الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
البحرين تنضم إلى ركب السلام وتوقع اتفاقاً مع إسرائيل
مراقبون لـ"كيوبوست": قرار التطبيع بين البحرين وإسرائيل منطقي.. وسيساعد في استقرار المنطقة ومواجهة الخطر الإيراني

كيوبوست
لم يكن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التوصل إلى اتفاق بين البحرين وإسرائيل لعقد معاهدة سلام وتطبيع العلاقات بينهما، مفاجئاً؛ بل جاء ليعبر عن خطوة متوقعة أسالت حبر العديد من التقارير الصحفية مؤخراً، خصوصاً بعد الاتفاق الإماراتي مع تل أبيب؛ والذي أبصر النور الشهر الماضي.

وبموجب البيان الصادر عن الدول الثلاث، سيكون وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني، منضماً إلى إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في حفل التوقيع التاريخي، في 15 سبتمبر 2020، في البيت الأبيض.
اقرأ أيضًا: كيف يغير اتفاق السلام الإماراتي- الإسرائيلي خارطة التحالفات في المنطقة؟

وحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، شهد عام 1991 أول زيارة رسمية بين البلدين، عندما زار يوسي ساريد وزير البيئة، وقتذاك، في حكومة إسحاق رابين، العاصمة البحرينية المنامة، وذلك في إطار عملية السلام متعددة الأطراف التي انطلقت عقب مؤتمر مدريد عام 1991، وتضمن اللقاء نقاط التقاء ثقافية وتاريخية؛ إذ زار الوفد المقبرة اليهودية القديمة في المنامة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي البحريني عبدالله الجنيد، خلال حديثه إلى “كيوبوست”، أن الخطوة طبيعية جداً؛ “حيث تأتي ضمن رؤية استراتيجية؛ هدفها الأول إعادة الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط، وهو أمر تصبو إليه دول المنطقة كافة”.
اقرأ أيضًا: اتفاقية السلام التاريخي …من الشعارات إلى الواقعية السياسية

أما البرلماني البحريني السابق والأمين العام للمبادرة البرلمانية العربية جمال بوحسن، فقال، خلال حديثه إلى “كيوبوست”: “إن خطوة التطبيع مع إسرائيل ستدفع بالبحرين لاحتلال مرتبة متقدمة إقليمياً ودولياً، فضلاً عن تأثير ذلك على دفع عملية السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط إلى الأمام”، لافتاً إلى أن الخطوة ستنعكس على دول مجلس التعاون الخليجي ودول المنطقة؛ خصوصاً “في ما يخص مكافحة الإرهاب ووقف التدخلات الخارجية”.
شاهد: فيديوغراف.. اتفاق السلام الإماراتي- الإسرائيلي لحظة فريدة
خطوة منطقية

موقع “أكسيوس” الأمريكي، نشر تقريراً أكد فيه أن العقدَين الماضيَين شهدا تعاوناً وتنسيقاً بحرينياً- إسرائيلياً، غير أن الخطوة الإماراتية “كسرت الجليد وقادت الطريق”؛ الأمر الذي دفع مسؤولين كباراً في البحرين للتواصل مع مستشار الرئيس ترامب، جاريد كوشنر، ومبعوث البيت الأبيض آفي بيركوفيتش، مؤكدين: “نريد أن نكون التاليين”، حسب “أكسيوس”.
وبالنسبة إلى كرستين فونتنروز، المتخصصة في أمن الشرق الأوسط، فإن عملية التطبيع بين البحرين وإسرائيل تبدو منطقية في إطار رؤية المنامة للتنمية 2030، بغرض “تعزيز التعاون التكنولوجي والتنسيق في مجالات الأمن الغذائي والمائي والتعاون في مكافحة الإرهاب، والاستثمار الأجنبي المباشر، وتنشيط السياحة، ولذلك يبدو التطبيع خطوة منطقية”.
أما توماس واريك، الباحث بالمجلس الأطلسي، فقد اعتبر أن القرار يكتسب خصوصية ترتبط بطهران، موضحاً أن الأعمال العدوانية التي يشنها الحرس الثوري الإيراني في المنطقة، كانت سبباً أساسياً في التفكير في تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع تل أبيب.
اقرأ أيضًا: كيف تعاملت الصحافة الإسرائيلية مع اتفاق السلام الإماراتي- الإسرائيلي؟
ويعلق جمال بوحسن على ذلك، في حديثه إلى “كيوبوست”، موضحاً أن هناك “تحديات سياسية وعسكرية واستراتيجية جعلت البحرين تعجل بخطوة السلام مع إسرائيل، ولعل الخطر الإيراني من أهم هذه التحديات، وبطبيعة الحال، فإن الإعلان عن شراكة بين المنامة وتل أبيب سينال من المشروع الإيراني، مسبباً له عثرة غير متوقعة”.
واتفقت معه باربارا سلافين، موضحةً أن إيران تؤجج التظاهرات الشيعية في البحرين ضد النظام الملكي السُّني؛ الأمر الذي يمثل تهديدات للمملكة البحرينية.
اقرأ أيضًا: إحصائيات رسمية تكشف: تركيا الداعم الأول للاستيطان الإسرائيلي

تنسيق مشترك
وحسب مقال كتبه مارك لاندلر، ونشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن دول الخليج تتفق مع إسرائيل من حيث النظر إلى إيران كخطر مشترك، وفي الوقت نفسه تنبع أهمية الإقبال على تطبيع العلاقات مع تل أبيب من زاوية أن إسرائيل تعد ضمانة أساسية تحول دون تراجع الدور الأمريكي في المنطقة.

ويؤكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ”كيوبوست”، هذا الطرح، لافتاً إلى أن “البحرين ستطلب من إسرائيل الدخول معها في تحالف لصد العدوان الإيراني؛ خصوصاً أن وزير الخارجية البحريني الحالي عبداللطيف الزياني، دعا تل أبيب، قبل عامين، إلى الدخول في تحالف عربي استراتيجي؛ لصد الاعتداءات الخارجية، الأمر الذي سيعزز من تفعيل الاتفاقية.
وأوضح فهمي أن الخطوة ربما تكون بداية “لتأسيس حلف عربي بشراكة إسرائيلية في مواجهة الحلف الإيراني- التركي”، والذي لا يتوانى عن التدخل في شؤون المنطقة، لافتاً إلى أن التفاهمات العربية مع إسرائيل تعبر عن واقع جديد بدأ ينشأ مؤخراً، ومن المنتظر أن تكون له تأثيرات قوية على التهديدات الإيرانية والتركية أيضاً.
اقرأ أيضًا: أردوغان يناقض شعاراته ويسمح للطيران الإسرائيلي بالهبوط فوق أراضيه
من جانبه، طالب الكاتب والمحلل السياسي البحريني عبدالله الجنيد، بضرورة التعامل مع الاتفاق من حيث المنظور المستقبلي وليس الآني، مؤكداً أن “الواقع يقول إن إسرائيل دولة متوسطية تتشارك معنا نفس الهموم والتحديات، ولا مفر من الجلوس معها على طاولة واحدة للتفاوض، وما يحدث الآن يدفع بالمنطقة نحو هدوء واستقرار كبيرَين، يعززهما الموقف الأمريكي الذي شهد تحولاً لافتاً في التعامل مع هذه القضية”.
وختم الجنيد بالقول: “إن واشنطن تعد ضمانة كبيرة لأن تسير عملية السلام في اتجاهات إيجابية”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة مارست ضغوطاً حقيقية على بنيامين نتنياهو ، وألزمته بتنفيذ تعهدات الأطراف الموقعة عندما حاول التنصل من تعهداته.