الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
الدور الإماراتي في سقطرى اليمنية: الملف الكامل
ما سر افتعال أزمة جزيرة سقطرى الآن؟

كيو بوست –
تصدر اسم جزيرة سقطرى اليمنية المشهد السياسي في اليمن، عقب جدل واسع تبع دخول قوات إماراتية عسكرية إلى الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.
ويواجه التواجد العسكري الجديد للإمارات في الجزيرة اتهامات بمحاولة السيطرة عليها، مقابل أصوات مدافعة تعتبر أن الإمارات تسعى لمهمة إنسانية وتطوير الجزيرة الفقيرة التي يعاني أبناؤها من واقع معيشي صعب.
اقرأ أيضًا: الإمارات تتصدر قائمة داعمي اليمن: 2.5 مليار دولار مساعدات خلال 3 سنوات
وأرسلت الإمارات، مساء الجمعة، عددًا من الطائرات إلى الجزيرة، ما أثار تساؤلات لدى الحكومة اليمنية التي يرأسها أحمد بن دغر.
ما هي جزيرة سقطرى؟
بالقرب من خليج عدن في المحيط الهندي، تقع جزيرة سقطرى – أكبر الجزر العربية واليمنية، بمساحة تبلغ 3,650 كيلومتر مربع، (طول 125 كلم، وعرض 42 كلم)، كما يبلغ طول شريطها الساحلي 300 كلم. والجزيرة تقع ضمن أرخبيل يمني مكون من 6 جزر على المحيط الهندي، على بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العربية.
ويبلغ عدد سكان الجزيرة قرابة 60 ألف نسمة. وتحتفظ الجزيرة ببيئة حيوانية ونباتية تعد الأكثر تنوعًا من بين الجزر في العالم؛ إذ تعتبر موطنًا لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة، وأهم موطن لأشجار اللبان المشهورة في العصور القديمة.
ما سر افتعال أزمة الوجود الإماراتي الآن؟
لم يكن التواجد الإماراتي في الجزيرة حديثًا، بل تتواجد منذ عامين فرق الإمارات في الجزيرة بشكل مكثف لمهمة تنموية وإنسانية، والتساؤل الذي يطفو، هو ما سر افتعال ما سمي بـ”احتلال الإمارات للجزيرة”؟!
يقول المحلل السياسي اليمني محمد علي علاوي في حوار خاص مع “كيو بوست“، إن ما هو حاصل من إثارة الإخوان المسلمين للأزمة يندرج تحت أهداف عدة، الأول إشغال اليمنيين عن قضية رفض الجماعة تسليم المقرات الحكومية في محافظة تعز، والهدف الثاني يندرج ضمن مشروع بين تركيا وإيران.
وأضاف علاوي أن “هناك من هم منتسبون للإخوان داخل الحكومة، ويعتقدون أنه بهذه الطريقة يضغطون على الإمارات في قضية الجزيرة، كما حدث في قضية الصومال“.
وحول الأحاديث عن دور تركي في الأزمة، أعرب علاوي عن اعتقاده بوجود مخطط تركي للسيطرة على الجزيرة، كما حصل في الصومال، وفي جزيرة سواكن في السودان.
وأضاف: في ضوء التمدد التركي في المنطقة وفي سوريا، لا يستبعد هذا المخطط… والإخوان هم أدوات التنفيذ.
“الشرعية هي من طلبت هذا الوجود الإماراتي في سقطرى ضمن إطار القانون، وليس في الأمر ما يثير هذه الضجة، ما يجري هو مخطط تركي إيراني لتسهيل السيطرة على مناطق عربية”، أوضح علاوي.
وتابع القول: “إذا كان تواجد الإمارات داخل الجزيرة للتنمية، فما المشكلة؟ هم يثيرون كلمة احتلال لأن الإمارات تقف في وجه مشروعهم وتقود مشروعًا عربيًا نهضويًا”، على حد تعبيره.
ما حقيقة دور الإمارات؟
في مطلع إبريل/نيسان 2018، بدأت وسائل إعلام قطرية الدعاية ضد دور الإمارات في الجزيرة، عبر ترويج تقارير تتحدث عما أسمته “سرقة الإمارات لأشجار سقطرى النادرة”.
جاء ذلك بعد انتشار صور تظهر أشجارًا، قالت وسائل الإعلام القطرية إنها اقتلعت من جزيرة سقطرى اليمنية ونقلت إلى الإمارات.
لكن سرعان ما وضع ميناء صلالة العماني حدًا لهذه الشائعات الملفقة، وكتب في تغريدة على حساب الميناء: “لا صحة لما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي لأشجار تشحن من سقطرى إلى دولة الإمارات، وننوه أن الأشجار مستوردة من دول عدة، ومتجهة إلى دولة أخرى”، دون تحديد تلك الدول.
