الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفة

الشهر الوردي.. كل ما تودين معرفته عن سرطان الثدي

كيوبوست

تحذِّر منظمة الصحة العالمية من أن قرابة امرأة واحدة من بين 12 امرأة تُصاب بسرطان الثدي، والعام الماضي توفيت بسببه قرابة 685,000 امرأة تقريباً، ومنذ نهاية عام 2020م حتى خمس سنوات مضت، تم تشخيص 7.8 مليون امرأة بسرطان الثدي، الذي يعتبر أكثر الأورام الخبيثة شيوعاً، والسبب الأول للوفيات الناجمة عن السرطان في أواسط النساء حول العالم.

 ونتيجة لانتشاره الواسع، نظَّمت جمعية السرطان الأمريكية وشركة “AstraZeneca” أول حملة للتوعية بسرطان الثدي في أكتوبر 1985م، في الولايات المتحدة، واستمرت لمدة أسبوع، ثم تبنت منظمة الصحة العالمية الفكرة عام 2006م، وخصصت أكتوبر شهراً لزيادة الاهتمام بهذا المرض، وتقديم الدعم اللازم للتوعية بخطورته والكشف المبكر عنه وعلاجه، فضلاً عن تزويد المصابين بالرعاية.

بينما يرمز الشريط الوردي إلى شهر التوعية منذ بداية التسعينيات؛ وذلك عندما نظمت مؤسسة “سوزان كومين” سباقاً في مدينة نيويورك للناجيات من مرض سرطان الثدي، وزَّعت خلاله على المشاركين شرائط وردية.

اقرأ أيضًا: من أهم مسببات السرطان.. التبغ بدأ كنبتة مقدسة ودواء سحري

تشخيص قديم

يحظى سرطان الثدي اليوم باهتمامٍ كبير من قِبل الحكومات والمنظمات العالمية؛ ولكن هذا الاهتمام ليس حديثاً، فقد عُني القدماء بسرطان الثدي، وحاولوا معرفة أسبابه وسُبل علاجه.

في مصر القديمة سُجِّلت أول حالة سرطان ثدي نحو 1600 ق.م، في بردية إدوين سميث، التي ذكرت أنه لا علاج له، إلا أن المصريين اعتمدوا علاجاتٍ مؤقتة اعتقدوا أنها تطيل عمر المريضة؛ كالصلوات وأداء الطقوس والكي.

بردية أودين سميث- wikimedia

أما الإغريق، فأرجعوا سبب المرض إلى اختلالاتٍ في سوائل الجسم، بينما اعتقد المرضى أنه عقاب إلهي، وكان المؤرخ هيرودوت (485-430 ق.م) أول مَن سجَّل إصابة بسرطان الثدي.

وخلال العصور الوسطى في أوروبا، طغتِ التأويلات الدينية؛ حيث فضَّل معتنقو المعتقدات المسيحية المبكرة، الشفاء عبر الإيمان والمعجزات على الجراحة التي اعتبرت ممارسة بربرية، في ذلك الحين راجع أطباء مسلمون؛ من ضمنهم ابن سينا، النصوص الطبية اليونانية وترجموها بدقة لمعرفة المزيد عن سرطان الثدي.

نموذج لعملية استئصال ثدي خلال القرن الـ18م- أرشيف

خلال القرنَين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، ظهرت تفسيرات سقطت هي الأخرى؛ مثل أن سبب المرض يعود إلى إصابة جسدية في الثدي أو عدوى فيروسية أو انسداد في الغدد الليمفاوية أو دوافع جنسية مكبوتة أو مفرطة، أو بقايا حليب في القنوات، أو الضغط الناجم عن الملابس الضيقة، ولم تفلح جميع التأويلات حتى منتصف القرن العشرين.

السبب وعوامل الخطر

تمكن العلماء على مدار القرنَين التاسع عشر والعشرين، من اكتشاف السبب الحقيقي وراء الإصابة بالسرطان، الذي يحدث عندما تبدأ بعض خلايا الثدي في النمو بطريقة غير طبيعية، كالخلايا الموجودة في القنوات المنتجة للحليب (السرطان اللبني العنيف)، أو في الأنسجة الغُدِّيَّة التي يُطلق عليها اسم الفصيصات (السرطان الفصيصي الغزوي)، أو في خلايا أو أنسجة أخرى داخل الثدي، وتنقسم تلك الخلايا بسرعة أكبر من الخلايا السليمة، وتظل تتراكم، مُشَكِّلَةً كتلةً أو ورماً.

ثدي مصاب- أرشيف

وتزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بسرطان الثدي؛ وأولها الجنس، إذ ينتشر المرض بين النساء بدرجة أكبر مقارنةً بالرجال (أقل من 1%)، إضافة إلى السن؛ فكلما تقدمت المرأة بالسن زادت احتمالية إصابتها بالمرض. والبلوغ المبكر لدى الفتيات؛ أي عندما تبدأ الدورة الشهرية قبل عمر الثانية عشرة، أو أن تنقطع في سن متأخرة.

كما ترتفع احتمالية الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي يلدن طفلهن الأول بعد الثلاثين، أو النساء اللواتي لم يحملن قط، أو مَن أُصبن بإحدى مشكلات الثدي في وقتٍ سابق.

شاهد: كيف يمكن الوقاية من مرض السرطان؟

ويزيد وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي من احتمالية الإصابة، إلى جانب الوراثة؛ إذ يقدر الأطباء ارتباط المرض بالطفرات الوراثية التي تنتقل عبر أجيال العائلة بنسبة 5-10%.

أما بالنسبة إلى الأسباب الخارجية المسببة لسرطان الثدي، فيمكن تلخيصها على النحو التالي؛ التعرض إلى الإشعاع، كتلقي علاجٍ إشعاعي عند منطقة الصدر في مرحلة عمرية مبكرة، إضافة إلى السِّمنة، وشرب الكحوليات والتدخين، كما تُسَبِّب أدويةُ العلاج الهرموني لعلامات وأعراض انقطاع الطمث بعد سن اليأس، المرضَ.

بينما ذكرت منظمة الصحة العالمية أن معظم حالات الإصابة بسرطان الثدي، والوفيات الناجمة عنه، تحدث في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل.

الأعراض وسُبل الوقاية

لسرطان الثدي أعراضٌ ظاهرة؛ كتشكل كتلة في الثدي، وتغيُّر في حجمه وشكله، أو حدوث تغيُّر على طبيعة الجلد، كأن يحمر ويتنقَّر، إلى جانب انقلاب الحلمة، وتقشُّر أو تيبُّس المنطقة المحيطة بها (الهالة)، وإفراز سوائل من الحلمة.

علامات الإصابة بسرطان الثدي- IDACA

ويمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي عبر اتباع مجموعة إجراءات؛ أهمها التشخيص المبكِّر؛ لأنه يزيد من احتمالات الشفاء، واعتماد الفحص الذاتي في المنزل ومراقبة الثديين، والتواصل مع الطبيب فور ملاحظة أي تغيير.. لن تمنع تلك الإجراءات من خطر الإصابة؛ لكنها ستسرِّع الكشف عن المرض.

وأيضاً الرضاعة الطبيعية المطوَّلة، وتقليل شرب الكحول والتدخين أو الامتناع عنهما، وممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع، والحفاظ على وزن معتدل، واتباع نظام غذائي صحي.

اقرأ أيضًا: أسوأ قاتل على الأرض: حقائق عن مستقبل مرض السرطان

العالم العربي

تُعتبر بيانات الإصابة بسرطان الثدي في العالم العربي شحيحة. وحسب مركز الأمم المتحدة للإعلام – القاهرة عام 2019، فإن نسبة الإصابات بسرطان الثدي في الدول العربية (التي يتوفر فيها الحد الأدنى من البيانات) من كل مرضى السرطان، بين 29% و40%. مع تأكيد أن البيانات المتوفرة في بعض الدول تثير القلق حول انتشار سرطان الثدي، حيث تقدر منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات الناتجة عنه في منطقة شرق المتوسط بما يزيد على خمس نساء كل ساعة.

بينما أوضحت أحدث إحصاءات السجل السعودي للأورام، أن سرطان الثدي احتل المرتبة الأولى (2282 حالة)، بنسبة 17.3% من باقي الأورام.

مشاهير وسرطان الثدي

أُصيب عدد من الفنانات بسرطان الثدي، عربياً وعالمياً، وكانت أكثرهن حديثاً عن تجربتها مع المرض، المغنية اللبنانية إليسا التي شخصت بالمرض أواخر عام 2017م، وأعلنت تعافيها منه، وبناء عليه صورت فيديو كليب لأغنية “إلى كل اللي بيحبوني” من ألبومها الغنائي الحادي عشر، والذي يحمل نفس العنوان، وظهرت إليسا في عدة مقابلات متحدثة عن تجربتها المؤلمة، ومواجهتها المرض برباطة جأش، مشجعةً النساء على مواجهة سرطان الثدي بشجاعة.

اقرأ أيضاً: “اضطراب ثنائي القطب”.. المرض الأشد فتكاً في العالم

وعلى الصعيد العالمي، خضعت الممثلة أنجلينا جولي عام 2013م، لعملية استئصال الثديين كإجراءٍ وقائي، بعدما علمت بوجود جين “خطير” يزيد بصورة كبيرة من احتمال إصابتها بسرطان الثدي أو سرطان المبيض، وكتبت في جريدة “نيويورك تايمز”: “أستطيع أن أقول لأولادي إنه ليس هناك ما يدعوهم إلى الخوف من أن يفقدوني بسبب سرطان الثدي”، وأضافت: “إننى أشعر بالقوة لأنني اتخذت قراراً قوياً، لا يمكن أن يقضي على أنوثتي”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة