الواجهة الرئيسيةشؤون دوليةشؤون عربية

الخارجية العراقية لـ”كيوبوست”: على مجلس الأمن التدخل لوقف التجاوزات التركية

لجنة حكومية عراقية لتقصي الحقائق وأصوات برلمانية تطالب بالعدالة لضحايا القصف التركي

كيوبوست- أحمد الفراجي

رغم نفي أنقرة المستمر، والنأي بنفسها عن القصف الأخير الذي استهدف موقعاً سياحيا في محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق، راح ضحيته نحو تسعة قتلى و23 جريحاً، غالبيتهم من السائحين الذي وصلوا هربا من درجات الحرارة العالية، وانقطاع التيار الكهربائي.

 السلطات الحكومية العراقية تؤكد أن الجيش التركي هو من يقف خلف هذا القصف بعد مطابقة شظايا المقذوفات التي سقطت مع مدفعية 155 ملم، وهذا النوع من المدافع لا تستخدمه إلا القوات النظامية التركية، خاصة وأن أغلب الجماعات المسلحة، ومنها حزب العمال، لا تستخدم مثل هذه الأسلحة الثقيلة.  

اقرأ أيضاً: كردستان العراق بين القبضة التركية وبلطجة الميليشيات

الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف، علق لـ”كيوبوست” قائلاً: إن وزارة الخارجية بعثت برسالة شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، وطالبته بعقد جلسة طارئة لبحث الاعتداء التركي المستمر داخل الأراضي العراقية.

أحمد الصحاف

وأضاف الصحاف: نحن مستمرون ببذل كل الجهود الدبلوماسية للردِّ على هذه الاعتداءات العدوانية أحادية الجانب، وإيقافها، وماضون بمنع أنقرة من استخدام العراق كساحةٍ لتصفية الحسابات، وتصدير مشاكلها الداخلية التي باتت تهدد الأمن والسلم في العراق.

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، لـ”كيوبوست”، أن تركيا تتجاوز داخل العراق بحجة وجود اتفاقية أبرمتها مع الحكومات العراقية السابقة، “لكن لا توجد أي اتفاقية مع الحكومة الحالية، وكل ما يتذرع به الأتراك هو عبارة عن محضر اجتماع مع النظام السابق سمح لهم بالتوغل 5 كيلومترات فقط”، بحسب الصحاف، لافتاً إلى أن حزب العمال الكردستاني أصبح إشكالية تركية على الأراضي العراقية.

وعقد البرلمان العراقي جلسة طارئة لبحث ملابسات الاعتداءات التركية، وبالأخص استهداف مصيف سياحي في دهوك شمالي العراق، وحضر الجلسة وزيرا الدفاع والخارجية، ورئيس أركان الجيش العراقي، وكانت أبرز مخرجاتها تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، وإخراج القوات التركية.

استضافة البرلمان العراقي لوزيري الداخلية والدفاع والقادة الأمنيين
شيروان الدوبرداني

وعلق النائب في البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني شيروان الدويرداني، قائلاً لـ”كيوبوست”: اتضح بعد زيارة لجنة من وزارة الدفاع العراقية والعمليات المشتركة، أي بعد وقوع الحادث الإرهابي مباشرةً، أن قذائف مدفعية من عيار 155 ملم؛ وهي مدافع ثقيلة وبعيدة المدى ولا تستخدمها المجاميع الإرهابية pkk، وبعد الفحص الموقعي للحُفر التي أحدثتها القذائف، وكذلك تحديد اتجاه إطلاق الصواريخ، تبين أنها من الجانب التركي بالقرب من أحد الجبال في المناطق الحدودية، ولدى وزارة الدفاع العراقية القناعة والدلائل بأن مَن قصف مخيم برخ في قضاء زاخو، هو مدفعية الجيش التركي. 
 
وأضاف: على الرغم من الأدلة التي قدمتها وزارة الدفاع العراقية؛ فلا نريد أن نستعجل، ونحن بانتظار التأكد من الجهة التي أطلقت المقذوفات باتجاه مصيف برخ، ومَن يقف وراء القصف والخروقات المتكررة.

اقرأ أيضاً: بعد انتقادات من المعارضة.. أردوغان يستعيد مواطنيه العالقين في العراق

توغل تركي

وأكد برلمانيون، في مؤتمرٍ صحفي حضره “كيوبوست” مع عددٍ من الصحفيين داخل الدائرة الإعلامية لمجلس النواب العراقي، أن قوات الجيش التركي بدأت تتوغل بشكلٍ خطير ومخيف وسط الأراضي العراقية، ووصلت إلى حدود كركوك.

مؤتمر صحفي لأعضاء مجلس النواب العراقي رداً على القصف التركي- خاص لـ”كيوبوست”

ووصل عدد القواعد العسكرية التابعة للأتراك حوالي 37 قاعدة تتوزع ما بين الموصل وكردستان، لافتين إلى أن الاعتداء على السيادة العراقية مرفوض جملةً وتفصيلاً، وطالبوا السلطات الحكومية بردٍّ حاسم وقوي وإيقاف الانتهاكات والتجاوزات التركية.

صورة لانتشار القوات العسكرية في إقليم كردستان العراق
محمد البلداوي

 النائب في البرلمان العراقي، محمد البلداوي، علق لـ”كيوبوست”، قائلاً: لا بد من إجراءات حكومية حاسمة لردع أنقرة، ووضع حلول سريعة، واخراج القوات التركية من الأراضي العراقية باعتبارها قوات محتلة ساهمت في إراقة دماء العراقيين، فقد كان هناك رد فعل شجاع من قبل أبناء الشعب كافة بمختلف طوائفه ومكوناته من خلال غلق القنصليات التركية، واعتقد أن الرسالة وصلت إلى تركيا بأن اختراق سيادة العراق لن يمر مرور الكرام.

ولا يعد القصف على مناطق بشمال العراق الأول من نوعه، فقد تم تسجيل أكثر من 22 ألفاً و700 انتهاك تركي منذ عام 2018 ضد سيادة العراق، بحجة وجود عناصر منظمة لحزب العمال الكردستاني.  

 اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة