الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية

الاتفاقيات الإبراهيمية… عامان على شراكة استراتيجية واعدة

الوضع الفلسطيني هو أهم تحدٍّ يواجه التفاهمات الإقليمية مع إسرائيل والتعاون البناء بين دول المنطقة سيتجاوز العقبات

كيوبوست

تحتفل الإمارات والبحرين وإسرائيل اليومَ بمرور عامين على توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات بين البلدان الثلاثة، وهي الاتفاقيات التي شكَّلت نقطة تحول في المنطقة خاصة مع التطبيع الكامل للعلاقات في أعقاب الموافقة الإسرائيلية على إلغاء قرار ضم أراضٍ بالضفة الغربية، وبخطوة عززت من لغة الحوار والنهج الدبلوماسي الذي تتبعه الإمارات في سياستها الخارجية بشكلٍ واضح.

ويُنظر إلى الاتفاقيات الإبراهيمية بأنها تعكس توسع التقدم التدريجي المتزايد في العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج العربية على مدى العقدين الماضيين، حيث ساهم عددٌ من التطورات -على المستويين الجزئي والكلي وفي المديين القصير والطويل- في ولادة عملية التطبيع، بحسب دراسة نشرها مركز تريندز للدراسات في وقت سابق.

ودفعت الاتفاقيات الإبراهيمية كلاً من المغرب والسودان في اتخاذ خطواتٍ مماثلة، بوقت بدأت فيه الشراكة المغربية الإسرائيلية بالتوسع خلال العامين الماضيين، فيما تأمل إسرائيل بانضمام دول عربية أخرى للاتفاقيات خلال الفترة المقبلة.

تتَّسق الاتفاقياتُ مع لغة الحوار التي تتبناها الدبلوماسية الإماراتية.

مصالح مشتركة

عبد العزيز المعمري

بُنيت الاتفاقيات الإبراهيمية على أسس المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والنظرة المستقبلية ومصالح شعوب المنطقة بحسب الكاتب الإماراتي عبد العزيز المعمري، الذي يقول لـ”كيوبوست”، إن الاتفاقيات تضمنت الحرص على التعاون في مختلف المجالات، وعلى رأسها التعاون التكنولوجي، وهو ما تحقق في عدد من النجاحات، ونتج عنه التقدم ببعض المجالات.

وأضاف أن من أهم دلالات الاتفاقيات الإبراهيمية هو وجود خطوات متقدمة للعلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، مما يدل على رغبة حقيقية لدى هذه الدول لتعزيز السلام في المنطقة، والتركيز على المصالح المشتركة، ومواجهة التحديات، بالتعاون والاتفاق على رؤية مشتركة للمصالح والتحديات التي تواجه المنطقة.

واعتبر أن من أهم نجاحات ونتائج الاتفاقيات الإبراهيمية التي تحققت توقيع عددٍ من الاتفاقيات التي شملت مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية والتكنولوجية والزراعية، بالإضافة إلى الأمن والطاقة، الأمر الذي نتج عنه زيادة واضحة في التبادل التجاري، حيث حقق التبادل التجاري بين الإمارات وإسرائيل في العام 2021 نحو 1.2 مليار دولار أمريكي، وهناك توقعات من الخبراء الاقتصاديين بأن يصل التبادل التجاري بين الدول العربية وإسرائيل من 6.5 إلى 10مليار دولار خلال السنوات القادمة.

اقرأ أيضاً: الأسس الدينية للسلام العربي- الإسرائيلي

داني أورباخ

يدعم هذا الرأي الأستاذ المشارك في قسم التاريخ والدراسات الشرق آسيوية بالجامعة العبرية في القدس داني أورباخ الذي يوضح لـ”كيوبوست” أن الإجماع الإسرائيلي حول الاتفاقية التي ساهمت في ارتفاع العائدات التجارية بين البلدين وفتح المجال أمام رجال الأعمال الإسرائيليين بشكلٍ كامل وليس فقط مزدوجي الجنسية، فضلاً على ما حققته الاتفاقية من مساعدة في تنشيط التجارة الإسرائيلية عبر دبي.

ووقعت إسرائيل والإمارات، في مايو الماضي، اتفاقية للتجارة الحرة وهي الاتفاقية الأولى من نوعها بين إسرائيل مع بلد عربي، بحيث تجعل الشركات تصل مباشرة إلى الأسواق، وتستفيد من إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية وهي الاتفاقية التي اعتبرتها وزارة الاقتصاد الإسرائيلية” خطوة تاريخية”.

يُنظر إلى الاتفاقيات الإبراهيمية باهتمامٍ عالمي

نجاحات كبيرة

ما تحقق خلال عامين أكبر بكثير مما توقعه الكثيرون بحسب مسؤول الشؤون الدولية في مؤسسة «شراكة» دان فيفرمان الذي يقول لـ”كيوبوست” إن شمولية التطبيع في العلاقات بين البلدين كانت أكبر بكثير مما اعتقده الناس في البداية، وهو ما انعكس على التواجد الإسرائيلي حتى في الإمارات، وكذلك تواجد الإماراتيين في إسرائيل وحركة السفر بين البلدين.

يشير داني أورباخ إلى أنه بالنسبة للمواطن الإسرائيلي العادي فإن الاتفاقية ساعدته على قضاء الإجازة في دبي، ولمجتمع الأعمال فإن الأعمال التجارية هي النتيجة الأهم، مشيراً إلى أن الاتفاقية على المستوى السياسي ينظر إليها باعتبارها نجاحاً لتكوين تحالف ضد عدو مشترك وهو إيران، بالرغم من تباين وجهات النظر بشأن التعامل مع طهران بين تل أبيب وأبوظبي.

زادتِ العلاقاتُ التجارية بين الإمارات وإسرائيل
دان فيفرمان

يلفت دان فيفرمان إلى أن دعم العلاقات الثنائية بين البلدين لا يزال بحاجةٍ لمزيدٍ من المبادرات الثقافية والاجتماعية، خاصة في ظل وجود بعض غير المتحمسين لتطبيع العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن هناك كثيراً من الأمور المشتركة التي يمكن تحقيقها بالعمل المشترك، وهناك دور أكبر يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام من خلال عرض ما تحقَّق، بالإضافة إلى إبراز وجهتي النظر عند حدوث أي توتر بين الإسرائيليين والفلسطينين.

وأكد وجود بعض العقبات المرتبطة بعقود الصراع الماضية، والافتقار إلى قنوات الحوار والتواصل بين إسرائيل والعالم العربي، وهو ما حدث تطور كبير فيه بعد الاتفاقيات الإبراهيمية، حيث أصبح أفضل بكثير لاسيما فيما يتعلق بتوضيح الصورة، ونقل وجهتي النظر بشكلٍ دائم.

يختتم عبد العزيز المعمري حديثه بالتأكيد على أن أهم تحد يواجه الاتفاقيات الإبراهيمية هو الوضع الفلسطيني الذي يجب الاستعجال والعمل بجد فيه لتحقيق تعاون بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية كافة، من أجل وضع حد لهذا الصراع الذي استمر لعدة عقود، مع وضع خطة دقيقة لتنفيذ حل الدولتين، ووجود دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة