الواجهة الرئيسيةشؤون عربية

الإمارات تكثف جهودها في استهداف الشبكات والتنظيمات والكيانات المرتبطة بالإرهاب والتطرف

مراقبون: جماعة "الإخوان المسلمين" على رأس تلك التنظيمات الإرهابية

كيوبوست

عقب اندلاعِ ما سمي بـ”ثورات الربيع العربي”، كثَّفَت دولة الإمارات العربية المتحدة جهودها التي تستهدف الشبكات والتنظيمات والكيانات المرتبطة بالإرهاب والتطرف، وعملت على تتبع التدفقاتِ المالية الخاصة بها، وتجفيف مصادر تمويلها.

ويضع مراقبون جماعة “الإخوان المسلمين” على رأس تلك التنظيمات الإرهابية؛ بوصفها “أساس كل تنظيمات الإسلام السياسي والتكفيري والمسلح”، خاصة أن “الإخوان” كتنظيمٍ وتيار، “لم يقدِّم في تاريخه كله أيَّ بادرة حسن نية، بل يأخذ دائماً خط الهجوم، وتعزيز كراهية أتباعه ضد أوطانهم”، بحسب وصف المراقبين.

اقرأ أيضاً: وثائق سرية تكشف عن علاقة أوباما بصعود الإخوان المسلمين في الربيع العربي

مراقبون: القرار الإماراتي ضربة استباقية لتلك الكيانات الإرهابية وأفرادها

ويرى مراقبون أن الإمارات العربية المتحدة في هذا الاطار، وجَّهتْ ضربةً استباقية لتلك الكيانات وأفرادها، بإدراجها الاثنين الماضي لـ38 فرداً، و15 كياناً على لائحة الإرهاب، مع مطالبةِ الجهات الرقابية كافة “بمتابعة وحصر أي أفراد أو جهات تابعة أو مرتبطة بأية علاقة مالية أو تجارية أو فنية، واتخاذ الإجراءات اللازمة حسب القوانين سارية المفعول في الدولة في أقل من 24 ساعة”.

القائمة الإماراتية تشمل 38 فرداً و15 كياناً إرهابياً

الإمارات تواصل سياستها الثابتة والواثقة بكشف جماعة الإخوان وبقية التنظيمات الإرهابية

وبحسب هؤلاء المراقبين، فإن أبوظبي بهذا القرار “واصلت سياستها الثابتة والواثقة بفضح وتعرية جماعة الإخوان، وبقية التنظيمات الإرهابية، خاصة أن تلك الجماعة طالما سعَت لاستغلال الأزمات الداخلية والخارجية للهجوم على الدولة، ومحاولة إظهار مؤسسات الدولة الوطنية فى موضع الضعيف المقصر، مستخدمين لأجل ذلك الكذب وترويج الشائعات، محاولين تضخيم الآثار السلبية للأزمات، وتهميش دور المؤسسات الوطنية فى تقديم الحل، وهدفهم من ذلك بالطبع الترويج لأنفسهم كبديل يستطيع تقديم الحلول والقضاء على الأزمات”.

اقرأ أيضاً: ما سر عداء الإخوان المسلمين للإمارات؟

القائمة الإماراتية تشمل 38 فرداً و15 كياناً إرهابياً

وضمَّتِ القائمةُ الأخيرة التي جاءت ضمن جهودِ الإمارات المتواصلة والمتسارعة لمكافحة الإرهاب وتمويله، واستثماراً للنجاح اللافت الذي حققته في دعمِ جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال، 38 فرداً؛ هم: 4 من الإمارات، 8 من اليمن، 5 من إيران، و6 نيجيريين، و4 سوريين، ولبنانيين اثنين، وعراقيين اثنين، وشخصاً من كلٍّ من السعودية، والأردن، والهند، وأفغانستان، و”سانت كيتس – نافيس”، وبريطانيا، وروسيا.

القائمة تضم أربعة إماراتيين هاربين مدانين بقضية التنظيم السري للإخوان

ويتصدر القائمةَ الإماراتيون الأربعة؛ أحمد محمد عبدالله محمد الشيبه النعيمي، ومحمد صقر يوسف صقر الزعابي، وحمد محمد رحمه حميد الشامسي، وسعيد ناصر سعيد ناصر الطنيجي، وجميعهم هاربون بعد أن أدينوا في قضية التنظيم السري لجماعة الإخوان الإرهابية، وأصدرتِ المحكمة الاتحادية العليا حكماً بسجن كل منهم مدة 15 سنة في 2 يوليو 2013.

صورة للتغريدة

خطاطبة: القرار الإماراتي جهد استباقي احترافي فيما يتعلق بجهود مكافحة دعم وتمويل الإرهاب على المستوي الدولي والإقليمي

محمود خطاطبة

ويقول الكاتب والمحلل السياسي محمود خطاطبة، إن القرار الإماراتي استند على دراساتٍ قانونية وقضائية وقانونية معمقة، موضحاً أنه يعد جهداً استباقياً احترافياً للسلطات الإماراتية، فيما يتعلق بجهودِ مكافحة دعم وتمويل الإرهاب على المستوى الدولي والإقليمي.

ويضيف “الجهود الإماراتية في مكافحة الإرهاب والتطرف خاصة بالحديث عن تنظيم الإخوان الإرهابي، وكذلك تنظيمي “داعش” و”القاعدة”، كانت مميزة وكبيرة دائماً في مواجهة المخططات الإرهابية لتلك التنظيمات سواء من داخل الدولة أو على المستوى الدولي، من خلال التحالفات الإقليمية والدولية”، معتبراً القرار رسالة إماراتية للهاربين من التنظيم الإخواني الإرهابي، بأنهم سيظلون ملاحقين بشكل مستمر ودائم إلى أن تأخذ العدالة مجراها.

خطاطبة : جماعة “الإخوان” أساس وأصل كل تنظيمات الإسلام السياسي التكفيري المسلح

ويضع خطاطبة جماعة “الإخوان” على رأس تلك التنظيمات الإرهابية؛ بوصفها أساس وأصل كل تنظيمات الإسلام السياسي والتكفيري والمسلح، خاصة أن “الإخوان” لم تقدِّم في تاريخها كله أي بادرة حسن نية، بل تأخذ دائماً خط الهجوم وتعزيز كراهية أتباعها ضد أوطانهم.

التحقيقات الإماراتية: المتهمون أسسوا وأداروا تنظيماً يهدف إلى مناهضة المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحكم في الإمارات والاستيلاء عليه

اقرأ أيضاً: استراتيجية إماراتية شاملة لمواجهة الإرهاب في المنطقة

ووفقاً للتحقيقات، فقد أنشأ المتهمون وأسسوا وأداروا تنظيماً يهدف إلى مناهضة المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحكم في الإمارات، والاستيلاء عليه، واتخذ التنظيم مظهراً خارجياً وأهدافاً معلنة هي دعوة أفراد المجتمع إلى الالتزام بالدين الإسلامي وفضائله.

بينما كانت أهدافهم غير المعلنة الاستيلاء على الحكم في دولة الإمارات، ومناهضة المبادئ الأساسية التي يقوم عليها، وقد خططوا لذلك خفية في اجتماعاتٍ سرية عقدوها في منازلهم ومزارعهم، وأماكن أخرى، حاولوا إخفاءَها وإخفاءَ ما يدبرونه خلالها عن أعين السلطات المختصة.

الدعجة: القائمة تعد رسالة إماراتية واضحة تترجم نهج الدولة وإيمانها بأهمية العمل ضمن شراكاتٍ وتحالفات دولية لاستئصال خطر التنظيمات الإرهابية

د.بشير الدعجة

ويرى الخبير الأمني العميد الأردني المتقاعد الدكتور بشير الدعجة، أن القائمة التي تضم مصنفين إرهابيين من 14 دولة، تعد رسالةً إماراتية واضحة تترجم نهج الدولة، وإيمانها بأهمية العمل ضمن شراكاتٍ وتحالفات دولية لاستئصال خطر التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها “الإخوان” و”وداعش”، وغيرهما من كياناتٍ إرهابية، ومواجهة خطرها على الدول والشعوب.

وبحسب الدعجة، فإن القرار الإماراتي من شأنه وضع حد وتضييق الخناق على أنشطة التنظيمات والجماعات والكيانات المتطرفة في المنطقة، فضلاً عن تتبع التدفقات المالية الخاصة بها، وتجفيف مصادر تمويلها، وكذلك تتبع عمليات غسيل الأموال من خلال الوجهات التجارية أو الشركات المحلية، مؤكداً أن تفعيل القائمة على المستوى الدولي، ومن خلال الإنتربول، أمرٌ يجب العمل عليه بالسرعة القصوى.

اقرأ أيضاً: مستقبل الإخوان المسلمين في الأردن بعد موجة العمليات الإرهابية الأخيرة

الدعجة: ثمة تخوفات مشروعة لدى كافة دول الخليج العربية من أن هذه التيارات المتطرفة تعمل ضدها

وعن دلالات القرار بالنسبة لعلاقات الإمارات الخارجية، يقول الدعجة، إن القرار يعكس عدداً من الدلالات المهمة فيما يخصُّ السياسة الخارجية لدولة الإمارات في محيطها الإقليمي، فضلاً عن شبكة علاقاتها ومواقفها إزاء عددٍ من الملفات المهمة على الساحة العربية، موضحاً أن هذا القرار لا يأتي بمعزل عن جميعِ التطورات التي تحدث في المنطقة في الأعوام القليلة الماضية، خصوصاً فيما يخص تداعيات ما بعد الثورات العربية، وما آلت إليه من انتشار وتمدد تيارات “جهادية” متطرفة وعنيفة كادت أن تخبو تقريباً قبل الثورات العربية، فثمة تخوفات مشروعة لدى كافة دول الخليج العربية عامة من أن هذه التيارات المتطرفة تعمل ضد دول الخليج.

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة