الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية
الإمارات ملتزمة بقيم “إكسبو 2020”

كيوبوست – ترجمات
حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة، على مدى الأشهر القليلة الماضية، على تلبية احتياجات كل المواطنين والمقيمين بها، حتى في ظلّ فترة لم يسبق لها مثيل من الشك، وانعدام الأمن على مستوى العالم؛ حيث أغلقنا بأمان ونسعى الآن إلى إعادة فتح ما أصبح اليوم مركزاً دولياً رئيساً للتجارة والسياحة والخدمات اللوجيستية. وقد حققنا ذلك، بينما نلبِّي أيضاً مصالح والتزامات دولية كبيرة لا حصر لها.
وخططت الإمارات لاستضافة الحدث الدولي الأضخم، والأكثر طموحاً، في تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، على مدى ستة أشهر تبدأ في أكتوبر المقبل. بينما التزم أكثر من 192 دولة ومنظمة دولية بالمشاركة في “إكسبو دبي 2020“؛ حيث يوفر لهم منصة لجذب وإلهام الملايين من الزوار المتوقعين من جميع أنحاء العالم.
اقرأ أيضاً: مبادرات جعلت الإمارات عاصمة للتسامح وتلاقي الحضارات
وبذلك، ستواصل دولة الإمارات العربية المتحدة السير على الطريق الذي سلكته منذ ولادتها قبل نصف قرن تقريباً، ليؤتي ثماره خلال الذكرى السنوية لليوبيل الذهبي لخمسين عاماً من التعاون والتآزر على المستويين الإقليمي والدولي. ويقع في موضع القلب من هذا الاحتفال العالمي، تأكيد الإمارات والدول المشاركة الالتزام بروح ومبادئ أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، مع تسليط الضوء على ضرورة أن تقاس جميع قراراتنا بالمطالب المشروعة للبشر وكوكب الأرض. وكنا نعتزم أن تكون لحظة مهمة، تشهد تجلي إرث ملموس واضح في السياسات والشراكات يسمح لنا جميعاً بالمساعدة في بناء عالم أفضل.
ثم توقف العالم الذي نعرفه تدريجياً. وتفشي فيروس كورونا أصبح وباءً ثم تحول إلى جائحة، وأُلقي بـ7,8 مليار شخص في حالة من الفوضى وعدم اليقين؛ طبياً واقتصادياً واجتماعياً، وبطرق عديدة أخرى لم ندركها بشكلٍ حقيقي بعد. فالعالم الذي نعرفه قد توقف عن الكلام بينما تعاني الشعوب والأمم، كما توقف التعاون الدولي، وفي بعض الحالات تمت تنحيته جانباً. ورغم أننا نعلم أن فيروس (كوفيد- 19) لا يحترم الحدود الوطنية، وقد حُشدت الموارد العالمية لهزيمته؛ فإنه ما زال بوسعنا أن نفعل ما هو أكثر وأفضل، لإظهار التضامن.
اقرأ أيضاً: مترفعة عن الخلاف السياسي.. الإمارات تدعم الصومال في وجه “كورونا”
والعالم الذي عرفناه توقف أيضاً عن الثقة؛ فالمؤسسات التي بنيناها لحماية البشرية تتمزق بفعل ضغط المصالح المتنافسة للدول الأعضاء. وبينما كشفت هذه الأزمة عن مواطن الضعف في أنظمتنا، فإن وكالات الصحة والتنمية العالمية -ونحن جميعاً- نجد أن المعلومات المضللة وتآكل ثقة الجمهور في مؤسساتنا لا يقلان خطورةً عن وباء كورونا.

وفي الإمارات العربية المتحدة، نحن متمسكون بالتزامنا تجاه هذه المؤسسات، وبالقيمة العميقة للتعاون الدولي. وسنجد معاً القوة اللازمة للنجاة من هذه الهجمة، والحكمة لنتعلم منها، وفهم ما نحتاج إلى القيام به على الصعيدين الوطني والدولي، وإيجاد العزم على التصرف بسرعة وذكاء؛ حتى نتمكن من تفادي الأزمة التالية من هذا القبيل.
اقرأ أيضاً: في لحظة معتمة الزعامة ليست خيارا
وفي الأشهر الأولى من العام الجاري، عندما ظهرت حالات قليلة فقط خارج ووهان، تحركت حكومتنا الاتحادية لتأمين صحة وسلامة المواطنين والمقيمين والزوار؛ من خلال برنامج شامل للاختبار والتعقب. ونحن ملتزمون بإجراء الاختبارات في الإمارات وخارجها، وقد قدمنا مجموعات اختبار، ومعدات الحماية الشخصية، للدول والمؤسسات على حد سواء. ومع تنامي الوباء، تواصلنا مع المحتاجين في جميع أنحاء العالم، بالشراكة مع المنظمات المحلية والعالمية، وأرسلنا طائرات مليئة بالإمدادات الطبية الأساسية؛ بما في ذلك الآلاف من أزواج القفازات والأقنعة الجراحية ومعدات الحماية.
اقرأ أيضاً: الصلاة من أجل الإنسانية.. دعوة إماراتية تلقى صدى عالمياً
ومن خلال العمل مع منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي وجهات أخرى، نحن نقود الجهود الرامية إلى توفير الإمدادات الطبية والوقائية للبلدان؛ من أجل مكافحة الفيروس. فجنوب إفريقيا، وإيران، وكازاخستان، وماليزيا، وباكستان، وإثيوبيا، والمملكة المتحدة؛ هي من بين الدول التي أرسلنا إليها مساعدات طبية أو ساعدنا في بناء البنية التحتية التي تشتد الحاجة إليها.. عشرات البلدان ومئات الأطنان من الإمدادات، في تعبير حقيقي من التعاطف والتضامن.

وتتسق هذه الجهود مع المبادئ التأسيسية لبلدنا، والمتمثلة في التضامن الإنساني. ونحن نتخذ هذه الخطوات في وطننا؛ لأننا مضيف مسؤول. ونأخذها إلى الخارج؛ لأننا صديق مسؤول وفاعل دولي ملتزم. وسنفعل ما هو مطلوب مراراً وتكراراً، ما دمنا نستطيع ذلك؛ للمساعدة في بناء مستقبل أقوى وأكثر مرونةً لنا جميعاً. وكان معرض “إكسبو 2020” هو الخطوة التالية في رحلتنا. وقد أفسدتها الجائحة، بما أحدثته من دمار اقتصادي واجتماعي، ولن يفتتح معرضنا في شهر أكتوبر، وبدلاً من ذلك، نأمل أن يكون بعد عام من الآن في الأول من أكتوبر 2021. ومن ذلك الحين، وحتى 31 مارس 2022، سوف يوفر منصة أكثر روعة للابتكار، وسيُبرز التميز الوطني والتعاون الدولي مقارنةً بما كنا قد وعدنا به.
اقرأ أيضاً: فيديو.. أول مصنع لإنتاج أقنعة ” N95″ في الخليج
وبينما يظهر الجانب الإنساني، ستقدم البلدان أفضل ما لديها إلى العالم. وسوف تتاح للجميع فرصة التعافي وأن يتم الاستماع إليهم؛ لإلهام الملايين من الزوار من جميع أنحاء العالم، وإبراز التعاون والتآزر الدوليين على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وسيشاركون أيضاً في حوار بناء، أصبح أكثر إلحاحاً؛ بسبب الأحداث التي نمر بها اليوم، وهو ما سيمكننا من البدء في بناء العالم الذي نريده، عالم أفضل من العالم الذي خلفناه وراءنا.
وسنرسم المستقبل استناداً إلى فهم ما فقدناه، مدفوعين بهدف يتجاوز غريزة البقاء إلى النمو والتنمية، الذي تيسره الهياكل التي تضمن العدالة والأمن والاستدامة.
وسوف نكون قادرين على الوفاء بهذا الالتزام؛ لأن “إكسبو” كان دائماً يدور حول ما هو أكثر من المباني، رغم روعتها. لقد كان الأمر دائماً أكثر من مجرد لحظة من الزمن، بقدر ما كان نافذة على فرصة لا تزال قائمة. إن معرض “إكسبو” الذي نقدمه يتمحور حول رؤية واحدة موحدة: أن نصبح معاً بشكل أكبر. وبصفتنا وزير دولة الإمارات العربية المتحدة لشؤون التعاون الدولي، فإن هذه دعوة بلدي إلى حشد الجهود لبناء وتعزيز المعايير المشتركة التي يتعين علينا أن نتصرف على أساسها؛ من أجل البقاء والازدهار.
اقرأ أيضاً: هل يمكن أن تكون هناك حقًّا استجابة “دولية” لفيروس كورونا؟
ويشرفنا أن المكتب الدولي للمعارض، والدول في جميع أنحاء العالم، يشاطرانا ثقتنا في معرض “إكسبو 2020”. وأكد جميع أعضاء المكتب ضرورة أن نجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن نضاعف جهودنا بدلاً من أن نتراخى، تحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل”، والوفاء بوعدنا تجاه معرض “إكسبو” والعالم.
وفي الأشهر المقبلة، سنكون قد اجتزنا الأسوأ من هذه الأزمة. حينئذ، يجب أن يكون العالم الذي نصوغه ذا أهمية، وذا هدف، ويجب أن يُرسم بناءً على الإرادة السياسية للدول الشريكة، وحكمة الدروس الصعبة المستفادة من الأزمة، ويجب أن يقوم على مؤسسات أقوى في لحظات الشدائد، ويجب أن يكون أكثر رأفة وأكثر مرونة.
الكاتبة: ريم الهاشمي، وزيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لشؤون التعاون الدولي.
المصدر: سي إن إن