الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية
السناتور الفرنسية ناتالي غوليه تفتح النار على “فيسبوك” وتوكل كرمان
في مقال نشرته في صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية اعتبرت غوليه اختيار كرمان ضمن مجلس الإشراف على "فيسبوك" خطأً فادحاً سيكلف المنصة العملاقة الكثير من سمعتها في مجال محاربة خطاب الكراهية

كيوبوست
انضمام توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام والقريبة من جماعة الإخوان المسلمين، إلى مجلس الإشراف على “Facebook”، يقلق النائبة الفرنسية ناتالي غوليه، التي تؤكد أنه بموجب قانون “آفيا” الجديد، سيحصل “فيسبوك” على امتيازات مهمة في مجال مكافحة المحتوى الذي يحض على الكراهية.
هذا أبرز ما جاء في مقال نشرته صحيفة “لو فيغارو” بقلم عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ناتالي غوليه، والتي اعتبرت أن “مكافحة الخطاب العنيف على الإنترنت كانت على الدوام قضية حاسمة في الحرب ضد الإرهاب، ولا بد من تحقيق التوازن بين السيطرة والأمن وحرية التعبير”.
اقرأ أيضاً: من نوبل إلى “فيسبوك”.. كيف وصلت توكل كرمان إلى المنصات العالمية؟
وتعرف عضو مجلس الشيوخ الفرنسي باهتمامها المتواصل بالموضوعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب وخطاب الكراهية؛ حيث ترأست في مجلس الشيوخ لجنة تحقيق حول سبل التحرك والمجابهة ضد الشبكات الجهادية في فرنسا وأوروبا.
ويثير قانون (آفيا) الذي اقترحته النائبة في الجمعية الوطنية عن الحزب الحاكم ليتيسيا آفيا، والذي طعن فيه مجلس الشيوخ الفرنسي مؤخراً، الكثير من الجدل؛ ففي إحدى فقراته ينص القانون على معاقبة أية منصة تترك محتوى يحض على الكراهية، وتشكل خطراً على الحريات العامة وبشكل خاص على حرية التعبير، وستكون لتلك المنصات مهلة زمنية محددة لحذف المحتوى الذي تم الإبلاغ عنه، وإلا فستعاقب بغرامة باهظة تصل إلى 250000 يورو.

تضرب غوليه في مقالها مثلاً بـ”فيسبوك” عندما اعترف إبان الهجوم على مدينة (كرايستشيرش) النيوزيلندية، في مارس 2019، بأنه قد تم نشر 300 ألف مقطع فيديو للإرهابي، وأن فريقاً من أكثر من 150 شخصاً عمل منذ ذلك الحين لإزالة تلك المحتويات، كما تمت إزالة أكثر من 4 ملايين محتوى يحض على الكراهية في الربع الأول من عام 2020، بعد أن قام “فيسبوك” بتشديد أدواته الرقابية على المحتوى.
كل هذه الجهود تستحق الثناء؛ فهي ضرورية بالنظر إلى المكانة التي تحتلها هذه الشبكة في الحياة اليومية لملايين المستخدمين، حسب غوليه، ومن الواضح أن Facebook”” على دراية كاملة بقوة أداته والأضرار التي يمكن أن تنتج عن الاستخدام الضار لها.
وفي ظل هذه الظروف، قدم “”Facebook، في 6 مايو، تشكيلاً يُعرف باسم “مجلس الإشراف”، بعد نحو تسعة أشهر على موعد الإعلان عنه في سبتمبر 2019.
اقرأ أيضًا: توكل كرمان أداة الإخوان الناعمة التي خدعت المجتمع الدولي
وتتألف التشكيلة الأخيرة من عشرين شخصية مستقلة، مسؤولة عن ضمان التوازن بين حرية التعبير والأمن؛ بمن فيها رئيسة وزراء دنماركية سابقة، ومحرر سابق لصحيفة “الغارديان”، وقاض سابق في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
هذه المعلومات، حسب غوليه، مرت دون أن يلاحظها أحد؛ لكنَّ اسماً واحداً كان كفيلاً بإثارة ضجة كبيرة في جزء من العالم العربي وفي وسائل إعلام أجنبية، إنها الحائزة على جائزة نوبل للسلام اليمنية توكل كرمان، والتي تُعرف بمواقفها الواضحة والمحابية لجماعة الإخوان المسلمين.
تقول غوليه: “يجب أن نتذكر أن حركة الإخوان المسلمين محظورة في كثير من الدول، وأن زعيمها القرضاوي اللاجئ في قطر مطلوب في الولايات المتحدة، وممنوع من دخول فرنسا وبريطانيا، كما أنه شخصية منبوذة في العديد من دول الجامعة العربية؛ مثل مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية”.
بالنسبة إلى الإخوان المسلمين، يقدر عدد الحسابات على الشبكات الاجتماعية التي لها صلة مباشرة أو غير مباشرة مع تلك الجماعة في مصر بأكثر من مليونَين، حسب غوليه، وتبقى الإنترنت القناة المفضلة لنشر هذه الأيديولوجية المتطرفة المثيرة للجدل.

وتضيف غوليه: “لقد أظهرت لنا الأحداث الجارية أن جائزة نوبل ليست ضماناً للإنسانية مدى الحياة، إن قضية أونغ سان سو شي هي أكبر مثال على ذلك، بعد ردة فعلها على الإبادة الجماعية للروهينجا في بلدها بورما، هذا الحدث يعلمنا أن ضحية اليوم يمكن أن يصبح جلاداً غداً”.
وتتساءل غوليه: كيف، إذن، يمكننا أن نفهم ونقبل أن مجلس الإشراف على (Facebook)، وهي منصة تضم قرابة 2,6 مليار مستخدم شهرياً، دون حساب المليار مستخدم على (Instagram)، يتضمن مثل هذه الشخصية المتهمة بتأييد جماعة الإخوان المسلمين؟ كيف لنا أن نأمل في أن تكون لمجلس الإشراف هذا أية فائدة في قمع رسائل الكراهية عندما يُتهم أعضاؤه أنفسهم بحملها؟
وبينما نشهد في كل مكان ارتفاعاً كبيراً في الأعمال المعادية للسامية والخطابات المتطرفة، تثير تلك التعيينات التي أعلن عنها “فيسبوك” تساؤلات جدية حول رغبته الحقيقية في محاربة أيديولوجيا تعتبر خطيرة في العديد من البلدان، حسب غوليه، والتي ختمت مقالها بالقول: “هذا خطأ فادح وسيؤدي إلى المزيد من الحذر، وقبل كل شيء انعدام الثقة في مثل هذه المنصات العملاقة التي غزت حياتنا”.