الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

الحروب الضالة للإسلاميين: قاتلوا مع هتلر والناتو ثم مع أردوغان و”الطورانية”!

تبني حركات الإسلام السياسي إستراتيجياتها بناء على فتاوى شيوخهم السياسية!

خاص كيو بوست –

قبل الحديث عن الإخوان المسلمين، من الواجب القول إن حركات الإسلام السياسي بشكل عام، لعبت على مدار التاريخ، دور حصان طروادة، وبأنها عندما تتآمر مع الأجنبي، وعندما لا تتآمر، تكون من السذاجة بحيث تُمكن الأجنبي من استغلالها.

ومن أهم صفحات الاستغلال التي تعرض لها الإسلاميون، عندما ساند الإسلام السياسي في الحرب العالمية الثانية، الجيش النازي، في الحروب التي خاضتها ألمانيا داخل أوروبا، وهي حروب لا شأن للأمة العربية والإسلامية بها، ولكن بحث حركات الإسلام السياسي الدائم عن داعم، جعلها تتحالف مع هتلر، بعدما روجت فكرة مفادها أن أدولف هتلر مسلم، وأنه من نسل آل البيت الكرام!

وقد قاتل مع هتلر في أوروبا جيش كامل من المسلمين اسمه “الجيش المحمدي”، بلغ عدد جنوده عشرات الآلاف.

ومنذ بداية 1941، بدأ النازيون بتجنيد عشرات الآلاف من المتطوعين المسلمين، ليقاتلوا إلى جانب الجيش الألماني، وكان سبب جلبهم هو تعويض خسارة الألمان على الجبهات. وكان المجندون من مسلمي البوسنة والألبان وتتار القرم، ومسلمون من القوقاز، ومن آسيا الوسطى.

لم يخطر ببال المسلمين -الذين صدقوا أقوال شيوخهم بأن هتلر مسلم- أن شعار النازية الذي قاتلوا تحت رايته هو الصليب المعقوف، وأن المبادىء النازية تمجد الجنس الآري الألماني، وتضعه فوق غيره من أجناس الأرض، بما فيهم العرب، وغيرهم من الشعوب الإسلامية.

ولكن هتلر مثله مثل نابليون -الذي أعلن إسلامه عندما احتل مصر، وصدقه الشيوخ، ودعوا له بالنصر- إذ استطاع القائدان اللذان يحلمان بتوسيع إمبراطوريتهما استغلال العاطفة الدينية التي تحرك المسلمين، وتحريك من يصدق محبتهما لصالحهما، ليقاتل بالنيابة عنهما.

ولا يزال المسلمون إلى اليوم وبسبب قلة من المهووسين دينيًا، يُلقى عليهم باللوم بسبب مساعدة النازية؛ إذ يُخرج أعداء العرب من الأرشيف صورًا قديمة، ليثبتوا للعالم بأن الإسلام شريك في الحروب النازية، التي هدمت قارة كاملة، وأبادت الملايين، بسبب ادعاءات عنصرية لا أساس لها من العلم.

 

التاريخ يعيد نفسه

تعتبر سنوات القرن الـ21 هي الأشد بؤسًا في التاريخ العربي الحديث، فقد سقطت دول عربية تحت نار الحروب الأهلية، وتعرضت دول للاحتلال، ويخوض المسلمون في دول أخرى حروبًا طائفية وتوسعية ضد بعضهم.

إلّا أن العامل المشترك في كل تلك المآسي، هو الإسلام السياسي، الذي لو دققنا في تفاصيله، لوجدنا أنه أضر باستقرار الأمة العربية، أكثر مما أفادها.

وقد كانت البداية من العراق، حيث لعب الإسلام السياسي دورًا في تفتيت البلاد، وزج بالعراق في حرب طائفية (سنية- شيعية)، بعدما تعاونت الأحزاب الدينية منذ البداية مع الاحتلال الأمريكي، خصوصًا أكبر حزبين في العراق في ذلك الوقت، الإخوان المسلمين بقيادة طارق الهاشمي، وحزب الدعوة الشيعي.

أما بعد خروج الاحتلال، فقد استكملوا حروبهم الدينية، ضد بعضهم، إذ لم يرتح العراق يومًا واحدًا من أصوات المفخخات والتفجيرات والقتل الطائفي، إضافة إلى ظهور داعش والحشد الشعبي، بالتزامن مع المجازر الطائفية التي حصدت مئات الآلاف من القتلى، التي جرت تحت مسميات دينية وطائفية، لعب فيها الإسلام السياسي الدور الأبرز، سواء من الأحزاب الدينية نفسها، أو بواسطة من يوجهها من الدول الإقليمية والكبرى.

 

ربيع استغلال الإسلام السياسي

لعب الإسلاميون في موجة الربيع العربي دوران؛ الدور الأول كانوا فيه هم المستغِلين، عندما رفعوا شعارات الديمقراطية والحرية، من أجل الوصول إلى السلطة، أما الدور الثاني فقد كانوا فيه لعبة بيد قوى أجنبية غير عربية، وجرى استغلالهم من قبل كل صاحب مصلحة.

ومع بداية وصول الربيع العربي إلى ليبيا، أخذ الإسلاميون (جماعة الإخوان) الفتوى بضرورة تدخل الناتو منذ بداية الأزمة، فقام ذلك الحلف بقصف مقدرات ليبيا، وتدمير جيشها وبنيتها التحتية، ويستولي اليوم على نفطها، مما حول الدولة الغنية المستقرة إلى دولة متخلفة، لا أمل قريب بإطفاء نار الحرب الأهلية والإرهاب فيها. ولم يقف الأمر عند ذلك، إذ تصارع الإسلاميون على الحكم فيها، وأشعلوا، داخل حدودها، حربًا أهلية دخلت سنتها السابعة، وكل طرفٍ فيهم يدعي أحقيته بالحكم. أما الطرف الوحيد المستفيد فقد كان الدول الغربية وحلف الناتو، عبر إنشاء القواعد العسكرية وبيع الأسلحة، ونهب الثروات النفطية، لتصبح ليبيا دولة عاجزة، تساومها الدول الكبرى على المساعدات.

أما في سوريا، فقد تحولت حركات الإسلام السياسي إلى فصائل تركية مسلحة، تقاتل علانية بأوامر من النظام التركي، الذي يستغلهم في عقد صفقات مع الولايات المتحدة وروسيا، لشن حرب إبادة ضد الشعب الكردي. وتقاتل فصائل الإخوان تحت مظلة المدفعية التركية وهي تعتقد أنها تخدم الإسلام، كما قاتلوا من قبل تحت مظلة الصليب المعقوف، وهم يعتقدون أنهم يجاهدون لأجل قضيتهم الإسلامية، دون أن يدركوا -ربما- أن أردوغان تحركه نوازع قومية وعنصرية، مثل تلك التي حركت نابليون وهتلر، لتوسيع أحلامهم الإمبروطورية.

فقد أكد أردوغان أثناء انطلاق عملية احتلال مدينة عفرين، بأن بلاده تتقدم نحو هدف تحقيق “الطورانية”، مع العلم أنه سبق وأعلن هذا الأمر خلال كلمة ألقاها بالقصر الرئاسي قبل نحو شهر.

والطورانية هي حركة سياسية عنصرية تركية نشأت في أواخر القرن التاسع عشر، واستهدفت توحيد جميع أبناء العرق التركي لغويًا وثقافيًا وسياسيًا، بما في ذلك ضم الأراضي التي يقطنها الأتراك خارج نطاق السلطنة العثمانية. والتسمية مأخوذة من طوران وهي الوطن التركي القديم في أواسط آسيا. ويشير التعريف الثاني إلى أن الطورانية تعني التصور الذي يهدف إلى توحيد أتراك العالم، وإنشاء إمبراطورية واحدة كبرى.

 

ويتساءل مراقبون بعد هذا التصريح الواضح من قِبل أردوغان: ما شأن حركات الإسلام السياسي في القتال تحت رايته؟

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة