الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجيةشؤون دولية
السجل الإرهابي لعملاء بنك الريان القطري في بريطانيا

ترجمات-كيوبوست
كشفت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، مؤخرًا، عن حقائق مثيرة تتعلق بطبيعة عمل بعض البنوك البريطانية؛ ومنها بنك الريان البريطاني، الذي يمتلك مصرف الريان القطري، ثاني أكبر بنك في قطر، نحو 70% من أسهمه، بينما تضم قائمة أكبر أصحاب المصالح فيه مؤسسات تُدار بواسطة الحكومة القطرية.
`وتشمل قائمة عملاء البنك البريطاني كيانات تنتمي إلى مجموعات ضغط، ومؤسسات خيرية، ومساجد، وممولين لإنتاج الأقمار الصناعية الخاصة بالبث التليفزيوني، بالإضافة إلى ما هو أهم؛ وهو مجموعات الإسلاميين المنتشرين في بلدان مختلفة ويحلمون باليوم الذي يمثلون فيه كل المسلمين في العالم والتحدث في النيابة عنهم. وتأتي أبرز تلك الكيانات كالتالي:
♦ جمعية مساعدة الأسر التي تعاني تحت ضغوط
هي جميعة لنصرة المجموعات التي تشعر بالانتماء إليها ولها هدف واضح هو دعم أُسر المسلمين المقبوض عليهم في جرائم إرهاب، وهناك أكاديميون متهمون بالتورط في رعاية ودعم مجموعات الضغط الإسلامية. وقد تمت الإشارة إليهم واتهامهم من قِبَل الحكومة والمحاكم في بريطانيا بالدعوة إلى التطرف، كما اعتبرت خطاباتهم التبشيرية منافية لقيم المجتمع البريطاني؛ ما دعا بنكَي “إتش إس بي سي” و”إل لويدز تي إس بي” إلى إغلاق حساباتهم الخاصة بين عامَي 2007 و 2012.
وقد دافع بنك “إتش بي سي” عن وجهة نظره في قرارات الإغلاق، قائلًا: “إن القيم الأخلاقية لهذه المجموعات تتنافى مع القيم الأخلاقية للبنك”، أما المؤسسة الخيرية فقد اعتبرت أن مَن يتهمونها بإثارة الجدل غير قادرين على الحكم إلا من خلال مفاهيم متعصبة وانحيازات مسبقة.
♦ الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية (إنتربال)

دخل الصندوق الفلسطيني للإغاثة والتنمية ضمن التصنيف الذي أطلقته الحكومة البريطانية في 2017؛ حيث اعتُبر كجزء من البنية التحتية لفرع جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس في بريطانيا. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ حيث وجهت وزارة الخزانة الأمريكية أصابع الاتهام إليه واعتبرت أن الصندوق ما هو إلا كيان إرهابي أنشئ لتقديم الدعم المالي لحركة حماس، وهو التهمة التي أنكرها الصندوق جملةً وتفصيلَا.
اقرأ أيضًا: “بي بي سي” تكشف بالوثائق: قطر دفعت مليار دولار لمنظمات إرهابية
♦ أمة ويلفير تراست
هي جمعية دولية خيرية هدفها توفير التنمية والإغاثة، مقرها مدينة بولتون ببريطانيا. وقد تعرَّضت إلى إغلاق حساباتها ببنكَي “باركليز” و”إتش إس بي سي” في عامَي 2008 و2014 على الترتيب؛ وهو ما فسَّره بنك “إتش إس بي سي” بنشاطات المؤسسة التي تتخطى مقاييس المخاطرة لدى البنك. وليست هذه المرة الوحيدة التي تتعرض فيها الجمعية إلى إجراءات من هذا النوع؛ حيث انتُقدت لقيامها بالمشاركة في بعض النشاطات في غزة. ومن المفترض أن هذه النشاطات قد تمت في الماضي بالمشاركة مع صندوق التنمية والإغاثة الفلسطيني وجمعية أبي صلاح الخيرية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ حيث تم حجب نشاط الجمعية في الولايات المتحدة، بسبب مزاعم تمويلها حركة حماس.
ومن جهتها، أكدت الجمعية أن نشاطاتها الخيرية لا تعبر إلا عن تعاليم الإسلام، أي تلك التعاليم التي تحض على التعاطف والكرم والإيثار، وهناك مسجد فينسبري بارك على الجانب الآخر، الذي يعد معقلًا لأبي حمزة، الذي سبق اتهامه بالترويج لخطاب الكراهية عام 1990، والذي ينفذ حاليًّا عقوبة السجن مدى الحياة في الولايات المتحدة بعد اتهامه بالتورط في أعمال إرهابية.
♦ نكتار تراست
كانت “نكتار تراست” تمارس نشاطاتها حتى عام 2017 تحت مسمى “جمعية قطر الخيرية في بريطانيا”، ومن المثير للدهشة هو كم الأموال الوفيرة التي استقبلتها خلال الأعوام الأربعة الماضية، وهو ما يقدر بنحو 37 مليون يورو استقبلتها الجمعية من المؤسسة الأم، جمعية قطر الخيرية، التي تعمل من خلال مقرها الرئيسي في الدوحة، وسبق إغلاق فروعها في كلٍّ من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهناك عديد من الشكوك التي دارت حول فرع المؤسسة في بريطانيا؛ ومنها قيامه باستثمار ملايين الجنيهات الإسترلينية في إنشاء مساجد ومراكز إسلامية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، مثل مؤسسة “إيمان تراست” التي تم إنشاؤها في مدينة شيفلد الإنجليزية، وكان من ضمن قادتها مَن تربطهم صلات قوية مع جماعة الإخوان المسلمين، كما سبق اتهام أحد أمنائها بمعاداة السامية، وذلك بعد إصداره عدة تصريحات تتهم اليهود بمحاولة السيطرة على العالم وتدبير أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ ما دفعه إلى تقديم استقالته من المؤسسة عام 2017.
اقرأ أيضًا: جماعة “الإخوان” وبريطانيا.. علاقات ملتبسة ومصالح متبادلة
وبدورها، أنكرت مؤسسة “نكتار” كل التهم الموجهة إليها من تمويل مشروعات الإسلام السياسي، واعتبرتها مجرد تكهنات لا تستند إلى أدلة أو براهين، مؤكدةً أن الدور الوحيد الذي تمارسه المؤسسة هو محاربة الفقر والتخفيف من معاناة المجتمعات الفقيرة.
♦ إسلاميك فورام تراست
هي الجناح الخيري للمنتدى الإسلامي الأوروبي، ورغم أنه لم تسبق الإشارة إلى أي اتجاهات عنف تنتهجها المؤسسة؛ فإنه يمكن اعتبارها كيانًا إسلاميًّا راديكاليًّا، فالمؤسسة التي تمارس مهامها من خلال مقرها في مجمع المساجد بشرق لندن من المعروف عنها بعض الأمور؛ منها سعيها المتواصل لتغيير المجتمعات الغربية من جذورها، أي التبديل بمؤسساتها وثقافتها وعقيدتها، غير المكترثة بالدين، أخرى إسلامية.
♦ مسجد شرق لندن

يعد مسجد شرق لندن بالإضافة إلى المركز الإسلامي المجاور له أحد أكبر المراكز الإسلامية في أوروبا، وعرف بعلاقات أمنائه القوية مع المنتدى الإسلامي الراديكالي في أوروبا، بالإضافة إلى تأثيره الكبير على المجلس الإسلامي البريطاني. وفي هذا المسجد تم استضافة كثير من الدعاة؛ من بينهم هيثم الحداد الأكاديمي السلفي.
تقرير صادم: هكذا سيغير المسلمون وجه بريطانيا بحلول 2050
وكانت سارا خان، من المفوضين المهتمين بمقاومة التطرف، قد اتَّهمت الحداد بأمور عدة؛ من بينها العنصرية ومعاداة المرأة والمثليين، بالإضافة إلى ادعاء السيادة لطائفة من الناس على البشر كافة. وهناك أيضًا بلال فيلبس، الذي سبقت الإشارة إليه من قِبَل محكمة أمريكية باعتباره أحد المشكوك في مشاركتهم في تفجير برج التجارة العالمي عام 1993؛ حيث تتزايد الشكوك حول مشاركته مع أنور العولقي، أحد المروجين المعروفين لتنظيم القاعدة على شبكة الإنترنت، في هذه العملية.

♦ جماعة توحيد وإنماء المجتمع المسلم (ميند)
هي جماعة تنظيمية مهمتها محاربة الإسلاموفوبيا والتشجيع على مضاعفة النشاط السياسي للمسلمين، وقد وجهت مؤخرًا بعض الانتقادات لوضع المسلمين في أوروبا. وحسب وجهة نظرها، فإن أي مسلم فخور بدينه يتعرض إلى وصمه بالتطرف، وكذلك أي مسلم يقوم بإبداء رأيه في أوروبا فإنه سيعاني تلقائيًّا من اتهامه بمناصرة الإسلام السياسي.
ودافعت الجماعة عن حق الآباء المسلمين في تعليم أبنائهم خارج نظام التعليم الابتدائي الرسمي، الذي يساعد أطفال المسلمين على تقبل المثلية الجنسية، كما عقدت مؤتمرًا هذا العام تحت عنوان “أتعرَّض لخسارة ديني”، وكان من بين أهدافه استرجاع المسلمين قدرتهم على تحديد مصيرهم، بالإضافة إلى التأصيل لما سمّوه بسمات المسلم البريطاني، ولم يخلُ الأمر من التصريحات النارية لبعض خطباء الجماعة السلفيين؛ منها وصف إرهابيي “حماس” بالمقاتلين الأحرار، فضلًا عن دعوتهم إلى رجم الزناة وإعدام المثليين.
♦ المؤسسة العالمية للبحوث الإسلامية

هي مؤسسة خيرية يترأسها الداعية الإسلامي (ذاكر نايك)، وغرضها الأساسي تمويل الحملات الدعوية الخاصة به، وتعد قناة “السلام” الفضائية هي وسيلته لتحقيق هذا الهدف. وعلى الرغم من أن السلطات البريطانية تمنع هذا الرجل نفسه من الدخول إلى أراضيها منذ عام 2010؛ فإن البريطانيين يمكنهم مشاهدة بث قناته في منازلهم المزينة بالطراز الإنجليزي.
ولم يجد الرجل الذي يدَّعي توصيل رسالة السلام والتآخي والحقيقة إلى الجنس البشري، حرجًا في الثناء على أسامة بن لادن، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، بل زاد الطين بلة بدعوته كل مسلم إلى أن يكون إرهابيًّا، كما أتاح مكانًا في قناة “فور بيس” لبعض الدعاة المتزمتين؛ أمثال: هيثم الحداد وعبد الرحيم جرين وبلال فيلبس.. وربما لكل الأسباب السابقة اتهمت هيئة الاتصالات البريطانية (أوفكوم) قناته ببعض الاتهامات الشائنة؛ من بينها التحريض على الجريمة والترويج لخطاب الكراهية والعنف، وقد حدث ذلك خلال الشهر الماضي بعد قيام الهيئة البريطانية بإجراء تحقيق موسع.
اقرأ أيضًا: سر خروج 80 مليون جنيه إسترليني من بريطانيا لدعم بن لادن وتنظيم القاعدة
♦ مشروع داوا
هو مؤسسة خيرية؛ من بين أهدافها تطوير الحوار المجتمعي، وتعميق التفاهم بين المسلمين وغير المسلمين في المجتمع الإنجليزي، لكنَّ هناك أهدافًا أخرى للمشروع تتمثل في توفير التمويل اللازم لقناته الفضائية “إسلام تي في”؛ حيث تطمح إلى كسر حاجز المليون مشاهدة يوميًّا، وهي بالفعل أكثر القنوات مشاهدة من قِبَل المسلمين داخل بريطانيا.
لكن المفاجأة لم تتأخر كثيرًا؛ حيث ورد في تقرير مؤسسة “كيليان” المهتمة بمقاومة التطرف بعض الأمور المهمة.. أصدرت المؤسسة تقريرها بعد متابعة قريبة لمحتوى القناة لمدة 3 أشهر، وتوصلت إلى بعض النتائج؛ من بينها تصدير القناة خطابًا من شأنه تنمية الشكوك لدى المسلمين في غيرهم من المواطنين، بالإضافة إلى بث محتوى يُشَجِّع على عدم الاندماج مع المجتمع والتطرف والطائفية ومعاداة السامية ونشر الأفكار الرجعية حول مكانة المرأة.
♦ مؤسسة البيان التعليمية
هي جمعية خيرية هدفها إدارة مدرسة بيرمنجهام الإسلامية، وقد صدر بشأنها تقرير من مركز الرقابة على التعليم في بريطانيا عام 2017، ورد فيه أن تلاميذ المدرسة يتعرضون لخطر تحويلهم إلى راديكاليين، وعلَّلت ذلك بإخفاق المدرسة في توفير الحماية اللازمة لحقوق التلاميذ، بالإضافة إلى عدم تمتعها بالمعايير اللازمة لتخريج طلاب قادرين على تقبُّل التنوع، باعتباره من أهم ما يتسم به المجتمع البريطاني الحديث.
ومن جانبها، وصفت المدرسة هذه الانتقادات بعدم الاستناد إلى أدلة كافية؛ لكن هذا لم يمنع مفوضية الجمعيات الخيرية البريطانية من فتح استجواب للمدرسة، وستتم مساءلتها فيه عن معايير الإدارة والتنظيم الداخلي التي تحتكم إليها المدرسة.
المصدر: ذا تايمز