الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

التشفير القطري لمباريات كأس العالم يدفع المواطن العربي إلى قنوات إسرائيلية!

تحتكر بي إن حقوق بث المباريات

كيو بوست –

تستغل إسرائيل كالعادة أي فرصة، من أجل تسويق نفسها في الوطن العربي، لتحقيق مسعاها بالتطبيع الثقافي والاقتصادي والتجاري مع المواطن العربي، وبكل الطرق.

وهو ما حدث في الرياضة مؤخرًا، فقد أعلنت قناة “مكان” الإسرائيلية بأنها ستبث مباريات كأس العالم باللغة العربية مجانًا على شاشتها، ليستفيد منها المواطن العربي، خصوصًا في مصر والأردن ولبنان.

إلّا أن الخطوة الإسرائيلية، ببث مباريات كأس العالم باللغة العربية، ما كانت لتتم لولا الصمت القطري.

واشترت شبكة “بي إن سبورتس” الرياضية القطرية حقوق بث مباريات كأس العالم 2018 و2022، وبطولات دولية هامة أخرى، بقيمة مالية تجاوزت 10 مليارات دولار أميركي.

ولم تستطع أي من دول المنطقة كسر ذلك الاحتكار القطري، فقد تصدّت قطر قضائيًا لجميع محاولات بث مباريات من البطولات التي تحتكرها “بي إن سبورتس”.

ووقفت “بي إن سبورتس” أمام بعض القنوات التي اخترقت احتكار البث، مثل قناة “دهوك” العراقية التي أذاعت مباريات بدوري أبطال أوروبا دون تشفير، وجرى منعها بعد شكاوى من القناة القطرية، وهو ما قامت به قطر أيضًا ضد قناة “تيلي تشاد” التي أعلنت عن بث مباريات بطولة أمم إفريقيا 2017، قبل أن تشكو “بي إن سبورتس” للاتحاد الإفريقي، الذي تدخل فورًا ومنع بث المباريات.

كما استخدمت قطر في السابق الإجراءات ذاتها ضد مصر، عندما أذاع التلفزيون المصري مباراة غانا مع مصر، في تصفيات كأس العالم 2010، مما أدى لتغريم مصر بمبلغ مالي، بالإضافة لتهديدها بخصم نقاط من تصفيات المونديال.

 

السماح لقناة إسرائيلية

تتوقع إسرائيل بعد إعلانها كسر الاحتكار القطري المُكلف ماديًا، وقيامها ببث المباريات باللغة العربية، أن يزيد عدد متابعيها عن 70 مليون مواطن عربي، في حدث تاريخي بدأت إسرائيل تحتفي به منذ الآن، خصوصًا مع صعود 4 منتخبات عربية للمشاركة بكأس العالم، مما يجعل المونديال هذا العام بؤرة جذب للمواطنين العرب.

وعلى الرغم من أن قناة “مكان” الإسرائيلية لم تكن معروفة لدى المواطن العربي من قبل، إلّا أن خبراء في مجال الإعلام الرياضي يتوقعون أن تستحوذ القناة على عين المشاهد العربي الهارب من الاحتكار القطري الغالي.

ومع احتفاء الإسرائيلي بهذا الاختراق التاريخي، تلتزم قطر الصمت، فيما لم تقم شركة “بي إن سبورتس” بأي إجراء قانوني ضد القناة الإسرائيلية، مثلما فعلت ضد قنوات مصرية وتشادية وعراقية في السابق، وهو ما يطرح سؤالًا عن مدى الرضى القطري عن الخطوة الإسرائيلية! إذ لم تسمح قطر لدولة غير إسرائيل بتجاوز حقوق البث.

وتتحدث أنباء عن أن إسرائيل اشترت حقوق بث المونديال من قطر بمبلغ 6.3 مليون يورو، وهو مبلغ زهيد إذا ما تمت مقارنته بعدد الذين سيتابعون قناة “مكان” الإسرائيلية، ومقدار العائدات الإعلانية التي ستحققها القناة نتيجة ارتفاع مشاهداتها.

 

ارتفاع سعر التكلفة والاشتراكات

على الرغم من مقاطعة المواطن العربي للإعلام الإسرائيلي، وفشل كل محاولات الأخيرة للتطبيع، إلّا أن ارتفاع تكلفة الاشتراكات في شبكة “بي إن سبورتس” القطرية، قد تدفع معظم المواطنين العرب للبحث عن القناة الإسرائيلية، بسبب مجانيتها، ولأنها كسرت الاحتكار القطري وأسعاره المرتفعة.

وتمارس قطر سياسة احتكارية في المجال الرياضي، وتقوم بتشفير القنوات، وهي طريقة لا يتم ممارستها في باقي مناطق العالم؛ إذ يحق للدول الأوروبية، كما هو في آسيا، بث القنوات المحلية لمباريات كأس العالم، دون احتكار أو تشفير.

وبحسب وسائل إعلامية، فإن المحكمة الأوروبية قضت بصفة نهائية أن دول الاتحاد الأوروبي لديها الحق في منع بث كأس العالم وكأس أوروبا لكرة القدم على قنوات مشفرة، وطالبت الاتحادين الدولي والأوروبي للعبة ببثها على قنوات مجانية.

وينحصر الاحتكار القطري عبر شبكة “بي إن سبورت” في المنطقة العربية بأكملها، وهو ما لا يحدث في باقي دول آسيا على سبيل المثال، حيث يتم توزيع حقوق بث المباريات بين أكثر من قناة، من دون احتكار وتفرّد قناة بعينها!

وتبدو كلفة الاشتراك لحضور المباريات على القنوات القطرية مرتفعة، خصوصًا في الدول العربية غير النفطية، مثل المغرب ومصر المشاركات في المونديال.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة