شؤون عربيةفلسطينيات

الخطأ الذي يقع فيه العرب حول “وحدة المستعربين” الإسرائيلية

"دوفدوفان" في الضفة و"شمشون" في غزة

خاص كيو بوست – 

مرة أخرى تظهر وحدة “المستعربين” في المواجهات بين الجماهير الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن انتشار صور الوحدة عند اعتقالها الشبان الفلسطينيين، عادة ما يحدث حالة من البلبلة على مواقع التواصل الاجتماعي. 

ويصف المتابعون العرب الحادثة بالخيانة، أو يكيلون الشتائم للوحدة باعتبار أنها فلسطينية تعمل لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو خطأ يحدث مرارًا وتكرارًا. 

تعتبر الوحدة من وحدات جيش الاحتلال الأعنف، وغالبًا ما يجري استدعاؤها عند اشتداد المواجهات، بهدف بث الرعب في صفوف المتظاهرين. أما بالنسبة للأصول فعناصرها إسرائيليون ونادرًا ما ينتسب إليهم جنود ذوو أصول عربية. 

وتتبع الوحدة في شن هجماتها أسلوب التخفي بلباس عربي يشبه إلى حد كبير لباس الشبان المتظاهرين، وتعمل على التسلل إلى داخل المظاهرة بالتنسيق مع جنود الاحتلال. وفي لحظة معينة ينقض عناصر الوحدة على الشبان من مسافة صفر ويعتقلونهم، بالتزامن مع هجوم الجيش بقنابل الغاز على المظاهرة لحماية الوحدة. 

ومن هنا تسمى الوحدة بالمستعربين، أي التماهي بين المتظاهرين كأشخاص عرب. لكن الصور التي تنتشر ويظهر فيها عنصر من الوحدة مرتديًا اللباس العربي ويقبض على شاب متظاهر، تسبب الكثير من اللغط لدى القراء العرب من خارج فلسطين، ظنًا منهم أن عناصر الوحدة عملاء فلسطينيون تم تجنيدهم، وهو استنتاج يفتقر إلى الدقة ويعتمد على الصورة الخادعة. 

كيف تأسست الوحدة؟

تلفظ بالعبرية مستعرفيم” وهي كنية أعطيت لرجال عصابات إسرائيليين وأفراد وحدات خاصة تخفوا بلباس عربي أو اتخذوا لهم أشكالًا شبيهة بالعرب الفلسطينيين.

بدأت فكرة تأسيس وحدات “المستعربين” في الثلاثينيات من القرن الماضي للقيام بمهام استخبارية وتنفيذ عمليات قتل وتصفية ضد الفلسطينيين.

ونشطت هذه الوحدات في الانتفاضات الفلسطينية منذ عام 1987، ففي حين أخذ الاحتجاج الفلسطيني شكل المظاهرات الشعبية، بدأت هذه الوحدات بالتسلل إلى وسط المتظاهرين لتنفيذ اعتقالات وإجهاض التظاهرات.

تخضع هذه الوحدات إلى تدريبات شاقة على القتال، وتتعلم العربية بإتقان. وتخرج لمهمتين داخل عمق المناطق الفلسطينية، إما التصفية والاغتيال أو الاعتقال. 

في 12-11-2015، كانت الهبة الشعبية الفلسطينية أو ما عرفت باسم “انتفاضة السكاكين” في شهرها الثاني. تسللت وحدة من “المستعربين” إلى مشفى الأهلي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

القوة التي كانت حينها متنكرة بزي مدني وتزيد على 20 عنصرًا قامت بتصفية الشاب عبد الله شلالدة “28 عامًا”، فيما كانت مهمتها اختطاف الجريح عزام شلالدة (شقيق عبد الله)، إلا أن ظهور عبد الله كان مفاجئًا بالنسبة لعناصر الوحدة. 

وتؤكد الحادثة على الطابع الإجرامي لهذه الوحدات، فاليد خفيفة جدًا على الزناد، ومعها كامل الصلاحيات بالقتل إذا ما استشعرت الخطر. 

 

“دوفدوفان” في الضفة و”شمشون” في غزة

أنشأ جيش الاحتلال في العقود القليلة الأخيرة وحدات متخصصة أسماها “المستعربين” وعمل على زيادة تدريبها. 

ومن بين هذه الوحدات، الوحدة المعروفة بإسم “دوفدوفان” وتتخصص بالاقتحامات في مناطق الضفة الغربية، والوحدة الأخرى وتدعى “شمشمون” وكانت تعمل في قطاع غزة. 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة