الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
الشعب السعودي يعاقب نظام أردوغان سياحيًا
اقتصاد تركيا يتراجع .. وتحذيرات من الاستثمارات فيها

كيوبوست
تسببت سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تراجع الدور الاقتصادي والتنموي للدولة التركية، فاستمرار “الفوضى” التي يُقرها أردوغان جعلت تركيا تعاني ركودًا اقتصاديًّا وتراجع عملتها (الليرة) أمام الدولار. ولا يهتم الرئيس التركي بكل هذا متابعًا دعم الميليشيات الإرهابية في دول الجوار، بخلاف ضغوطه على لجنة الانتخابات التركية التي أعادت انتخابات بلدية إسطنبول، وتراجع دور الإعلام منذ انقلاب 2016 المزعوم، وسجن الآلاف من كل مؤسسات الدولة، وتعاونه مع إيران وقطر وجماعة الإخوان؛ لزعزعة الاستقرار ونشر التوتر في المنطقة.. كل ذلك جعل الاقتصاد التركي في وضع صعب، وكانت السياحة أهم القطاعات المتراجعة.
اقرأ أيضًا: جثمان زكي مبارك يفضح التعذيب في سجون أردوغان
أرقام نظام أردوغان
نشر كثير من المواقع الاقتصادية بيانات تابعة لمعهد الإحصاء التركي، بأن السياحة لم تتأثر بالوضع الاقتصادي المتراجع، وأنها قفزت 4.6% في قيمة الإيرادات خلال الربع الأول من عام 2019 لتصل إلى 4.63 مليار دولار، وكانت قيمة الزيادة في الفترة نفسها عن العام 2018 سجلت ارتفاعًا بنسبة 12.3%، لتصل إلى 29.51 مليار دولار؛ لكن كشف موقع “العربية” عن هذه الزيادة التي يروِّج لها نظام أردوغان وأن الأرقام تُظهر أن نحو 17.8% من هؤلاء مواطنون أتراك مغتربون يقيمون في الخارج عادوا لزيارة عائلاتهم داخل تركيا وليسوا سياحًا أجانب أو عربًا، وأن جميع دول العالم لا تحتسب المغتربين الذين يعودون إلى بلدانهم بشكل دوري للزيارة ضمن السياح، كما لا يتم تسجيل مساهمة المغتربين في الناتج القومي للدولة تحت بند التدفقات السياحية.
ولو تم التسليم بأن الأرقام الأردوغانية صحيحة؛ فإنه لا يرى مطلقًا أن زيادة إيرادات السياحة قد تراجعت عن العام 2018 بنسبة 8%.
تحذير سعودي
تعاني تركيا تناقصاً في أعداد القادمين للسياحة؛ بسبب التراجع الواضح في السياحة الخليجية إليها، وتحديدًا من المملكة العربية السعودية التي كان الكثير من يتوجهون إلى السياحة في تركيا؛ الأمر الذي جعل كثيرًا من المغردين على “تويتر” يطلقون حملات لعدم الذهاب إلى تركيا؛ لانعدام الأمان خلال السفر. وقد ردَّت السفارة التركية بالمملكة على هذه الأخبار في 30 أبريل 2019، قائلةً إنها “غير صحيحة”. وشددت السفارة على جاهزيتها لتقديم كامل المساعدة والدعم لأي طلب يرِد من “الأشقاء في المملكة”.
وقد نشرت السفارة السعودية في أنقرة تحذيرًا في 17 مايو الماضي، عبر حسابها على “تويتر”، يخص الأزمات التي يتعرَّض لها المستثمرون السعوديون في مجال السياحة وغيره، قائلةً: “ورد للسفارة كثير من شكاوى المواطنين المستثمرين والملاك، حول المشكلات التي تواجههم في مجال العقار في تركيا؛ مثل عدم حصولهم على سند التمليك أو الحصول على سندات تمليك مقيدة برهن عقاري، بالإضافة إلى منعهم من دخول مساكنهم برغم تسديد كامل قيمة العقار، وتهديدهم من قِبَل الشركات المقاولة”.
ونصحت السفارة في أنقرة والقنصلية السعودية في إسطنبول المواطنين السعوديين ممن لديهم مشكلات مع أصحاب العقار أو الراغبين في الاستثمار، بالتواصل أولًا مع السفارة؛ لمعرفة الإجراءات القانونية الواجب اتباعها، ولمعرفة مصداقية الشركات العاملة في هذا المجال.
اقرأ أيضًا: تراجع الديمقراطية والحريات والليرة.. سياسة أردوغان في أسبوع واحد

وقد حذَّر عجلان العجلان، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية بالسعودية، السعوديين من الاستثمار في تركيا، مؤكدًا أن غرفة الرياض تلقَّت عديدًا من الشكاوى من مستثمرين سعوديين في تركيا يواجهون مشكلات وقضايا تهدد استثماراتهم في ظل تغاضي الجهات المعنية هناك عن أداء واجبها لحماية المستثمرين، وأنهم مهددون بخسائر كبيرة بعد التضييق عليهم وتعطيل مصالحهم والضغط عليهم إلى حد الابتزاز، وقال العجلان: “إن السائح السعودي يعاني في تركيا تزايد المضايقات الأمنية وحالات النصب والاحتيال”، متابعًا: “وصلت الحال مع ملاك العقارات السعوديين هناك إلى درجة منعهم من دخول مساكنهم وعدم إعطائهم سند التمليك”.
تأثير قرار السعودية
وقد قالت جريدة “الزمان” التركية، في 28 مايو الماضي: “إنه وَفق بيانات وزارة السياحة التركية؛ فإن عدد السائحين تراجع بنسبة 8.12% خلال شهر مارس الماضي؛ لأن تركيا قد خرجت من قائمة الخيارات السياحية للمواطن السعودي بعد ورود شكاوى من مستثمرين وسياح سعوديين تعرضوا لعمليات ابتزاز أو سوء معاملة”.
وتابعت الجريدة موضحة أن نسبة تراجع أعداد السائحين السعوديين إلى تركيا قُدِّرت بـ38% خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وكعادة دولة قطر وسياسة أميرها تميم بن حمد، في مخالفة أي قرار عربي، أعلنت عن نيتها إنشاء أكبر مدينة سياحية في العالم في تركيا؛ لتعويض تركيا عن التراجع في قطاع السياحة.
اقرأ أيضًا: عَشَم أردوغان في جنة إسطنبول