الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

السجن المؤبد لصلاح عبد السلام

بعد أكبر محاكمة جنائية في تاريخ فرنسا وجد القضاة عبد السلام مذنباً وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.. وهي أشد عقوبة يمكن فرضها بموجب القانون الفرنسي

كيوبوست – ترجمات

أنجيليك كريسافيس♦

أدانت محكمة فرنسية المتهم صلاح عبد السلام بارتكاب جرائم قتل، وحكمت عليه بالسجن المؤبد. صلاح عبد السلام هو الناجي الوحيد من مجموعةٍ مكونة من عشرة أشخاص نفَّذت هجماتٍ إرهابية في باريس عام 2015، ذهب ضحيتها 130 شخصاً، وأصيب فيها كذلك أكثر من 490 شخصاً.

بدأتِ الهجمات -التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية- بتفجيراتٍ انتحارية خارج ملعب رياضي، تبعها إطلاق نارٍ من سيارة مسرعة، وتفجيرات انتحارية استهدفت المقاهي والمطاعم، وانتهت بهجومٍ على مسرح باتاكلان خلال حفلٍ موسيقي أسفر عن مقتل تسعين شخصاً.

بعد أكبر محاكمة جنائية في تاريخ فرنسا، وجد القضاة عبد السلام مذنباً، وحكمت عليه بالسجن مدى الحياة، وهي أشد عقوبة يمكن فرضها بموجب القانون الفرنسي. كما تمت إدانة 19 شخصاً آخرين بالتآمر أو بتقديم الدعم اللوجستي، وتلقوا أحكاماً تراوحت بين السجن لعامين، والسجن المؤبد.

اقرأ أيضاً: فرنسا تنتهج مقاربة جديدة تجاه مواطنيها المسلمين

قُتل تسعة من المهاجمين العشرة الذين روّعوا المدينة في تلك الليلة، إما انتحاراً وإما برصاص قواتِ الشرطة الفرنسية، بمن فيهم إبراهيم عبد السلام، شقيق صلاح الأكبر الذي فجَّر سترته الناسفة في حانة في باريس. أما صلاح فقد تخلص من سترته، وألقى بها في حاوية نفايات قبل أن يفر إلى بروكسل التي نشأ فيها ليختبئ لعدة أشهر قبل أن تلقي القبضَ عليه الشرطةُ البلجيكية عام 2016 بعد تبادلٍ لإطلاق النار. وبعد اعتقاله بعدة أيام، قامت مجموعة يُشتبه في كونها تنتمي إلى التنظيم الإرهابي نفسه بتنفيذ هجماتٍ بالمتفجرات في مطار بروكسل ومترو المدينة، أسفرت عن مقتل 32 شخصاً وإصابة المئات.

قال المحققون إن صلاح كان ينوي تفجير نفسه في حانة في باريس تلك الليلة، ولكن عطلاً في سترته الناسفة حال دون ذلك، ولكن صلاح زعم أنه قرر التراجع عن التنفيذ في اللحظة الأخيرة. أكد المحققون وجود تناقضاتٍ في شهادة صلاح، وقالوا إنه بايع تنظيم الدولة الإسلامية، وأعرب عن أسفه لأن سترته الناسفة لم تنفجر.

صلاح عبد السلام تلقى حكماً بالسجن المؤبد- الغارديان

اعترف صلاح أن شقيقه الأكبر، الذي لطالما كان يرغب في إرضائه، طلب منه في صيف 2015 أن يتواصل مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية العائدين من سوريا، ويحضرهم إلى بروكسل. وادعى بأنه انضم إلى التنظيم قبل يومين فقط من تنفيذ العملية، ولكن المحققين رفضوا هذا الادعاء.

تغير سلوك صلاح خلال محاكمته التي استمرت عشرة أشهر، واعتذر للضحايا وعبَّر عن ندمه، وقال لهيئة المحكمة: “لقد ارتكبت أخطاءً، لكنني لست قاتلاً، وإذا أدانتني المحكمة بالقتل، فإنكم ترتكبون ظلماً كبيراً”. وأضاف: “كلماتي الأولى أوجهها للضحايا، لقد عبرت من قبل عن ندمي، وسيقول البعض إن اعتذاري غير صادق وهو مجرد استراتيجية… أكثر من 130 قتيلاً وأكثر من 400 مصاب، من يمكنه ألا يكون نادماً بصدق على مثل هذه المعاناة؟”.

اقرأ أيضاً: هكذا تشن فرنسا “حرباً مقدسة” على “الذئاب الإلكترونية المنفردة”

وخلال المرافعة الختامية يوم الاثنين الماضي، قالت محامية الدفاع عن عبد السلام إن موكلها هو العضو الوحيد في المجموعة الذي لم يفجر عبوات ناسفة لقتل أبرياء في تلك الليلة، وقالت إنه لا يمكن إدانته بجريمة القتل. كما قال عبد السلام للمحكمة إنه “لا يشكل خطراً على المجتمع”. ولكن الادعاء جادل بأن هنالك ما يبرر عقوبة السجن المؤبد، وأكدوا أن إعادة تأهيل عبد السلام في المجتمع تبدو أمراً مستحيلاً بسبب “أيديولوجيته القاتلة”.

وفي أثناء المحاكمة، سأل أحد المحامين عبد السلام: كيف يود أن يتذكرك الناس؟ فأجاب: “لا أريد أن يتذكرني أحد، أتمنى أن ينساني الجميع إلى الأبد؛ لأني لم أختر أن أكون الشخص الذي أنا عليه اليوم”.

♦مراسلة صحيفة “الغارديان” في باريس.

المصدر: الغارديان

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة