الواجهة الرئيسيةشؤون دولية

البرلمان الألماني يتحرك لحظر أنشطة “حزب الله”

توصية للحكومة بضرورة حظر أنشطة الحزب بالكامل وإنهاء التفرقة الألمانية بين الجناحَين العسكري والسياسي

كيوبوست

تبنَّى البرلمان الألماني مقترحًا يحث الحكومة على حظر جميع أنشطة “حزب الله” اللبنانية، المدعومة من إيران على الأراضي الألمانية، وهو اقتراح غير ملزم للحكومة؛ لكنه سيزيد الضغوط عليها لاتخاذ موقف تجاه الحزب، ويدعو إلى التخلي عن السياسة الألمانية الراهنة التي تفرق بين الجناح السياسي والوحدات العسكرية للحزب التي شاركت في دعم النظام السوري.

ورغم إشادة الاقتراح بجهود الحكومة الألمانية في اتخاذ مواقف من أنصار “حزب الله” المشتبه في جمعهم المال لصالح الجماعة الشيعية في ألمانيا، عن طريق منح الادعاء المزيد من سلطات التحقيق؛ فإنه وصف هذه الإجراءات بأنها غير كافية. بينما تأتي هذه الخطوة بعد حظر أنشطة الحزب خلال العام الجاري في الأرجنتين وأوروجواي بشكل كامل بقرارات متتالية؛ لما تشكله من خطر على هذه البلاد الواقعة في أمريكا الجنوبية.

اقرأ أيضًا: شبكة تمويل “حزب الله” في أمريكا اللاتينية تحت النار

زاهي علاوي، رئيس تحرير “راديو أرابيكا” الذي يبث من ألمانيا، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إنه بموافقة البرلمان عبر أعضاء أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا؛ وهي الحزب المسيحي الاجتماعي والحزب المسيحي الديمقراطي، بالإضافة إلى الحزب الاشتراكي، والتي تتشكل منها الحكومة، بجانب دعم الحزب الليبرالي للقرار، مع تحفظ كلٍّ من أحزاب الخضر واليمين المتطرف، وحزب اليسار، الأمر ستكون له تبعات على نشاط الجمعيات والمنظمات المرتبطة بالحزب؛ خصوصًا أن كثيرًا من المؤسسات الداعمة لـ(حزب الله) تعمل وبشكل واضح باسمه في ألمانيا”.

وأضاف علاوي: “هذه الجمعيات ستكون محظورة في الفترات القادمة، والقرار لم يحدد متى سيتم حظر هذه المنظمات والجمعيات بشكل كامل؛ فالتحديد متروك للحكومة لاتخاذ هذه الخطوة والإعلان عن بدء تنفيذ هذا القرار بشكل فعلي، وبعدها ستبدأ الخطوات العملية لحظر جميع هذه النشاطات”، مرجحًا أن تكون هذه الخطوة كنوع أيضًا من الضغط على أعضاء الحكومة اللبنانية المنتمين إلى (حزب الله) وسيكون للأمر تداعيات على مستوى العلاقات بين الحزب وألمانيا”.

اقرأ أيضًا: 5 مصادر لتمويل “حزب الله” أنقذته من الموت بسبب العقوبات الدولية

زاهي علاوي، رئيس تحرير “راديو أرابيكا”

وأوضح رئيس تحرير “راديو أرابيكا” الذي يبث من ألمانيا، أن الحكومة الألمانية لم تعلن أنها لن تستقبل وزراءً لبنانيين أعضاء في “حزب الله”، وهذه الخطوة لو اتخذت ستكون خطوة خطيرة للغاية، متوقعًا رفض الدولة اللبنانية مثل هذا القرار.

وفي ما يتعلق بباقي الدول الأوروبية وإمكانية اتخاذها قرارًا مماثلًا، أكد علاوي أنه قد يكون هناك قرارات مماثلة؛ خصوصًا أن الجناح العسكري للحزب يعتبر منظمة إرهابية في ألمانيا، وحتى في دول أوروبية أخرى منذ عام ٢٠١٣؛ وهذه الخطوة في ما يتعلق بالجناح السياسي للحزب ستكون بداية لبعض الدول الأخرى لاتخاذ مثل هذا القرار.

وتابع رئيس تحرير “راديو أرابيكا” الذي يبث من ألمانيا بأن نشاط الحزب في ألمانيا يتنوع بين عشرات الجمعيات، والتي تعمل وكأنها جمعيات لبنانية؛ لكن لا يوجد هناك أرقام متداولة حول نشاطها، في مقابل اتهامات لبعضها بأنها جمعت أموالًا طائلة لصالح “حزب الله”. وهي مجرد اتهامات لا يوجد تأكيد لها من مكتب مكافحة الجريمة ولا حتى من وزارة الداخلية المسؤولة عن الأمن الداخلي في ألمانيا.

اقرأ أيضًا: كيف تستخدم إيران “حزب الله” في بريطانيا؟

ومن جهته، قال السفير اللبناني الأسبق لدى واشنطن، رياض طبارة، في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن القرار الألماني عكس بوضوح التحرك الأمريكي نحو السعي لمحاصرة أنصار إيران في أي مكان بالعالم؛ وفي مقدمتهم بالتأكيد حزب الله”، مشيرًا إلى أن هناك تحركات أمريكية رسمية وغير رسمية؛ من أجل التحرك الأوروبي لمحاصرة أذرع إيران وأدواتها الاقتصادية، لزيادة الضغط عليها قبل بدء أي مفاوضات.

السفير اللبناني الأسبق لدى واشنطن رياض طبارة

وأضاف طبارة أن هناك فصلًا دائمًا لدى أوروبا بين الشق العسكري في “حزب الله” والشق السياسي؛ لكن التحرك الألماني الأخير عكس السعي نحو التعامل مع الحزب بشقَّيه العسكري والسياسي، وهي خطوة تُنتظر آلية تطبيقها للحكم عليها؛ خصوصًا مع ترجيح عدم وجود تغيُّر في السياسة الألمانية تجاه الحزب بشقّه السياسي على الأقل خلال الفترة المقبلة.

وتابع السفير اللبناني الأسبق لدى واشنطن بأن “حزب الله” هو إحدى الأذرع التي ترغب أوروبا في تضييق الخناق عليها كجزء من محاصرة إيران وممارسة الضغوط عليها، مشددًا على أن العبرة دائمًا ستكون بالتطبيق على أرض الواقع والإجراءات التي سيتم البدء في اتخاذها على الفور.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة