الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية

الزلزال أعطى دفعة جديدة لتطبيع العلاقات العربية مع سوريا

كيوبوست – ترجمات

سيروان كجو♦

يرى المراقبون أن زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى سلطنة عمان، والاجتماع الذي سبقها في دمشق مع وزير الخارجية الإماراتي، هما جزءٌ من خطوات تقوم بها بعض الدول العربية لإخراج الحكومة السورية من عزلتها، وإعادتها إلى السياسة الإقليمية والدولية. وبذلك يكون الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا قد أتاح فرصةً للحكومة السورية لاسترجاع علاقاتها مع بعض دول المنطقة، بعد أن سارعت العديد من الدول العربية في أعقاب الزلزال إلى تقديم المساعدات السخية إلى سوريا.

قال جورجيو كافييرو، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “غالف ستيت أناليتيكس” الاستشارية في المخاطر السياسية إنه “من المرجح أن تعمل دبلوماسية الزلازل على تسريع إعادة دمج النظام السوري في حظيرة الدبلوماسية العربية”. وعلى الرغم من أن بعض الدول العربية مثل الإمارات والبحرين أعادت علاقاتها مع الحكومة السورية في السنوات الأخيرة، فهي لم تتمكن من إقامة علاقات كاملة معها بسبب الصراع فيها الذي لا يزال عالقاً في طريق مسدود.

اقرأ أيضاً: بعد قطيعة دامت عقداً من الزمن.. ترقب لعودة العلاقات السعودية- السورية

قال كافييرو: “يجادل اللاعبون الإقليميون الذين عارضوا الجهودَ الرامية لعزل دمشق، مثل الإمارات وعمان والجزائر، بأن تخفيف هذه العزلة ضروري لمواجهة الأزمات الإنسانية التي ألمت بالسوريين في أعقاب هذه الكارثة المروعة”.

ويرى كافييرو أن زيارة الأسد إلى عُمان، والزيارة التي سبقتها إلى الإمارات العربية المتحدة في العام الماضي، سوف تقلِّلان من الجدل الذي يمكن أن يثيره استقبال حكومات عربية أخرى للأسد. ويقول إن الأسد سوف يحقق اختراقاً كبيراً عندما تعيد المملكة العربية السعودية تطبيع علاقاتها مع سوريا، وتعود دمشق إلى الجامعة العربية. ومن المتوقع أن هذين الأمرين سوف يحدثان خلال هذا العام.

الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في دمشق

المملكة العربية السعودية، وهي قوة رئيسية في الشرق الأوسط، اتخذت موقفاً معارضاً للحكومة السورية على مدى سنوات الحرب في سوريا، وخاصة فيما يتعلق بتحالفها مع إيران، الخصم الإقليمي اللدود للمملكة. ولكن قبل أيام أشار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في مؤتمر ميونخ للأمن إن العالم العربي يبحث عن مقاربةٍ جديدة للعلاقة مع سوريا لضمان الاستجابة الفعالة للأزمات الإنسانية التي تعصف بها، بما فيها الزلزال الأخير. وقال بن فرحان: “الوضع الراهن لا يجدي، نحن بحاجة إلى مقاربة جديدة.” وأضاف “إن ماهية هذه المقاربة لا تزال قيد الدراسة”.

يرى سيث فرانتزمان، مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات والتحليل، أن علاقة سوريا مع دول الخليج مهمة بشكلٍ كبير للحصول على الدعم المالي الضروري لإعادة إعمار سوريا في أعقاب الحرب والزلزال. وقال: “لقد لعبت دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، دوراً رئيسياً في دعم مصر اقتصادياً. وسوف يأتي دعم سوريا من وجهة النظر القائلة بأنه ينبغي لدمشق أن تعيد توجيه نفسها نحو التكامل مع الدول العربية، بما فيها الأردن ومصر ودول الخليج”. ولكنه يرى في المقابل أن تواصل دول الخليج مع دمشق لن يحقق نتائج سياسية فورية بسبب علاقاتها الوثيقة مع طهران. وقال: “إيران تريد استخدام سوريا كنقطة انطلاق لشنِّ هجماتٍ على إسرائيل، وتفريغ السلطة فيها تمهيداً لإحلال وكلائها في هذا الفراغ”.

اقرأ أيضاً: زيارة الأسد إلى الإمارات… خطوة مهمة على طريق عودة سوريا إلى الجامعة العربية

وفي واشنطن، أعرب المسؤولون الأمريكيون مراراً عن معارضتهم لتقارب بعض الدول العربية مع دمشق بحجة أن الوقت لم يحن بعد لتطبيع العلاقات معها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في إيجازٍ صحفي الأسبوع الماضي: “إن السياق الوحيد الذي نشجع فيه تحسين العلاقات أو تطبيعها هو أن يلتزم نظام الأسد بالمبادئ التوجيهية السياسية، وخارطة الطريق السياسية التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254”.

لكن كافييرو لا يتوقع من المسؤولين الأمريكيين أن يفعلوا أكثر من الرد الكلامي على الاستمرار في اندماج سوريا في الحظيرة الدبلوماسية للمنطقة. وقال: “مع احتدام الحرب في أوكرانيا، لا تزال التوترات بين الولايات المتحدة والصين على أشدها، والبرنامج النووي الإيراني مستمر في التقدم، وإدارة بايدن لديها أولوياتها الخاصة، ولذلك فإن عرقلة التوجه العربي نحو تطبيع العلاقات مع الأسد ليس على قائمة أولوياتها”.

♦صحفي كردي وُلد في بلدة عامودا، شمال سوريا، وعضو مكتب مراقبة التطرف في إذاعة صوت أمريكا.

المصدر: صوت أمريكا

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة