الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

البوليساريو وحزب الله… علاقات خطرة في مستنقع الإرهاب

مصادر ألمانية كشفت مؤخراً عن صفقاتٍ عدة عُقدت بين الجانبين وتضمنت شبهات بغسيل أموال وتمويل أنشطة إرهابية

المغرب- حسن الأشرف

اتفقت تقارير استخباراتية وتحقيقات دولية وتحليلات خبراء، على أن جبهة البوليساريو المطالبة بانفصال الصحراء عن سيادة المغرب، تورطت حتى أخمص قدميها في العديد من الأنشطة غير المشروعة، مثل الإرهاب وتبييض الأموال والاتجار في المخدرات، بتواطؤ ودعم من حزب الله اللبناني الشيعي المسنود من طرف النظام الإيراني.

ويرى محللون ومراقبون مغاربة أن جبهة البوليساريو المعادية لمصالح المملكة مدَّت يدها إلى حزب الله ليشكلا معاً وجهين لعملة واحدة، هي القيام بأنشطة إرهابية وأعمال غير قانونية، بهدف تمويل الجبهة لاحتياجاتها بعد نقص الموارد المالية لأسبابٍ مختلفة، بينما يجد حزب الله الفرصة متاحة ليتمدد في منطقة شمال إفريقيا.

اقرأ أيضًا: إيران والبوليساريو.. علاقات غامضة وروابط تتكشف

علاقات وطيدة

تكاد العلاقات بين جبهة البوليساريو وحزب الله المدعوم إيرانياً لا تخفى على المهتمين بالشأن السياسي والدولي، ذلك أن طهران تعلن صراحة دعم ما تسميه “حقوق الشعب الصحراوي”، وتؤيد أطروحة الجبهة بخلق جمهورية في الصحراء، وهو ما ترفضه الرباط رفضاً باتاً، وتقترح بدله الحكم الذاتي لأقاليم الصحراء تحت سيادة المملكة.

والعلاقات ودية للغاية بين الجزائر الداعمة لجبهة البوليساريو، وبين إيران بدليل سماح الجزائر للطائرات الإيرانية بالتزود بالوقود في طريقها صوب فنزويلا، بينما العلاقات منتظمة بين البوليساريو وحزب الله، من مظاهرها الواضحة عندما التقت نانا الرشيد، قيادية في جبهة البوليساريو، بالنائب عن حزب الله، علي فياض، في بيروت عام 2017.

وسبق لصحيفة “دي فيلت” الألمانية أن كشفت، نقلاً عن تحقيقاتٍ مالية، وتقارير من الحرس المدني الإسباني، وخبراء في الإرهاب، تورط جبهة البوليساريو في فضيحة غسيل أموال وشبكة تمويل إرهابية تعمل في أوروبا، بتواطؤ مع حزب الله الشيعي.

وملخص ما نشرته الجريدة الألمانية المعروفة أن هناك معاملات مالية كثيفة تمت بالطرق التقليدية، أي عبر تحويل الأموال بنظام “الحوالة”، بين شبكة حزب الله التي سبق أن انكشفت علاقاتها في أمريكا اللاتينية، مع تجار الكوكايين وغسيل الأموال، وبين جبهة البوليساريو.

مسيرة بالسيارات لأنصار “حزب الله” في لبنان- “ناشيونال إنتريست”

هذه الجريدة الألمانية أفادت بأنه تم إنشاء الشبكة التجارية للحوالة التابعة لجبهة البوليساريو، في تندوف من طرف اثنين من عملاء الخط الأمامي ورجال الحاشية، (أحمد. أ) وشريكه أزمان، والذي يتفاخر بقدرته على تحويل ما يصل إلى 50 ألف يورو في أي مكان، وفي أي وقت، وهي الكشوفات المالية التي تؤكد الصلات بين حزب الله والبوليساريو، حيث يسعى الحزب المدعوم إيرانياً لبسط هيمنته في القارة السمراء.

المغرب كان سباقاً إلى فضح العلاقات بين جبهة البوليساريو وحزب الله، حيث سبق أن اتهمت دبلوماسية الرباط، سواء وزير الخارجية ناصر بوريطة، أو المندوب المغربي لدى الأمم المتحدة عمر هلال، إيرانَ بالتوغل في شمال إفريقيا، وتدريب ميليشيات البوليساريو بطائرات بدون طيار، وذلك من خلال كوادر عسكرية تنتسب إلى حزب الله.

