الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية
الحرب في اليمن: فرص السلام في الحديدة، والتحدي الصعب في صعدة
جبال مران قد تحول كفة المعركة

كيو بوست –
تراوح حالة الصراع في اليمن مكانها بين جهود إبرام اتفاق السلام، والتطورات الميدانية اليومية، بينما تتركز حدة الصراع منذ أشهر في محافظة الحديدة التي لم تحسم لصالح أي من الأطراف حتى الآن.
وفي حين تتواصل حالة الكر والفر في الحديدة، تسير التطورات الميدانية في الجبهات الأخرى ببطء، خصوصًا في جبهة صعدة، معقل الحوثيين التاريخي. وباتت سمة الاغتيالات بارزة، إذ يركز التحالف العربي على تصفية قادة الجماعة التي تسيطر على الحكم في اليمن.
اقرأ أيضًا: ما أهمية صعدة في ميزان الحرب داخل اليمن؟
الصراع في صعدة
بعد أسابيع من تصاعد حدة القتال في محافظة صعدة بين الجيش الوطني اليمني -مدعومًا بغارات التحالف العربي- والحوثيين، لا تزال معالم السيطرة غير واضحة، وإن كانت القوات الحكومية قد حققت تقدمًا في المحافظة التي يتواجد بها أبرز قيادات الجماعة.
وتقول مصادر يمنية إن معركة التحرير دخلت مرحلة جديدة بعد الانتصارات الكبيرة التى حققتها المقاومة اليمنية، بإسناد من قوات التحالف العربي، خلال الأيام القليلة الماضية، بضرب معاقل الحوثيين بقوة في صعدة، والقضاء على قيادات حوثية بارزة ومقربة من زعيم الجماعة.
وجاء في تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن القوات الموالية للحكومة اليمنية بدأت التقدم تحت غطاء الغارات الجوية، نحو معقل الحوثيين في الشمال الغربي بالقرب من الحدود السعودية، بعد إعادة السيطرة على “عشرات الكيلومترات” من الأراضي.
“استعادة منطقة مران بنجاح في محافظة صعدة، حيث يعيش الزعيم الحوثي عبد الملك الحوثي، وأعضاء بارزون آخرون، في مخابئ جبلية يصعب الوصول إليها منذ عقود، سيكون نصرًا رمزيًا رئيسًا بالنسبة للقوات الموالية لهادي”، قال الموقع.
اقرأ أيضًا: حدة الحرب في اليمن تتحول من الغرب للشمال
تحدي جبال مران
وينقل الموقع عن مصدر عسكري يمني بأنهم “على أهبة الاستعداد للتقدم نحو جبال مران معقل الحوثيين، لكن العملية العسكرية لم تنطلق بعد”.
ويقول الموقع: “في الماضي، مثلت هذه المنطقة في حد ذاتها تحديًا للقوات الموالية للحكومة، فمنذ سنة 2004 إلى حدود سنة 2010، شن الجيش اليمني 6 حروب ضد الحوثيين، لكنهم لم يتمكنوا من هزيمتهم بصفة نهائية؛ نظرًا لأنهم كانوا غير قادرين على السيطرة على المنطقة الجبلية”.
“ليس من السهل صعود جبال مران، إذ يحمي الآلاف من المقاتلين الأشداء معقل الحوثيين”، يقول المصدر اليمني.
وأفاد الصحفي اليمني الرماح الجباري، الذي كان في صعدة الشهر الماضي، بأن “مجرد وصول القوات الموالية لهادي إلى جبال “مران” يعد تطورًا مهمًا”. ونقل الموقع عن الجباري أنه “شاهد تقدم الجيش على بعد 14 كيلومترًا من الحدود السعودية أثناء عملية إعادة السيطرة على تلك المنطقة، ورأى عمليات حرق مركبات الحوثي العسكرية وجثث الحوثيين الملقاة على الأرض”.
اقرأ أيضًا: لماذا تستعر المعركة في صعدة اليمنية تحديدًا؟
الحديدة بين السلام والحرب
على الجانب الآخر من المعارك، لا يزال مصير المواجهة في محافظة الحديدة غير واضح؛ ففي حين تتحدث تقارير عن تواصل القتال، نقلت صحيفة البيان الإماراتية عن مصادر سياسية، أن مشاورات جنيف المقررة في السادس من الشهر المقبل بين الشرعية وميليشيا الحوثي ستناقش 3 قضايا أساسية في لقاءات غير مباشرة برعاية المبعوث الأممي، تستمر 4 أيام.
وقالت المصادر إن المشاورات ستناقش انسحاب الحوثيين من ميناء ومدينة الحديدة، ووضعهما تحت إشراف الأمم المتحدة.
وتنص خطة التهدئة على انسحاب الجماعة من الميناء، وعودة قوات الشرطة والإدارة التي كانت تعمل فيه قبل سبتمبر/أيلول 2014، كذلك على سحب الحوثيين مسلحيهم، والمظاهر العسكرية كافة من مدينة الحديدة، وأن يتولى المجلس المحلي إدارة المدينة وبقوات الأمن التي كانت موجودة في المدينة قبل الانقلاب.
وأضافت المصادر للصحيفة أن الموضوع الآخر في المحادثات هو قضية الأسرى والمعتقلين، إذ يوقع الجانبان على اتفاق لتبادل شامل للأسرى والمعتقلين كافة، على أن يتولى مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، وبالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وممثلين عن الشرعية والانقلابيين، مهمة متابعة تنفيذ الاتفاق.
وطبقًا لما ذكرته المصادر، فإن الموضوع الثالث في المشاورات سيكون موضوع توريد عائدات الميناء إلى فرع البنك المركزي، وإخضاع فروع البنك كافة في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين لإدارة البنك المركزي في عدن، وأن يتولى البنك وتحت إشراف مكتب المبعوث الدولي مهمة صرف رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة الحوثيين، والبحث عن مصادر لتغطية احتياجات صرف الرواتب المتأخرة لأكثر من عام ونصف.