تنوية،
لا صحة لما يتم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي لأشجار تشحن من سقطرى الى دولة الإمارات ، وننوه ان الأشجار مستوردة من عدة دول ومتجهة الى دولة اخرى.— Port Of Salalah (@port_salalah) February 4, 2018
اليوم، تتجدد الحملة الإعلامية القطرية ضد الدور الإماراتي في الجزيرة، عقب إرسال قوات -قيل إنها عسكرية- إليها، فما طبيعة هذا الدور؟ وهل تسعى الإمارات بالفعل للسيطرة على الجزيرة؟
تعرضت سقطرى لأعاصير مدمرة خلال السنوات الأخيرة، كان من بينها إعصارا تشابالا وميغ، اللذان ضربا الجزيرة عام 2015.
عدد كبير من المنازل هدمت وآلاف الأشخاص نزحوا من الشواطئ الشمالية للجزيرة، إلى المدارس والجامعات والمستشفيات، بفعل الأعاصير.
حينها، قال سكان محليون إن 1500 أسرة تقريبًا فرت إلى المناطق الداخلية والجبال، مؤكدين لوكالة رويترز عدم وصول أية مساعدة من الخارج على الإطلاق.
فيما بعد، تكفلت الإمارات بالاتفاق مع الحكومة اليمنية، بإعادة إعمار وبناء كل ما تضرر من إعصاري “تشابالا وميج” في عموم مناطق محافظة سقطرى.
وتركز تدخل أبو ظبي عبر ذراعها الإغاثية “هيئة الهلال الأحمر الإماراتي”، بتنفيذ عدد من المشاريع التنموية الحيوية، وتسيير أكثر من 30 طائرة إغاثية محملة بأكثر من 400 طن من المساعدات الإنسانية والطبية إلى أبناء الجزيرة.
اقرأ أيضًا: الهلال الأحمر الإماراتي.. يد الخير العابرة للحدود
ومنذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، تم تشييد مدينة سكنية، تتكون من 356 منزلًا بمرافقها الصحية والتعليمية.
إضافة إلى تأهيل وإنشاء عشرات المدارس مجهزة بالحواسيب، وصيانة وتأهيل 44 مسجدًا، وإنشاء شبكة مياه بطول 75 كم، وتشييد حاجز بحري لحماية مركز الإنزال السمكي بالعاصمة، وتوفير 100 قارب للأهالي الذين يمتهنون صيد الأسماك.
وأنشأت الإمارات حديقتين عامتين وملعبين لكرة القدم، إضافة إلى توزيع 7 آلاف طرد غذائي تضمنت المواد الغذائية الأساسية.
وجرى أيضًا توسيع رصيف ميناء سقطرى بـ110 أمتار وإنارته، بالإضافة إلى تعبيد الرصيف بشكل كامل، وتدشين العمل في الرافعة المتحركة بقوة 100 طن، وافتتاح مركزي إدارة للميناء ومركز لجماركه، بعد صيانته وتأهيله.
جهود إعادة إحياء الجزيرة المدمرة امتدت إلى ما هو أبعد من الإغاثة، عبر تقديم 40 منحة دراسية لطلاب وطالبات سقطرى، وتأهيل وصيانة 17 مدرسة، ورعاية حفلات زفاف جماعي لـ200 شاب وشابة في الجزيرة، وتزويد شرطة الجزيرة بمركبات خاصة.
ماذا يقول السقطريون؟
في مقابل الترويج الإعلامي القطري لسيطرة الإمارات على الجزيرة، ماذا يقول السقطريون أنفسهم عن دور الإمارات؟
في حديث لمحافظ
24 ميديا، يقول: “الإماراتيون أتوا يغيثون سقطرى كبقية المحافظات، بدعم سكانها، وهو أمر يشكرون عليه”.ويضيف: “إن الرحلات الجوية من الإمارات أتت استجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وعبر وزارة النقل رسميًا، وفوائد هذه الرحلات كبيرة على سكان الجزيرة والوطن ككل”.
“الإمارات حاضرة معنا بمؤسساتها، وهي مؤسسة خليفة بن زايد وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وما يشاع عن سقطرى في الإعلام عار عن الصحة، وكل ما يجري فيها هو دعم إنساني، إعانة محتاجين، كفالة أيتام، بناء مدارس ومنشآت تعليمية”، أضاف السقطري.
اقرأ أيضًا: صحف غربية تجيب: ماذا يعني الدعم الإماراتي لليمنيين؟