د.محمد عصام لعروسي

التغلغل الإيراني

يعلق الدكتور محمد عصام لعروسي، الخبير في الشأن الاستراتيجي والعسكري، على الموضوع، بالقول في تصريحاتٍ لـ”كيوبوست”، إنه تقريباً منذ سنة 2016 “أصبحت العلاقة قائمة بين جبهة البوليساريو وحزب الله، وهي العلاقة التي تتأكد من خلال الطرف الجزائري الذي يدعم الجبهة، ويوفر لها ملاذاً أو حاضناً طبيعياً”.

وتابع لعروسي بأن “جبهة البوليساريو صارت في الآونة الأخيرة عنصر اضطراب في منطقة شمال إفريقيا، على غرار الجماعات القتالية الأخرى، مثل جماعة القاعدة في المغرب الإسلامي، وداعش، وجماعات أخرى تشكِّل مصدر اضطراب خطير”، مضيفاً أن “معالم العلاقة والتفاعل اكتملت بين البوليساريو، وجماعات إرهابية وإجرامية، تنفِّذ أنشطةً غير مشروعة في منطقة الساحل جنوب الصحراء، مثل المخدرات وتبييض الأموال والاتجار في البشر، والاتجار في الأسلحة”.

وأوضح المتحدث أن “حزب الله” -كذراع من أذرع إيران في المنطقة- يواصل التغلغل الإيراني في شمال إفريقيا، مبيناً أن حزب الله يمتلك العديد من الأنشطة المشبوهة خاصة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، من خلال تبييض الأموال والمتاجرة بالمخدرات، حتى أن هناك من منتسبي حزب الله من يقومون وينفذون هذه الأعمال.

اقرأ أيضًا: “التحقيق الممنوع”.. وثائقي فرنسي يقتفي جرائم “حزب الله”

وكان الوثائقي المعنون “حزب الله التحقيق الممنوع”، الذي بثته قناة فرنسا 5، الأحد 5 فبراير الجاري، قد كشف عن تحول حزب الله اللبناني، إلى دولةٍ داخل الدولة، وكيف ظل فوق القانون رغم تورطه في العديد من الجرائم، بدءاً من العلاقات مع منظمات وشبكات المخدرات الصلبة (كارتل) في كولومبيا، وانتهاء بتبييض الأموال.

عناصر من ميليشيات البوليساريو

تمويلات مشبوهة

من جهته، يرى الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، أن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد أن لجبهة البوليساريو علاقاتٍ مباشرة مع جماعاتٍ إرهابية في منطقة الساحل والصحراء، ومع جماعات متورطة في الأنشطة غير المشروعة، مثل تجارة المخدرات وتهريب المهاجرين وغسيل الأموال..

اقرأ أيضاً: حرب وشيكة قد تندلع بين دول المغرب العربي بسبب جبهة البوليساريو!

ويكمل الفاتحي، في حديثٍ مع “كيوبوست”، بأن هذه الأنشطة لجأت إليها جبهة البوليساريو لسد احتياجاتها بسبب تراجع المساعدات الغذائية الدولية المقدمة لها، ولضمان سيطرتها على مخيمات تندوف”، متابعاً بأنه “في سياق هذه المؤشرات هناك عملية تكشفت بشكلٍ واضح من خلال تقارير إعلامية موثوقة ومن خلال عرض تورط الجبهة في غسيل الأموال على محاكم أوروبية”.

عبدالفتاح الفاتحي

واسترسل الباحث عينه بأن “الجبهة تنظيم غير مشروع تتخذ حلفاء لهم صلات سابقة مع جماعات إرهابية، من قبيل علاقة الجبهة مع حزب الله، على مستوى التكوين والتدريب العسكري، وتزويدها بتقنيات صواريخ أرض جو”، مضيفاً أن هذه العلاقة على مستوى التعاون العسكري تذهب الى أبعد من ذلك، لأنها مرتبطة بإمكانيات مالية ورواج مالي لصالح هذه الجماعات المصنفة إرهابية، ومنها “حزب الله”.

وأشار الفاتحي إلى أن هناك اعتماداً لتحويل أو غسل الأموال القذرة المتحصلة من التجارة في المخدرات، أو من الجرائم الدولية العابرة للحدود، حيث تشكِّل الجبهة أحد الأدوات الأساسية فيها، وفي اتصالاتها مع جماعاتٍ متهمة بالإرهاب، مثل “حزب الله”، مكملاً بأن هناك تأكيدات بأن هناك حوالات مالية تنتقل بالطرق التقليدية بين هذه الجماعات الإرهابية، ما يعطي إمكانية لتعزيز الجريمة العابرة للحدود، وأيضاً الجماعات الإرهابية، بالنظر إلى وجود تقاطعات بين الجريمة المنظمة والجريمة الإرهابية.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

حسن الأشرف

صحفي مغربي

مقالات ذات صلة