الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
الداخلية المصرية تداهم مكتب “الأناضول” وتوقف صحفيين محسوبين على تركيا والإخوان
القاهرة تتهم "الأناضول" بجمع معلومات مضرة بالأمن تحت ستار مركز أبحاث

كيوبوست
داهمت قوات الأمن المصرية مقر وكالة الأناضول في القاهرة، وأوقفت عددًا من العاملين، بينهم تركي؛ ما دفع “الخارجية” التركية إلى استيضاح الأمر عبر استدعاء القائم بالأعمال المصري.
ووجهت القاهرة رسميًّا اتهامات إلى “الأناضول” بجمع معلومات مضرة بالأمن تحت ستار مركز أبحاث، بعد أن عبَّرت مرارًا عن استيائها من الأخبار الكاذبة التي تنال منها وتخدم سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشددةً على ضرورة الالتزام بالمعايير المهنية والإعلامية في ما يخص الأخبار التي تنشرها الوكالة عن مصر.
اقرأ أيضًا: تحركات مصرية حاسمة لمواجهة التدخل التركي في ليبيا
وتأتي المداهمة في ظل ظروف تشهد توترات سياسية وتصعيدات كبيرة بين الجانبَين المصري والتركي، على خلفية الاتفاقية الموقعة بين أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، والتي بموجبها أرسل الرئيس التركي قوات عسكرية إلى ليبيا؛ وهو ما اعتبره الجانب المصري خطرًا على أمنه القومي.
وأكدت وزارة الداخلية المصرية، على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن الوكالة تقوم بإعداد تقارير سلبية تتضمن معلومات مغلوطة ومفبركة حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والحقوقية، وإرسالها إلى مقر الوكالة في تركيا؛ بهدف تشويه صورة البلاد على المستويَين الداخلي والخارجي، كما أكدت المعلومات تولِّي التركي أيدوغان عثمان قالا بلك، وبعض العناصر التركية والإخوانية، إدارة مقر اللجنة الإلكترونية بالبلاد.
لا يمكن قراءة الموقف دون ليبيا
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي التركي مصطفى أوزجان، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن اقتحام قوات الأمن المصرية مقر (الأناضول) لا يمكن قراءته دون ربطه بما يجري في ليبيا”، مشيرًا إلى أن التصرف طبيعي ولا يجب الاندهاش منه؛ بسبب العلاقات التي وصفها بـ”المتوترة للغاية” بين مصر وتركيا.

اقرأ أيضًا: دور الجماعات الإرهابية في التهديدات التركية لمصر
وأضاف الكاتب الصحفي والمحلل السياسي التركي: “الخلافات بين القاهرة وأنقرة تعود إلى سنوات، وجاءت الأزمة الليبية لتفاقم من حدة الخلاف بينهما، ووكالة الأناضول موجودة في مصر وتبثّ أخبارها منذ سنوات، ولا يوجد جديد بشأن ما إذا كانت الأخبار كاذبة أم لا، بقدر ما يجب فهم الأمر على أنه رد فعل سياسي يأتي على خلفية الاستفزازات التركية المستمرة منذ فترة، والتي تواجهها مصر بأكثر من وسيلة؛ منها عملية المداهمة الأمنية التي تمت اليوم”.
وتوقع أوزجان المزيد من التوتر والتصعيد بين الجانبَين المصري والتركي، مؤكدًا أن عملية الاقتحام يمكن أن تكون بداية لأعمال أخرى تشهدها الأيام المقبلة؛ خصوصًا في ظل فشل المساعي الدولية، حتى الآن، في وضع حل سياسي للصراع في ليبيا.
أنقرة تحاول الدفاع عن نفسها
الكاتب الصحفي محمد عبدالقادر، رئيس تحرير مجلة “شؤون تركية”، أكد خلال تعليقه لـ”كيوبوست”، أن “أنقرة تحاول الدفاع عن نفسها باستدعائها القائم بالأعمال المصري لديها”، موضحًا أن مستوى العلاقات بين البلدَين يزيد من درجة التوقعات للمزيد من التصعيد والخلاف.

اقرأ أيضًا: أردوغان يواصل مغامرته “المتهورة” في ليبيا
“الأناضول” تبث الأكاذيب وتروج لسياسات أردوغان
وأضاف عبدالقادر: “وكالة الأناضول تبث أخبارًا كاذبة طوال الوقت، وتهاجم مصر باستمرار وتحاول الترويج للسياسات التي يسعى لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ من أجل تأجيج التوتر وتصعيده إلى مستويات لا يعلم أحد مداها، ولابد من أن ثمة أدلة وشواهد توافرت لأجهزة الأمن المصرية مكَّنتها من اقتحام مقر الوكالة وتوجيه التهم إلى العاملين بها؛ وهو ما يعني أنه لن يتم الإفراج عن أحد إلا بسند قانوني، بمعنى أن الأمر لن يتم التهاون بشأنه؛ خصوصًا في ظل الخلافات السياسية الشديدة”.