الواجهة الرئيسيةشؤون خليجيةشؤون دوليةشؤون عربية
الإمارات تسعى لتعزيز المسؤولية المجتمعية في الأمن السيبراني
تحدث رئيس الأمن السيبراني الإماراتي محمد الكويتي في ندوة مركز "تريندز" عن تعزيز الدور المجتمعي والسعي نحو الوصول للمركز الأول عالمياً في الأمن السيبراني

كيوبوست
أكد رئيس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات؛ الدكتور محمد الكويتي، أن ترتيب الإمارات في الأمن السيبراني ارتفع من 47 حول العالم ليكون في المركز الخامس، في وقتٍ تتواصل فيه سياسة السعي والاستمرار من أجل الوصول لرقم واحد حول العالم، مشيراً إلى أن الأمن السيبراني ليس مسؤولية شخص أو جهة، ولكنه مسؤولية مجتمعية جماعية، يتشارك فيها الجميع.
وخلال الندوة، التي أدارها الكاتب والباحث المتخصص في العلاقات الدولية محمد الصوافي، ضمن “حوار تريندز” الذي ينظمه مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بعنوان “النبض السيبراني”، تحدث الكويتي عن التدارك الاستباقي للجرائم الإلكترونية، والإرهاب الإلكتروني، والحروب السيبرانية والتي يتم العمل عليها باستمرار، متطرقاً للحروب الإلكترونية، وأثرها الذي يؤدي لشلِّ أجهزة الدولة.
وتطرق الكويتي إلى جرائم الابتزاز والتنمر التي يكون ضحيتها طلابٌ وطالباتٌ في أعمارٍ صغيرة، حيث أدت حالات التنمر بهم، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للتأثير على مستواهم الدراسي وإصابتهم بأمراض نفسية، وخضوعهم للعلاج وهي حالات موجودة بالفعل، مشيراً إلى أن بعض قضايا الابتزاز التي حدثت في الجامعات ارتبطت بصور معينة قد لا تليق بصاحبها إذا نشرت، ومن ثم يجد فيها ضعاف النفوس فرصة لاستدراج ضحاياهم.
وأضاف أن هناك بعض الأطفال الذين يتعرضون للخداع في الألعاب الإلكترونية من قبل بعض الأفراد الذين يقومون بإيهامهم بقدرتهم على المساعدة في الفوز، والوصول لمرحلة متقدمة بألعابٍ مثل بابجي في مقابل استدراجهم، وطلب صور خاصة منهم، لافتاً إلى أن هناك بعض الألعاب التي تحتوى على تعليم تفاصيل القتل، وتروج لمفاهيم الانتحار بين الأطفال.
اقرأ أيضًا: نهاية الفوضى السيبرانية.. كيف نبني نظاماً رقمياً جديداً؟
وأكد الكويتي أن حماية الفضاء السيبراني جزءٌ لا يتجزأ من حماية الوطن، ولا بد من أن يُتعامل فيه بنفس القيم، مشيراً إلى أن هناك خطورة حقيقية في حال عدم توافر الوعي الكافي لدى الأفراد، من أجل تجنب الوقوع كضحايا لعمليات السرقة والنصب التي تحدث، خاصة سرقة الأموال من حسابات المودعين بتحويلها إلكترونياً لحسابات أخرى.
وتطرق رئيس الأمن السيبراني الإماراتي إلى تفعيل مبادرة “النبض السيبراني” التي تستهدف مختلف أطياف المجتمع، من أجل توسيع نطاق المؤهلين في برامجها، من مؤسساتٍ وطنية متنوعة، لافتاً إلى تزايد الحاجة لأعداد مستخدمي التقنيات الرقمية، في ظلِّ تحوُّل تحصين الأمن السيبراني ليكون واحداً من الأولويات لتطوير بيئةٍ رقمية آمنة.
وأكد أن التحول الرقمي بالإمارات أوجد الحاجة لابتكار طرقٍ وآليات لحماية وتأمين منجزات التحول الرقمي بالدولة، مشيراً إلى أن أولى مراحل مبادرة النبض السيبراني أُطلقت في يونيو الماضي، بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، والمرحلة التالية ستُطلق مع بداية العام الأكاديمي، بالتعاون مع كليات التقنية العليا، ومجموعة من الجامعات، بجانب برنامجٍ تدريبي يشمل الاستجابة لحوادث أمن المعلومات وتدريب عملي عبر محاكاة الهجمات الإلكترونية.

محاور الخداع
وتناول محمد الكويتي عدة محاور تُستخدم للخداع، من بينها محاور نفسية إعلامية، وأخرى دعائية، لافتاً إلى أن أحد الأشخاص استغل اسم إحدى الشيخات في بداية رمضان، وخلال أسبوع بسبب ما يكتبه جمع أكثر من 250 ألف متابع، وبعد ذلك بدأ يتحدث عن أهمية الصدقات والزكاة، وكان يروِّج لدفع أموال لجمعياتٍ متهمة بدعم الإرهاب، وهو أمر يبرز أهمية الجانب النفسي الذي قد يكون أهم من الجانب المعنوي في هذا الأمر.
من جهته، أكد محمد الصوافي، مدير الجلسة، على الدور الذي يقع على عاتق الأفراد والمؤسسات من أجل نشر التوعية الرقمية، والتصدي للجرائم السيبرانية والهجمات الإلكترونية، معتبراً أن الأمن السيبراني هو جدار الحماية الأساسي لصون مختلف البيانات السرية، وبدونه يكون الأفراد والمؤسسات والشركات هدفاً سهلاً للجهات الإجرامية.
اقرأ أيضًا: “سايبر تيك” ينطلق في دبي.. شراكة إماراتية- إسرائيلية في الأمن السيبراني
وأشار إلى أن اهمية الأمن السيبراني تكمن في حماية مختلف أنواع البيانات الحساسة والمهمة سواء للدولة أو الشركات أو الأشخاص، معتبراً أنه أصبح جزءاً أصيلاً وجانباً أساسياً من جوانب الأمن الوطني للدولة في ظلِّ الاعتماد الواسع على الفضاء السيبراني، بمختلف مناحي الحياة.
وأكدت نور المزروعي، رئيس إدارة المؤتمرات بالإنابة في مركز تريندز، أن الإمارات من أوائل الدول التي قامت بتوفير بيئة استراتيجية سيبرانية آمنة على مستوى العالم، لافتةً إلى أنه بالرغم من التطور والمكانة التي وصلت لها أبوظبي في هذا المجال فإنها لا تزال تبذل قصارى جهدها للاستفادة من مخرجات الثورة الصناعية الرابعة، معتبرة في الوقت ذاته أن مبادرة “النبض السيبراني” التي أُطلقت من مجلس الأمن السيبراني ركيزة لمشاريع الخمسين الرقمية الساعية لنشر ثقافة الأمن السيبراني بالإمارات، تماشياً مع التحول الرقمي.