الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

الثري المحسن عثمان كافالا يواجه انتقام أردوغان

أردوغان كان يكره دومًا هذا الرجل ويضعه نصب عينَيه متحينًا الفرصة للانتقام منه بسبب أفكاره اليسارية.. فهو يعتبره أحد أعمدة التحدي لحكمه

كيوبوست

بعد ساعات قليلة من تبرئته، يوم الثلاثاء 18 فبراير الجاري، تم توقيف رجل الأعمال التركي المعروف عثمان كافالا، مرة أخرى، بناءً على طلب من مكتب المدعي العام في إسطنبول؛ حيث يواجه هذه المرة اتهامات لمشاركته المزعومة في الانقلاب الفاشل ضد رجب طيب أردوغان، والذي غاب عنه أصلًا في 15 يوليو 2016.

كان ينبغي إطلاق سراح كافالا في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء الماضي من سجن “سيليفري” الذي يحظى بحراسة أمنية مشددة في ضواحي إسطنبول. التقطت الصحافة صورًا لزوجته عائشة، وأقاربه الذين حضروا الجلسة النهائية، وكانوا سعداءً؛ لأن القاضي حكم ببراءته أخيرًا، بسبب عدم كفاية أدلة الإدانة؛ ولكن بعد انتظار دام ساعات على أبواب السجن، غادرت عائشة دون رؤيته؛ حيث مَثُل عثمان كافالا أمام القاضي بتهمة جديدة.

أمام سجن “سيليفري” بانتظار الإفراج عنه- “أ ف ب”

مَن هو عثمان كافالا؟

كان كافالا، وهو وريث مجموعة صناعية ضخمة، معروفًا فقط في نطاق الوسط الفني والثقافي في إسطنبول، وضمن دائرة الأكاديميين المهتمين بالأقليات في هذا البلد؛ حيث فتح أبوابًا للحوار مع الأكراد والأرمن. في 18 سبتمبر 2017، تم نشر اسم عثمان كافالا على المواقع الإخبارية بعد أن تم إلقاء القبض عليه كجزء من التحقيق في محاولة الإطاحة بالدستور والانقلاب على الجمهورية.

كافالا المولود في باريس عام 1957، مثله كمثل عشرات الآلاف من الأتراك؛ لم يكن سوى ضحية موجات الاعتقالات التي أثَّرت على مختلف مكونات المعارضة منذ الانقلاب الفاشل في يوليو 2016 ضد الرئيس رجب طيب أردوغان.

اقرأ أيضًا: أسلي أردوغان.. تركيا أعلنت حربًا مفتوحة ضد حقوق الإنسان

اتُّهم كافالا حينها بدعم وتمويل وحتى بالتحريض على المظاهرات في “جيزي بارك” في يونيو 2013؛ خصوصًا بعد أن تحول الاحتجاج ضد تدمير إحدى المساحات الخضراء القليلة في إسطنبول إلى تمرد ضد استبداد أردوغان بالحكم، وانتشر هذا التمرد كالنار في الهشيم في جميع أنحاء البلاد؛ ما أسفر عن مقتل وجرح مئات الأشخاص.

الملياردير الأمريكي جورج سوروس- وكالات

عدو لأردوغان

قضى عثمان كافالا حياته وأفنى جلّ ثروته في خدمة مؤسسته الثقافية “Anadolu Kültür” أو (معهد الأناضول الثقافي)، وعُرف دومًا بلقب “الثري المحسن”، لكن أردوغان كان يكره دومًا هذا الرجل ويضعه نصب عينَيه متحينًا الفرصة للانتقام منه؛ بسبب أفكاره اليسارية، فهو يعتبره أحد أعمدة التحدي لحكمه، فقرر بمجرد أن يحكم بإمساك زمام الأمور، إعادة كتابة التاريخ بطريقته الخاصة، ووجد في الانقلاب الفاشل ذريعةً ليضع ستة عشر مثقفًا تركيًّا في قفص الاتهام؛ وعلى رأسهم عثمان كافالا. وحسب كل مَن تابع هذه القضية فإن لائحة الاتهام تبدو مثيرة للضحك؛ حيث نقرأ فيها: “كان هدف هؤلاء إشعال فتيل العنف من خلال الجماعات الهامشية والمنظمات الإرهابية وخلق الفوضى لإسقاط النظام”.

اقرأ أيضًا: مجلس حقوق الإنسان العالمي يُدين الانتهاكات التركية

حاول حزب العدالة والتنمية تغذية لائحة الاتهام بعديد من الحجج الواهية؛ حيث اتهم أردوغان خصمه اللدود كافالا، بالحصول على دعم وتمويل خارجي من الملياردير الأمريكي جورج سوروس؛ حيث إن كافالا كان يشغل منصب عضو مكتب استشاري للفرع التركي التابع لصندوق المجتمع المفتوح الذي يملكه سوروس، وهو منظمة متهمة في تركيا بإشعال الحركات الاحتجاجية وإثارة الفوضى؛ الأمر الذي دفع سوروس إلى وقف نشاطه في تركيا.

كافالا محاطًا بمناصريه- ويكيبيديا

كما كان لربط كافالا بـ”العقل المدبر” المفترض لمحاولة الانقلاب الفاشل عام 2016 (هنري باركي)، وهو أستاذ جامعي أمريكي كان يعقد مؤتمرًا في إسطنبول ليلة محاولة الانقلاب، منعطف غريب لتدويل قضيته؛ حيث تدور إحدى التهمتَين الموجهتَين إلى كافالا حول تواصله مع باركي. وفي حين أن كافالا لم يحضر المؤتمر؛ إلا أن باركي أكد أنهما تحدَّثا بإيجازٍ في أحد مطاعم إسطنبول، وهو ما شكَّل دليلًا كافيًا لأنقرة لاحتجاز كافالا لفترة طويلة مع استمرار التحقيق القضائي.

اقرأ أيضًا: الخشية على مصير عالم رياضيات تركي يحاكمه نظام أردوغان بتهمة الإرهاب

منظمة العفو الدولية نددت بالاعتقال الجديد الذي يُعتبر “ساخرًا وقاسيًا”، وهو ما أكدته أيضًا إيما سنكلير ويب، الممثلة التركية، لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” للدفاع عن حقوق الإنسان، قائلةً: “هذا القرار يثبت مرة أخرى مدى سيطرة حزب العدالة والتنمية على مفاصل الحياة السياسية في تركيا”.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة