الواجهة الرئيسيةترجماتثقافة ومعرفة
الانفصال عن شخص لم تكن تواعده أصلاً!

كيوبوست – ترجمات
راشيل تومبسون
في طريق عودتي إلى البيت، كنت مرهقة ومصابة بكدماتٍ عاطفية، كان ذلك قبل عدة أشهر، في زمن ما قبل الجائحة، ركبت في العربة الأخيرة من القطار حتى لا أنهار عاطفياً في عربةٍ محملة بالركاب، حاولت كبح دموعي ولكن البكاء غلبني. كانتِ النساء في العربة تنظرن إليّ بقلق، أردت أن أقول لهن “لا تقلقن، لم تقع مصيبة، أنا أبكي على فراق رجل لم أواعده مطلقاً”. تلك الجزئية الأخيرة؛ حقيقة أني لم أستطع حتى أن أطلق عليه تسمية صديقي السابق، جعلتني أشعر أنه ليس لي الحق في الشعور بالحزن الشديد.
كان وقتاً عصيباً، شعرت بالوحدة الشديدة؛ لأنني كنت غير قادرة على التحدث إلى أحدٍ عما حدث معي. وبينما كنت كعادتي أتصفح “تيك توك” قبل النوم، عثرتُ على العديد من مقاطع الفيديو التي تصوغ في كلمات حالة الوحدة التي تشعر بها حين تفترق عن شخص لم تواعده مطلقاً. شعرت وكأن “تيك توك” يتحدث إلى روحي. وهذا جعلني أتساءل لماذا لا نتحدث عن هذا النوع من أوجاع القلب أكثر؟
اقرأ أيضاً: النساء لسن عاطفيات أكثر من الرجال
قبيل عيد ميلادي الثلاثين وجدتُ نفسي متورطة في علاقةٍ محيرة مع رجل. تبادلنا الرسائل الإلكترونية، ثم بدأنا التراسل عبر إنستغرام أثناء الدردشة مع هذا الشخص، بدأت أحبه، وصرت أتساءل إلى أين تتجه الأمور. والذي تبين في النهاية أن الأمور كانت ستنتهي حيث بدأت. مجرد دردشة.
شعرتُ بالرفض، وبدأت أشك في تقديري لذاتي، وأتساءل حول ما يجب أن أغيره في نفسي كي أصبح إنسانة محبوبة، بل شعرت بالسذاجة والغضب؛ لأنني سمحت لنفسي بأن أشعر بشيء تجاه شخص حتى دون أن أقبّله. تساءلت كيف كان من الممكن أن أخطئ في قراءة الموقف، تساءلت ما إذا كنت قد بالغتُ في قراءة ما بين سطور الرسائل الإلكترونية والدردشات. ولكن الآن، وبعد عدة سنوات، فأنا أعرف أن مشاعري كانت حقيقية وصحيحة. أنا لست قارئة لأفكار الآخرين، ولا يمكنني التحدث عن دوافع الشخص الآخر للتصرف بهذه الطريقة، ولكني متأكدة أن الأمر لا علاقة له بي.

لقد تعلمت من تجربتي، وتجارب أصدقائي أنه يمكنك أن تشعر بحزن وألم شديد على أي نوع من العلاقات -سواء أكانت العلاقة في المراحل المبكرة جداً، أو في مرحلة تبادل الأحاديث أو حتى بعض قضاء بعض الليالي مع شخص ما- وأن مدة العلاقة القصيرة لا تعني أنه ليس لديك الحق بالشعور بالحزن والألم على انتهائها.
اقرأ أيضاً: لماذا نبكي؟ اكتشافات علم النفس بشأن الدموع العاطفية
ترى راشيل لويد، خبيرة العلاقات في موقع “إي هارموني”، أن مدة العلاقة وطبيعتها غير مهمتين إذا ما اكتشفت أن الطرف الآخر لا يبادلك المشاعر نفسها. وتقول: “في كثير من الأحيان يقال إن الكآبة الانفصالية مبررة فقط عندما تنفصل بعد عدة سنوات من الشراكة الحافلة بالأحداث والمواقف المهمة، أو إذا انتهت العلاقة بشكل سيئ. من وجهة نظري، فإن هذا هراء”.
وتتساءل ماذا عن المشاعر التي تنتابك بعد علاقة قصيرة أو عابرة؟ إنها تؤلم أيضاً، ومن المهم الاعتراف بتلك المشاعر والعيش معها من أجل التغلب على هذه الضربات. “ليس من السخف أن تحزن على شيء يؤلمك. إن رفض هذه التجارب قد يؤدي بك إلى المزيد من الانعزال العاطفي فيما بعد”. وتؤكد لويد: “كما هي الحال بعد أي انفصال، ركز على اهتمامك بنفسك، وابحث عن الدعم من أصدقائك، وحاول أن تخفف عن نفسك”.
المصدر: ماشابل