الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

الإعلام الغربي يتساءل: هل يقود أحمدي نجاد انقلابًا على النظام الإيراني؟

خلافات متجددة بين أقطاب السياسة الإيرانية

ترجمة كيو بوست –

“تعالت أصوات دعاة التغيير في إيران، وازداد تأثيرها في البلاد، في ظل نشاط استثنائي من قِبل الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد”، هذا ما ذكره الصحفي الفرنسي – الإيراني، المقيم في باريس، مرتضى كازيميان، في مقالته في موقع إذاعة فاردا في مدينة براغ التشيكية.

لم يتردد نجاد في انتقاد سياسات النظام الإيراني صراحة وعلانية، لا سيما ظاهرة قمع الحريات في طهران. وقد ازدادت أعداد مؤيديه، وتطورت إلى مزيج متنوع من المحافظين الذين يختلفون مع خامنئي على المستوى السياسي المرموق. ففي شتاء هذا العام، كتب نجاد رسائل عدة إلى خامنئي، وألقى خطابات مختلفة ينتقد فيها حكم البلاد، وشكك في سلامة النظام، وهاجم الجهاز القضائي بنبرة قاسية جدًا.

في هذه المرحلة، شرع نجاد ومساعدوه بإقامة اعتصامات في الأضرحة والمساجد وفي أجزاء مختلفة من طهران، انتقدوا خلالها مسؤولي الدولة علانية، بمن فيهم رؤساء الهيئات التشريعية والقضائية والتنفيذية، بل وكذلك خامنئي، لإخفاقه في إدارة هذه المؤسسات الثلاث. وقد وصل الأمر بنجاد إلى دعوة خامنئي عبر رسائله إلى طرد رؤساء الفروع الثلاثة، وإدخال تغييرات جوهرية في كل مكان، بما في ذلك مكتبه الخاص.

وبعد أن قامت المحاكم باحتجاز اثنين من مساعديه المقربين، ماشاي وحميد رضا، عمل نجاد على تعبئة آخرين ضد النظام. وفي ذلك الوقت، شجع نجاد 800 من أنصاره على تقليد هجماته اللفظية على مسؤولي الدولة، وأقنعهم بالتوقيع على رسائل موجهة لخامنئي.

لم يكن مناصرو نجاد منظمين قبل نشر الرسائل، ولكن بعد انتشارها، صعّدت المجموعة من انتقادات النظام، لتتجاوز فروع الحكومة الثلاثة إلى مؤسسات أخرى، مثل مجلس صيانة الدستور والتلفزيون الرسمي وحرس الثورة وقادة خطباء الجمعة.

وقد ازداد تأثير نجاد في البلاد بشكل واسع إلى أن شمل أعضاء في قوات “الباسيج” التابعة للحرس الثوري الإيراني، وطلاب جامعات ومحاضرين أكاديميين أيضًا.

وفي رسالته الأخيرة، حذر نجاد خامنئي من أن “نظامه أصبح هشًا وبلا حياة، وبحاجة إلى إصلاحات جذرية، ومن أن العدالة والحرية والديمقراطية واستقلالية البلاد لم تعد مرضية للشعب”.

تنبع أهمية رسائل نجاد من حقيقة أن الموقعين عليها أصبحوا معارضين، بعد أن كانوا متعاطفين مع النظام في السابق، ويبدو أنهم يؤسسون لأنفسهم قوة كبيرة، ربما تضع بصماتها على التطورات المستقبلية في الوقت المناسب.

 

“أحمدي نجاد غارق في صدامه مع الحرس الثوري”

تعتقد الصحفية الإيرانية فريتشه صادقي أن نجاد وضع في أجندته صدامًا طويل الأمد مع الاستخبارات الإيرانية التابعة للحرس الثوري، بالإضافة إلى القضاء المتشدد في طهران.

وقالت صادقي في مقالتها في مجلة “مونيتور” الأمريكية، إن حامد باغاي المقرب من نجاد، طالب بمثول قائد فيلق القدس قاسم سليماني أمام القضاء للإدلاء بإفادته حول أموال اختلسها. كما أن نجاد شخصيًا كتب رسالة يهدد فيها بالكشف عن طبيعة عمل سليماني في السابق، الأمر الذي دفع بسليماني إلى الصمت، والاكتفاء بتصريحات المتحدث باسم الحرس، راهزان شريف.

وفي الثامن من مارس/آذار هذا العام، صعّد نجاد من هجومه على النظام ردًا على اعتقال بعض مساعديه، وصرح أن بإمكانه توريط مسؤولين كبار في الدولة وفقًا لقوانين البلاد. كما انتقد بقسوة “أناسًا فاسدين وشريرين” كبارًا في الدولة، يستخدمون صلاحياتهم القانونية والعسكرية والأمنية والإعلامية بصورة مخالفة للقانون.

وفي إشارة إلى رئيس الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، قال نجاد: “آمل أن يغفر لنا الله إن أخطأنا دون قصد في توسيع صلاحيات أناس غير أخلاقيين أثناء حكمنا البلاد”.

وكان مدير مكتب نجاد، علي أكبر جوانفكر، قد صرح للصحيفة ذاتها بقوله: “يسعى نجاد إلى رفع الوعي الشعبي العام، فهنالك الكثير من الأمور الهامة المثيرة التي سنتحدث عنها، ولكننا ننتظر الوقت المناسب، بالتوازي مع التطورات المقبلة في البلاد”. وأضاف جوانفكر أن “نجاد صمت لأكثر من ثلاث سنوات، وهذا يكفي، والشعب يأمل بأن يحقق نجاد مطالبهم”.

وردًا على الملاحقات ضد مساعدي نجاد، قال جوانفكر “نحاول دائمًا الالتزام بالقانون، لكننا نحذر المسؤولين من عواقب لا يمكن السيطرة عليها في المجالين الشعبي والسياسي”.

 

“نجاد – كرة لهب متدحرجة”

ونقل معهد أبحاث “ميدل إيست إنستيتوت” الأمريكي تصريحات أحد مقربي نجاد، لم يذكر اسمه، قال فيها إن “حملة نجاد تستهدف الفساد المتفشي وغياب المساءلة عن الأموال العامة، والاختلاس الذي يجرب من سياسيين وقادة عسكريين على حد سواء، وهذا ما يؤكد تآكل شرعية النظام”.

وقال الباحث الإيراني أحمد ماجديار: “إن نجاد ومساعديه سيواصلون تجاوز الخطوط الحمراء في إيران، وسيتجرأون على الكشف عن عمليات سرية خاصة بفيلق القدس، الأمر الذي ربما يدفع السلطات إلى إجراءات أكثر صرامة ضد الرئيس السابق”.

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة