الواجهة الرئيسيةترجمات

الإيرانيون يخشون حربًا أهلية.. والعراقيون يدعمونهم في وجه النظام

فرح كبير بين المتظاهرين في ساحة التحرير بالحركة الشعبية الإيرانية التي تتحدى نظام طهران

كيوبوست – ترجمات

رغم عدم وجود أي ملصق أو لافتة في ساحة التحرير ببغداد لتحية الانتفاضة التي اندلعت منذ أيام في شوارع إيران؛ فإن مئات الشباب العراقيين الذين يعتصمون في الساحة يشعرون بالحماس حيال المعركة التي يخوضها جيرانهم؛ فالمتظاهرون العراقيون والإيرانيون يواجهون خصمًا مشتركًا هو الجمهورية الإسلامية!

يتفاخر العراقيون في ساحة التحرير في ما بينهم منذ اندلاع الثورة في إيران في 15 نوفمبر الجاري، وانتقال شرارتها من مدينة إلى أخرى؛ للاحتجاج على الأسعار المرتفعة للبنزين، رافعين نفس الشعارات التي رُفعت في العراق منذ بداية الاحتجاج.

اقرأ أيضًا: احتجاجات الإيرانيين تتوسع.. والسلطات تقطع الإنترنت

انهيار القوس الشيعي

هم مثل نظرائهم العراقيين، داسوا صور المرشد الأعلى علي خامنئي، ودعوا إلى “سقوط النظام”. يتداول البعض على مواقع التواصل الاجتماعية مقولة مفادها: “منذ أربعين سنة، تحاول إيران تصدير ثورتها الإسلامية إلى العراق ولكن دون جدوى، يبدو أن العراق تمكَّن من تصدير ثورته إلى إيران خلال أربعين يومًا!”.

في 19 نوفمبر الجاري، نقلت افتتاحية صحيفة “توك توك” العراقية، التي يكتبها ويوزعها نشطاء في ساحة التحرير: “من بغداد هذه المرة، يستيقظ الشرق، الثورة الشعبية أتمت محور بغداد- بيروت- طهران، وقريبًا سوف يستيقظ العالم بأسره في مواجهة شرق جديد”.

التظاهرات تعم إيران: العربية نت

من بغداد إلى بيروت مرورًا بدمشق، الجميع يحلم هنا بأن يتحول القوس الشيعي الذي جهدت إيران في إنجازه، عبر تأمين سيطرتها على كل عاصمة من تلك العواصم باستخدام فصائل شيعية مسلحة، إلى عواصم لدول ذات سيادة بحكومات مدنية غير طائفية.

نعادي النظام وليس الشعب

النظام الإيراني هو المستهدف خلال تظاهرات التحرير في بغداد وليس الشعب الإيراني. القائد الأعلى علي خامنئي، والجنرال في “فيلق القدس” قاسم سليماني، متهمان بإذلال العراقيين واستغلال ضعف حكومات العراق المتعاقبة؛ لنهب ثرواته.

يقول حيدر، 27 عامًا: “بلدنا في هذا الوضع بسبب إيران؛ لكنَّ الإيرانيين أناس متعلمون جيدًا، يعانون كما نعاني هذا النظام، والخلط الذي أحدثه بين الدين والسياسة. نحن مع الشعب الإيراني؛ إنهم يحاولون الإبقاء على ثورتهم حية على الرغم من انقطاع الإنترنت”.

اقرأ أيضًا: قطر متورطة مع إيران في استهداف سفن الخليج

في إيران يبدو الوضع أكثر صعوبة؛ ففي حين أن الاحتجاجات تدور في جميع أنحاء البلاد وقد يصل عدد القتلى إلى المئات، فإن الأصوات القادمة من إيران نادرة جدًّا. ولكن على الرغم من الانقطاع شبه الكامل للإنترنت؛ فإن بعض الأصوات يتمكن من اختراق جدار الصمت.

أعمال شغب تتخلل التظاهرات- “أسوشييتد برس”

شعور بالإهانة

تحدَّث صحفي إيراني معروف باستقلاليته إلى صحيفة “لوموند”، عبر الرسائل المشفرة، قائلًا: “هناك شعور حقيقي بالإهانة أراه في وجوه الجميع. نحن غاضبون من استخدام طهران الأموال العامة في سبيل خدمة مشروعها التوسعي؛ للسيطرة على العراق والمشهد الفلسطيني، بينما الإيرانيون العاديون يعانون”.

على الرغم من تأكيدات السلطات الإيرانية أنه سيتم تقديم مساعدات إضافية لعدد كبير من الأُسر ذات الدخل المنخفض؛ فإن الإيرانيين يخشون تدهور قدرتهم الشرائية. توضح سيما، 35 عامًا: “ليست لدينا سيارة، ولكن والدي ذهب للاحتجاج؛ لأنه قلق من أن أسعار جميع السلع سوف يتضاعف ثلاث مرات”.. قيل لهذه الفتاة عبر الهاتف إن والدها أُصيب في ساقه خلال مظاهرة يوم السبت في مالارد، وهي بلدة كادحة تكتظ بأبناء الطبقة العاملة بالقرب من طهران. عائلتها المكونة من ثلاثة أفراد لا تكسب سوى 3 ملايين تومان (230 يورو) شهريًّا، في حين أن خط الفقر محدد في إيران بـ260 يورو.

اقرأ أيضًا: “كيهان” الإيرانية تهدِّد بقصف “أرامكو”

تعتيم إعلامي

في إيران نفسها، لا يتم نشر المعلومات المستقلة عن المظاهرات إلا شفهيًّا أو عبر الهاتف والرسائل النصية القصيرة. يقول طالب إيراني، تحدث إلى صحيفة “لوموند”، عبر الرسائل المشفرة: “في يوم الأحد، اعتقدت أن الاحتجاجات قد انتهت؛ ولكن عند المرور بشرق العاصمة رأيت عددًا لا يُحصى من البنوك يحترق، لا نعرف ما الذي يحدث بالفعل”.

وأكد هذا الطالب أنه رأى، مساء الثلاثاء 19 نوفمبر الجاري، عددًا كبيرًا جدًّا من أفراد قوات الأمن يرتدون ملابس مدنية متمركزين أمام جامعة طهران، وسمع أصوات صراخ حشد من داخل الجامعة يقول “يسقط الديكتاتور”! وتناقلت الأخبار بعدها القبض على نحو من عشرين إلى خمسين طالبًا.

تقول سارة، البالغة من العمر 35 عامًا، والتي تخشى الأعمال الاستفزازية التي تخترق الاحتجاجات في محاولة لإسقاط النظام: “أخشى حدوث حرب أهلية”، متسائلةً: “مَن هؤلاء الناس الذين يهاجمون الشرطة وكاميرات المرور؟ في ثورتنا عام 2009 لم نقُم بذلك”، مشيرةً إلى الثورة الخضراء التي شاركت فيها إلى جانب عديد من الإيرانيين من الطبقة الوسطى ضد إعادة انتخاب الرئيس المحافظ السابق محمود أحمدي نجاد.

وَفقًا لمنظمة العفو الدولية، تخفي طهران آثار القمع، وقوات الأمن تصادر جثث ضحايا هذا القمع. بعض العائلات تمكن من استعادة جثث ذويه؛ لكن العدد يبدو أقل من الإجمالي الحقيقي لمَن سقطوا. هناك خوف حتى من إفصاح الأهالي عن سقوط ضحية بين أبنائهم؛ لكن الصحفي الإيراني جواد حيداريان، كان شجاعًا، ليؤكد وفاة قريبه الذي قُتل في المظاهرات؛ إذ كتب على “تويتر”: “لقد أُعيدت جثة فرزان أنصاري إلى عائلته، سوف يُدفن اليوم في بهبهان”.

المصدر: لوموند

اتبعنا على تويتر من هنا

 

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة