رد إسرائيلي لن يؤدي إلا إلى تأجيج النيران وزيادة إراقة الدماء.
وأشار إلى أنه إذا تبين أن منفذ هجوم القدس على صلة بـ”حماس” أو “الجهاد”؛ فسيتم تنفيذ عمليات بقطاع غزة رداً على الحادث، لكن إذا تبين أن منفذ الهجوم يعمل بمفرده فلن يكون لدى قوات الأمن سوى مراقبة منشورات مواقع التواصل الاجتماعي وتركيز العمل الاستخباراتي لمنع تنفيذ مثل هذه العمليات قبل حدوثها، مؤكداً ضرورة أن تعمل إسرائيل على وقف اندلاع المزيد من العنف أو أي أعمال انتقامية من قِبل الجماعات اليهودية المتطرفة.

دائرة العنف
وأكد المحلل الإسرائيلي نير حسون، في مقاله بصحيفة “هآرتس“، أن الجانبَين أصبحا محاصرَين في دائرة العنف؛ فقتل الفلسطينيين يدفع فلسطينيين آخرين لشن هجمات، وقتل اليهود يدفع الحكومة وقوات الأمن إلى الشروع في عمليات عدوانية متزايدة ينتج عنها المزيد من القتلى الفلسطينيين، متوقعاً أن تشهد الأيام المقبلة تفاعلاً أكثر لهذه الآلية في ظل وجود حكومة من اليمين المتطرف، فنشهد عمليات هدم للمنازل ومداهمات واعتقالات وعقاباً جماعياً؛ لتبدأ دورة جديدة من العنف.
وأضاف أن فهم دورة إراقة الدماء ودينامياتها لا يعني التعاطف مع العنف أو تبريره؛ لكن الدرس المستفاد من الدورات المشابهة لإراقة الدماء التي حدثت في الماضي أن الوقود الذي يزيد الاحتقان اشتعالاً هو الدم، مشدداً على أن كل عملية قتل تؤدي إلى أخرى؛ وهو ما جعله يعتبر أن التحركات الحكومية المخطط لها بمثابة “وصفة مضمونة لاستمرار العنف”.
اقرأ أيضاً: ما الذي تخطط له “حماس” رغم الهدنة مع إسرائيل؟
ودعا إبراهيم أبو أحمد، في مقاله بصحيفة “جيروزاليم بوست“، إلى قيام المواطنين العرب في إسرائيل بلعب دور الوساطة بين طرفَي النزاع؛ لكونهم الأكثر فهماً لواقع الطرفَين، خصوصاً أن المواطنين العرب لديهم شعور بالشك وعدم الثقة داخل إسرائيل؛ وهو أمر يتوجب معالجته، لأن الشعور بالثقة للهوية سيدفعهم للاندماج أكثر داخل المجتمع الإسرائيلي ولعب دور في التوصل إلى اتفاقيات مع الشعب الفلسطيني بالضفة وقطاع غزة؛ لإيحاد حلول سياسية للصراع المستمر.
وفي مقاله بصحيفة “هآرتس”؛ انتقد ألون بينكاس السياسات الحكومية منذ انتخابات الكنيست الأخيرة، مشيراً إلى وجود سياسات ائتلافية تؤدي إلى استبداد الأقلية في بعض القضايا واستبداد الأغلبية في قضايا أخرى، محملاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مسؤولية ما يحدث من تفكيك للديمقراطية وتدمير الضوابط والتوازنات، وحتى النسيج الاجتماعي، داخل إسرائيل.

دعوة للوحدة
في المقابل، دعا هيرب كينون، في مقاله في صحيفة “جيروزاليم بوست“، إلى التوقف عن توجيه الانتقادات الداخلية وضرورة الوحدة للتعامل مع “الإرهاب” و”الكراهية”، مؤكداً أن القضاء التام على “الإرهاب” توقع غير واقعي؛ لكن هناك ضرورة حقيقية من أجل تنفيذ “ردع” إسرائيلي؛ خصوصاً بعد الاحتفالات التي أقامها الفلسطينيون في أعقاب هجوم القدس.
وتطرق الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت، في مقاله بصحيفة “معاريف”، إلى تصريحات وزير الأمن القومي بن غفير، عن ردع “الإرهاب”، معتبراً أنه من المستحيل إغلاق منزل كل إرهابي على الفور؛ لأن الإرهاب لن يختفي من العالم، مطالباً بمراجعة نتائج اللجنة التي شكلها وزير الدفاع الأسبق شاؤول موفاز، وما إذا كان هدم منازل “الفلسطينيين الإرهابيين” سيزيد من الردع أم لا، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي دمَّر جميع منازل المتورطين في الهجمات تقريباً؛ لكن هذا التدمير لم يمنع تنفيذ العمليات الإرهابية.
وأكد بن كاسبيت أنه ما دام لا توجد قيادة على أي من الجانبَين مستعدة للحديث عن نهاية الصراع؛ فإن الصراع سيستمر، معتبراً أن الحكومة الحالية تقوم بتدمير كل الطرق التي يمكن بها حل الخلافات بين الجانبَين.