
كيو بوست –
كما في الأفلام العلمية والخيالية، يبدو أن زرع الرقاقات الذكية في جسد الإنسان لم يعد أمرًا مستحيلًا، بل بات قريبًا جدًا. وبعيدًا عن الشرائح الذكية التي استخدمت طبيًا عند حدوث خلل في أحد أعضاء الجسم، أو الشرائح الإلكترونية التي تراقب ضغط الدم وكمية السكر فيه، يمكن لهذه الشرائح أن تنتهك خصوصية الأفراد.
فالشريحة الذكية التي طورتها شركة “I’m Robot” الألمانية تعمل بشكل متكامل مع أجهزة الهاتف المحمولة والساعات الذكية المصاحبة لها. كما يمكنها مخاطبة مجموعة أخرى من الأجهزة باستخدام معيار “NFC” أو “الاتصال ضمن مجال قريب”، وهو ما تستخدمه الهواتف الذكية لمصادفة هوية المستخدمين ونقل البيانات فيما بينها.
وفي حديث لرئيس الشركة التنفيذي سفين بيكر لـ”يورو نيوز”، فإن هذه الرقاقة لا تقتصر على كونها هوية إلكترونية فحسب، بل يمكن برمجتها لتكون بديلًا عن بطاقة العمل الشخصية وبطاقة استخدام المواصلات العامة، وحفظ كمية من البيانات كعناوين المواقع على شبكة الإنترنت على سبيل المثال.
وقامت الشركة ببيع أول عشرة نماذج للرقاقة الفريدة في الأيام الأربعة الأولى من طرحها، ويتوقع بيكر أن يكون هناك حوالي 2000 – 3500 مستخدم لها حاليًا في ألمانيا وحدها. ولكي تعمل الشريحة بشكل جيد، يضيف بيكر، أنه يجب زراعتها عند أخصائي، في أنسجة اليد الرقيقة بين السبابة والإبهام، ثم برمجتها لكي تعمل عن طريق تطبيق خاص على الهاتف الذكي.
وأبدى بيكر بعض المخاوف من سلبيات الرقاقة، كإرسال بيانات هامة إلى شخص آخر بمجرد أن يمرر هاتفه أمام يدك دون علمك.
رقائق ذكية في أجساد الموظفين
يبدو أن الآثار السلبية للرقاقات الذكية قد وصلت الصين بالفعل، إذ أقدمت بعض الشركات الصينية، بحسب ما ذكرت صحيفة “التايمز”، على استخدام هذه الرقاقات كأجهزة استشعار في الخوذات والقبعات لمسح موجات الدماغ، لتكشف بذلك عن الإجهاد والتوتر، وعواطف الغضب في عامليها. ومنح عمال شركة “Crossrail” أساور معصم بإمكانها استشعار الإرهاق.
الاستخدام الطبي والأمني لها
بالإضافة إلى ما تم ذكره أعلاه حول الاستخدام الطبي للشرائح الذكية، تستخدم أيضًا لدى مرضى الخرف أو الزهايمر،كما قامت شركة بزرع هذه الرقاقات للمصابين في بورتوريكو، فإذا فقد أحدهم، تقوم الشرطة بفحص الرقاقة، ومعرفة المعلومات الطبية لها كافة، والتعرف عن هويته. وحتى الآن زرعت الرقاقة داخل 100 شخص، إلا أن شركة “Three Square Market” المتخصصة في تجارة آلات البيع والأكشاك الإلكترونية الخدمية، تخطط لزرعها داخل 10 آلاف شخص.
كما بدأ استخدام الرقاقة مع السجناء المطلق سراحهم تحت المراقبة، كبديل لعلامات الكحل التي توصف بأنها تشكل إهانة لهم، لتحديد مواقعهم.
وعلى الرغم من تأكيد القائمين على أن هذه الرقاقات تحافظ على خصوصية الإنسان وبياناته الشخصية، إلا أن هناك تخوف من البعض، نظرًا للتسارع الكبير الذي تشهده هذه التقنية.