الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

الرئيس السابق للجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية يشكك في إمكانية حصول ترامب على اتفاق أفضل مع إيران

على إسرائيل أن تقلق من أي برنامج نووي سلمي في المنطقة

ترجمات- كيوبوست

يقول شاؤول شوريف Shaul Chorev، الأميرال الإسرائيلي السابق (قائد الأسطول البحري)، والذي ترأس لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية بين عامَي 2007 و2015: إن الصفقة النووية مع إيران “معقولة”، ويشكك في مقابلة أجرتها معه صحيفة “THE TIMES OF ISRAEL”، في ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سيحصل على اتفاق أفضل.

شاؤول شوريف

شوريف الذي يترأس اليوم مركز السياسات والبحوث الاستراتيجية البحرية بجامعة حيفا، يشير إلى أنه في أغسطس 2018، هاجم المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن ناقلتَين نفطيتَين سعوديتَين في مضيق من باب المندب، المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وقد دفع هذا الحادث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى تحذير إيران من أية محاولة لإغلاق المضيق، متوعدًا بأن إسرائيل و”تحالفًا دوليًّا حازمًا” سيمنعان ذلك.

إليكم نص المقابلة:

الصحيفة: ما رأيك في الصفقة النووية الموقعة مع إيران عام 2015 (دافع عنها الرئيس الأمريكي السابق أوباما، وندَّد بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وانسحب منها الرئيس ترامب في مايو 2018)؟

شاؤول شوريف: إنه اتفاق معقول رغم وجود بعض الثغرات.. أتفهم أن رئيس الوزراء نتنياهو لا يريد أن يكون جزءًا من هذا الاتفاق، ولم يرغب في منحه أية شرعية؛ فهو اتفاق لا يعالج مثلًا مسألة الصواريخ الباليستية (الرؤوس الحربية النووية)، ولا يتعامل مع مسألة الإرهاب أيضًا؛ لكن في النهاية لم يكن ذلك الهدف من الاتفاق.

بعض البنود الملزمة لإيران في الاتفاق ستنتهي بعد عشر سنوات؛ ولكن حتى بعد ذلك هناك اتفاقية تفتيش مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ضمن بروتوكول أكثر صرامة.

إذا تمكن ترامب من الحصول على اتفاق أفضل، فلِمَ لا؟ لكن في اعتقادي ليس من السهل التوصل إلى اتفاق من هذا النوع. حتى الآن لا أرى أن ترامب قد حقَّق تقدمًا مع إيران، أو مع كوريا الشمالية؛ لكن تأثير العقوبات بدأ يظهر، وربما قد يحصل على ما يريد مستقبلًا.

 الصحيفة: يبدو موقفك مناقضًا لموقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

شاؤول شوريف: الدولة التي تريد القنبلة النووية ستحصل عليها بغض النظر عن أي شيء، والدولة التي تطوِّر برنامجًا نوويًّا سريًّا لن تتضرر من قِبَل الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ بل من قِبَل تقارير وكالات الاستخبارات التابعة لدول؛ مثل إسرائيل أو الولايات المتحدة، حينها ستقوم الوكالة بالتحقُّق من هذه الادعاءات.

خلال ستة أشهر إلى عام من الآن سنرى ما إذا كان ترامب سيصل إلى صفقة أفضل أو إلى حقيقة أفضل؛ لكن حتمًا فإن الاتفاقية بشكلها الحالي ليست كارثية.

محطة ديمونة للطاقة النووية في النقب، جنوب إسرائيل، أرشيف (Credit: Thomas Coex / AFP)

الصحيفة: لكن نتنياهو يقول إن إيران ما زالت تكذب بشأن برنامجها النووي، ويعتقد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليست جادة بما يكفي في تحقيقاتها، ولا تملك من الأدوات ما يكفي لإجراء عمليات تفتيش فعالة.

شاؤول شوريف: في عام 2003، غَزَت الولايات المتحدة العراق وسقط صدام حسين، اعتقدت إيران حينها أنها ستكون التالية في القائمة، فأوقفت برنامجها السري لفترة؛ لكنها لم تكشف عن أي شيء.

يقول رئيس الوزراء إننا اكتشفنا أنهم يطورون أسلحة نووية، وإن كل البراهين موجودة، وإنهم كذبوا بخصوص برنامجهم، وإذا كذبوا في الماضي فسوف يكذبون مرة أخرى.

وجود أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية مهم إذن لمراقبتهم؛ لكن حتى الآن لم يُسجل أي انتهاك لبنود الاتفاق، الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد أن الصفقة تم احترامها (رغم أن إيران قالت، الشهر الماضي، إنها تجاوزت تلك البنود، وأعلنت أنها تخصب اليورانيوم فوق الحد المسموح به بموجب هذا الاتفاق).

تبرر إيران تجاوزها لمستويات اليورانيوم المخصب؛ لأن ترامب قد انسحب من الاتفاقية، أعتقد أن هناك نوعًا من تفاهمات الأخذ والرد بين الطرفَين.. الإيرانيون لن يخرقوا الاتفاق في مقابل أن ترامب لا يهاجمهم.

اقرأ أيضًا: هل أصبح العراق جبهة جديدة في الحرب بين إسرائيل وإيران؟

الصحيفة: هل تجد أن حقوق التفتيش التي منحت للوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب الاتفاق يتم العمل بها؟

شاؤول شوريف: تستطيع الوكالة القيام بتفتيش المواقع المعلنة من قِبَل إيران، كما أنها قد تطلب زيارة مواقع أخرى في حال حصلت على معلومات (حول نشاط مشبوه)، في عام 2009 عندما تم الكشف عن محطة التخصيب التي بنتها إيران سرًّا بالقرب من قم، أرسلنا المعلومات إلى الوكالة، وذهبت للتحقُّق.

يجب أن أشير إلى أنه قد مرت أربع سنوات منذ أن تركت منصبي (على رأس لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية). لكن عندما ذهبت لرؤية المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، قال لي: “إذا كانت لديك أدلة على أنشطة نووية إيرانية سرية أعطها لنا، وإذا كانت هناك دول أخرى تملك أدلة من الأفضل تقديمها جميعًا مرة واحدة؛ حتى أتمكن من إرسال مفتشي الوكالة”.

شخصيًّا أعتقد أنه لا ينبغي أن تكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية جزءًا من الاتفاق الموقع مع إيران، يجب أن تكون فقط هيئة إشراف وتفتيش، هذا ما تريده إسرائيل فعلًا، أوباما هو الذي شجَّع الوكالة على أن تكون جزءًا من هذا الاتفاق.

أعتقد أن رئيس الوزراء نتيناهو، كان على حق عندما قال: “من الخطأ عدم معاقبة إيران على أنشطتها السابقة في مجال الأسلحة النووية”، كان يجب أن نطلب من إيران شرح سلوكها السابق كما فعلت جنوب إفريقيا عندما توقفت عن القيام بأنشطتها النووية.

بنيامين نتنياهو أثناء كشف خطاب من الأرشيف الإيراني حصل عليه الموساد، يوثق البرنامج النووي الإيراني، في وزارة الدفاع في تل أبيب في 30 أبريل 2018 – AFP / Jack Guez

 الصحيفة: هل تملك إيران بالفعل قنبلة نووية بمساعدة من كوريا الشمالية؟

شاؤول شوريف: لا أعرف، في سوريا مثلًا، حيث تعتقد أجهزة مخابراتنا أنها تعرف كل ما يجري على الأرض؛ طورت كوريا الشمالية برنامج أسلحة نووية أمام أعيننا، (أكدت إسرائيل أنها دمَّرت مفاعلًا نوويًّا أنشأته كوريا الشمالية في سوريا، وذلك خلال غارة جوية في عام 2007) يجب أن نكون يقظين في جميع الأوقات.

اقرأ أيضًا: إسرائيل: الهجرة غير الشرعية تؤجج الصراع بين الديمقراطية والليبرالية

الصحيفة: هل يجب أن نشعر بالقلق إزاء برامج الأسلحة النووية المحتملة في المنطقة؟

شاؤول شوريف: تقول إيران إن “المملكة العربية السعودية عدو لنا”، وفي السابق كان العراق عدونا، وروسيا من الشمال أيضًا؛ نحن لسنا قوة إقليمية ولا يمكننا أن نكون قوة نووية.

هكذا تقول السعودية ومصر أيضًا، وتؤكدان أنه في حال حصول إيران على السلاح النووي، فهما أيضًا ستسعيان له.

في إسرائيل نحتاج إلى معرفة ما إذا كان النظام السعودي مستقرًّا وشفافًا وموضع ثقة، لاحظ أن السعوديين لديهم اتفاق مع الصين بشأن الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، وهناك شائعات، لا أعلم مدى صحتها، عن اتفاق مع باكستان لمنحهم القنبلة أيضًا.

بمجرد وجود برنامج نووي (سلمي) في المنطقة، سيتعيَّن علينا أن نكون على أهبة الاستعداد. لقد طوَّر كل من باكستان والهند قنبلتيهما في إطار برنامج نووي سلمي (باكستان عبر الولايات المتحدة، والهند بمساعدة كندا)، رغم أنهما تعهدتا بالعكس.

سيبدأ الأمر إذن ببرنامج سلمي لأغراض مدنية؛ لكن في رأيي مع مصر والسعودية أي شيء يمكن أن يحدث.

حاليًّا تضغط روسيا على الأردن؛ للسماح لها بتطوير برنامج نووي سلمي، وبالفعل تم الانتهاء من بناء مفاعل بوشهر الإيراني، الذي بدأته ألمانيا، من قِبَل روسيا.

 اقرأ أيضًا: إسرائيل تنقذ تركيا من 12 هجومًا إرهابيًّا

الصحيفة: دعنا نعود إلى إيران، التي تحولت كل الأنظار إليها الآن، ما الذي يجب على إسرائيل أن تقلق بشأنه؟

شاؤول شوريف: إن ما يحدث في مضيق هرمز مثير للقلق، (الترهيب والاستيلاء على ناقلات النفط)، كل ذلك مرتبط بالكامل بالاتفاقية النووية، العقوبات لها تأثير، وإيران توجه رسالة مفادها أنها إذا لم تتمكن من بيع النفط، فستتأكد من عدم قيام أية دولة أخرى بذلك.

إسرائيل لم تشترِ النفط من إيران منذ عهد الشاه، ونحن لا نبحر في مضيق هرمز؛ لكن هجوم أغسطس الماضي على مضيق باب المندب في جنوب البحر الأحمر على ناقلات النفط السعودية من قِبَل المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران، أثبت أن على إسرائيل أن تقلق، فثُلث تجارتنا مع الشرق الأقصى تعبر من هناك.

ونحن عرضة للخطر في هذا المجال، يمكنهم استهدافنا مباشرةً؛ خصوصًا عندما نسمع أحد الوزراء يقول: نحن البلد الوحيد الذي يقتل الإيرانيين (هذا ما قاله وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تساحي هينغبي، في تصريحات أدلى بها مؤخرًا، مشيرًا إلى الضربات الإسرائيلية على سوريا).

يمكنني أن أختم هذا اللقاء بالقول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يحصل على اتفاق نووي أفضل مع إيران؛ لكنني شخصيًّا أشك في ذلك.

المصدر: تايمز أوف إسرائيل

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة