الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
الاتحاد الأوروبي يعين “قيصراً” جديداً للإسلاموفوبيا
ماريون لاليس -تحمل الجنسية الفرنسية وتتمتع بخبرة دبلوماسية في موريتانيا والمغرب واليمن- هي مَن سيشغل هذا المنصب

كيوبوست- ترجمات
سويرين كيرن♦
عيَّن الاتحاد الأوروبي منسقاً جديداً لمكافحة “الإسلاموفوبيا” بعد أن اشتكى ناشطون مسلمون من أن الاتحاد “يستخف بمخاوف المسلمين” بتركه هذا المنصب شاغراً منذ أكثر من عام. ومن المعروف أن الجماعات الإسلامية في أوروبا دأبت على السعي لتوسيع مفهوم الإسلاموفوبيا؛ بهدف تقييد النقاش الحر والعادل حول الإسلام. ويحذر المراقبون من أن هذه الجماعات اقتربت من تحقيق هدفها.
ماريون لاليس، تحمل الجنسية الفرنسية وتتمتع بخبرة دبلوماسية في موريتانيا والمغرب واليمن، هي مَن سيشغل هذا المنصب وستكون وظيفتها “العمل مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والمؤسسات الأوروبية، والمنظمات غير الحكومية والأوساط الأكاديمية؛ لتعزيز الاستجابة السياسية لمواجهة الكراهية ضد المسلمين”. وسوف تقدم تقاريرها إلى مفوضة الاتحاد لشؤون المساواة، هيلين دالي، التي قالت إن لاليس ستكون مسؤولة عن مراقبة ومعالجة “جميع حالات الكراهية والتمييز ضد المسلمين”. وأضافت دالي: “يجب أن يحارب الاتحاد الأوروبي الكراهية ضد المسلمين في جميع مجالات الحياة؛ بما في ذلك التعليم والعمالة والسياسات الاجتماعية”. وكانت دالي قد أصدرت في وقت سابق إرشادات للاتحاد تحظر استخدام المصطلحات المسيحية؛ بما فيها عبارة “عيد الميلاد” في المراسلات الرسمية للاتحاد.
اقرأ أيضاً: اختيار ترودو لسيدة محجبة لمكافحة الإسلاموفوبيا أمر مُحيّر
ومن الملاحظ أن التوصيف الوظيفي الخاص بالمنسقة الجديدة لاليس، جاء أوسع بكثير من سابقيها، الذين اتهمتهم الجماعات الإسلامية بالفشل في “تحقيق تقدم ملموس في مكافحة الإسلاموفوبيا في أوروبا”؛ الأمر الذي يشير إلى أن الاتحاد قد رضخ لضغوط الجماعات الإسلامية ومنح قيصر الإسلاموفوبيا سلطات أكبر في صنع سياسته. وكانت هذه الجماعات طالبت في رسالة مفتوحة إلى الاتحاد الأوروبي “بإجراء تغييرات استراتيجية كبيرة على إجراءات مكافحة الإسلاموفوبيا باعتبارها شكلاً من أشكال العنصرية”، وكذلك منح المجتمعات الإسلامية والمنظمات غير الحكومية المناهضة للعنصرية “مشاركة فعالة” في صياغة السياسة. وطالبت أيضاً بأن يكون المنسق مسلماً. وقد حملت هذه الرسالة مجموعة من الجماعات الإسلامية التي يرتبط معظمها بجماعة الإخوان المسلمين؛ بما في ذلك منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية الأوروبية، والمجلس الإسلامي في بريطانيا، والجماعة المناهضة للإسلاموفوبيا في فرنسا، ومنظمة “كيج” البريطانية التي تدافع عن الجهاديين، ومجموعة “إينار” ومقرها بروكسل التي تمولها مؤسسات المجتمع المفتوح التابعة لجورج سوروس والتي كشف مديرها، وهو بلجيكي اعتنق الإسلام، أنه كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين.

قالت الأكاديمية الفرنسية فلورانس بيرجو بلاكليه، الخبيرة في جماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة تمكنت من فرض التوصيف الوظيفي للمنسق الجديد، وحذرت من أن تعيين لاليس “يدعم استراتيجية الإخوان الهادفة لاختراق مؤسسات الاتحاد الأوروبي وجامعاته ومجتمعه المدني. وتوافقها الرأي الكاتبة الكندية جميلة بن حبيب، المقيمة في بروكسل، التي ترى أن استراتيجية الإخوان المسلمين تهدف إلى إجبار الاتحاد الأوروبي على “تطبيع خطاب الضحية للمسلمين في الغرب، وبالتالي رفع المسؤولية عنهم، وجعل الغرب يشعر بالذنب تجاههم”.
اقرأ أيضاً: زعيم حزب إسلاموي سويدي يدَّعي أن الاستخبارات تمارس التمييز ضد المسلمين وتنتهك حقوقهم
أسَّس الاتحاد الأوروبي منصب منسق الكراهية ضد المسلمين في ديسمبر 2015، إلى جانب منصب مماثل لمكافحة معاداة السامية، في أعقاب الندوة السنوية الأولى حول الحقوق الأساسية، وفي عام 2021 أسَّس منصباً ثالثاً لمكافحة العنصرية، وخصص لكل منصب ميزانية سنوية قدرها 180 ألف يورو. وبقي منصب منسق الكراهية ضد المسلمين شاغراً منذ يوليو 2021 عندما استقال شاغله لأسباب لم يعلن عنها. ومنذ ذلك الحين، شنَّت منظمات تمولها مؤسسات المجتمع المفتوح حملة إعلامية كبيرة للضغط على الاتحاد لشغل هذا المنصب، واتهمت الجماعات الإسلامية المفوضية الأوروبية بتعمد تركه شاغراً. وفي يونيو 2022 وقعت أكثر من 40 منظمة إعلاناً مشتركاً تعبر فيه عن مخاوفها من “إنكار الاتحاد الأوروبي للإسلاموفوبيا”.
نفت الحكومة الفرنسية، التي تولت الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، خلال النصف الأول من عام 2022، أنها تتجاهل مخاوف المسلمين، لكن وسائل الإعلام الأوروبية ذكرت أنه في قمة المجلس الأوروبي في مارس، أسقط قادة دول الاتحاد في بيان قمتهم الإشارة إلى أهمية المنسق المعني بمكافحة الكراهية ضد المسلمين بعدما قالت بولندا إنها ستطلب منسقاً خاصاً بشأن المسيحيين إذا ما أشار البيان الختامي إلى هذا الأمر.
♦زميلة كاتبة في منتدى الشرق الأوسط.
المصدر: إسلاميزم نيوز