شؤون عربية
البيان 26 للقوات المسلحة المصرية يكشف عن تراجع الإرهابيين
تراجع إمكانيات الإرهابيين في سيناء، والقبض على عدد منهم

كيو بوست –
بالتوازي مع الأفلام الوثائقية التي يبثها الإعلام القطري-الإخواني حول فشل العملية، تستمر عملية الجيش المصري في سيناء، مع إصدار القيادة العامة للقوات المسلحة البيان رقم 26 لسنة 2018، ضمن بيانات “العملية الشاملة” التي يقوم بها الجيش لتطهير مصر من الإرهابيين، وتجفيف منابع الإرهاب، واستمرار تعزيز أمن الحدود البرية والساحلية على الاتجاهات الإستراتيجية للدولة كافة.
البيان الذي نشر على الصفحات الرسمية للقوات المسلحة المصرية، تضمن حصيلة أعمال القوات المسلحة المصرية، على الجبهات كافة، إذ تم تدمير 15 عربة محملة بالأسلحة أثناء محاولتها التسلل عبر الحدود الغربية لمصر، بالإضافة إلى تدمير 17 عربة أخرى في المنطقة الجنوبية العسكرية.
اقرأ أيضًا: “كيوبوستس” تنشر خارطة التنظيمات الإرهابية المسلحة في مصر
كما أعلن البيان عن القضاء على 39 مسلّحًا تكفيريًا في مناطق متفرقة من شمال سيناء ووسطها، بالإضافة إلى القضاء على 13 فردًا تكفيريًا شديدي الخطورة، في عملية نوعية نفذها عناصر الأمن الوطني بالعريش، ليبلغ عدد القتلى الإرهابيين 52 فردًا. وصادرت القوات المسلحة كل ما يملكه هؤلاء من أسلحة رشاشة وعبوات ناسفة.
ونفذت القوات عمليات مداهمة أسفرت عن القبض على 49 فردًا تكفيريًا بشمال سيناء ووسطها.
وأعلن بيان القوات المسلحة المصرية عن استهداف البنية التحتية للإرهابيين من أنفاق وملاجىء، وأوكار ومخازن، استخدمها الإرهابيون للاختباء وتخزين الأسلحة. وأسفرت العمليات في المنطقة عن مصادرة وإتلاف ملابس عسكرية خاصة بالتكفيريين، وكمية من الكتب والشرائط التسجيلية التي تدعو إلى الفكر التكفيري، بالإضافة لإعطاب وتفجير 64 عبوة ناسفة تمت زراعتها من أجل استهداف القوات المصرية.
وفيما يخص تأمين الحدود الغربية، تمكن حرس الحدود من ضبط 4 بنادق خرطوش، و3 بنادق قناصة، وبندقيتين آليتين، وكمية من الذخائر، إضافة إلى ضبط ما يقارب الطن ونصف من مادة الحشيش المخدر، و2 مليون قرص مخدّر، وسيارات دفع رباعي يستخدمها المهربون عبر الحدود، كما تم إحباط تسلل 1900 فرد بطرق غير شرعية عبر الحدود الغربية.
وفي إطار العمليات ضد الإرهاب، شنت القوات المصرية حربًا ضد مهربي المخدرات. وبحسب البيان، جرى ضبط 12.5 طن من نبات البانجو المخدر، و80 كيلوجرامًا من مادتي الأفيون والحشيش المخدرتين، إضافة إلى ضبط 3094 لفافة من لفافات البانجو المخدر، بإجمالي وزن 6.5 طن.
اقرأ أيضًا: كيف علّقت وسائل الإعلام العالمية على الحملة الأمنية في سيناء؟
وقد دخلت العملية الشاملة، لحفظ أمن سيناء، شهرها السادس. ومن الملاحظ أن العملية امتدت إلى الحدود الإستراتيجية المصرية كافة، بما فيها الحدود البحرية الشمالية، استمرارًا لأعمال التأمين البحري وحماية الأهداف الإستراتيجية وقطع خطوط إمداد العناصر الإرهابية عن طريق البحر، وتأمين الأهداف الاقتصادية في الواجهة البحرية.
وتتم العمليات بالتنسيق والموازنة بين القوات البرية والبحرية والجوية، بالإضافة إلى اشتراك القوات الخاصة في عمليات المداهمة والاعتقال، من أجل بسط نفوذ الدولة على ما تبقى من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية، بعد أن بسطت تلك الجماعات نفوذها على معظم أراضي صحراء سيناء، منذ يوم 28 يناير/كانون الثاني 2011، اليوم الذي بدأ فيه الإرهابيون بمهاجمة مقرات وزارة الداخلية وأقسام الشرطة.
تراجع إمكانيات الإرهابيين
بعكس البيانات السابقة، يعكس البيان الأخير تراجعًا في مستوى إمكانيات الإرهابيين في سيناء؛ فعلى غير العادة، لم يرد في البيان ذكر المواد التفجيرية الخطيرة التي كانت تستخدم من الإرهابيين، مثل مادة الـ(سي 4) شديدة الانفجار، التي كانت إحدى وسائل الهجوم للإرهابيين. والسبب وراء ذلك هو مصادرة عشرات الأطنان من هذه المواد، في عمليات سابقة، ذكرتها البيانات التي تبعتها، الأمر الذي يدل على مقدرة القوات المسلحة وحرس الحدود، طوال الشهور الماضية، على منع وصول تلك المادة المهربة إلى أيدي الإرهابيين.
اقرأ أيضًا: هل ستتحول سيناء إلى سوريا ثانية؟
كما تراجعت إمكانيات وسائل الاتصال لدى الإرهابيين، إذ لم يُذكر في البيان مصادرة أي من محطات الإذاعة، التي استخدمها الإرهابيون في السابق بكثرة للتواصل فيما بينهم، واقتصرت الوسيلة الحالية على اللاسلكي، مما يدلل على تقدم نوعي في ضرب البنية التحتية للإرهاب في سيناء والحدود الغربية.
أما المفارقة المقلقة، فهي تزايد كمية المخدرات المهربة عبر الحدود الغربية والجنوبية، رغم مقدرة القوات المسلحة على مصادرة الأطنان منها، التي كان وصولها إلى قلب المجتمع المصري سيمثل كارثة اجتماعية وصحية لا تقل فداحة عن السلاح الثقيل للإرهابيين.