الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

الزواج من قاصرات الزلزال.. فتوى تركية تثير الجدل!

مصادر تتحدث عن عصاباتٍ منظمة تخطف الأطفال في تركيا لغرض الاتجار بالبشر وبيع الاعضاء مستغلة الوضع المضطرب بعد الزلزال

كيوبوست- سلمان إسماعيل

أثارت مؤسسة “ديانت”، المعروفة بنفوذها وانتشارها الكبيرين في تركيا، الجدلَ في الشارع التركي، وعبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد إصدارها بياناتٍ تجيز تزويج القاصرات من الأيتام ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا مطلع الشهر الجاري، ما اعتبره مراقبون ابتعاداً عن المأساة والتفرع في موضوعاتٍ لا تشغل المنكوبين الباحثين عن الدعم والمساندة في الوقت الحالي.

اقرأ أيضاً: مع اقتراب موعد الانتخابات.. صحف عالمية تحذر من انجراف تركيا نحو الديكتاتورية

وينتظر الأتراك الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الصيف المقبل، وسط صدمة الزلزال المدمر الذي يعد أكبر كارثة طبيعية تصيب تركيا في آخر 100 عام، والذي خلف أكثر من 40 ألف قتيل، فضلاً على آلاف الجرحى الذين أَجْلتهم فرق الإنقاذ من تحت الأنقاض.

المحلل السياسي التركي جودت كامل قال إن المؤسسات الدينية التركية بصفةٍ عامة، تحتاج إلى تطوير الأسلوب. فأحياناً يكون كلامهم صحيحاً وفقاً للإسلام، لكن اختيارهم للتوقيت ليس مناسباً بالمرة، وسط هذه الأزمة الإنسانية التي تمر بها البلاد.

مركز “ديانت”

وأضاف كامل في تصريحاتٍ أدلى بها إلى “كيوبوست”، أنه لا بد من قول الحق بطبيعة الحال، لكن حتى الحق يكون فيه استثناءات، لا يمكن الحديث في مسألةٍ ما في كل مكان وكل زمان، ولا بد من مراعاة الظروف، فهناك زلزال وأوضاع صعبة يعاني منها المواطن التركي، وهذه المؤسسة تتكلم في التبني الذي حسم الإسلام أمره منذ ظهوره.

وأشار إلى أن هناك مصادر تتحدث عن عصاباتٍ منظمة تخطف الأطفال في تركيا، مستغلة الوضع المضطرب بعد الزلزال، وبدلاً من الحديث عن هذه الأمور، نجد المؤسسات الدينية تثير الجدل مع الأسف الشديد.

اقرأ أيضاً: سياسات تركيا تجاه الإسلام السياسي… تحول جذري أم مناورة تكتيكية؟

وتابع بقوله، إن مؤسسة “ديانت” وغيرها من المؤسسات الدينية تم تسييسها، وابتعدت عن الأمور الدينية لتشتبك في المعارك السياسية، وهذا الأمر بدأ ينتشر في عهد الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، الذي كلما احتاج فتوى أو مساندة دينية يلجأ إلى المؤسسات التابعة له، والتي تتحدث باسم الدين.

وأوضح كامل، أن ممارسات هذه المؤسسات تسيء للدين الإسلامي، لافتاً إلى أن المجتمع التركي منقسم بين من يصمتون عن ممارسات “ديانت” وغيرها، خوفاً من الوصم بمعاداة الإسلام، وبين من يعانون نقصاً في الثقافة والعلوم الدينية، بما يمنعهم من الاشتباك مع هكذا قضايا، فضلاً على أن المنتقدين يمكن أن يتعرضوا لممارساتٍ عنيفة من النظام تصل حد الاعتقال.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستعد لانتخابات الرئاسة والبرلمان الصيف المقبل

وتمتلك “ديانت” نفوذاً واسعاً وسلطة وصلاحيات كبيرة، حيث تصرف لها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان مبالغ مالية ضخمة حولتها من مجرد مؤسسة دينية إلى إمبراطورية اقتصادية، فيما يعتبرها محللون ذراعاً من أذرع النظام وأداة للتمدد داخلياً وخارجياً لاسيّما في أوروبا، حيث صنِّفت في عديد الدول الأوروبية على مؤشرات الخطر لما تحظى به من قدرة على اختراق المجتمعات الإسلامية في تلك الدول، وزرع بذور الانفصال والانعزال داخل تلك المجتمعات.

جدل متعمد

من ناحيته، قال المحلل السياسي التركي يافوز أكار، إن النظام التركي محترف جداً في أساليب تشكيل الرأي العام، واختراق العقول.

لافتاً إلى أن هذا النقاش تثيره مؤسسة الشؤون الدينية عمداً، وتلقيه أمام الشعب لإلهائه عن التفكير في المشكلات الحقيقية، وفشل النظام في تسويتها، مثل كارثة الزلزال وغيرها.

يافوز أكار

وأضاف أكار في تصريحاتٍ أدلى بها إلى “كيوبوست”، أن الغرض الثاني أن نظام أردوغان يطرح هذه القضايا عمداً من أجل تشكيل خندق علماني، وآخر إسلامي، وتسليط بعضهم على بعض، وخلق كراهية بين الطرفين إلى أقصى الحدود الممكنة، واستغلال الكراهية الناشئة بين الطرفين في خلق صفوف مؤيديه، ورفع شعبيته قبيل الانتخابات.

واختتم المحلل السياسي التركي تصريحاته بالقول، إن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، وأذرعه من الجمعيات الدينية المماثلة لـ”ديانت”، لا تتوقف عن مواصلة السياسة غير الأخلاقية، حتى في ظروف الكوارث والأزمات، في وقتٍ ينصب اهتمام الجميع على ضحايا الزلزال، ومحاولة تقديم العون لهم.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

سلمان إسماعيل

صحافي مصري متخصص في حقوق الإنسان والشؤون العربية والإقليمية

مقالات ذات صلة