الواجهة الرئيسيةثقافة ومعرفة

الإمارات تنفي استخدامها تطبيق “ToTok” لأغراض تجسسية

كيوبوست

أكدت الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات بدولة الإمارات العربية المتحدة، في بيان لها، أمس الجمعة، أنها “تتابع بصورة مستمرة ما أُثير في الآونة الأخيرة من مزاعم ومخاوف بشأن الخصوصية لتطبيقات الاتصال الصوتي والمرئي عبر الإنترنت المعتمدة في الدولة وبالأخص تطبيق (ToTok)”.

وتابع البيان: “وتود الهيئة بذلك الخصوص أن تؤكد أن الإطار القانوني والتنظيمي في دولة الإمارات يمنع منعًا تامًّا التجسس وأيًّا من أشكاله، وأن أي فعل من تلك الأفعال يعتبر جريمةً معاقبًا عليها وَفق القوانين المطبقة، كما أن الهيئة تفرض معايير صارمة لحماية خصوصية المستخدمين. وعليه تؤكد الهيئة أن تطبيقات الاتصال الصوتي والمرئي عبر الإنترنت المعتمدة في الدولة تخضع لهذه المعايير وتنفذها، وتتم مراقبة تنفيذها بصورة مستمرة”.

اقرأ أيضًا: كيف تمنع هاتفك من التجسس عليك!

واختتم البيان: “إن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بتشجيع البيئة الاستثمارية المناسبة لدعم ريادة الأعمال والابتكار في شتى المجالات، كما تسعى الدولة لتبنِّي ودعم أحدث التقنيات الحالية؛ مثل الجيل الخامس للهاتف المتحرك وتقنيات (بلوك شين) و(إنترنت الأشياء) وتطبيقات الذكاء الاصطناعي”.

يأتي رد الفعل الإماراتي في أعقاب تقرير نشرته صحيفة “النيويورك تايمز” حول استخدام حكومة الإمارات تطبيق “ToTok” لتتبع المحادثات والمواقع والصور وغيرها من البيانات الخاصة بمَن قام بتحميلها، وأن وسائل إعلام إماراتية روجت له؛ بهدف التجسس.

تطبيق تو توك

التطورات السابقة يمكن قراءتها من أكثر من زاوية؛ منها ما هو أمني ومنها ما يمكن اعتباره منافسة اقتصادية أيضًا، فمن جانب بات عديد من التطبيقات التكنولوجية التي يتم تداولها عبر المنصات الإلكترونية يحمل أهمية متزايدة يومًا تلو الآخر من زاوية أمنية؛ خصوصًا بعد ما تم تناقله حول دورها بالنسبة إلى الجماعات الإرهابية المتطرفة ولجوئها إليها كسلاح من نوع جديد وخاص، فبعض التطبيقات لا يُستخدم فقط كوسيلة للتواصل بين هذه الجماعات، بل للتجنيد أيضًا. من جانب آخر، تطرح هذه التطورات قضية أخرى لافتة، وهي التنافس الاقتصادي وانعكاساته السياسية في ما يتعلق بمصالح الشركات الكبرى وإمكانية رؤية مثل هذه التقارير في ضوء المنافسة الاقتصادية الشرسة؛ من أجل الحصول على حصة من الأسواق العالمية وإمكانية اعتبار هذه التقارير نوعًا من الدعاية المبطنة ضد تطبيقات أو مع أخرى، وهو ما يعني مكاسب للبعض وخسارة للبعض الآخر من هذه الشركات، ويحضر هنا نموذج شركة “هواوي”.

منافسة اقتصادية شرسة

حول هذه الفكرة ذكر عمر العبيدلي، الباحث الاقتصادي البحريني في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية، خلال تعليقه لـ”كيوبوست”، أن الاقتصادات الحديثة أصبحت تتمحور حول الإبداع والابتكار؛ لا سيما في المجال الرقمي، ويتوجب على أي اقتصاد كبير أن ينتج منتجات رقمية لكي يستقطب الاستثمارات الدولية والمبتكرين العالميين.

الباحث الاقتصادي البحريني عمر العبيدلي

وتابع الباحث الاقتصادي البحريني: “الدول التي تتطور في مجال الابتكار سيزداد نفوذها على حساب الدول المهيمنة. ما زالت أمريكا أقوى دولة في العالم اقتصاديًّا ولكن مدى هيمنتها تراجع؛ بسبب تمكن دول أخرى من تقديم ابتكارات اقتصادية، منها التطبيقات الرقمية، ومع انتقال الاقتصاد العالمي من قطب واحد إلى أقطاب متعددة، ستضطر الولايات المتحدة إلى أن تعتمد بشكل أكبر على الشراكات السياسية الدولية لتحقيق مصالحها؛ إذ أصبحت غير قادرة على فرض رأيها دون تعاون الحلفاء، ما يخلق واقعًا جديدًا، ليس على المجال السياسي فقط بل من الوجهة الاقتصادية أيضًا؛ إذ ستدخل الدول الأكثر قدرة على ابتكار تطبيقات تحقق انتشارًا عالميًّا في دائرة الدول الأكثر نفوذًا وتأثيرًا في المجال الدولي، وهو ما سيعيد تشكيل الخريطة العالمية لموازين القوى”.

اقرأ أيضًا: آخرها السيارات: هكذا تعمل تكنولوجيات التجسس بين أيديكم

تحديات أمنية أيضًا

اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية المصري لأمن المعلومات سابقًا

ومن جانبه، قال اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية المصري لأمن المعلومات سابقًا، خلال تعليقه لـ”كيوبوست”: “إن هناك صراعًا دائرًا حاليًّا بين جميع أجهزة الاستخبارات العالمية من جهة، والتنظيمات الإرهابية من جهة أخرى، بخصوص التطبيقات والألعاب المجانية؛ لاستقطاب المستخدمين من جهات معينة للحصول على معلومات، ولذلك باتت تلك التطبيقات الإلكترونية بمثابة سلاح أكثر فتكًا من الرصاص”.

وأوضح الدكتور زين عبد الهادي، أستاذ علم المعلومات ومدير دار الكتب والوثائق المصرية الأسبق، لـ”كيوبوست”، أن تطبيقًا مثل “ToTok” والتطبيقات الأخرى على شاكلته باتت مجالًا للتنافس بين القوى العالمية، التي بدأت الآن في بناء استراتيجيات عبر اللجوء إلى تطبيقات لها صبغة اجتماعية؛ وهي أداة من أدوات حروب الجيل الخامس.

الدكتور زين عبد الهادي أستاذ علم المعلومات

وأضاف أستاذ علم المعلومات: “لا يتعلق الأمر بالحروب بين الدول، بل أيضًا بالمنافسة داخل الدول؛ للتأثير على عقول الناخبين على سبيل المثال، وهذا ما حدث مع أوباما في انتخابه للفترة الأولى حين توجَّه إلى الشباب، ونجح في ذلك؛ إذ استخدام مواقع وتطبيقات تواصل اجتماعية جديدة.. وبالطبع يتشارك في هذا التأثير الدول وأصحاب المصالح والأحزاب والجماعات؛ التي منها جماعات متطرفة. وقد تلجأ دول إلى التنافس على شراء تطبيقات من خلال أطراف أخرى تجارية؛ للتأثير في الرأى العام. ويكمن جزء مهم من الخطورة في حال وقوع هذه التطبيقات للاستخدام من قِبَل الجماعات المتطرفة الدينية والسياسية للسيطرة على الرأي العام”.

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة