الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
الإمارات… دور عالمي في ملف حقوق الإنسان
إشادات دولية وعربية بإسهامات الإمارات في ملف حقوق الإنسان بالتزامن مع اقتراب المراجعة الدورية أمام مجلس حقوق الإنسان في مايو المقبل

كيوبوست
ناقش عددٌ من الخبراء والحقوقيين أوضاع حقوق الإنسان في الإمارات، بالتزامن مع تقديم 7 منظمات حقوقية “تقرير ظلّ”، وفق آلية الاستعراض الدوري الشامل للدورة 43 والتي نظمها المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان، بمشاركةٍ عربية ودولية واسعة.
وتطرق المجتمعون، في اللقاء الذي جرى عبر الفيديوكونفراس، لمناقشة ما ورد في التقرير الذي أرسل إلى الأمم المتحدة بالفعل، والذي ناقش التقدم المحرز في ملف الإمارات الحقوقي، منذ الاستعراض السابق الذي جرى في يناير 2018 فيما تضمن التقرير إبرازاً لأهم الإصلاحات التي قامت بها أبوظبي استجابة للتوصيات التي خرجت من الاستعراض السابق.
وتناول التقرير أهم الإصلاحات التي جرى إدخالها من أجل تقديم حماية أفضل لحقوق العمال المهاجرين والتي كان من بينها صدور المرسوم بقانون اتحادي رقم 33 لسنة 2021 بشأن تنظيم علاقات العمل، بالإضافة إلى القانون الاتحادي رقم 10 لسنة 2017 الخاص بالعمالة المساعدة بجانب التعديلات والإجراءات الإصلاحية التي اتخذت لتحسين وضعية العمالة، وتبني العديد من اتفاقيات منظمة العمل الدولية، وإنشاء مكتب لتقديم الدعم القانوني للعمال أثناء النزاعات العمالية.
اقرأ أيضًا: الإمارات: الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان ستكون متاحة للجمهور
ويأتي “تقرير الظل” حول حقوق الإنسان في الإمارات تمهيداً لمراجعة التقرير الرسمي الذي ستقدمه أبوظبي لمجلس حقوق الإنسان في مايو المقبل، بوقتٍ أشاد فيه المشاركون في اللقاء للنجاحات الإماراتية في ملف حقوق الإنسان خلال الفترة الماضية، والدور البارز الذي لعبته في العمل الإنساني العالمي، لاسيما الجهود الإنسانية في أعقاب الأزمات، مثل الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا مؤخراً، وكذلك الجهود الإنسانية في اليمن.

وجاءت غالبية التوصيات التي طالب بها “تقرير الظل” من أجل تعزيز رفاهية وجودة الحياة في الإمارات، ومن بينها التوصية بالإسراع في إصدار الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، والاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة، ومواصلة الجهود الوطنية المعنية بتحقيق التعليم الإلزامي لجميع المواطنين، والعمل على خلق المبادرات والمشاريع التي تكفل للدولة تحقيق الريادة في جودة ومخرجات التعليم، مع التوصية بتعزيز الثقافة المجتمعية الخاصة بالقوانين والتشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز شراكة الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، ومؤسسات المجتمع المدني، لنشر ثقافة حقوق الإنسان بالمجتمع.
اقرأ أيضاً: الإمارات تفوز بعضوية مجلس حقوق الإنسان للمرة الثالثة
إصلاحات واسعة
لاقت الخطوات والإصلاحات الواسعة، لتحسين حالة حقوق الإنسان بالإمارات، ردود فعل إيجابية بالمجتمع الدولي، حسب رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان، أيمن نصري، الذي يقول لـ”كيوبوست” إن أبوظبي وافقت على التصديق على البروتوكولات الاختيارية الخاصة بالطفل، وكذلك المعاهدات التي تحمي حقوق المرأة، وذوي الإعاقة، فضلاً على اهتمامها بدعم وتنظيم فعاليات دولية وإقليمية تدعم حماية حقوق الإنسان، على المستوى الإقليمي والدولي، بالتنسيق مع المنظمات الدولية والبرامج والهيئات التابعة للأمم المتحدة.
وأضاف أن الإمارات قبلت أكثر من 90% من التوصيات التي قدمت لها من الدول الأعضاء خلال تقديم التقارير الثلاثة الماضية، ضمن آلية العرض الدولي الشامل، لافتاً إلى أن خطوة إعلان تأسيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان كجهة قانونية مستقلة عام 2021 ساهمت -بشكلٍ كبير- في تحسين التواصل مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
يلفت نصري إلى أن الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان بالإمارات أصبحت حلقة الوصل بين الجهات الإدارية المسئولة عن إدارة ملف حقوق الإنسان، وبين المجتمع الدولي، وهو الأمر الذي ساهم بشكلٍ كبير وإيجابي في توصيل حقيقة تطور الوضع الحقوقي الإماراتي، وقطع الطريق بشكلٍ كبير على عددٍ من المنظمات الحقوقية الدولية التي تحمل وجهة نظرٍ سياسية، والتي حاولت تشويه سمعة دولة الإمارات أمام المجتمع الدولي.
يصف الحقوقي المصري محمود بسيوني “تقرير الظل” بالموضوعي، والمتبع لمنهجٍ علمي واضح، خاصةً فيما تناوله من تفاصيل، وتطرق إليه من رصدٍ تحليلي وتفصيلي لما قدمته الإمارات في ملف حقوق الإنسان، مشيراً إلى أن التقريرَ رصد الدورَ الذي قامت به الإماراتُ في الدعوة إلى التسامح والأخوة الإنسانية، وهو من الملفات المهمة.

وأضاف بسيوني لـ”كيوبوست” أن التقرير يقطع الطريقَ على المنظمات المشبوهة التي تستهدف النيلَ من الإمارات بوقائع غير دقيقة، تفتقد إلى المصداقية، ومن دون توثيق، لافتاً إلى جهود أبوظبي الكبيرة من أجل تحسين أوضاع حقوق الإنسان، وهو ما جعل الإمارات وجهة عالمية في الوقت الحالي.
اقرأ أيضًا: كيف دعمت الإمارات حقوق الإنسان حول العالم؟
نجاح إماراتي
نجحت دولة الإمارات، في السنوات الماضية، بإنجاز تقدم على صعيد عدة ملفات بحسب الخبيرة الحقوقية د.منال المسلمي التي تقول لـ”كيوبوست” إن التقدم المحرز في ملف حقوق الإنسان ارتبط بالعديد من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية، بجانب سعي الدولة إلى تحقيق المساواة بين الجنسين ومشاركة المرأة في القيادة بالأعمال السياسية، وهو أمر أصبحت الإمارات ملهمةً فيه لدول المنطقة.

وأضافت أن الإمارات التي تستعد لاحتضان قمة المناخ “كوب 28″، نهاية العام الحالي، تظهر التزاماً بأهداف التنمية المستدامة، وجهود مكافحة تغير المناخ، وزيادة استخدام الطاقة المتجددة، ضمن خطة شاملة بحلول 2030، وهو أمر تنفذه الدولة وفق جدولٍ زمني واضح.
يشير أيمن نصري إلى أن نجاح الإمارات في تحسين أوضاع حقوق الإنسان داخلياً كان الدافع وراء قبول عضوية أبوظبي لثلاث دوراتٍ في المجلس الدولي لحقوق الإنسان، وهو أمرٌ لم يحدث مع الكثير من الدول التي يضمها المجلس، لافتاً إلى أن هناك حرصاً من الإمارات على تدريب وإعداد كوادر معنية بحقوق الإنسان، وفق الضوابط الدولية.
يختتم أيمن نصري حديثه بالتأكيد على أن الإمارات تحولت بعد إنشاء الهيئة الوطنية، والتعاون الذي جرى بينها وبين المفوضية السامية بعدة مجالات، لتكون شريكاً أساسياً في نشر ثقافة حقوق الإنسان، وتقديم الدعم الفني والتقني للارتقاء بحالة حقوق الإنسان، إقليمياً ودولياً.