الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون عربية

“التآمر القطري” على الجزائريين يخرج إلى العلن.. لماذا يريد نظام الحمدين إشعال الجزائر؟!

الجزائر- كيوبوست

يبدو أن الحرب “السرية” التي شنَّتها الدوحة على الجزائريين ومؤسستهم العسكرية، خرجت إلى العلن، بعد تسريب وثيقة موجهة إلى وزارة الخارجية القطرية من مصالح سفارتها بالجزائر، موضوعها منح تأشيرات مستعجلة لشخصيات سياسية معروفة بعدائها للجيش الجزائري وقيادته، وما تبع “الخيانة” من فضائح تتعلق بتمويل الدوحة لجهات إعلامية جزائرية بالخارج؛ لاستهداف المؤسسة العسكرية وإثارة النعرات بين الجزائريين من أجل دفع الوضع إلى الفوضى.

شاهد: البرقية الفضيحة وفضيحة كريم طابو مع المخابرات الفرنسية و القطرية في الدوحة

في وقت يرفض فيه الشعب الجزائري أي تدخل خارجي في حراكه، ورغم أن النبش الغربي في الشأن الداخلي كان متوقعًا منذ 22 فبراير الماضي، ورغم الشكوك التي كانت تحوم حولها والتي تحوَّلت إلى تأكيدات مع مرور الشهور؛ فإنه لم يكن أحد يتوقع خيانة قطرية بالمستوى الذي كشفت عنه “البرقية الفضيحة” المؤرخة في 21 يوليو الماضي، والموقعة من القائم بالأعمال في سفارة قطر بالجزائر.

اقرأ أيضًا: إخوان الجزائر في رحلة عقد الصفقات مع السلطة

وشملت الوثيقة أسماء 3 شخصيات سياسية؛ هي: فضيل بومالة، وكريم طابو، ومحند راقاس، من دعاة المرحلة الانتقالية والمجلس التأسيسي، الرافضين لمرافقة المؤسسة العسكرية للحراك الشعبي وملاحقة الفاسدين من نظام بوتفليقة.

شاهد: فيديوغراف.. الفرع القطري الإخواني لآل بوتفليقة

البرقية المسربة جاءت استجابة لأوامر وزارة الخارجية القطرية؛ حيث أشار القائم بأعمال السفارة القطرية بالجزائر إلى أنه “طبقًا لتعليمات معاليكم، سيتم إصدار التأشيرة بصورة فورية لمدة شهر قابلة للتمديد بعد اجتياز الفحص الطبي، طبقًا للإجراءات المقررة في حكم المادة 3 من القانون رقم 14 لسنة 2008، بتنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم، مع مراعاة تطبيق الشروط اللازمة لمثل هذا النوع من التأشيرات”.

الدوحة تعمل على إفشال حل الأزمة الجزائرية

قال المحلل السياسي الجزائري والخبير في القانون الدولي، إسماعيل خلف الله، المقيم بباريس، العاصمة الفرنسية، في تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”: “من الواضح أن هناك أجندات تعمل على إفشال أية مبادرة تسمح بحلحلة الأزمة الجزائرية، وعلى تعقيد المشهد السياسي الجزائري ودفعه إلى حالات الانسداد”، مضيفًا: “إن صحت هذه الإرسالية فهي دليل على أن هناك جهة قطرية لها مصلحة في استضافة هذه الشخصيات التي لها موقف راديكالي من المؤسسة العسكرية، وهذه جهة في اعتقادي ليست قناة (الجزيرة)؛ لأن هذه الأخيرة لها صلاحية استخراج تأشيرة إلكترونية لضيوفها”، مشددًا على أن “معنى ذلك أن الجهة التي استدعت هذه الشخصيات ليست جهة إعلامية”.

الخبير في القانون الدولي  إسماعيل خلف الله 

وتابع خلف الله بأن التصرف يدفع إلى طرح عديد من الأسئلة حول الأهداف الحقيقية لاستدعاء هؤلاء المعروف عنهم مواقف راديكالية تجاه المؤسسة العسكرية، قائلًا: “هذا يجعلنا نشك في أن قطر لها يد في العمل على إفشال الحلول والمقترحات التي تدفع بمعالجة الأزمة الجزائرية والإسراع في حلها”.

التآمر القطري

وفي السياق ذاته، أصدرت لجنة “الدفاع عن الجزائر” بيانًا ضد ما وصفته بـ”التآمر القطري” الذي يلجأ إلى التطرف واختطاف أحلام الشعوب وتحويلها إلى مآسٍ من قِبَل “قراصنة متمرسين”، منددةً بالنهج الذي سارت عليه قناة “الجزيرة” القطرية في نشر الفتنة والأحقاد وشراء الذمم، وزجَّت بالشعوب في حروب طاحنة، قائلةً: إن قناة (الجزيرة) ومِن ورائها قطر استثمرت في الجزائر في فترة التسعينيات، وجنَّدت كتائب الموت؛ لتعيث في الجزائر تدميرًا وإرهابًا وقتلًا وترويعًا، واليوم تعود قطر مدججة بالأموال والدجل والمكر؛ إذ ركب بعض الشخصيات موجة الحراك وجعل من قناة (المغاربية) قلعةً للحالمين بالتغيير (قناة المغاربية التي تبث من باريس بعد أن كان مقرها لندن، تُشرف عليها شخصيات جزائرية معارضة؛ منها أسامة مدني، نجل عباسي مدني رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، الذي وافته النية منذ شهور في منفاه بالدوحة”.

 بيان لجنة “الدفاع عن الجزائر”

ونددت اللجنة التي تضم نشطاء المجتمع المدني من أكاديميين وإعلاميين ومثقفين، بـ”التدخل القطري في الشأن الجزائري، وعملها على تأجيج الوضع، وعلى النيل من سمعة المؤسسة العسكرية”، ودعت الرأي العام الجزائري إلى اليقظة، وفضح مخططات قطر العدوانية، وكشفت عن أن “قطر ضخَّت لقناة (المغاربية) من أجل تنفيذ المهمة القذرة، 400 ألف يورو كمكافأة لفريق متكامل، استدرجته خلية من وزارة خارجية قطر إلى (المغاربية)؛ بهدف تضليل الرأي العام وتفخيخ الحراك بشعارات تدعو إلى العنف والعصيان المدني وتشويه أي مسعى من المساعي الرامية إلى تفعيل الحوار”، موضحةً أن قناة “المغاربية” رفعت شعار “قناة الشعب” في المسيرات الاحتجاجية؛ لإيهام الرأي العام أنها الناطقة باسم الحراك.

اقرأ أيضًا: قطر والإخوان.. من تمويل الإرهاب في الجزائر إلى نهب نفطها بتواطؤ آل بوتفليقة

وأشار البيان إلى أن رئيس مكتب وزير الخارجية القطرية يوسف عبد الرحمن الملا، هو الذي منح قناة “المغاربية” 400 ألف يورو، وأن القناة أخذت على عاتقها تكاليف تذاكر السفر والإقامة والتعويضات المالية، وأن الملا أشرف على تمويل الحملة الدعائية المعادية للمؤسسة العسكرية في الجزائر؛ بهدف تفخيخ الوضع السياسي بالادعاءات المغرضة التي تتهم المؤسسة العسكرية بممارسة السياسة، وخلص إلى أن هذه التسريبات تأتي في سياق العمل على إفشال المخططات الرامية إلى ضرب سلمية الحراك ونشر الفتنة في صفوف الشعب وعرقلة العملية السياسية، و”سبق أن فضحنا جزءًا من هذه المخططات وكشفنا عن الشبكات القطرية- التركية الفرنسية”.

الإعلامي خالد زبيدي

اقرأ أيضًا: تصريحات مفبركة من “الجزيرة” القطرية تحدث أزمة بين الجزائر وليبيا

ويصف الإعلامي الجزائري المهتم بالشأن السياسي خالد زبيدي، في تصريح أدلى به إلى “كيوبوست”، ما تقوم به الدوحة بـ”تحركات مشبوهة لأشخاص يريدون ركوب موجة الحراك الشعبي باستغلال شتى الوسائل؛ من أجل التموقع خلال مرحلة ما بعد الحراك وسقوط نظام بوتفليقة”، مستغربًا لجوء قطر وتقرُّبها من شخصيات تُحسب على التيار التغريبي الفرنكوفوني، بعد أن كانت تقدم دعمها إلى التيار الإخواني، قائلًا: “إن قطر متهمة بالتدخل المباشر أو غير المباشر في مختلف الدول التي مسَّها ما يُسمى الربيع العربي، وإنها غالبًا ما قدَّمت دعمها إلى التيار الإخواني الإسلامي في تلك الدول العربية، أما تقربها اليوم من شخصيات تُحسب على التيار الفرنكو- بربرستي العلماني، فيبعث على التساؤل حول الغرض من هذه الخطوة”.

 

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة