الواجهة الرئيسيةشؤون دولية
الانتخابات التركية: محرم إنجي يسحب ورقتي “الدين” و”الأكراد” من يد أردوغان
تظل الانتخابات هي عامل الاختبار الوحيد

كيو بوست –
مع اقتراب الانتخابات التركية، يحدد إعلاميون وخبراء بالشأن التركي العديد من العقبات التي لم تكن واردة في حسابات أردوغان خلال الاستعداد للانتخابات الرئاسية، ومن أهم تلك العقبات ظهور منافس قوي لأردوغان هو “محرّم إنجي” مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة.
لم يكن في وارد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يكون منافسه في الانتخابات الرئاسية القادمة “محرّم إنجي”، بعدما كان أردوغان يعوّل طوال فترة خوضه للانتخابات السابقة على منافسين ضعفاء، خصوصًا كمال كليتشدار أوغلو زعيم الحزب الجمهوري الذي هُزم في 7 جولات انتخابية سابقة أمام العدالة والتنمية.
وأصبح “محرّم إنجي” هو المنافس الرئيس والأقوى لأردوغان، وهو مدرس لمادة الفيزياء، يبلغ من العمر 54 عامًا، عرف عنه نقده اللاذع لأردوغان، كما أظهر قدرة لافتة على الخطابة والتحدي وجذب أصوات الناخبين الشباب والتأثير فيهم بشكل غير مسبوق.
علمانية “إنجي” المعتدلة تقلق أردوغان
برغم مقدرة الرئيس التركي اللعب على العاطفة الدينية لأنصاره، خصوصًا عندما يواجه العلمانيين “المتطرفين!”، إلّا أن ظهور إنجي الذي يُصنف على أنه علماني “معتدل”، دفع أردوغان إلى استخدام تلك الورقة للمزايدة على منافسيه أمام أنصاره.
فخلال خطاب انتخابي في مدينة ماردين جنوب تركيا على الحدود مع سوريا والعراق، وجه أردوغان نقدًا لاذعًا للمعارضة، قائلًا بأن التصويت لهم “حرام شرعًا”. وخاطب أردوغان الحضور موجهًا كلامه إلى محرّم إنجي قائلًا: “أنتم يا أعداء الحجاب، هل قمتم بحل أي مشكلة حتى الآن؟ تلتقطون صورًا كثيرة داخل المساجد في هذه الأيام من أجل جمع المزيد من الأصوات؟”.
ولكن ما غفله أردوغان أن إنجي معتدل في علمانيته، وكان من أبرز العلمانيين المدافعين عن حرية ارتداء الحجاب في تركيا.
وقد اتخذ أردوغان من الدين وسيلة لمهاجمة منافسه، حيث تساءل أمام الحضور إذا كان لمحرم إنجي صور في المسجد وهو يصلي!
فجاء رد إنجي مختصرًا ومحرجًا لأردوغان: “أنا لست مثلك، ولا أحب الظهور في الصور، وأنا أصلي”.
من جانبهم، قام مناصرو حزب العدالة والتنمية بتداول صور لإنجي وهو يشرب ما قالوا إنها مشروبات كحولية، وهو ما أثار عاصفة من الجدل بين الأتراك، الذين اتهموا أنصار أردوغان بالتدخل بالشؤون الخاصة للرجل، بما يعبر عن أفكار الأردوغانيين المتطرفة، واستماتتهم لتشويه سمعة إنجي.
كما اعتبر مراقبون أن وجود منافس “علماني وسطي” سيكون قادرًا على اجتذاب أصوات شريحة من المحافظين الأتراك الذين تذهب أصواتهم بالعادة إلى حزب العدالة والتنمية، وشكلوا الأغلبية من أصوات الناخبين في الـ16 عامًا الماضية.
استقطاب الأكراد
بحسب إحصاءات 2014، يعيش في تركيا 15 مليون كردي، أي ما نسبته 20% من السكّان، وغالبيتهم العظمى على خلاف مع حزب “العدالة والتنمية” ورئيسه أردوغان، بسبب قمع الحريات التي يمارسها الرئيس الحالي، ومعاداته الصريحة للثقافة الكردية داخل تركيا، وإعلانه الحرب على أكراد سوريا والعراق، واحتلال مدنهم. بينما قام الأمن التركي بقمع المظاهرات التي خرجت داخل تركيا للتضامن مع إخوانهم في سوريا والعراق، بعد عملية غصن الزيتون، وما رافقها من عمليات تطهير عرقي قام بها الجيش التركي شمالي سوريا بحسب ما نقلته منظمات حقوقية.
ويعتقد خبراء بأن العداء المتبادل بين أردوغان والأكراد، سيشكل نقطة قوة لمحرم إنجي، الذي ينظر للأكراد داخل الحدود التركية على أنهم أتراك أولًا، وشركاء في الوطن؛ فقد قال إنجي في إحدى خطبه الشهر الفائت: “سوف نتصف بالعدل ولن نهتم بمسألة ديانة أي شخص، ولن نهتم بمسألة ارتداء الحجاب من عدمه، ولن نهتم بما إذا كان شخص ما يرتدي تنورة قصيرة أم لا، ولن تعنينا الطائفة سواء أكانت كردية أم تركية”.
بعكس أردوغان الذي ظهر في فيديو مسرب من داخل إحدى اجتماعاته وهو يتآمر على الأحزاب الكردية في تركيا.
تسريب مصورلأردوغان:ظهر مؤخراً تسريب مصور لرئيس دولة الاحتلال التركي أردوغان يتحدث فيه إلى بعض المسؤولين في حزبه ويأمرهم بفعل "أي شيء" لبقاء حزب الشعوب الديمقراطي خارج البرلمان.ويظهر أردوغان في الفيديو المصور قائلاً "إن ما سأقوله يجب أن يبقى بيننا وألا يخرج إلى العلن، أؤكد على الزملاء في محافظات جنوب شرق تركيا أن يقوموا بنوع مختلف من الجهد والعمل، وكل ما يلزم من أجل بقاء حزب الشعوب الديمقراطي خارج البرلمان، هذا أمر مهم بالنسبة لنا".وطالب الرئيس التركي مسؤولي حزبه: "بمراجعة قوائم ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي وإيجاد الطريقة المناسبة للتعامل معهم"، وهو ما عده حزب الشعوب الديمقراطي تحريضا على العنف والجريمة ضد ناخبيه لترهيبهم ومنعهم من الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي ستجري في الرابع والعشرين من الشهر الجاري.وفي السياق نفسه ، اعتبرت أوساط سياسية معارضة أخرى، أن أردوغان كشف لجوء حزبه إلى أساليب ملتوية وربما رشى مالية أو ترهيب للتأثير على نتائج الانتخابات
Posted by فضائية روناهي – Ronahî TV on Thursday, June 14, 2018
فقد قال أردوغان لمسؤولي الحزب: “إن ما سأقوله يجب أن يبقى بيننا وألا يخرج إلى العلن، أؤكد على الزملاء في محافظات جنوب شرق تركيا أن يقوموا بنوع مختلف من الجهد والعمل، وكل ما يلزم من أجل بقاء حزب الشعوب الديمقراطي خارج البرلمان، هذا أمر مهم بالنسبة لنا”.
واعتبر نشطاء أتراك بأن ذلك يعبر عن عنصرية أردوغان في التعامل مع الأقلية الكردية. وعند مقارنة موقفه من جزء مهم من الشعب التركي، اعتبر موقف إنجي فوزًا أخلاقيًا على الأقل، ومن المرجح اختبار تلك المواقف عمليًا في صناديق الانتخابات.