شؤون خليجية

الإعلام القطري يُناصر الصحفي الإسرائيلي ضد ضاحي خلفان

تعرض خلفان لهجوم فناصر القطريون الصهيوني!

كيو بوست –

صنعت الجزيرة خلال فترة وجيزة، الكثير من النجوم، عربًا وإسرائيليين، حتى إن قطر استطاعت عبر وسائل إعلامها إيصال المنصف المرزوقي إلى رئاسة الجمهورية في تونس، بعدما تبنت قناة “الجزيرة” المرزوقي ولمّعته، وأوصلت صوته إلى كل بيت عربي، دون أن تتوفر في الرجل إمكانات فكرية أو كاريزماتية تؤهله للجلوس على الكرسي.

اقرأ أيضًا: غضب فلسطيني: لماذا تصر قناة الجزيرة على استضافة الإسرائيليين؟

والجزيرة أيضًا هي من أوصلت الكثير من الإعلاميين الإسرائليين، وأدخلت أصواتهم إلى كل بيت عربي، وجعلت الملايين من الجمهور العربي يشتركون بصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل صفحة الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، الذي عرفتنا عليه قناة الجزيرة، ومثل المستشرق الصهيوني إيدي كوهين، الذي حوّلته الجزيرة إلى ضيف لامع، لا مهارة له سوى شتم العرب والفلسطينيين.

وأصبح لدى إيدي كوهين -صنيعة الإعلام القطري- عشرات الآلاف من المتابعين العرب على تويتر، على الرغم من أنه يعتبر من أقل الصحفيين الإسرائيليين مقدرة على الحوار والإقناع وتقديم البيانات، وأكثرهم استخدامًا للسباب والشتائم، ولا تنفك الجزيرة تتمسك به، فقط لأنه يشتم العرب باللغة العربية.

اقرأ أيضًا: قناة الجزيرة: التطبيع باسم حرية التعبير

ولكن إيدي كوهين، مثله مثل باقي النجوم الذين صنعتهم الجزيرة، من المستحيل أن تراه يوجه كلمة نقد واحدة لدولة قطر، سواء على قنواتها أو على القنوات الأخرى، بل ينصب دوره على مهاجمة باقي الدول العربية ويتهمها بالتطبيع، بينما التطبيع العربي الوحيد والجلي الذي لا يمكن تجاهله، هو أن تقوم الجزيرة القطرية باستضافة هكذا ضيف يتمسك بعقيدته الصهيونية العنصرية، ثم تستفيد منه بتوجيهه من أجل شتم خصومها السياسيين العرب.

كوهين الذي يستثني قطر من تهمة التطبيع، يعلم قبل غيره بأن استضافته على القناة القطرية هو من أعلى مراتب التطبيع الثقافي والسياسي، بالإضافة للتطبيع التجاري والرياضي لدولة قطر مع دولة الاحتلال، وابتعاثها للسفير محمد العمادي سفيرًا دائمًا ومنسقًا للعلاقات القطرية–الإسرائيلية-الحمساوية.

لذلك، يجعلنا كوهين نشك بأن دوره في مهاجمة باقي الدول العربية، لم يكن ليتم، لولا محاولته كسب رضا الإعلام القطري، إذ يستخدم الأخير تغريداته وتصريحاته، من أجل مهاجمة الخصوم السياسيين لقطر، خصوصًا من الدول العربية الأربع المقاطعة لإمارة قطر.

ابتدأت حرب إيدي كوهين على تويتر، عندما غرّد مسؤول شرطة دبي، ضاحي خلفان، على صفحته قائلًا: “على العرب أن يدركوا هذه الحقيقة، أن إسرائيل لا هم لها إلا إحداث الدمار للوطن العربي، فهي السبيل الوحيدة لكي تبقى مهيمنة”.

اقرأ أيضًا: وسائل إعلام قطرية تشيّد بنصر إسرائيلي كاذب!

ما كتبه خلفان، يمثل بالغالب رأي الشارع العربي، ولا يمكن لأي منصف إلّا أن يعتبره ممثلًا له، بسبب الدور التخريبي لدولة الاحتلال.

ولكن كوهين تدخل وعلّق على التغريدة قائلًا: “إسرائيل تاج رأسك يا ضاحي خرفان، إذا بتواصل التطاول على اليهود وعلى إسرائيل قسمًا سأفتح ملفك وملف زيارتك السرية مع وفد أمني في السنوات الأخيرة إلى إسرائيل، لقد أعذر من أنذر.. تغريدة واحدة ضد إسرائيل أو اليهود اعتبارًا من الآن وملفك سيفتح”.

رد إيدي كوهين، كالعادة يحمل الكثير من السوقية، ويخلو من قواعد السلوك المهني لكونه صحفيًا، بالإضافة لحمله لنظرية المؤامرة، ومحاولة تشويه صورة الرجل بسبب فضحه لدور إسرائيل في الوطن العربي.

ولكن الغريب هنا، احتفاء الإعلام القطري برد كوهين على مسؤول شرطة دبي، إذ حاول القطريون تلميع صورة كوهين، واعتبروه بطلًا قوميًا عربيًا، فقط لأنه دافع عن دولة الاحتلال، دولته، وهاجم مسؤولًا عربيًا؛ وكأن كوهين وجِد وصُنع منذ البداية لتصفية الخلافات بين قطر والإمارات.

ونتابع هنا كيف تعامل الإعلام الممول قطريًا مع تغريدة كوهين، وحاول إيصال صوته، وتحويل أكاذيبه إلى حقائق، بداية من موقع قناة الجزيرة.

وبينما كانت صحيفة “القدس العربي” صحيفة فلسطينية أصلًا، قامت قطر بشرائها وتمويلها، لتصبح منبرًا للسياسة الخارجية للإمارة، وانقطعت صلتها بفلسطين نهائيًا.

وعندما طالب إيدي كوهين من المسؤول الإماراتي مواجهته في مناظرة على القنوات الإسرائيلية، وتجاهل ضاحي خلفان ذلك الطلب، اعتبر الإعلام القطري -بما فيه الجرائد الرسمية في الدوحة- ذلك التجاهل بمثابة هروب، واعتبره انتصارًا لكوهين، مثلما كتبت جريدة “الراية” القطرية!

وبدلًا من أن يقف الإعلام القطري موقفًا محايدًا على الأقل، وبدلًا من مناصرة خلفان الذي هاجم إسرائيل، انساق ذلك الإعلام في حملة دعم ومناصرة لصحفي إسرائيلي لا يخفي صهيونيته المتطرفة، المعادية للعرب، باستثناء قطر.

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة