اسرائيلياتفلسطينيات
الخليل: حقائق عن تغلغل المستوطنين في أكبر مدن فلسطين
ماذا تعرف عن الاستيطان في الخليل؟

كيو بوست –
“حي يهودي جديد في الخليل، للمرة الأولى منذ عشرين عامًا، بدلًا من معسكر للجيش، سننشئ حيًا جديدًا”، هكذا فاخر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بإعلان حكومته المصادقة على توسع استيطاني جديد في قلب مدينة الخليل الفلسطينية، في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الحالي 2018.
مدينة الخليل تعد المدينة الوحيدة في الضفة الغربية التي تشهد استيطانًا في قلب أحيائها، عدا عن الانتشار والطوق الاستيطاني في محيطها. يشبه الوضع داخلها ما يحدث في مدينة القدس، حيث يتفشى المستوطنون الغرباء على حساب السكان الأصليين في قلب الأحياء الفلسطينية.
اقرأ أيضًا: كيف تستغل إسرائيل تنظيم “شبيبة التلال” الإرهابي لتحقيق مشاريعها بالضفة؟
الحي الاستيطاني الجديد يشمل 31 وحدة استيطانية، إضافة لمرافق أخرى. يضاف هذا لبؤر استيطانية وسط المناطق السكنية الفلسطينية، فكيف يبدو واقع المدينة أمام تفشي الاستيطان؟
كيف بدأ الاستيطان في الخليل؟
تقع مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وهي أكبر مدن الضفة مساحة وسكانًا، وتبلغ مساحتها 42 كم2، وبلغ عدد سكانها وفق جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني حوالي 250 ألف نسمة.
انطلاقًا من حجج تاريخية ودينية مزيفة، يطلق الاحتلال العنان للاستيطان في المدينة، حتى بات سكانها يواجهون تهديدًا يوميًا من أشد المستوطنين تطرفًا.
بدأ الاستيطان في المدينة منذ احتلالها عام 1967، بالاستيلاء على بعض الأبنية التاريخية في داخل المدينة، وتحويلها إلى أحياء سكنية للمستوطنين، ثم عمد الاحتلال إلى إيجاد ربط جغرافي بين هذه المباني التي يسيطر عليها المستوطنون، مع مستوطنات قريبة، لعل أبرزها مستوطنة كريات أربع التي تتوغل في المدينة وتمتد لخارجها على أراضي الفلسطينيين.
وكما تم تهويد القدس، ويتم يوميًا تهويد ما تبقى منها، بدأ الاحتلال تنفيذ خطة تهويد الخليل عام 1968 بدخول 73 مستوطنًا إلى قلب المدينة.
اقرأ أيضًا: إسرائيل مقابل غزة: 70 عامًا من الصراع
ثم ركزت سلطات الاحتلال خطط الاستيطان في البلدة القديمة من المدينة وحول الحرم الإبراهيمي، حيث سمحت للمستوطنين بإقامة كنيس، مقابل المسجد الإبراهيمي، في خطوة أولى لخلق واقع جغرافي يهودي داخل مركز المدينة. وفي عام 1968، فتحت قوات الاحتلال مدخلًا وطريقًا جديدًا إلى المسجد الإبراهيمي، وأقامت نقاط مراقبة عسكرية حول المنطقة، وفق تقرير لمركز عبد الله الحوراني للدراسات التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية.
سرطان “كريات أربع”
يشبه الفلسطينيون الاستيطان في الخليل بالسرطان، إذ يتفشى مع مرور الزمن ليسيطر على جسد المدينة شيئًا فشيئًا، ولهذا الغرض أقام الاحتلال مستوطنة تدعى “كريات أربع”، عام 1970، في محيط البلدة القديمة في المدينة.

في المقابل، تتصل البؤر مع بعضها البعض ومع مستوطنة “كريات أربع” بطرق معبدة لتسهيل التنقل منها وإليها بالاضافة إلى تسهيل الوصول إلى الحرم الإبراهيمي.
يقول مركز الحوراني إن “سلطات الاحتلال تسعى إلى توسيع هذه البؤر بشكل مستمر من خلال اتباع سياسات عنصرية ضد السكان العرب، عبر نشر عشرات الحواجز ونقاط التفتيش وإغلاق تام لبعض الشوارع والأسواق، في محاولة لطرد السكان العرب والتضييق عليهم، بغية تهجيرهم من المكان؛ إذ يقدر عدد المحال التجارية المغلقة بحوالي 1829 محلًا تجاريًا، منها 520 مغلق بأوامر عسكرية خاصة في شارع الشهداء، والباقي مغلق من قبل أصحابها بسبب إغلاق الطرق ووضع الحواجز ونقاط التفتيش داخل أزقة البلدة القديمة”.
ويقدر عدد المستوطنين في محافظة الخليل بقرابة 30 ألف مستوطن، إضافة إلى مئات ممن يتوغلون وسط المدينة ويسعون لتثبيت وجودهم وتوسيعه داخلها.
مواجهة دولية
رغم تسويق الاحتلال لحجج ارتباطه تاريخيًا بالخليل، إلا أن ذلك لا يعتبر بالنسبة للمنظمات الدولية المتخصصة بالتاريخ والتراث أمرًا منطقيًا.
في عام 2017، صوتت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والتراث “اليونسكو” على قرار يصنف الحرم الإبراهيمي، في البلدة القديمة في الخليل، كموقع تراث عالمي فلسطيني مهدد. كذلك حسمت المنظمة بأن لا علاقة لإسرائيل بالبلدة القديمة.
كما يجزم القانون الدولي بعدم قانونية جميع المستوطنات المقامة في الضفة الغربية، ويعتبرها عملية احتلال.