الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دوليةشؤون عربية

السوريون وقود الغضب التركي

ترجمات-كيوبوست

يثير وجود أكثر من نصف مليون لاجئ سوري في إسطنبول عاصمة تركيا الاقتصادية، استياءً شديدًا؛ بسبب تدهور حالة الاقتصاد التركي في الأشهر الأخيرة، فضلًا عن ارتفاع معدلات التضخم وتصاعد معدلات البطالة.

موجة عنف

يقلِي السوري “محمد” الفلافل كما لو كان الوضع طبيعيًّا ولم يتغيَّر شيء، لكن مدير هذا المطعم السوري في أحد شوارع إسطنبول يعترف بأنه لا يعمل في أجواء هادئة؛ ففي 29 يونيو الماضي هاجم حشد من الأتراك تلك المحلات التي يديرها سوريون في منطقة كوجوكجيكمجه، وقاموا بتكسير الواجهات.

خلال ثماني سنوات من التعايش بين الأتراك والسوريين (وهم رسميًّا 3.6 مليون في البلاد، بما في ذلك نحو 550000 في إسطنبول)، كانت هذه هي المرة الأولى التي يتخذ فيها الغضب المناهض للاجئين مثل هذا المنحى العنيف.

سوريون يحاولون الدخول إلى الأراضي التركية بعد أن أصبحوا غير مرغوب فيهم

يتنهَّد صاحب المطعم الذي وصل من حلب خلال  الأشهر الأولى من الحرب في سوريا، والذي يشعر بأن العداء يتصاعد بين جيرانه الأتراك: “أعرف أن 80٪ منهم لا يريدونني بشدة؛ لكن يبقى هناك 20٪”.

يضيف محمد: “كل شيء يبدأ عبر نشر الشائعات؛ كنشر شائعة عن  سوري متهم بالسرقة أوالاعتداء الجنسي، لتبدأ المشكلات التي تعكس انفجار الاستياء الشعبي المرتبط بالقضايا الاقتصادية. إنهم يتهموننا بسرقة عمل الأتراك، ورفع الأسعار”، بات الوجود السوري يثير استياءً أكبر؛ بسبب تدهور حالة الاقتصاد في الأشهر الأخيرة، مع ارتفاع معدلات التضخم والبطالة.

مشكلة حقيقية

يرى عمدة إسطنبول الجديد، أكرم إمام أوغلو، أن قضية اللاجئين السوريين “واحدة من كبرى المشكلات” التي تواجه فترة ولايته، مضيفًا: “لم تكن بلدية إسطنبول مهتمة بهذا الموضوع قط؛ لقد كان الأمر كما لو أن مشكلة اللاجئين لم تكن مطروحة، بالطبع هذه ليست مشكلة يمكن حلها على المستوى البلدي. لكن على مستوى آخر، أعتقد أن هناك أشياءً يجب القيام بها”.

سوريون مطرودون من الأراضي التركية ويواجهون المجهول

هذا ما يعتقده عمر كادكوي، الباحث في المؤسسة التركية لأبحاث السياسة الاقتصادية (TEPAV)، والذي شارك في إعداد تقرير عن “السوريين في إسطنبول والأحياء اليهودية السورية بعد الحرب”. يقول الباحث: “تتحمَّل السلطات المحلية مسؤولية كبيرة وتلعب دورًا كبيرًا في عملية دمج اللاجئين في تركيا أو في أوروبا أو في أي مكان آخر”، مؤكدًا: “هذه السلطات يقع على عاتقها تمهيد الطريق للقادمين الجدد، بدءًا من وصولهم إلى بلد اللجوء، وصولًا إلى التوطين والاندماج”.

جهود محدودة

وَفقًا لعمر كادكوي، تمكَّنت منطقة السلطان بيلي، إحدى أفقر المناطق في إسطنبول، من تقليل التوترات بين السكان المحليين واللاجئين من خلال تزويد السوريين بالخدمات الأساسية طويلة الأمد (دورة تدريبية، أو دروس لغة تركية…)، وذلك عبر منظمة غير حكومية ذات تمويل دولي. وبالمقارنة، فإن الجهود التي تبذلها بلدية العاصمة، والتي من الأفضل منحها للسوريين، ظلت محدودة.

سوريون قبالة الشواطيء التركية

يقول الباحث بأسف: “إن مجرد إشراك مجلس المدينة في هذه القضايا أمر بالغ الأهمية؛ لأننا نعاني على المستوى الوطني نقصًا صارخًا في سياسة الاندماج”. يعتمد السوريون على حالة “الحماية المؤقتة”، والتي تمنحهم حقوقًا معينة؛ لكن مع التأكيد أنه ينبغي أن يعودوا إلى ديارهم يومًا ما.

الأخبار تذكر السوريين أيضًا، ففي يوم الإثنين الماضي، أصدرت محافظة إسطنبول إنذارًا، ينتهي في 20 أغسطس، يأمر اللاجئين الذين يعيشون بشكل غير قانوني بمغادرة المدينة.

السوريون يواجهون أقسى ظروف الحياة في تركيا

وقد تم بالفعل ترحيل المئات منهم (دون وثائق) واعتُقل آلاف آخرون تمهيدًا لنقلهم إلى أقاليم تركية أخرى. يرى كثيرون، مثل الباحث عمر كادكوي، أنها خطة على صلة مباشرة بهزيمة السلطة في الانتخابات البلدية الأخيرة، وكأنها رسالة تقول: “حتى لو خسرنا الانتخابات، فنحن نسيطر وندير دفة الأمور”.

العمدة الجديد يعِد بالتركيز على النساء والأطفال؛ لكن هذا التركيز يتعلق بتوفير الحماية لهم وليس الاندماج. يقول أكرم إمام أوغلو: “سأبذل قصارى جهدي لضمان عودة هؤلاء الأشخاص إلى ديارهم بأمان”.

المصدر: لو فيجارو

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة