الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
الحب في زمن الحرب

كيوبوست- ترجمات
جانين دي جيوفاني♦
في مقالتها بمجلة فورين بوليسي، عرضت الكاتبة جانين دي جيوفاني قراءتها لكتاب «الحب في زمن الحرب: سنواتي مع روبرت فيسك»، الذي تروي فيه المراسلة الفرنسية الأمريكية، لارا مارلو، قصة السيرة الذاتية لاثنين من أشهر المراسلين، وعلاقة حبهما العاصفة على خلفية الحرب القاسية والخطيرة.
اقرأ أيضاً: هل أصبحت الحرب إنسانية أكثر مما ينبغي؟
وقالت جيوفاني إن الحبيبين كانا جزءاً من قبيلةٍ صحفية كانت تسمى آنذاك “رجال الإطفاء”، حيث كانت المؤسسات الإعلامية تُرسل إلى المراسلين في أيّة لحظة إشعاراً تكلفهم فيه بتغطية بقعة ساخنة.
كما أشارت إلى أن الكتاب بطريقةٍ ما يتألف من شيئين في آن واحد، وهما مذكرات عن مسيرة مارلو الصحفية، وكذلك إشادة مؤثرة برجلٍ أحبته وتبجله. حيث كان روبرت فيسك، الذي توفي عام 2020، أيقونة مرموقة في الصحافة البريطانية.

وكان الرجل مسيطراً متعجرفًا وفصيحاً، وقد حائز على كومة من جوائز الكتابة، كما كان أيضاً زئبقياً ومعقداً. وأثناء عمله كمراسل في صحيفة لندن تايمز، ولاحقاً في الإندبندنت، نشر تقارير رائعة عن الحروب في أيرلندا الشمالية ولبنان والعراق وإيران وأفغانستان والأراضي الفلسطينية.
اقرأ أيضاً: الوقوع في الحب يحدث تغييرات جينية في جسد المرأة
فيما لم تكن مارلو مجرد شريكة مهمشة. فعندما التقيا في دمشق عام 1983، كانت مراسلة لشبكة سي بي إس، تتحدث الفرنسية بطلاقة، وتغطي سوريا في عهد حافظ الأسد. وقد سحرها غزله. حيث كتب لها فيسك من سراييفو المحاصرة: “حبيبتي الشجاعة والجميلة”.
وكانت رسائل فيسك مليئة بعبارات الشغف، حيث كان يدعوها ملاكه، وحبه. وبالتالي فمن السهل أن نرى سبب وقوع مارلو في حبه بشدة بحسب جيوفاني. ورغم أن علاقتهما كانت مشحونة بالألم، والشك، والجدالات التي تتبعها الورود والمزيد من الرومانسية، فإن ذلك لم يدم.

ففي العام 2000، عاد فيسك من رحلة إلى باكستان، والتقى بمارلو في مطعمهما المفضل في باريس. وبمجرد رؤية حيويته، استنتجت مارلو على الفور: “إنه وقع في حب أحد ما، وهي ليست أنا”.
وقد قدمت مارلو عملاً صحفيا رائداً في فضح الفظائع التي ارتكبها الإسلاميون والحكومة الجزائرية خلال الحرب الأهلية الجزائرية في تسعينيات القرن العشرين، كما استمرت في العمل دون توقف من الصومال إلى السودان والبوسنة وكوسوفو.
شاهد: فيديوغراف: الحب في زمن الحرب.. آراء من الشارع اليمني
واختتمت جيوفاني مقالتها بأن كتاب «الحب في زمن الحرب» يعد من نواحٍ كثيرة شهادة على نوع من الصحافة لم يعد موجوداً. وهو صحافة المراسل الأجنبي الحر الذي يذهب إلى مناطق الحرب ببضع مئاتٍ من الدولارات، ودفتر ملاحظات. وعلى الرغم من الواقع القاتم الذي يعيشونه، فقد كانوا يحبون موضوعاتهم وعملهم.
♦كاتبة عمود بمجلة “فورين بوليسي”، وزميلة أولى في معهد جاكسون للشؤون العالمية بجامعة ييل.
المصدر: فورين بوليسي