الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

البنتاغون وضع خطة طوارئ للحرب مع إيران

كيوبوست- ترجمات

كين كيبنستاين

أظهر دليل ميزانية البنتاغون، الذي صدر عام 2019، أن الجيش الأمريكي خصص ميزانية سرية تتعلق بحرب محتملة مع إيران ضمن خطة طوارئ أطلق عليها اسم “دعم الحارس”. وعندما سُئل المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية عما إذا كانت هذه الخطة لا تزال قائمة أجاب: “ليس من سياستنا أن نعلق على الخطط السرية. وإيران لا تزال المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وهي تشكل تهديداً للولايات المتحدة وحلفائها. ونحن نراقب ولن نتردد في الدفاع عن مصالحنا الوطنية في المنطقة”.

وتدل هذه الخطة على مدى ارتياح الجيش الأمريكي، بل ودعمه موقف إسرائيل المعادي لإيران. وفي الأسبوع الماضي، عبر عن ذلك صراحةً السفير الأمريكي لدى إسرائيل، بقوله: “يمكن إسرائيل، بل ينبغي لها أن تفعل كل ما يلزم للتعامل مع إيران، ونحن نساندها”. ومن المعروف أن الولايات المتحدة ضمت إسرائيل إلى نطاق عمل القيادة المركزية في الأيام الأخيرة لإدارة ترامب، وكان ذلك بمثابة النتيجة العسكرية للتحالفات الدبلوماسية والمالية التي نصت عليها اتفاقيات إبراهيم التي تم الترويج لها على أنها اتفاقيات سلام؛ لكنها في الواقع عملت على حشد الدول الموقعة عليها ضد عدو مشترك هو إيران.

توقيع اتفاقيات إبراهيم- أرشيف

يرى داكوتا وود، الباحث في برامج الدفاع والمخطط العسكري المتقاعد، أن وجود هذه الخطة بحد ذاته يشير إلى أن الجيش الأمريكي يأخذ احتمال وقوع حرب مع إيران على محمل الجد بما يكفي لإعداد إطار عمل استراتيجي. وقال: “إن هذه الخطة تعمل كإطار فكري أو سياق عمل عند تطوير التدريبات العسكرية، لأنه من المنطقي أن تعمل الوحدات العسكرية على صقل مهاراتها من خلال تدريبات وثيقة الصلة بالمهام المحتملة”.

اقرأ أيضاً: ماذا لو فشلت محادثات الاتفاق النووي مع إيران؟

وكان ترامب قد أمر الجيش قبل أربعة أيام من تنصيب بايدن بنقل إسرائيل إلى نطاق القيادة المركزية بعد أن كانت تاريخياً تحت القيادة الأوروبية؛ من أجل تجنب التوترات مع حلفاء الولايات المتحدة الخليجيين. وجاء ذلك ضمن حزمة واسعة من القرارات التي اتخذها ترامب في اللحظة الأخيرة؛ لإجبار إدارة بايدن على الاستمرار في سياسة “الضغط الأقصى” على إيران، بعد أن سمح تحسن العلاقات بين إسرائيل وجيرانها الخليجيين بمزيد من التنسيق لمواجهة إيران.

وفي عهد بايدن، تطور التعاون العسكري مع إسرائيل بسرعة ليشمل تدريبات بحرية غير مسبوقة تمت في مارس 2021، وتبعها تدريبات بحرية أجراها الأسطول الخامس الأمريكي مع البحرية الإسرائيلية في أغسطس من العام نفسه. كما قامت البحرية الأمريكية للمرة الأولى في تاريخها بدوريات بحرية مشتركة مع العراق والكويت في الخليج العربي في الشهر نفسه. وفي يناير من العام الماضي، أجرت الولايات المتحدة وإسرائيل أكبر مناورة عسكرية مشتركة بينهما في التاريخ، شارك فيها 6400 جندي أمريكي و1500 جندي إسرائيلي وأكثر من 140 طائرة وحاملة طائرات. وقد صرح مسؤولون إسرائيليون، في حينها، بأن هذه التدريبات كانت مصممة لمحاكاة حرب مع إيران.

ومن الجدير بالذكر أن هذه المناورة تضمنت تقديم الطائرات الأمريكية خدمة التزود بالوقود للمقاتلات الإسرائيلية التي تفتقد هذه القدرات الضرورية لوصولها إلى الأهداف الإيرانية، كما تضمنت أيضاً استخدام قاذفات أمريكية من طراز B-52 القادرة على إلقاء قنابل خارقة للتحصينات على أهداف صُممت لتشبه المواقع النووية الإيرانية.

بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه وقائد القوات الجوية الإسرائيلية يراقبون المناورات الإسرائيلية الأمريكية المشتركة- أرشيف

قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة أرادت أن تشير إلى إيران بأنه حتى لو لم تكن لدى واشنطن شهية للحرب معها، فهي على استعداد لدعم إسرائيل. وهذا ما تفعله بالفعل. ولكن في المقابل، كانت الحكومة الإسرائيلية أكثر صراحة بشأن الغاية من هذه التدريبات، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، آنذاك، بيني غانتس، في بيان صحفي: “حققنا في الأشهر الأخيرة العديد من الأهداف المهمة؛ لقد انضم العالم إلى الحرب مع إيران. ولهذا السبب قُمت في العام الماضي مع زملائي بالترويج لخطة واسعة في البنتاغون والبيت الأبيض لتعزيز التعاون بين إسرائيل ودول المنطقة تحت رعاية الولايات المتحدة والقيادة المركزية الأمريكية”.

أما بالنسبة إلى النزاع المسلح الفعلي بين الولايات المتحدة وإيران، فقد تصاعد التوتر في الفترة الأخيرة؛ حيث قصفت القوات الأمريكية أهدافاً مرتبطة بإيران في العراق وسوريا في العامَين الماضيَين رداً على هجمات المجموعات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية.

وقد ألمح البيت الأبيض إلى الخيار العسكري في سياق استراتيجيته للأمن القومي التي يصدرها بشكل دوري، والتي جاء فيها أن “الولايات المتحدة ستواصل مساعيها الدبلوماسية لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، مع استعدادها الدائم لاستخدام وسائل أخرى في حال فشل الدبلوماسية”. وعندما سُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عما إذا كانت خطة الطوارئ هذه تعني أن الدبلوماسية لم تعد مطروحة على الطاولة، قال: “لا، إنها تعني أن التزامنا الأمني تجاه إسرائيل صارم للغاية”.

ليس هنالك من دليل على أن الحكومة الإيرانية تسعى لامتلاك سلاح نووي، كما أشار تقرير مراجعة الوضع النووي لعام 2022، وهو تقرير البنتاغون الرسمي حول السياسة النووية الذي يستند إلى أفضل المعلومات الاستخباراتية المتاحة للحكومة الأمريكية. ولكن إذا ما حصلت إيران على السلاح النووي، فمن المؤكد أن هذا الأمر سيكون استفزازاً لدول المنطقة وسيطلق سباق تسلح خطير؛ فالمملكة العربية السعودية دخلت في مفاوضات هادئة مع إدارة ترامب لتطوير ما أصرت على أنه سيكون برنامجاً نووياً سلمياً، قبل أن يصرح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بأنه في حال حصلت إيران على القنبلة النووية فإن المملكة ستحذو حذوها في أقرب وقت ممكن. وفي عام 2020 أصبحت الإمارات العربية المتحدة أول دولة عربية تبني محطة للطاقة النووية، وهي خطوة أساسية نحو صنع سلاح نووي إن هي رغبت في ذلك.

اقرأ أيضاً: القنبلة ستأتي بنتائج عكسية وإيران ستندم على امتلاكها

أشار روبرت مالي، مبعوث بايدن إلى إيران، إلى أن سياساتها المتمثلة في الدعم الوحشي للمتظاهرين وتزويد روسيا بالطائرات المسيرة، لعبت دوراً في الحسابات السياسية لإدارة بايدن؛ مما يدفعها باتجاه التخلي عن إحياء الاتفاق النووي. وقال “دون الاتفاق الإيراني سنعود إلى سياسة الردع. نحن نريد أن نظهر للإيرانيين أننا نمتلك تهديداً عسكرياً ذا مصداقية وأننا على استعداد لاستخدامه. ونحن نعتقد أن هذا سيردع الإيرانيين”. وأضاف: “ولكن احتمال الردع وإن كان قائماً، فإنه يحمل معه احتمالاً آخر، وهو أن يشعر الإيرانيون بأنهم بحاجة إلى بناء قوة ردعهم الخاصة. وفي الحقيقة، فإن سياسة الردع المنفصلة عن الدبلوماسية يمكن أن تكون غير مستقرة. وقد تتسبب في الواقع في حدوث السيناريو الذي صُممت هذه السياسة لمنع حدوثه”.

المصدر: ذا إنترسيبت

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة