الواجهة الرئيسيةشؤون خليجية

“الإيكونوميست”: قطر تقدِّم نفسها منارةً للانفتاح بالخليج وتقمع الحريات داخليًّا!

كيوبوست

نشرت مجلة “الإيكونوميست” تقريرًا تحدَّثت فيه عن وضع الحريات في قطر، فلعقود من الزمن قدَّمت الدوحة نفسها كمنارة انفتاح في الخليج؛ فهي تستضيف قناة “الجزيرة” الفضائية، أول فضائية عربية شهيرة بثَّت آراءً معارضة في أماكن مختلفة بالشرق الأوسط، ومن ثَمَّ اعتبرت قطر بمثابة ملاذ آمن للهاربين من العرب المستبدين؛ لكن أميرها تميم بن حمد آل ثاني، يبدو أقل تسامحًا تجاه النقد الموجه إليه.

اقرأ أيضًا: قناة الجزيرة المُرتبِِكة.. وقطر الأكثر ارتباكًا

في الشهر الماضي، أصدر تميم مرسومًا يهدِّد بالسجن 5 سنوات أو بغرامة قدرها 27 ألف دولار، لأي شخص يبث أو ينشر أو يُعيد نشر شائعات وبيانات وأخبار كاذبة، أو بيانات تهدف إلى الإضرار بالمصالح الوطنية وإثارة الرأي العام، أو التعدي على النظام الاجتماعي، وهو المرسوم الذي نشرته الجريدة الرسمية.

فكما كانت صورة صدام حسين في كل مكان بالعراق، توجد صورة تميم في مختلف أنحاء قطر، وتحت شعار “تميم المجد”. وغالبًا ما تحتوي الصحف القطرية على نفس العناوين في صفحاتها الأولى، والتي تكاد تكون متطابقةً. بينما يقول أكاديمي قطري، عائد من ندوة حول الحقوق المدنية في الكويت: “لا يمكنني حتى تنظيم ورشة عمل بالدوحة”.. وأصبح لدى القطريين شكوك حول قرارات الأمير؛ فهم يتساءلون عن سبب إهدار مليارات الدولارات على المشروعات الأجنبية وصفقات السلاح.

اقرأ أيضًا: أسباب الأزمة الخليجية.. دور قطر في تعزيز التطرّف

مصادرة وسحب جنسية

وزير العدل القطري الأسبق نجيب النعيمي، الممنوع من السفر، يعبِّر عن خوفه، ويؤكد أن مَن ينتقد النظام يتم سحب جواز السفر منه ومصادرة ممتلكاته، ويتركونه بلا جنسية، في وقت يقول فيه أمير قطر تميم بن حمد، إنهم يريدون حرية التعبير لشعوب المنطقة!

يقول مراقب إعلامي في الإمارة: “إن قناة (الجزيرة) حُرة في انتقاد الدول الأخرى، ولكنها لم تنتقد قطر قط؛ فالقناة التي تسعى لتسليط الضوء على النساء السعوديات اللائي يسعين للحصول على اللجوء في الغرب، تبقى صامتةً بشأن نساء قطر اللائي يطلبن اللجوء في بريطانيا”. بينما يقول القائم بأعمال المدير العام بـ”الجزيرة” مصطفى سواج، إنه “لا توجد معارضة قطرية” بعدما طلبت منه المجلة توضيحًا عن سبب عدم وجود معارضة قطرية في البرامج.

خوفٌ من المونديال

العميد السابق لكلية القانون والشريعة بجامعة قطر د.عبدالحميد الأنصاري، يقول: “إن كل يوم يقترب فيه حفل افتتاح كأس العالم، يكون هناك مزيد من السخط”؛ حيث يشير التقرير إلى وجود حالة من القلق لدى السكان من المشجعين المخمورين والأعلام الإسرائيلية، وكذلك عدة أشياء مخالفة لطبيعة الشعب القطري.

صحيح أن حكام قطر نجحوا في تحويلها من حفرة رملية إلى واحدة من أكثر مدن الخليج أناقةً؛ حيث تحتوي على مترو الأنفاق وناطحات السحاب البراقة والمتاحف المذهلة، لكن النساء لا يزلن غير قادرات على السفر دون إذن، على الرغم من وجود قاضيات وسفيرات، ومن ثَمَّ فلا يمكن لقطر أن تدَّعي أنها منارة للانفتاح حتى تتوقف عن محاولة إسكات المنتقدين لها؛ فالتنوير يبدأ من الداخل.

اقرأ أيضًا: قطر قد تضطر إلى المصالحة الخليجية بسبب كأس العالم 2022

حكومة تعسفية

كايل أورتون

الباحث المتخصص في مكافحة الإرهاب والتطرف كايل أورتون، قال في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن حكومة قطر غير ديمقراطية وتعسفية إلى حد كبير”، مشيرًا إلى أن الدستور الذي جرى إقراره عام 2013 لم يحقق الوعد بالديمقراطية.

وأضاف أورتون أنه من غير المرجح أن يسمح النظام الحاكم في قطر بممارسة الديمقراطية بشكل حقيقي، مؤكدًا أنه ليس من المحتمل في الوقت الحالي وجود ضغوط غربية لإجراء إصلاحات ديمقراطية.

وحول النظرة الغربية إلى قناة “الجزيرة”، قال الباحث الإنجليزي: “إن القناة العربية يُنظر إليها على نطاق واسع في الغرب بأنها قناة دولة قطر”، مشيرًا إلى أن القناة يمكن من خلالها مشاهدة أسوأ أنواع التحريض والطائفية.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة