الواجهة الرئيسيةترجماتتكنولوجيا

الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام أولتمان: الذكاء الاصطناعي أداة مذهلة لتأدية الأعمال الإبداعية بشكلٍ أفضل 2-2

كيوبوست- ترجمات

يثير موضوع الذكاء الاصطناعي مواقف متباينة تتراوح بين التوجُّس والحذر، إلى جانب الحماسة والترحيب؛ خصوصاً بعد اختراع روبوتات المحادثة المتطورة التي أخذت شهرة عالمية في الفترة الأخيرة. في هذا الإطار، ينطوي الحوار مع سام أولتمان، على أهميةٍ خاصة؛ فهو الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، التي اخترعت روبوت المحادثة Chat GPT4، وقبله روبوت DALL-E؛ وغيرهما من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يتوقع الجميع أن تشهد الكثير من التطور خلال المراحل المقبلة.

في هذا الحوار الذي أجراه ليكس فريدمان، مع سام أولتمان، وينشر عبر كيوبوست كاملاً في جزأين نقرأ تفاصيل عن الذكاء الاصطناعي من أحد أشهر المشتغلين فيه؛ بكل ما يحويه من انتقادات سلبية أو ثناءات، باعتباره ذروة التطور التكنولوجي في هذا الوقت. كيف يمكن لروبوتات المحادثة أن تؤثِّر على السلوك؟ وهل يمكن أن تلعب دوراً في تكوين شخصيات الناس وثقافتهم؟ إلى أي مدى يمكن أن يصل هذا التطور؟ وهل هناك ضوابط تضمن عدم تحوله إلى خطر على الوجود الإنساني في المستقبل؟ هذه الأسئلة وغيرها كثير، نكتشفها في هذا الحوار، فلنتابع:

بالحديث عن التغذية الراجعة، هناك شخص تعرفه جيداً وكنت على علاقة وثيقة معه بخصوص بعض الأفكار التي كانت وراء OpenAI، وهو إيلون ماسك. اتفقتما على العديد من الأشياء، واختلفتما على بعضها. ما أهم ما اتفقتما عليه؟ وما أهم ما اختلفتما بشأنه؟

– أعتقد أننا اتفقنا على حجم الجانب السلبي للذكاء الاصطناعي العام، وعلى الحاجة إلى ضمان ليس فقط السلامة؛ بل ضمان الوصول إلى عالم يكون الناس فيه أفضل حالاً سواء أوجد الذكاء الاصطناعي العام أو لم يوجد.

وما الذي اختلفتما بشأنه؟

– إيلون يهاجمنا على “تويتر” الآن؛ حل بعض العوامل المختلفة، وأنا أتفهم ذلك لأنني أعتقد أنه -ولأسباب مفهومة- متوتر بشأن سلامة الذكاء الاصطناعي العام. لا شك أن لديه دوافع أخرى؛ ولكن هذا بالتأكيد أحدها. قبل فترة طويلة شاهدت مقطع فيديو لإيلون ماسك يتحدث فيه عن شركة “سبيس إكس” في أحد البرامج الإخبارية، وفي حينه كان الكثير من كبار العاملين في مجال الفضاء يهاجمون “سبيس إكس” وربما إيلون نفسه، وكان واضحاً عليه الانزعاج الشديد، وقال: “هؤلاء الرجال هم أبطالي، وهذا أمرٌ مريع. أتمنى لو أنهم يعرفون كم نبذل من الجهود”. وأنا أعتبر إيلون أحد أبطالي على الرغم من أنه هاجمني على “تويتر”، وأنا سعيد لأنه موجود في هذا العالم؛ ولكني آمل أن ينظر بتمعن إلى الجهود التي نبذلها نحن أيضاً لإنجاز عملنا بالشكل الصحيح.

إيلون ماسك- AP

القليل من الحب.. ما أكثر ما يعجبك في إيلون ماسك؟

– الكثير من الأشياء، لقد قاد العالم إلى الأمام في العديد من الميادين المهمة. أعتقد أننا لم نكن لنتقدم بهذه السرعة في مجال السيارات الكهربائية لولا وجود إيلون. وكذلك في مجال الوصول إلى الفضاء، وأيضاً في مسألة “المواطن العالمي” التي أقدرها كثيراً. وعلى الرغم من فظاظته على “تويتر” في بعض الأحيان؛ فهو لا يزال شخصاً ظريفاً ومحبباً.

بالحديث عن الفظاظة على “تويتر”، أنا أشجع إظهار الإنسانية بكل تعقيداتها وجمالها، وأستمتع بتوتر الأفكار الذي يتم التعبير عنه. وقد قُلت قبل قليل إنني معجب جداً بشفافيتك؛ ولكني أستمتع برؤية المعارك التي تندلع أمام أعيننا. على العكس مما يجري في غرف الاجتماعات المغلقة، يجري الأمر كله في العلن.

– حسناً، ربما يجب أن أرد الضربات بمثلها، وربما سأفعل يوماً ما، ولكن هذا ليس أسلوبي المعتاد.

من الممتع مشاهدة ذلك. فأنتما شخصان رائعان وسبَّاقان دائماً. ولطالما كان لديكما الاهتمام والمخاوف والأمل بشأن الذكاء الاصطناعي العام. وإنه لأمر رائع أن نشاهد الأدمغة الكبيرة تخوض هذا النوع من النقاشات؛ حتى ولو كانت متوترة في بعض الأحيان. أعتقد أن إيلون هو مَن قال إن GPT متحفظ جداً، فهل هو كذلك؟ هل يمكنك مناقشة هذه النقطة؟ وهذا النقاش يقودنا إلى قضية الانحياز.

– بصراحة، لم أعد أعرف ماذا تعني كلمة “التحفظ”؛ لقد أصبح هذا التعبير معبّأً لغاية. أعتقد أن GPT كان منحازاً، وسيبقى كذلك. لن تكون هناك أية نسخة من GPT سيتفق العالم على أنها محايدة تماماً. أعتقد أننا فعلنا الكثير بهذا الشأن؛ حتى أشد منتقدينا تراجعوا نوعاً ما وأصبحوا يغردون بمقارنات بين النسخة 3.5 والنسخة 4، ويقولون إننا أصبحنا أفضل بكثير. هذا لا يعني أنه لم يعد يجب علينا فعل المزيد؛ ولكني أقدر النقاد الذين يظهرون مثل هذه النزاهة الفكرية. وهناك الكثير منهم. أكثر مما كنت أتصور. سوف نحاول أن نجعل النسخة القياسية حيادية قدر الإمكان، ولكن “حيادية قدر الإمكان” لا يعني أنها حيادية تماماً إذا كانت موجهة إلى أكثر من شخص واحد. وهنا يصبح وجود قدر أكبر من القدرة على المناورة والتحكم في يد المستخدم -في رسائل النظام على وجه الخصوص- هو الطريق الحقيقي إلى الأمام. وكما قلت قبل قليل، فإن هذه الإجابات الدقيقة تأتي من النظر إلى قضية ما من مناظير مختلفة.

اقرأ أيضًا: “ChatGPT” روبوت المحادثة الذي يغير المشهد التكنولوجي.. من وما وراءه؟

صحيح، إنه لأمر مذهل. هل توافق على الرأي القائل إن موظفي الشركة الصانعة يؤثرون على انحياز المنظومة؟

– بالتأكيد، 100%. نحن نحاول أن نتجنب فقاعة تفكير مجموعات الخيال العلمي. من الصعب أن نتجنب فقاعة تفكير الذكاء الاصطناعي؛ فهي تلاحقك في كل مكان.

هناك الكثير من الفقاعات التي نعيش فيها.

– بالتأكيد، وأنا سأقدم قريباً “جولة للمستخدمين” حول العالم لمدة شهر؛ للحديث إلى مستخدمي منظومتنا في مختلف المدن، وأنا في غاية الحماسة لفعل ذلك؛ لأنني لم أفعل شيئاً كهذا منذ سنوات. والحديث مع الناس في سياقات غاية في التنوع -وهذا أمرٌ لا يمكن فعله عبر الإنترنت- بل عليك أن تقابل الناس شخصياً، وتجلس معهم وتسير معهم في شوارع مدنهم. سوف تتعلم الكثير وستخرج من الفقاعة. أعتقد أننا أفضل من أية شركة أخرى في سان فرانسيسكو من حيث الوقوع في جنون الخيال العلمي؛ ولكني متأكد أننا ما زلنا في هذا الخندق.

هل يمكن الفصل بين تحيز النموذج وتحيز الموظفين؟

– التحيز الذي يثير قلقي هو تحيز مَن يقومون بتقييم ردود الفعل البشرية.

ماذا عن اختيار البشر؟ هل لك أن تتحدث عن اختيار الأشخاص الذين يقومون بالتقييم؟

– هذا هو الجزء الذي لا نفهمه تماماً، نحن جيدون جداً في معدات ما قبل التدرب، والآن نحن نحاول معرفة طريقة اختيارنا هؤلاء الأشخاص، والتأكد من أننا أخذنا عينة تقدم تمثيلاً صحيحاً، وكيف سنفعل ذلك في أماكن مختلفة؛ ولكننا لم ننتهِ من هذا الأمر بعد.

إنه علم مذهل…

– بالتأكيد؛ نحن لن تكتفي بتقييم نخبة طلاب الجامعات الأمريكية فقط، وهذا أمرٌ لا أستطيع مقاومته.

هذا أمرٌ جيد، هناك الكثير من المؤشرات التي يمكنك استخدامها؛ ولكني أعتقد أن الاكتفاء بهؤلاء سيعطيك مؤشراً ضحلاً، لأن أية فئة من البشر تظن أنها تمتلك آراء معينة، ربما تكون في الواقع تتمتع بذهنية منفتحة بطريقة مثيرة للاهتمام. فلا بد لك من أن ترغب في تحسين مدى جودة الإجابات التي تحصل عليها عندما تقوم بمثل هذا النوع من التقييم. هل تملك القدرة على التعاطف مع تجارب البشر الآخرين؟ وما مدى قدرتك على رؤية نظرة العالم إلى جميع الفئات التي قد تعطي تقييمات مختلفة؟ لا بد لك من أن تفعل ذلك باستمرار.

– لقد طرحت هذ السؤال عدة مرات. هذا أمرٌ أقوم به كثيراً؛ فأنا أطلب من الآخرين في لقاءاتي معهم أن يدافعوا عن وجهة نظر شخص لا يتفقون معه. وعدم قدرة الكثيرين حتى على التظاهر باستعدادهم لفعل ذلك أمر لافت للنظر.

لسوء الحظ، ما لاحظته منذ “كوفيد-19″ أو ربما قبل ذلك، أنه يوجد نوع من الحاجز العاطفي؛ هو ليس حاجزاً فكرياً، فحتى قبل الوصول إلى الناحية الفكرية، هناك حاجز عاطفي منيع. أياً يكن مَن يصدق فلاناً من الناس فهو أحمق أو شرير أو خبيث أو قُل ما شئت. يبدو وكأنهم غير مستعدين لـ”تحميل البيانات” في عقولهم.

– أعتقد أننا سنكتشف أننا قادرون على جعل منظومات GPT أقل انحيازاً من البشر بشكلٍ كبير؛ لأنه لن يكون هناك تأثير للعواطف.

صحيح؛ ولكن ربما يكون هناك ضغوط سياسية.

– ربما يكون هناك ضغوط من أجل بناء منظومة منحازة. ما قصدته هو أن التكنولوجيا قادرة على أن تكون أقل انحيازاً.

شاشة الدخول إلى موقع شات جي بي تي- فوكس بيزنس

هل تتوقع وهل تقلق بشأن الضغوط التي تأتي من مصادر خارجية؟ من المجتمع ومن السياسيين ومن العديد من المصادر الأخرى؟

– الضغوط تثير قلقي؛ ولكني أريدها. فنحن في هذه الفقاعة ولا ينبغي لنا اتخاذ كل تلك القرارات. نحن نرغب في أن يكون للمجتمع تأثير كبير هنا، وهذا أحد الضغوط بشكلٍ ما.

لقد كشفت ملفات “تويتر” نوعاً ما عن وجود ضغط من منظمات مختلفة؛ يمكن أن ترى ذلك أثناء الجائحة، حيث مارس مركز السيطرة على الأوبئة وغيره من المؤسسات الحكومية رقابةً على الموضوعات المتعلقة بالوباء، دون أن يعرفوا ما هو صحيح وما هو غير ذلك. وأنت اليوم تتلقى رسائل إلكترونية من أشخاص من كل الأماكن والتوجهات، تضع عليك ضغوطاً غير مباشرة أو مباشرة؛ ضغوطاً سياسية ومالية وغيرها. كيف يمكنك تخطي هذه الضغوط؟ وما مدى قلقك منها إذا ما استمر GPT في اكتساب المزيد من الذكاء والمزيد من مصادر المعلومات والمعرفة للحضارة البشرية؟

– أعتقد أنه لديَّ بعض الصفات التي لا تجعل مني رئيساً تنفيذياً جيداً لشركة OpenAI؛ ولكني أمتلك ميزات إيجابية، منها قدرتي على عدم التأثر بالضغوط التي تُمارس من أجل الضغوط.

بالمناسبة، هذا تصريح جميل ومتواضع؛ ولكن أود أن أسألك عن الصفات السلبية؟ هل هناك قائمة طويلة منها؟

– أعتقد أنني لست ناطقاً جيداً باسم حركة الذكاء الاصطناعي؛ ربما يكون هناك مَن يستمتع بالأمر أكثر مني، ربا يكون هناك مَن يمتلك شخصية أكثر جاذبية مني، أو يتواصل مع الناس بشكلٍ أفضل مما أفعل.

أعتقد أن الشخصية ذات الجاذبية هي أمر خطير؛ أعتقد أن المشكلات في أسلوب التواصل هي ميزة وليست عيباً بشكلٍ عام، على الأقل بالنسبة إلى الأشخاص ذوي المناصب الكبيرة.

– أعتقد أنه لديَّ مشكلات أكبر من هذه، أعتقد أنني منفصل عن واقع الحياة نوعاً ما بالنسبة إلى معظم الناس، ولا أحاول أن أتعاطف مع التأثير الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي على البشر فحسب؛ بل أن أستوعبه أيضاً. ربما أشعر بذلك أقل مما يفعل غيري من الناس.

قُلت إنك ستقوم بجولة حول العالم للتعاطف مع مستخدمي GPT4..

– ليس للتعاطف معهم، أريد أن أجلس معهم؛ ربما أدعوهم إلى تناول شراب، وأقول لهم أخبروني ما التغييرات التي تريدونها. أعتقد أن أحد الأشياء التي لا نحسنها كشركة، أو التي ليست جيدة بالقدر الذي أريده، هو أن تكون الشركة متمحورة حول المستخدمين. وأعتقد أنه مع وصول المعلومات المفلترة إليَّ، تكون قد فقدت معناها. لذلك؛ أود أن أتحدث مع الناس بنفسي لأحصل على آراء مستخدمينا بشكلٍ مباشر.

يجعلني GPT أقلق بشأن المستقبل؛ ليس من ناحية أمن الذكاء الاصطناعي، ولكن بشأن التغيير الذي قد يحدثه.

اقرأ أيضًا: “ChatGPT” روبوت المحادثة الذي يغير المشهد التكنولوجي.. من وما وراءه؟

– هل تشعر بالقلق أم بالإثارة؟

إذا استبعدت حقيقة أنني شخص مهتم بالذكاء الاصطناعي، وفكرت كمبرمج، فسأشعر بالإثارة أكثر من القلق؛ ولكني لا أزال قلقاً.. أَمُر بلحظات من التوتر؛ خصوصاً عندما أعاني الأرق.

– أواجه صعوبة في تصديق مَن يقولون إنهم لا يشعرون بالقلق.

