الواجهة الرئيسيةحواراتشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
السفير الألباني لدى الإمارات لـ”كيوبوست”: نقدر جهود أبوظبي في دعم بلادنا بالأوقات الصعبة
في مقابلةٍ خاصة تحدث السفير إرمال دريدة عن العلاقات بين أبوظبي وتيرانا في السنوات الماضية والفرص المتاحة أمام المستثمرين الإماراتيين في ألبانيا

كيوبوست
تحدث السفير الألباني لدى الإماراتي إرمال دريدة في مقابلة خاصة مع “كيوبوست” عن العلاقات بين أبوظبي وتيرانا، ومجالات التعاون المشترك بين البلدين.

وقال إرمال دريدة أن الإمارات أظهرت دعماً غير مشروط لبلاده في الأوقات الصعبة، مؤكداً على العمل المشترك بين البلدين مع انضمامهما معاً للدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن، مع بداية العام الجديد، وإلى نص الحوار…
* كيف ترى العلاقات الإماراتية الألبانية خلال الفترة الماضية؟
– أشعر بالفخر وأنا أتحدث عن العلاقات المتميزة التي تجمع بين الإمارات وألبانيا، والروح الأخوية التي تتسم بها هذه العلاقات، ليس فقط على المستوى الثنائي، ولكن أيضاً على مستوى التعاون والتنسيق المشترك في المؤسسات والجهات الدولية، ويرجع تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين أبوظبي وتيرانا ليونيو 1992 وتم افتتاح مقر السفارة الألبانية في أبوظبي عام 2010. وخلال السنوات الماضية، توطدت علاقتنا بشكلٍ أكبر في مختلف المجالات، خاصة أن ألبانيا تنظر إلى الإمارات باعتبارها شريكاً مهماً، ولها دور مؤثر في مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص، والشرق الأوسط بشكلٍ عام، لذا تجد دائماً حوارات واجتماعات متكررة بين مسؤولي البلدين لتعزيز التعاون بمختلف المجالات والوصول إلى تفاهمات مشتركة حول مختلف القضايا، فخلال العامين الماضيين زار رئيس الوزراء الألباني؛ إيدي راما، الإمارات ثلاث مرات وهو ما يدل على الرغبة الحقيقة بتقوية العلاقات بين البلدين.
يواصل: أظهرتِ الإمارات وقادتها أصحاب الرؤى دعماً غير مشروط لبلادنا في أصعب الأوقات من دون تردد، وهذا الأمر نقدره للغاية فالأصدقاء الحقيقيون يُعرفون في الأوقات الصعبة، والشيخ زايد رحمه الله كان من بين أوائل قادة دول العالم الذين أعربوا عن دعمهم لقرار حلف شمال الأطلسي إطلاق ضربات جوية لإجبار صربيا على وقف عمليات الإبادة الجماعية ضد شعب كوسوفو، وكانت الوحدة الإماراتية التي تخدم مع قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام هي الأكبر عدداً لدولة من خارج الناتو، والوحيدة من دولة عربية أو إسلامية، وخلال مهمة حفظ السلام قامت الإمارات ببناء مطار مدينة كوكس، الذي أطلق عليه عام 2010 اسم مطار زايد تقديراً للدعم الكبير الذي قدمه المغفور له الشيخ زايد، حيث يعمل الآن المطار بكامل طاقته.
يستطرد: دعَّمت حكومة الإمارات العديد من المشاريع الاستراتيجية في ألبانيا، وقدمت منحاً وقروضاً ميسرة من خلال صندوق أبوظبي للتنمية لتنفيذ مشاريع مهمة بعملية إعادة الإعمار، كما كان الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي من أوائل القادة الذين دعموا ألبانيا بعد الزلزال المميت الذي ضرب البلاد عام 2019 حيث وجه بتقديم منح فورية قيمتها 3 ملايين دولار كمساعدة فورية للمتضررين، بالإضافة إلى 70 مليون يورو تم منحها في فبراير 2020 خلال مؤتمر المانحين من أجل إعادة الإعمار وهو ما ساعد في توفير منازل جديدة لنحو ألفي أسرة.

* ما أبرز نقاط الالتقاء بين البلدين؟
– بخلاف الرؤية المشتركة التي تجمع بين الإمارات وألبانيا، سواء بالرغبة في تعزيز الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي، فإن ثمة قيماً مشتركة تجمع بين البلدين في محاربة التطرف والجريمة المنظمة والإرهاب ودعم التعايش السلمي وتعزيز السلام وقيم التسامح، بجانب العمل لتعزيز تمكين المرأة.
* ماذا عن التعاون الاقتصادي بين البلدين؟
– لا يزال حجم التجارة بين البلدين غير مرضٍ لكن توجد رغبة مشتركة من البلدين بزيادة التعاون الاقتصادي والتجارة، ووقعت البلدين في 2020 اتفاقية للتعاون الاقتصادي، وهي الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ في يونيو الماضي، كما وقعت الحكومة الألبانية اتفاقية مع شركة إعمار لاستثمار ملياري يورو في مدينة دوريس أكبر مدينة ساحلية في ألبانيا وهو مشروع يتضمن ميناء لليخون سيكون الأكبر بالبحر الأبيض المتوسط، كما بدأت شركة فلاي دبي رسمياً رحلاتها المباشرة إلى تيرانا بمعدل 5 رحلات أسبوعياً و9 رحلات خلال موسم الذروة، ويتم تنظيم رحلتين أسبوعياً من أبوظبي عبر شركة “ويز إير” منذ سبتمبر الماضي، ونعمل في الوقت الحالي على تنظيم اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة في القريب العاجل والتي ستكون بمثابة خارطة طريق للمشاريع المستقبلية ذات المنفعة المتبادلة.

* وبالنسبة للفرص الاستثمارية أمام المستثمرين الإماراتيين؟
– ألبانيا تنتظر حالياً فتح باب المفاوضات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعني أن البلاد أحرزت تقدماً في قطاعات رئيسية عدة منها سيادة القانون، ورغم وجود الكثير مما يجب القيام به إلا أن هناك اهتماماً خاصاً بالمستثمرين المحتملين، وفي الفترة السنوات الأخيرة شهدنا اهتمام الأفراد والشركات الإماراتية تجاه ألبانيا وهو أمر يرتبط بالجهود التي تبذلها الحكومة الألبانية لتهيئة بيئة آمنة للمستثمرين الأجانب.
يواصل: ثمة فرص استثمارية في ألبانيا جيدة للمستثمرين، ففي قطاع الزراعة والمنتجات الغذائية، لا يزال لدينا عدد صغير من المصانع، ويتم استيراد المنتجات الغذائية الرئيسية من بلدان أخرى، حيث يشهد السوق طلباً مرتفعاً على هذه المنتجات، ومن ثم فهناك فرص اسثتمارية متاحة بهذا القطاع لا سيما في ضوء توافر التربة والمياه الصالحة للزراعة بالإضافة إلى مزايا الاتفاقيات التجارية المنضمة لها تيرانا، أيضاً هناك فرص كبيرة للاستثمار بالقطاع السياحي في ظلِّ زيادة عدد السائحين في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى المميزات التي تقدمها الحكومة للمستثمرين الذين يقومون ببناء منتجعات سياحية فاخرة، مع الأخذ في الاعتبار إعفاء الحكومة الفنادق والمنتجعات من ضريبة دخل الشركات لمدة 10 سنوات، مع تحديد نسبة ضريبة القيمة المضافة لجميع خدماتها بنسبة 6%، من بين الفرص المتاحة أيضاً الاستثمار في مجال تكنولوجيا المعلومات والخدمات الافتراضية مع نمو التجارة الإلكترونية بشكل كبير، بجانب فرص كبيرة بمجال السوق العقاري بسبب وجود الكثير من الأراضي غير المستغلة وغير المطورة التي توفر بأسعار منخفضة وهي استثمار يزيد من قيمة الأموال، وفي ظل وضوح قوانين شراء الأجانب الأراضي في ألبانيا، فإن الأمر يحظى بالاهتمام.
اقرأ أيضًا: الإمارات.. رابع أفضل مكان في العالم للعيش والعمل
* كيف ترى الجهود التي قامت بها الإمارات خلال جائحة كورونا؟
– واجه العالم لحظاتٍ صعبة خلال جائحة كورونا، بسبب القتال ضد عدو غير مرئي، وكانت الإمارات من أوائل الدول على مستوى العالم التي قامت بجهود كبيرة ورد فعل سريع ومهني لمواجهة تفشي الفيروس من خلال عمليات الفحص والتطعيم المكثفة التي لا تزال تمثل أولوية قصوى للحكومة حتى الآن، وبجانب هذه الجهود أظهرت الإمارات تضامناً كبيراً لدعم العديد من البلدان حول العالم، وأرسلت إلى ألبانيا شحنة تحتوي على 7 أطنان من المساعدات الطبية، وتبعتها بشحنة أخرى من اللقاحات، وهنا أود أن أغتنم الفرصة لتوجيه الشكر للسلطات الإماراتية لتسهيلها جميع إجراءات إعادة المواطنين الألبان الذين تم فصلهم خلال فترة الإغلاق.
* تنضم مع بداية 2022 الإمارات وألبانيا كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، كيف يعزِّز هذا الأمر الشراكة بين البلدين؟
– دعمت الإمارات وألبانيا بعضهما بعضاً بشكلٍ متبادل ليتم انتخابهما كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن، وهذه هي المرة الأولى التي تصبح ألبانيا عضواً في مجلس الأمن، وهي الدولة الوحيدة من بين الدول الخمس المنتخبة التي تعمل لأول مرة في مجلس الأمن الدولي كعضو غير دائم، وهي لحظة تاريخية بالنسبة لنا، ولدينا التزام بالعمل عن كثبٍ مع جميع البلدان، من أجل تعزيز المساءلة والشفافية، ونتطلع للعمل مع الإمارات عن قرب من أجل دفع أجندتنا وأولوياتنا المشتركة. وكما ذكرت سلفاً، نتشارك مع الإمارات في قيم مشتركة، وسنعمل على السعي نحو تحقيق السلام، تلعب أبوظبي دوراً مهماً في تعزيز السلام والتسامح بين الشعوب والدول، فهناك أكثر من 200 جنسية يعيش أصحابها ويقيمون فيها، وهو مثال حقيقي على كيفية استفادة الأشخاص ذوي الخلفيات الدينية المختلفة أن يعيشوا معاً من دون أي تحيز.

* كيف ترى استضافة النسخة الحالية من إكسبو في الإمارات؟
– يعد إكسبو 2020 دبي لحظة مهمة بالنسبة للإمارات، في ظلِّ وجود 192 دولة تشارك في هذا الحدث العالمي، الذي تم توفير جميع الإمكانيات اللازمة لنجاحه، والمعرض فرصة بالنسبة لنا لعرض تاريخنا وثقافتنا التقليدية لتعزيز السياحة والتنمية المستدامة والفرص، من خلال أنشطةٍ جذابة وغامرة، وينصب التركيز الرئيسي للجناح على إظهار جمال ألبانيا وتاريخها الغني للعالم.