أنت محق، أنا متحمس، القلق هو الاستثناء. ربما أشعر بالتوتر عندما يكون هناك قدر كبير من التغيير. كما تعلم أنا أستخدم برنامج Emacs منذ وقت طويل؛ ولكني تحولت مؤخراً إلى Vs Code. هناك الكثير من الأشياء الصغيرة والكبيرة بشأن Vs Code؛ ولكن يمكنني القول إني سعيد بهذا التغيير. ولكن هناك الكثير من عدم اليقين، والكثير من التوتر بشأنه. هناك نوع من الخوف من القيام بتلك القفزة. بالطبع هي قفزة صغيرة؛ ولكنها قفزة من أجل استخدام Copilot بطريقة فعالة. ربما تجعلني هذه القفزة أشعر ببعض التوتر؛ ولكن حياتي كمبرمج أصبحت أفضل بكثير. ولكن هناك بعض التوتر وأعتقد أن الكثير من الناس سيختبرون هذا الشعور. ولا أدري ماذا نفعل حيال ذلك. كيف يمكننا إراحة الناس في مواجهة عدم اليقين هذا؟

– هل يزداد توترك كلما استخدمته أكثر أم يقل؟

نعم؛ لأن قدرتي على استخدامه تتحسن. وهناك لحظات أشعر فيها بالسعادة لأنه يعمل بشكلٍ رائع. وربما أشعر بالفخر وبشيء من الخشية من أن يصبح هذا الشيء أكثر ذكاء مني. إنه شعور بمزيج من الفخر وبعض الحزن؛ ولكنه بشكلٍ عام شعور بالبهجة. ما الأعمال التي ستكون نماذج GPT أفضل من البشر في أدائها؟

– هل تقصد في إنجاز العملية كلها بشكلٍ كامل، أم في المساعدة في بعض أجزاء العمل؛ بحيث تصبح أكثر إنتاجية بعشرة أضعاف؟

كلاهما سؤال جيد. إذا ما تضاعفت إنتاجيتي كمبرمج عشر مرات؛ فهل يعني ذلك أن الحاجة إلى المبرمجين ستنخفض في العالم؟

– أعتقد أن العالم سيكتشف أنه إذا كان بالإمكان الحصول على عشرة أضعاف كمية البرمجة بالكلفة نفسها؛ فإن ذلك يعني أنه يمكن إنتاج المزيج من البرامج.

صحيح، يمكن تحول الكثير من الأشياء إلى رقمية، ستكون هناك حاجة إلى قدر أكبر من البرامج.

– أعتقد أنها مسألة عرض وطلب.

يتعرَّض نحو ثُلثي الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا إلى درجة ما من أتمتة الذكاء الاصطناعي وفقاً لبحث أجراه جولدمان ساكس

هل ترى أنه يوجد داعٍ للقلق بشأن الوظائف؟

– أعتقد ذلك؛ هناك مجموعة كبيرة ربما ستتأثر بشكلٍ كبير. أعتقد أن قطاع خدمة الزبائن سيكون بحاجة إلى عدد أقل من الوظائف في وقت قريب نسبياً؛ لست متأكداً من ذلك تماماً، ولكن هذا ما أظن أنه سيحدث.

إذن، في ما يتعلق بالأسئلة الأساسية مثل “متى آخذ هذه الحبة؟” في حالة شركات الأدوية، أو “كيف أستخدم هذا المنتج؟” مثلاً؟

– هذا صحيح؛ معظم الأسئلة التي يجيب عنها مركز اتصالات خدمة الزبائن.

أود أن أكون واضحاً؛ أعتقد أن هذه المنظومات ستجعل بعض الوظائف تختفي، كل الثورات التكنولوجية تفعل الشيء نفسه؛ ولكنها سوف تعزز البعض الآخر وتجعله أفضل بكثير، وأكثر متعة وأعلى أجراً. وسوف تخلق وظائف جديدة يصعب علينا أن نتخيلها الآن مع أننا بدأنا نرى ملامحها الأولى. سمعت أحدهم يتكلم عن GPT4 الأسبوع الماضي، قال: إن الكرامة التي يحققها العمل هي أمر بغاية الأهمية؛ لذلك علينا أن نقلق. حتى أولئك الذين لا يحبون وظائفهم، فهم يحتاجون إليها، وهي مهمة جداً لهم وللمجتمع. ألا ترى كم هو مريع أن تقوم فرنسا برفع سن التقاعد؟ أعتقد أننا كمجتمع لسنا على يقين ما إذا كنا نرغب في العمل أكثر أو أقل، وبالتأكيد ما إذا كان معظم الناس يحبون عملهم ويحصلون على قيمته أم لا. أنا أحب عملي، وأظن أنك تحب عملك أيضاً؛ وهذه ميزة حقيقية لا يتمتع بها الجميع. وإذا كنا قادرين على توفير وظائف أفضل وتوسيع نطاقها؛ بحيث لا تكون مجرد عمل عليك تأديته كي تكسب عيشك، بل تصبح تعبيراً إبداعياً وطريقة للحصول على السعادة والرضا عن الذات. وحتى لو كانت هذه الوظائف تبدو مختلفة تماماً عن وظائف اليوم؛ فلا بأس في ذلك. هذا أمرٌ لا يثير قلقي على الإطلاق.

أنت من دعاة الدخل الأساسي الشامل في مجال الذكاء الاصطناعي؛ هل لك أن تصف فلسفتك بشأن مستقبل الإنسان مع الدخل الأساسي الشامل؟ ولماذا تفضله؟ وما معوقاته؟

– أعتقد أنه أحد مكونات أي شيء نريد السعي وراءه. هو ليس حلاً شاملاً؛ أعتقد أن الناس يعملون من أجل أشياء كثيرة إلى جانب المال. وأعتقد أننا سنجد وظائف جديدة رائعة، وسيصبح المجتمع بشكلٍ عام، والأفراد بشكلٍ خاص، أكثر ثراءً؛ ولكن كإجراء وقائي أثناء التحول الدراماتيكي… -أعتقد أنه ينبغي على العالم القضاء على الفقر إذا استطاع- وهو أمرٌ رائع أن نفعله كجزء من سلة الحلول. لقد بدأت مشروعاً اسمه “القطعة النقدية العالمية”؛ وهو حل تكنولوجي لهذا الأمر. كذلك قُمنا بتمويل أكبر دراسة عالمية شاملة حول الدخل الأساسي الشامل، برعاية الذكاء الاصطناعي. أعتقد أنه مجال علينا البحث فيه.

اقرأ أيضًا: لا خوف من نهاية عالم الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي حتى الآن

هل لك أن تضيء قليلاً على تلك الدراسة؟

– سننتهي منها بنهاية هذا العام. ونأمل أن نكون قادرين على الحديث عنها في مطلع العام المقبل.

برأيك؛ كيف ستتغير الأنظمة الاقتصادية والسياسية عندما يصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من المجتمع؟ هذا سؤال فلسفي مثير للاهتمام. أتكلم عن السنوات العشر أو العشرين أو الخمسين القادمة، كيف سيبدو الاقتصاد؟ كيف ستبدو السياسة؟ هل تتوقع تحولات جذرية في مسائل مثل كيفية ممارسة الديمقراطية؟

– حسناً فعلت عندما سألت عن الأمرَين معاً؛ فهما مترابطان تماماً. أعتقد أن التحولات الاقتصادية سوف تكون الدافع وراء التحولات السياسية، وليس العكس. نموذجي في العمل على مدى السنوات الخمس الماضية كان يقوم على أن التغييرَين الأساسيَّين سيكونان في كلفة الذكاء وفي كلفة الطاقة، التي ستنخفض بشكلٍ دراماتيكي خلال العقدَين المقبلَين. وتأثير ذلك سيكون أن المجتمع سيصبح أكثر ثراء بكثير إلى درجة يصعب تخيلها. وأعتقد أنه كلما حدث ذلك في الماضي كان له تأثيرات سياسية. كما أن القيم السياسية الاجتماعية للتنوير قد مهدت الطريق أمام الثورة التكنولوجية والاكتشافات العلمية التي حصلت في القرون الماضية. ولكنني أعتقد أننا سنرى أكثر من ذلك؛ ستسير عملية التحول في منحنى طويل وجميل بشكلٍ استثنائي.

شات جي بي تي يثير حالة من الجدل- وكالات

هل تعتقد أنه سيكون هناك أنظمة تعبر عن الاشتراكية الديمقراطية؟

– نعم، آمل ذلك.

إذن، سيُعاد توزيع بعض الموارد بطريقة تدعم وترفع من مستوى الناس الذين يعانون اليوم؟

– أنا أومن برفع الطموحات وعدم التفكير في السقوف.

سأختبر معرفتك بالتاريخ…

– لا أظن أنها جيدة؛ ولكن دعنا نحاول.

أنا أتيت من الاتحاد السوفييتي؛ لماذا برأيك فشلت الشيوعية في الاتحاد السوفييتي؟

– أنا لا أتقبل فكرة العيش في نظام شيوعي؛ لا أعرف إذا كان ذلك بسبب تحيزات ناشئة عن المحيط الذي عشت فيه والتعليم الذي تلقيته، لكني أعتقد أن المزيد من الفردية، والإرادة البشرية والقدرة على تقرير المصير؛ هي أمور في غاية الأهمية. وأعتقد أن القدرة على تجربة أشياء جديدة دون الحاجة إلى إذن أو تخطيط مركزي، والرهان على المهارات البشرية؛ سوف تتفوق دائماً على التخطيط المركزي. وعلى الرغم من كل العيوب التي تعانيها الولايات المتحدة، فأنا أعتقد أنها أفضل مكان في العالم؛ إنها الأفضل.

من الواضح أن التخطيط المركزي فشل فشلاً ذريعاً؛ ولكن ماذا لو -من الناحية النظرية- كان التخطيط الاستراتيجي يعتمد على ذكاء اصطناعي عام متفوق؟ مرة أخرى ربما كان سيفشل بنفس الطريقة؛ ولكن ربما لا. نحن لا نعرف على وجه اليقين.

– نحن لا نعرف. ربما كان الأمر سيكون أفضل، أتوقع أنه كان سيكون أفضل حالاً؛ ولكن هل كان سيكون أفضل من نظام ديمقراطي يعتمد على الذكاء الاصطناعي العام؟

تحدث ستيوارت راسل حول مشكلة السيطرة؛ حيث يترافق الذكاء الاصطناعي العام مع درجة من عدم اليقين، وغياب اليقين القاطع؛ لذلك يتم التعامل مع ذلك من خلال الملاءمة البشرية، والتغذية العائدة البشرية والتعلم المعزز بردود الفعل البشرية. ولكن يبدو أنه يجب أن يتم بناؤه في حالة من عدم اليقين. هل تظن أن ذلك ممكن بالنسبة إليك؟

– تعريف هذه الكلمات والتفاصيل هنا تكون في غاية الأهمية؛ ولكن كما أفهمها أقول نعم.

ماذا عن مفتاح إيقاف التشغيل؟

– هل تقصد ذلك الزر الأحمر الكبير في مركز البيانات الذي لا نخبر أحداً عنه؟

نعم

– أنا من محبيه؛ إنه في حقيبتي.

هل تظن أنه من الممكن أن يكون لدينا مثل ذلك الزر؟ بعيداً عن المزاح هل تعتقد أنه من الممكن إغلاق بعض المنظومات وإعادة تشغيلها؟

– نعم، بالتأكيد، يمكن فصل منظومة ما عن الإنترنت، ويمكننا إيقاف المنظومة.

ألا يسبب لك هذا الأمر بعض القلق؟ عندما تطلق منظومة ويستخدمها ملايين البشر، ثم تكتشف أنهم يستخدمونها لأغراض مريعة؟

– ذلك يقلقنا كثيراً؛ نحن نحاول أن نكتشف الأخطار مسبقاً، ونجري الكثير من الاختبارات المسبقة؛ بهدف تجنب حدوث ذلك. ولكنني غير قادر على التأكيد إذا ما كانت فرق الطوارئ والذكاء الاصطناعي قادرة على التغلب على الذكاء الجمعي والإبداع الموجودين في العالم. لذلك أطلقنا منظومتنا بطريقة تمكننا من إجراء تعديلات عليها عند اللزوم.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يقرأ الأفكار من خلال مسح الدماغ

ماذا تعلمت عن الحضارة البشرية بشكلٍ عام من خلال الملايين الذين يستخدمون ChatGPT، وGPT؟ أقصد من سؤالي هل البشر بشكلٍ عام صالحون؟ أم أن هناك الكثير من الكراهية والحقد في الروح البشرية؟

– سأكون واضحاً، لا أنا ولا أي أحد آخر في OpenAI يقرأ جميع المحادثات والسائل على GPT. ولكن مما سمعت عن أسباب استخدام الناس له -على الأقل أولئك الذين تحدثت إليهم- ومما أراه على “تويتر”، نحن بمعظمنا أناس طيبون. ولكن أولاً: ليس الجميع كذلك في كل الأوقات. ثانياً: نحن نريد أن ندفع بهذه المنظومة إلى الأمام، نريد حقاً أن نختبر النظريات المظلمة بخصوص هذا العالم.

هذا مثير للاهتمام. أعتقد أن هذا لا يتوافق مع حقيقة أننا سوداويون حقاً في داخلنا؛ بل نحن نرغب بالذهاب إلى المناطق المظلمة، ربما لكي نكتشف الضوء. يبدو أن المزاح الأسود هو جزء من ذلك. أصعب الأشياء التي تمر بها مثل المعاناة في ساحات الحروب، الناس الذين تفاعلت معهم كانوا في وسط الحرب وكانوا يمزحون؛ يمزحون مزاحاً أسود.

– نعم، أتفق معك تماماً.

بالعودة إلى النموذج. كيف تقررون ما المعلومات الخاطئة؟ كيف تقررون ما هو صحيح؟ في الحقيقة لديكم في OpenAI معيار الأداء الواقعي الخاص بكم، هناك الكثير من المعايير الرائعة. كيف تبنون معياراً لما هو صحيح؟ ما الحقيقة يا سام أولتمان؟

– الرياضيات هي حقيقة؛ بينما أصل “كوفيد” ليس حقيقةً متفقاً عليها. وهناك أشياء من المؤكد أنها ليست حقائق؛ لكن بين الأولى والثانية يوجد الكثير من نقاط الخلاف.

ما الذي تسعى إليه؟ ليس فقط الآن بل في المستقبل؟ أين يمكننا، كحضارة إنسانية، أن نبحث عن الحقيقة؟

– ما الشيء الحقيقي الذي تعرفه؟ ما الشيء الذي أنت على ثقة تامة من أنه حقيقي؟

أنا معرفتي متواضعة بشكلٍ عام. وضآلة معرفتي وفهمي للعالم تخيفني، حتى هذا السؤال يخيفني. هناك مجموعة من الأشياء التي أرى فيها درجة عالية من الحقيقة؛ مثل الرياضيات، وقسم كبير من الفيزياء، وهناك الحقائق التاريخية؛ مثل تواريخ بداية حرب ما. هناك الكثير من التفاصيل حول الصراعات العسكرية في التاريخ؛ لقد انتهيت للتو من قراءة كتاب “بليتزيد” الذي يعتبر….

– أنا أرغب في قراءته حقاً؛ ما رأيك به؟

كان جيداً بحق. يعطيك فكرة عن ألمانيا النازية وهتلر؛ فيه الكثير من المعلومات عن استخدام هتلر والطبقة العليا في ألمانيا النازية للمخدرات.

اقرأ أيضاً: ستيفن بير يكتب عن مزايا وكيفية دمج الذكاء الاصطناعي في التعلم والتطوير

– الأمفيتمينات؟

الأمفتمينات وغيرها. وهذا أمرٌ مثير للاهتمام حقاً؛ فهو يشرح الكثير. ويعطيك أفكاراً تلتصق في ذاكرتك. ثم إنك تقرأ الكثير من النقد لذلك الكتاب من قِبل المؤرخين، حيث تجد الكثير من الانتقائية، وهذا في الواقع استخدام للحقيقة.

– بالتأكيد، بالتأكيد. القول إن الكثير من الأمفيتمينات سببت الحرب هو تفسير رائع، ولو أنه غير حقيقي، وبسيط ويبدو أنه مرضٍ ويعطي الأعذار للكثير من الحقائق الإنسانية الأكثر سواداً.

صحيح، الاستراتيجيات العسكرية المستخدمة، والفظائع المرتكبة والخطابات، وحقيقة هتلر كإنسان وكقائد؛ كل ذلك يمكن تفسيره من خلال عدسة واحدة صغيرة. ثم إذا قُلت إن ذلك حقيقة قاطعة؛ فهذا يعني أن الحقيقة تعرَّف بأنها ذكاء جمعي تلتصق به عقولنا كلنا. كمجموعة من النمل تجتمع معاً. كنت سأقول كقطيع من الأغنام؛ ولكن ذلك يحمل دلالة أخرى. من الصعب معرفة ما هو حقيقي. وأعتقد أنه عند بناء نموذج مثل GPT عليك أن تمتثل لذلك.

– أعتقد أن الكثير من الإجابات؛ مثلاً لو سألت GPT4 أن يلتزم بموضوع محدد مثل “هل تسرب (كوفيد) من مختبر ما؟” أعتقد أنك ستحصل على جواب معقول.

صحيح، حصلت على جواب جيد استعرض فيه جميع الفرضيات. الشيء المثير للاهتمام مما قاله هو أنه لا يوجد إلا القليل من الأدلة المباشرة على الفرضيتَين. ومن المهم أن يذكر هذا الشيء؛ فالسبب وراء وجود الكثير من عدم اليقين والكثير من الجدل هو عدم وجود أدلة مادية قوية على أي من الفرضيتَين.

– أدلة ظرفية قوية فقط في صالح كلا الجانبَين.

صحيح، وما تبقى هو عبارة عن نقاشات بيولوجية نظرية. أنا أعتقد أن الجواب المتوازن الذي أعطاه GPT4 كان جيداً للغاية. ومن المهم أيضاً القول إن هناك شيئاً من عدم اليقين؛ فمجرد حقيقة وجود عدم اليقين هو تعبير قوي حقاً.

– هل تذكر عندما كانت وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بحظر مَن يقولون إن الفيروس قد تسرب من أحد المخابر؟

نعم، إنه لأمرٌ مخزٍ. المخزي هو مدى سطوة السلطة في الرقابة؛ ولكن كلما ازدادت قوة GPT ازدادت الضغوط لفرض الرقابة.

– نحن نواجه مجموعة مختلفة من التحديات واجهها الجيل السابق من الشركات؛ ومنها أن الناس يتحدثون عن حرية التعبير في GPT، ولكن الأمر مختلف؛ ليس الأمر كما لو أن هذا برنامج كمبيوتر، فما المسموح أن يقوله؟ والأمر لا يتعلق أيضاً بالانتشار الواسع والتحديات التي أعتقد أنها جعلت “تويتر” و”فيسبوك” وغيرهما من المنصات تعاني كثيراً. لذلك ستكون التحديات التي ستواجهنا كبيرة جداً؛ لكنها ستكون جديدة جداً ومختلفة.

“شات جي بي تي”

نعم، تحديات جديدة ومختلفة. قد تكون هناك حقائق مؤلمة في حقيقتها. لا أدري…. اختلاف المجموعات في مستوى الذكاء، عمل علمي قد يكون ضاراً عند الإعلان عنه، إذا سألت GPT عنه هل سيخبرك عنه؟ هناك كتب كتبت حول هذا الأمر، صارمة من الناحية العلمية؛ ولكنها غير مريحة وربما غير مفيدة بأي شكل من الأشكال، وقد تكون مفيدة. الناس يختلفون كثيراً حول هذه النقطة، والكثير منهم يحملون كراهية في قلوبهم. فما الذي ستفعلونه حيال ذلك؟ إذا كانت هناك مجموعة كبيرة من الناس يكرهون الآخرين، ولكنهم في الواقع يسردون دراسات علمية، ماذا سيفعل GPT حيالهم؟ ما أولويات GPT لتقليل مقدار الكراهية في العالم؟ هل الأمر متروك لـGPT أم لنا نحن البشر؟

– أعتقد أننا في OpeAI نتحمل مسؤولية الأدوات التي نقدمها للعالم. أعتقد أن الأدوات بحد ذاتها لا يمكنها تحمل المسؤولية كما أفهم المسؤولية.

إذن، أنت تتحمل بعضاً من المسؤولية؟

– بالتأكيد، جميعنا نتحملها. كل مَن في الشركة.

يمكن لهذه الأدوات أن تتسبب في بعض الضرر…

– بالتأكيد؛ ستتسبب هذه الأدوات في أضرار. سيكون هناك أضرار وفوائد جمة. فكما تعلم يمكن للأدوات أن تفعل الكثير من الأشياء الجيدة أو السيئة. ونحن سنقلل من الأشياء السيئة ونضاعف الأشياء الجيدة.

وعليك أن تحمل كل ذلك على كاهلك. كيف تحمي GPT من المتسللين والمخترقين؟ هناك الكثير من الطرق المثيرة للاهتمام التي يستخدمها الناس؛ مثل “توكن سماغلينغ” و”دان”.

– عندما كنت ولداً صغيراً عملت مرة على اختراق جهاز آيفون. أعتقد أنه كان أول إصدار من آيفون، واعتقدت حينها إنه أمرٌ رائع؛ إنه لأمر غريب أن تكون على الجانب الآخر.

هل الأمر ممتع؟ هل هو تهديد أمني؟ أقصد إلى أي مدى يجب عليك أن تأخذه على محمل الجد؟ وكيف يمكن أن تحل هذه المشكلة؟ وأين تقع هذه المشكلة على قائمة المشكلات؟

– نحن نريد للمستخدمين أن يمتلكوا الكثير من السيطرة، وأن يجعلوا النموذج يتصرف كما يريدون ضمن حدود واسعة للغاية. وأظن أن السبب الحقيقي للاختراق هو أننا لم نتمكن حتى الآن من إعطاء النموذج للناس. وكلما قضينا على هذه المشكلة تراجعت الحاجة إلى الاختراق.

نعم، القرصنة ولدت “سبوتيفاي” [تطبيق يتيح الوصول المجاني إلى ملايين التسجيلات المسموعة والمرئية- المترجم]

– لم يعد الناس يخترقون آيفون كثيراً هذه الأيام؛ لقد أصبح الأمر أصعب بلا شك، ولكن أيضاً أصبح الآن بإمكانك فعل الكثير من الأشياء.

إيفان موركاوا، شخص رائع من فريق OpenAI، غرد شيئاً وكان لطيفاً جداً بإرساله إليَّ للتواصل معي؛ أرسل إليَّ رسالة إلكترونية طويلة يصف فيها تاريخ OpemAI، وجميع التطورات المختلفة التي مرت بها، كانت محادثة طويلة ورائعة. ولكن تغريدته كانت:

DALLE: يوليو 2022

ChatGPT: نوفمبر 2022

API: أقل تكلفة بـ66%- أغسطس 2022

Embeddings: أقل تكلفة بـ500 مرة ومتميز للغاية- ديسمبر 2022

ChatGPT API: أقل تكلفة بعشر مرات ومتميز للغاية- مارس 2023

Whisper API: مارس 2023

GPT4: اليوم

مع كل هذه الأبحاث ووضع هذه البرامج بين أيدي المستخدمين، كيف تجري عملية تحويل فكرة إلى برنامج فعلي وطرحه للمستخدمين، التي سمحت لكم بالنجاح في عملية إيصال منتجات الذكاء الاصطناعي للناس؟

– السؤال هو هل ينبغي لنا أن نكون فخورين بذلك أم أن الشركات الأخرى يجب أن تشعر بالخجل؟ نحن نؤمن بالمستوى العالي لأعضاء فريقنا، ونعمل بجد، ونعطي قدراً كبيراً من الثقة والاستقلالية والصلاحية للأفراد، ونحاول أن نلزم بعضنا بمعايير عالية جداً. وكما تعلم هناك أشياء أخرى لا يمكنني الإفصاح عنها، وكل هذه العوامل هي التي تعطينا القدرة على إيصال تلك التكنولوجيا إلى الناس بسرعة فائقة.

يعتبر GPT4 منظومة معقدة جداً. وكما ذكرت؛ هناك مليون شيء صغير يمكنك القيام به لمواصلة تحسينه، مثل تنظيف مجموعة البيانات وغير ذلك، هل تقوم بهذه العمليات فرق مختلفة؟ وهل تعطون استقلالية لهذه المشكلات المختلفة المذهلة؟

– لو لم يكن معظم الناس في الشركة متحمسين بالفعل للعمل الشاق والتعاون الوثيق لإنجاز GPT4، وأعطوا أهمية أكبر لأشياء أخرى؛ لما استطعت، لا أنا ولا أحد غيري، أن نجعل ذلك يحدث؛ ولكننا نمضي الكثير من الوقت في التفكير بما ينبغي لنا فعله، ونتوافق جميعاً على سبب قيامنا بشيء معين، ثم على كيفية تقسيم العمل وتنسيقه بين الجميع.

اقرأ أيضاً: نعوم تشومسكي: الوعد الكاذب لـ”شات جي بي تي”

إذن، لديكم شغف بالهدف الذي تسعون إليه. والجميع، في كل فرق العمل، شغوفون بما يسعون لتحقيقه.

– نعم، بالتأكيد.

كيف تختارون أعضاء هذا الفريق الرائع؟ الأشخاص الذين تفاعلت معهم في OpenAI كانوا من أروع الناس الذين قابلتهم على الإطلاق.

– يستغرق الأمر الكثير من الوقت؛ كثير من الناس يقولون إنهم يمضون ثلث وقتهم في عملية اختيار الموظفين الجدد، وأنا أفعل ذلك بكل تأكيد. ما زلت أنا مَن يوافق على كل تعيين جديد في OpenAI. وكما تعلم نحن نعمل على أمر رائع، والكثير من الناس الرائعين يودون العمل عليه. لدينا أشخاص رائعون وهناك آخرون مثلهم يرغبون في الانضمام إليهم. ولكن على الرغم من ذلك؛ فلا توجد طريقة مختصرة توفر الجهد الكبير الذي نضعه في عملية التوظيف.

يبدو أن العمل شاق جداً حتى في وجود أناس رائعين.

– نعم، أعتقد ذلك.

أعلنت شركة “مايكروسوفت” عن استثمار لعدة سنوات بقيمة عشرة مليارات دولار في OpenAI، ما الفكرة وراء ذلك؟ وما إيجابيات وسلبيات العمل مع شركة مثل “مايكروسوفت”؟

– ليس الأمر كله مثالياً أو سهلاً؛ ولكن بشكلٍ عام لقد كانوا شريكاً رائعاً بالنسبة إلينا، لقد كان كل من “ساتيا” و”كيفين ماكهاي” على توافق تام معنا، وهما في غاية المرونة، وقد تجاوزا كثيراً ما يفرضه عليهما واجب العمل للقيام بأشياء كنا بحاجة إليها كي ننجح. يبدو الأمر كله وكأنه مشروع هندسي كبير بالغ التعقيد، و”مايكروسوفت” هي شركة كبيرة ومتطورة. وأنا أعتقد أنه -كما هي الحال في الشراكات وعلاقات العمل العظيمة- مضينا قدماً في توحيد استثمارنا ببعضنا البعض، وكان الأمر ناجحاً جداً.

إنها شركة ربحية كبيرة الحجم. هل هناك أي ضغوط لتحقيق أرباح كبيرة؟

– أعتقد أن معظم الشركات الأخرى لم تكن لتفهم في حينها -ربما فهمت الآن- سبب حاجتنا إلى كل تلك السيطرة الغريبة، ولماذا نحتاج إلى كل أشكال الذكاء الاصطناعي العام. أنا أعلم ذلك؛ لأنني تحدثت إلى بعض الشركات الأخرى قبل أن نبرم الصفقة مع “مايكروسوفت”. وأنا أعتقد أنهم فريدون من نوعهم بين الشركات الأخرى المشابهة من حيث تفهمهم أسباب حاجتنا إلى أحكام السيطرة التي طلبناها.

وهذه السيطرة تساعدكم على التأكد من أن الضرورات الرأسمالية لن تؤثر على تطوير الذكاء الاصطناعي. دعني أسألك سؤالاً جانبياً، يبدو أن ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة “مايكروسوفت”، قد نجح في تحويل شركته إلى شركة إبداعية جديدة صديقة للمطورين، وهذا أمرٌ في غاية الصعوبة بالنسبة إلى الشركات الكبيرة، ماذا تعلمت منه؟ ولماذا تعتقد أنه نجح في هذا الأمر؟ وما رؤيتك بشأن قدرة هذا الشخص على حمل شركة كبيرة على هذه المساهمة المحورية في شيء جديد للغاية؟

– أعتقد أن معظم المديرين التنفيذيين هم قادة جيدون أو مديرون جيدون. وما رأيته في ساتيا هو أنه كلا الأمرَين معاً؛ رجل صاحب رؤية، وقادر على إثارة حماسة الآخرين، ويقوم بالتواصل المباشر الصحيح، إلى جانب كونه مديراً تنفيذياً ينخرط بالعمل بنفسه على أرض الواقع؛ وهذه صفات نادراً ما تجتمع في شخص واحد.

أعتقد أن “مايكروسوفت”، مثل “آي بي إم”، والعديد من الشركات التي كانت مسيطرة لفترة من الزمن، تمتلك ذلك النوع من الزخم التقليدي. لذلك فإن إدخال الذكاء الاصطناعي في صلب عملها سيكون أمراً صعباً، وحتى ثقافة المصدر المفتوح ستكون كذلك. ما مدى صعوبة أن تقول لهؤلاء إنهم كانوا يقومون بعملهم بطريقة خاطئة؟ أنا متأكد من حصول اشتباكات كثيرة أو الكثير من ليِّ الأذرع. هل كان عليه أن يفرض قراره من خلال الخوف أم من خلال الحب؟ ماذا تقول بشأن عنصر القيادة هنا؟

– لقد قام بعمل رائع؛ لقد كان مذهلاً في مدى وضوحه وصلابته وقدرته على إقناع الآخرين بالانضمام إليه، ولكنه كان في الوقت نفسه متعاطفاً وصبوراً مع فريقه.

أستشعر الكثير من الحب وليس الخوف هنا.

– أنا من أشد المعجبين بشخصية ساتيا.

وأنا أيضاً؛ ولكن من بعيد. هناك الكثير مما يمكنني أن أسألك عنه في مسار حياتك. ربما يمكننا مواصلة الحوار ساعات عديدة؛ ولكني أرغب في أن أسألك عن شركة “واي كومبينيتر” والشركات الناشئة وبنك “سيليكون فالي”، وأنت كتبت تغريدة على “تويتر” بشأن بنك “سيليكون فالي”، كيف ترى ما يجري هنا؟ كيف يمكن أن نفهم ما حصل في بنك “سيليكون فالي”؟

– أعتقد أنهم أساؤوا إدارة عملهم بشكلٍ مريع، من خلال عمليات الشراء وملاحقة العائدات في عالم سخيف؛ حيث نسبة الفائدة 0%، شراء أدوات قديمة بضمانة إيداعات متغيرة وقصيرة الأجل. ومن الواضح أن هذا كان عملاً غبياً. أعتقد أنه خطأ فريق الإدارة بشكلٍ كامل، على الرغم من أنني لست متأكداً مما تراه الجهات الناظمة. وهذا مثال على ما أظن أنه المكان الذي تظهر فيه بوضوح أخطار اختلال الحوافز. فمع استمرار الاحتياطي الفيدرالي في زيادة الحوافز عند العاملين في بنك “سيليكون فالي” لثنيهم عن البيع بخسارة؛ فإن السندات فائقة الأمان، التي انخفضت حتى الآن بمعدل 20%، لا تزال مستمرة في الانخفاض.

هذا مثال كلاسيكي على اختلال الحوافز. وأنا أشك أنهم البنك الوحيد الذي يعاني أوضاعاً سيئة. ورد فعل الحكومة الفيدرالية استغرق أكثر بكثير مما ينبغي له. ولكن في نهاية المطاف أنا سعيد بما قاموا به، وسنرى ما الذي سيحدث غداً.        

المقر الرئيسي لشركة “جوجل” في سيليكون فالي- وكالات

كيف تتجنب شك المودعين ببنوكهم؟

– ما أعتقد أنه ينبغي فعله الآن، وهذا يتطلب تعديلات قانونية، هو تقديم ضمان كامل للودائع، ربما أعلى بكثير من 250 ألف دولار، فأنت لا تريد للمودعين أن يشككوا بأمان ودائعهم. يقول كثيرون على “تويتر” ما معناه “إنه خطأ المودعين. كان ينبغي عليهم دراسة ميزانية البنك وتدقيق المخاطر فيه”. هل حقاً نريد للناس أن يضطروا إلى فعل ذلك؟ أنا أقول لا.

ماذا كان تأثير القضية على الشركات الناشئة؟

– لا شك أن عطلة نهاية الأسبوع كانت مليئة بالرعب. والآن، وعلى الرغم من مضي عشرة أيام فقط؛ يبدو الأمر وكأنه حدث منذ زمن بعيد، لقد نسيه الناس.

لكن هذا يكشف مدى هشاشة نظامنا الاقتصادي.

– ربما لم ينتهِ الأمر بعد، ربما تكون هذه قمة جبل الجليد.

ربما يكون هناك بنوك أخرى.

– أعتقد أنه سيكون هناك بنوك أخرى.

حتى في حالة FDX كان هناك احتيال؛ ولكن أيضاً سوء إدارة. وهذا يدفعنا للتساؤل حل مدى استقرار نظامنا الاقتصادي؛ خصوصاً مع دخول الذكاء الاصطناعي العام.

– أعتقد أن أحد الدروس العديدة التي يمكن أن نأخذها من قضية بنك “سيليكون فالي” هو مدى عمق وسرعة التغيرات التي تطرأ على العالم، وما مدى تدني فهم الخبراء والقادة، وقادة الأعمال، والجهات الناظمة لهذه التغيرات. والسرعة التي حصل بها انهيار بنك “سيليكن فالي” بسبب “تويتر” وتطبيقات البنوك الإلكترونية كانت مختلفة تماماً عن انهيارات عام 2008 عندما لم يكن لدينا هذه التطبيقات. وأنا لا أعتقد أن نوعية الأشخاص في مواقع المسؤولية يدركون مدى التغيرات التي طرأت على هذا المجال. وهذه التغيرات هي نموذج مصغر عن التغيرات التي سيحملها الذكاء الاصطناعي العام معه.

ما الذي يعطيك الأمل في تلك التغيرات من المنظور الاقتصادي؟ يبدو عدم الاستقرار مخيفاً.

– ما يثير توتري هو سرعة حدوث التغيرات وسرعة تأقلم مؤسساتنا معها. وهذا أحد الأسباب وراء رغبتنا في إطلاق منظوماتنا باكراً حتى وإن كانت تعاني بعض الضعف لنعطي الوقت الكافي للناس للتأقلم. سيكون أمراً مرعباً بحق أن نطلق الذكاء الاصطناعي العام فائق القوة دفعة واحدة إلى العالم. لا أعتقد أن أحداً سيرغب في حدوث ذلك؛ ولكن ما يعطيني الأمل هو أنه كلما كان العالم أكثر إيجابية، أصبح الأمر أفضل. والجانب الإيجابي للرؤية هنا هو أن الحياة ستكون أفضل بكثير. وأعتقد أن ذلك سوف يوحدنا جميعاً. وحتى لو لم يحدث ذلك؛ فسيكون كل شيء أفضل.

عندما تبني منظومة ذكاء اصطناعي عام فإنك ستكون واحداً من بضع أشخاص في العالم الذين أتيح لهم التفاعل معها أولاً. إذا افترضنا أن GPT4 ليس ذكاء اصطناعياً عاماً، فما السؤال الأول الذي ستطرحه على تلك المنظومة؟ ما النقاش الذي ستخوضه معها؟

– ربما لا يكون هذا أمرٌاً مهماً؛ ولكنني لم أشعر قط بالحاجة إلى استخدام ضمير العاقل عند الإشارة إلى منظوماتنا. ولكن معظم الناس يستخدمون ضمير العاقل عند الحديث عنها. وأنا أتساءل لماذا أنا مختلف. لا أدري، ربما لأنني رأيته وهو يتطور وينمو، أو لأنني أفكر في هذه المنظومات أكثر من الآخرين، أنا أشعر بالفضول لأن أعرف سبب ذلك الاختلاف.

أعتقد أن ذلك يرجع إلى كونك كنت تراقب عملية تطوره. ولكني رأيت الكثير من الأشياء تتطور وأنا أشير إليها بضمير العاقل. ربما أنا أجسد الأمور بشدة، ومن المؤكد أن معظم الناس يفعلون ذلك.

– أعتقد أنه من المهم جداً أن نحاول أن نشرح للناس ونخبرهم أن هذه المنظومات هي مجرد أدوات وليست مخلوقات.

صحيح؛ ولكني أعتقد أيضاً أنه سيكون هناك متسع في المجتمع للمخلوقات. وينبغي أن نرسم حدوداً واضحة بين الشيئَين.

– إذا كان الشيء مخلوقاً فأنا سأكون سعيداً بأن يتحدث الناس عنه ويفكروا به كمخلوق؛ ولكني أرى أنه من الخطير أن نطلق صفة المخلوق على الأداة.

هذه وجهة نظر، أما وجهة النظر التي أتبناها فهي تقضي بأن إطلاق صفة المخلوق على أداة ما بطريقة شفافة وواضحة، سيجعل الأداة أسهل استخداماً.

– ربما، إذا كان ذلك يعني تسهيل واجهة الاستخدام فأنا أتفهم رأيك. ولكني أصر على ضرورة توخي الحذر في هذا الأمر.

هل ذلك لأن المنظومة كلما كانت أكثر شبهاً بالمخلوق ازدادت قدرتها على التلاعب بك عاطفياً؟

– نعم، أو لأنك ستعتقد أنها قادرة، أو يجب أن تكون قادرة على فعل شيء ما أو تعتمد عليها في فعل شيء ما، بينما في الواقع لن تكون قادرة على ذلك.

منظومات الذكاء الاصطناعي قادرة على التعلم من خلال المعلومات الإحصائية في كمية هائلة من البيانات- صورة تعبيرية

ماذا لو كانت قادرة؟ ماذا لو كانت قادرة على الحب؟ هل تعتقد أنه ستكون هناك علاقات رومانسية بين أشخاص وGPR كما في فيلم “Her”؟

– هناك شركات تقدم الآن شريكاً في علاقة رومانسية من خلال الذكاء الاصطناعي.

“Replica” هي مثال عن هذه الشركات؟

– هذا صحيح؛ أنا شخصياً لا أشعر بأي اهتمام بذلك الشيء، ولكني أفهم لماذا يهتم بها الآخرون.

لسبب ما أنا مهتم بها.

– هل أمضيت أوقاتاً في التفاعل مع “Replica” أو أي شيء يشبهها؟

نعم، مع Replica؛ ولكني أيضاً أقوم ببناء شيء مشابه بنفسي. فعلى سبيل المثال لديَّ روبوت كلب أستخدمه الآن. أستكشف كيفية استخدام حركات الروبوتات لتبادل العواطف.

– سيكون هناك الكثير من “الحيوانات الأليفة” أو الروبوتات التفاعلية التي تعمل بتقنية GPT، ويبدو أن الكثير من الناس متحمسون لها.

هناك الكثير من الاحتمالات المثيرة للاهتمام، وأعتقد أننا سنكتشفها أثناء مسيرتنا. الأشياء التي قُلتها في هذه المحادثة ربما ستراها بعد سنة من الآن صحيحة أو خاطئة.

– لا، ربما أرغب تماماً… ربما سأحب الروبوت الكلب الخاص بي أو غير ذلك من الروبوتات العاملة بتكنولوجيا GPT4.

ربما ترغب في أن يكون مساعد البرمجة الخاص بك لطيفاً ولا يسخر منك بسبب قلة كفاءتك.

– أعتقد أنك ستهتم بالأسلوب الذي يتكلم به GPT4 معك. هذا مهم حقاً. ربما سترغب في أسلوب يختلف عما أرغب فيه أنا؛ ولكن ربما يكون كلانا راغباً في شيء مختلف عما يقدمه GPT4 الحالي. وهذا أمرٌ مهم للغاية حتى بالنسبة إلى شيء هو أشبه بالأداة.

هل هناك محتوى معين للمحادثات ترغب في وجوده في الذكاء الاصطناعي العام؟ مثلاً في GPT 5 أو 6 أو7؟

– الذي يثير حماستي هو أن أطلب منه أن يشرح لي مبادئ الفيزياء ويحل كل الألغاز المتبقية، سأكون في غاية السعادة عندها.

هناك أشياء عديدة نحتاج إلى معرفتها؛ مثل “الوقت القطعي متعدد الحدود” (NP)، هل هذا ممكن؟ وكيف؟

السؤال الأول الذي سأطرحه هو “هل يوجد حضارة ذكية أخرى في الكون؟”؛ ولكني لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي العام لديه القدرة على معرفة ذلك.

– ربما سيكون قادراً على مساعدتنا في إيجاد طرق لتتبع تلك الحضارة والبحث عنها؛ كأن يرسل رسائل إلكترونية للبشر يسألهم فيها إذا ما كانوا قادرين على إجراء تجربة معينة؟ أو على بناء مسبار فضائي معين، أو على الانتظار لفترات طويلة للغاية.

أو على تقديم تقديرات أفضل بكثير من معادلة دريك. مع المعرفة التي نمتلكها بالفعل ربما معالجة كل ذلك بعد أن نكون قد جمعنا كل البيانات.

– ربما يكون الأمر في البيانات؛ ربما نحن بحاجة إلى بناء مستشعرات أفضل، وهذا أمرٌ يمكن أن يساعدنا فيه الذكاء الاصطناعي. ربما لن يكون قادراً على الإجابة بمفرده؛ ولكنه ربما سيكون قادراً على إخبارنا بأن نبني شيئاً معيناً أو أن نجمع المزيد من البيانات.

ماذا لو قال لنا إن المخلوقات الفضائية موجودة؟

– أعتقد أنني سأستمر في حياتي المعتادة. ما الذي ستفعله بطريقة مختلفة إذا ما أخبرك GPT4 بذلك وصدقته؟ حسناً، الذكاء الاصطناعي العام أصبح هنا، أو يكاد، ما الذي ستفعله بطريق مختلفة؟

مصدر البهجة والسعادة والرضا في الحياة يأتي من البشر الآخرين؛ لذلك على الأغلب لن أفعل أي شيء بطريقة مختلفة، إلا إذا شكَّل نوعاً من التهديد؛ ولكن ذلك التهديد يجب أن يكون شيئاً مثل الحريق أو ما شابه.

– هل نحن نعيش الآن بقدر أكبر من الذكاء الرقمي مما كنت تتوقعه قبل ثلاث سنوات في هذا العالم؟

بالتأكيد، أكثر بكثير.

– وإذا عاد بك الزمن ثلاث سنوات، وأخبرك أحد المنجمين أنك في مارس 2023 ستشهد هذا القدر من الذكاء الرقمي، هل كنت ستتوقع أن تكون حياتك مختلفة أكثر مما هي عليه الآن؟

ربما، ربما؛ ولكن هناك العديد من المسارات المتداخلة. ربا كنت سأتوقع أن تكون استجابة المجتمعات للجائحة أفضل بكثير، وأكثر وضوحاً وأقل انقساماً. إنه أمرٌ محير؛ فمع المزيد من التقدم التكنولوجي جاء المزيد من الانقسامات الاجتماعية. أو ربما كشف التطور التكنولوجي الانقسامات الموجودة بالفعل. وكل هذا يربك فهمي لمدى تقدمنا كحضارة إنسانية، وما الذي يعطي معنى لحياتنا، وكيف نكتشف الحقيقة والمعرفة والحكمة. في الحقيقة؛ لا أعرف ما الذي كنت سأتوقعه، ولكن عندما أفتح ويكيبيديا يسعدني أن البشر قادرون على إنشاء شيء كهذا. صحيح أنه يوجد انحياز؛ ولكنها انتصار للحضارة البشرية. محركات البحث بحد ذاتها هي شيء رائع، بالنظر إلى ما كانت قادرة على فعله قبل عشرين عاماً. والآن هذا الشيء الجديد GPT سيكون التكتل التالي لكل ما جعل محركات البحث وموقع ويكيبيديا شيئاً رائعاً. ولكن الآن أصبح بإمكانك الوصول إليه بشكلٍ مباشر، وإجراء حوار معه. إنه شيء لا يصدق.

ما نصيحتك للشباب في المرحلة الثانوية والجامعية؟ ماذا عليهم أن يفعلوا في حياتهم؟ كيف يحظون بمهنة يفخرون بها، وبحياة يفخرون بها؛ لقد كتبت مدونة قبل بضع سنوات بعنوان “كيف تكون إنساناً ناجحاً؟” وكانت مدونة موجزة وفي غاية الروعة. قُلت “يمكنك أن تصبح ثرياً بامتلاكك الأشياء، وبأن تكون لديك دوافعك الذاتية”. ما الشيء الأهم هنا برأيك؛ كنصيحة تقدمها؟

– أعتقد أنها احتوت على نصائح جيدة؛ ولكني أيضاً أعتقد أن أخذ النصائح قد يكون أمراً مغرياً لكثيرين. والنصائح التي كانت مناسبة بالنسبة إليَّ، والتي دونتها في ذلك الوقت، ربما لن تكون مفيدة بنفس القدر، أو ربما تكون غير مفيدة على الإطلاق بالنسبة إلى الآخرين، أو ربما يجد الآخرون أنهم يرغبون في مسار مختلف تماماً في الحياة. أعتقد أنني حصلت على ما أريد في حياتي بفضل تجاهلي النصائح، وأنا أنصح الناس بأن لا يستمعوا كثيراً إلى النصائح؛ إذ لا بد من أن يقترن الاستماع إلى النصائح من الآخرين بالكثير من الحذر.

اقرأ أيضًا: قاضٍ يثير ضجة بعد استعانته بتطبيق “تشات جي بي تي” في إصدار حكمه

كيف تصف مقاربتك للحياة؟ بعيداً عن هذه النصيحة. ما الذي يعطيك السعادة؟ ما الشيء الصحيح الذي ينبغي لك القيام به؟ كيف يمكنك أن تحظى بأكبر قدر من التأثير؟

– أتمنى لو أني أعرف كل تلك الإجابات؛ فهي غير واضحة في معظم الأوقات. أفكر كثيراً في ما يجب أن أفعله وفي ما سيكون مفيداً؛ ولكن في أمور مثل مَن الذي أريد قضاء وقتي معه؟ أو ما الذي أريد أن أقضي وقتي بفعله؟ فأنا مثل سمكة في الماء، أسبح مع التيار. وأعتقد أن هذا ما سيقوله معظم الناس إذا ما أرادوا أن يجيبوا بصراحة.

ما، برأيك، معنى كل هذا الشيء؟ هذا سؤال يمكن طرحه على الذكاء الاصطناعي العام. ما معنى الحياة؟ أنت جزء من مجموعة صغيرة من الناس الذين يصنعون شيئاً متميزاً تماماً؛ شيئاً يبدو وكأن البشرية كانت دائماً تسعى إليه.

– لا أعتقد أنها مجموعة صغيرة من البشر؛ أعتقد أن هذا تتويج لقدر مذهل من الجهد البشري. وإذا فكرت في كل ما كان ضرورياً للوصول إلى هنا، فعليك أن ترجع إلى هؤلاء الأشخاص الذين اكتشفوا الترانزيستورات في الأربعينيات، هل هذا ما كانوا يخططون له؟ كل هذا العمل، مئات الآلاف، الملايين من الأشخاص الذين عملوا للانتقال من الترانزيستور الأول إلى تحميل الأرقام في شريحة ثم ربطها معاً وصولاً إلى كل ما احتجنا إليه للوصول إلى ما وصلنا إليه، كل هذا جهد مشترك أسهم فيه كل هؤلاء.

وقبل الترانزيستور، كان هناك مئات الملايين من البشر الذين عاشوا وماتوا وأحبوا وتناولوا الطعام وقتلوا بعضهم في بعض الأحيان؛ ولكنهم كانوا يتعاونون في معظم الأوقات في معركتهم مع الحياة. وقبل ذلك كانت هناك البكتريا ووحيدات الخلية وغيرها.

– وكل ذلك كان على منحنى أسي واحد.

بالفعل؛ كم عدد المنحنيات الأخرى الموجودة؟ سيكون هذا سؤالي الأول للذكاء الاصطناعي العام. ولست متأكداً أي الإجابات أرغب في سماعها.

سام، أنت شخص رائع؛ وقد شرفني الحديث معك. شكراً لك على العمل الذي تقوم به، وكما قُلت فقد تحدثت مع إيليا سوتسكيفر، ومع غريغ، ومع العديد من الأشخاص في OpenAI، وجميعهم أشخاص رائعون حقاً يقومون بعمل رائع.

– سوف نبذل ما في وسعنا للوصول إلى مكان جيد. أعتقد أن التحديات كبيرة، وأنا أتفهم أنه لا يتفق الجميع مع نهجنا في النشر التكراري؛ ولكن هذا ما نؤمن به. وأعتقد أننا نحقق تقدماً سريعاً بقدر سرعة القدرات وسرعة التغيير. وهذا أمرٌ ستكون له أدواته الجديدة لتحقيق الملاءمة ومتطلبات السلامة.

أشعر أننا معاً في هذا الشيء، وفي غاية الحماسة لنصل معاً كحضارة بشرية، وسنعمل بجد للوصول إلى غاياتنا.

أشكر إصغاءكم لهذا الحوار، واسمحوا لي أن أترككم مع كلمات قالها ألن تورينغ عام 1951:

“يبدو من المحتمل أنه بمجرد بدء طريقة التفكير الآلي؛ لن يستغرق الأمر كثيراً لتجاوز ضعفنا. لذلك، لا بد لنا من أن نتوقع أن الآلات ستتولى زمام الأمور في وقتٍ من الأوقات”.

شكراً لإصغائكم، وآمل أن أراكم في مرات قادمة…

لقراءة الحلقة الأولى: الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام أولتمان: الذكاء الاصطناعي أداة مذهلة لتأدية الأعمال الإبداعية بشكلٍ أفضل 1-2

المصدر: حوار سام أولتمان مع ليكس فريدمان

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة