الواجهة الرئيسيةترجماتشؤون دولية

الإسلاموية والإخوان المسلمون في إطار اجتماعي أوروبي جديد

تطورت جماعة الإخوان المسلمين من حركة مقاومة محلية في مواجهة القوى الاستعمارية في مصر إلى واحدةٍ من كبرى الحركات الإسلاموية وأكثرها انتشاراً.. وأصبحت تمارس عمليات ونشاطاً متزايداً في أوروبا

كيوبوست- ترجمات

إبراهيم ليتوس- ويم فان لاير

مقدمة

برزت جماعة الإخوان المسلمين كثيراً في وسائل الإعلام العربية أثناء ما يسمى “الربيع العربي”، وقد كانت الجماعة موقع اهتمام ودراسة كثير من الباحثين والمعلقين، وغالباً ما ارتبطت بمواضيع التطرف والعنف والإرهاب.

يعرف النشاط السياسي الإسلامي بالإسلاموية؛ ولكن غالباً ما يلتبس الأمر على الناس وحتى المسلمين منهم، بين الإسلام والإسلاموية. ولذلك غالباً ما ينظر إلى تعاليم وعقائد وبيانات وأفعال الإسلاموية على أنها تتماشى مع الإسلام وتتوافق معه، وبالطبع فإن المساواة بين الاثنين هي توسيع لنطاق الإسلاموية؛ من أجل كسب التعاطف والدعم لأفكار الإسلاموية.

اقرأ أيضاً: إماطة اللثام عن جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا

ولذلك، فإنه من الصعب جداً على الحكومات الأوروبية موازنة معركتها مع الإسلاموية التي ترفض القيم والحضارة الغربية، وتلهم التطرف العنيف، وتوحي للمسلمين في أوروبا وخارجها أن دينهم يتعرض إلى الهجوم. وتستغل الجماعات الإسلاموية، والسياسيون، وبعض الأنظمة الإسلاموية، هذا الأمر لتخلق المزيد من التشويش وإثارة العواطف، وتؤمّن المزيدَ من الاستقطاب. ونظراً لأن أيديولوجيتهم بمجملها تقوم على عدم التوافق بين الإسلاموية والمجتمع الغربي العلماني، فإن أي انتقاد أو تضييق على الإسلاموية يتم تأطيره بحيث يبدو أن المسلمين هم الضحية ويستعمل دليلاً على وجهة نظرهم.

وبدلاً من المساواة بين الإسلاموية والإسلام، لا بد من دراسة وتحليل الجماعات الإسلاموية؛ مثل جماعة الإخوان المسلمين، بطريقةٍ علمية وفهم استراتيجياتها وأهدافها، ومعرفة إن كان الإخوان المسلمون مستعدين لاحترام دساتير الدول الأوروبية وأنظمتها في سعيهم لتحقيق أهدافهم؟ أم أنهم يظهرون تماشياً زائفاً ويقولون كلاماً مزدوجاً في تواصلهم مع العالم الخارجي ويضمرون استراتيجية العنف والتخريب؟

يجب على أوروبا أن تواجه تهديد جماعة الإخوان المسلمين- مؤسسة الديمقراطية الليبرالية

إن أفضل طريقة لفهم الأهداف الحقيقية، والمسار المستقبلي لجماعة الإخوان المسلمين، هي تحليل أسسها الأيديولوجية، والخطابات الداخلية لزعمائها الروحيين. وهنا تثير تقارير أجهزة الاستخبارات مخاوف كثيرة بشأن ازدواجية خطابهم، واستخدامهم سياسات الواجهة، وإخفاء انتمائهم الحقيقي وخططهم تجاه المسلمين وغير المسلمين. فكيف تختلف مبادئهم الإسلاموية عن الإسلام؟

الإسلاموية والإسلام

كان أول عالم مسلم يذكر الفرق بين الإسلاموية والإسلام قبل 1000 عام هو عالم الدين والإمام أبو الحسن الأشعري، في كتابه “مقالات الإسلاميين”؛ حيث ميز بين الإسلام كدين وتطبيق أركانه الخمسة، وبين تسييس الإيمان وتحويله إلى أداة أيديولوجية لتحقيق مكاسب سياسية وتعزيز السلطة.

اقرأ أيضًا: الإخوان المسلمون.. من الشرق الأوسط إلى غزو الغرب

ترجع نشأة الإسلاموية إلى فترة سقوط الخلافة مع انهيار الإمبراطورية العثمانية؛ حيث بدأت كحركة مقاومة ضد المستعمر الجديد، إذ أسّس حسن البنا جماعة دينية عرفت باسم “منع المحرمات”، كانت تحرم كل ما هو مسموح به صراحة في الإسلام، وأصبحت نوعاً من الشرطة الدينية التي تحارب تأثير المستعمر البريطاني على المجتمع. وبدأ هذا النمط الفكري -بعد أن مر الإسلام بعصره الذهبي بسبب انفتاحه على المعرفة والتأثيرات الخارجية كوسيلة لتوسيع المعارف وتعزيز الرفاهية- الذي يلقي اللوم في أوضاعه المزرية على كل شيء وعلى الجميع إلا على نفسه، ويتمسك بمفهوم الماضي المثالي وينظر إلى المستقبل نظرة مستقطبة باللونين الأبيض والأسود.

حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين- أرشيف

جماعة الإخوان المسلمين في شكلها الحالي هي حركة جماهيرية تقوم رؤيتها العالمية على شعارها وإيمانها بأن “الإسلام هو الحل”، وهدفها المعلن هو إقامة الخلافة على أساس الشريعة. وظهرت مؤخراً فروع للجماعة تعمل بنوع من الاستقلالية؛ مثل حزب النهضة في تونس، وحزب العدالة والتنمية في تركيا، ومنظمة حماس في فلسطين؛ ولكنها على الرغم من استقلاليتها تحمل الأيديولوجية نفسها، وتتبع نفس المسار والأهداف الشمولية.

تأسست الجماعة في مصر على يد حسن البنا كمجموعة عمل إسلامية وحركة اجتماعية، وبعد حصول الدول العربية على استقلالها في الستينيات والسبعينيات تحول تركيز الجماعة إلى مكافحة الفساد والظلم في الأنظمة الجديدة؛ كي تكتسب الشرعية، وتحصل على دعم جزء كبير من الناس المحبطين. وبدأت الجماعة بالتوسع على المستوى الدولي تحت قيادة مرشدها الرابع مصطفى مشهور؛ حيث تأسس أول فرع لها خارج مصر في جيبوتي عام 1935 وبدأت تأخذ شكل منتدى دولي في عام 1945.

اقرأ أيضاً: جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا

وفي عام 1991 أعلنت الجماعة، في أول لقاء دولي لها لتقييم نشاطاتها الدولية تم في إسطنبول، أن لها الحق في استخدام جميع الوسائل المتاحة للتغلب على معارضة الحكومات والدول ولتحقيق أهدافها. وفي الآونة الأخيرة، عقدت الجماعة عام 2019 في إسطنبول أيضاً مؤتمراً بعنوان “أصالة الفكر واستمرارية المهمة”؛ حيث أدت نحو 500 هيئة تابعة للجماعة يمين الولاء (البيعة) لإبراهيم منير المرشد العام للجماعة، والأمين العام لذراعها الدولية.

اجتماع مجلس الشورى السابع لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا- مركز الدراسات الإسلامية

في عام 1989 تأسس “اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا” في المملكة المتحدة، وهو المظلة الجامعة للإخوان المسلمين في سائر أوروبا، وتتألف من عدة هيئات تنفيذية؛ منها مجلس الشورى، والجمعية العمومية والمجلس الدستوري، والمكتب الأوروبي الذي يتولى قيادة الاتحاد، وله صلاحية تنفيذ المشروعات. ويضم الاتحاد 30 منظمة إسلامية تنتشر في جميع دول أوروبا، وأكثر من 1000 مجموعة محلية، وأكثر من 300 إمام عضو في الجمعية الأوروبية للأئمة.

وتقع عضوية الجماعة في أربعة مستويات مختلفة؛ لكل مستوى منها تركيز ودور والتزامات تختلف عن غيره من المستويات، بحيث يعطى كل مستوى نسخة مختلفة من الدوافع والأهداف الأيديولوجية. وهذه المستويات هي:

  • الأخ المساعد: هو العضو المتعاطف الذي يسدد اشتراكاته.
  • الأخ المنتسب: هو العضو الملتزم بالأيديولوجية والمدافع عنها والمروج لها.
  • الأخ العامل: هو العضو الذي يشارك بفعالية مع عائلته في اللقاءات الأيديولوجية والرحلات ويقدم التبرعات لصالح أهداف الجماعة الإنسانية.
  • الأخ المجاهد: هو العضو الذي يتم اختياره بشكل سري، وتلقى تدريبات معينة، وينفذ بدقة تعليمات وأوامر الهيئة المركزية واللجنة الرقابية.

اقرأ أيضًا: الإخوان المسلمون في المجتمع: الحياة السياسية اليومية، والعمل الاجتماعي، والإسلاموية في “مصر مبارك”

“الإخوان المسلمين” بوصفها حركة سياسية

على الرغم من تعرضها الدائم إلى قمع الحكومات، تمكنت الجماعة من التكيف بشكل جيد مع إجراءات هذه الحكومات، إلا أنها أصبحت مع الزمن أكثر تشدداً بسبب استبعادها من الحياة السياسية. ومع أنها تبنت رسمياً مبدأ اللا عنف، فقد كان لديها نمط من الأعضاء الذين يميلون إلى التطرف، ويتركون الجماعة لينضموا إلى منظمات أكثر تطرفاً.

وما يزيد الأمر تعقيداً هو أن كثيراً من عمليات الإخوان المسلمين لا يزال مخفياً حتى اليوم، وعلى الرغم من هذه السرية؛ فإن الجماعة قد تمكنت من كسب تأثير كبير في العالم العربي بفضل شعارها “الإسلام هو الحل”، وبفضل جهودها الاجتماعية والشعبية الواسعة في مجالات التعليم، والصحة، والتنمية الاجتماعية، والمجتمعية.

وربما تقدم رئاسة مرسي التوصيف الأفضل لأجندة الإخوان المسلمين. فبعد إنكارها الاهتمام بالترشح للرئاسة فاجأت الجماعة المراقبين بإشادتها بقيم الديمقراطية والصحافة الحرة، وبعد وقتٍ قصير من وصول مرشحها إلى كرسي الرئاسة، أصدر مرسي مرسوماً رئاسياً يمنح نفسه بموجبه سلطات وحصانة لا تطولها القوانين والمحاكم. وفي تحايلٍ واضح على الديمقراطية، شرع في الإعداد لدستور جديد تصوغه لجنة يسيطر عليها الإسلاميون؛ ما أدى إلى خروج مظاهرات حاشدة ردت عليها حكومة مرسي بعنفٍ شديد أفقدها الدعم الشعبي قبل أن يطيح بها انقلاب عسكري.

الحكم على محمد مرسي بالسجن 20 عاماً بتهمة قتل متظاهرين- “فرانس 24”

أخذت الجماعة هذه التجربة بعين الاعتبار، وأصبحت تستعمل تكتيكات مختلفة، وبرامج واستراتيجيات تتغير حسب الدولة التي تعمل فيها؛ ففي تونس مثلاً تنازل حزب النهضة عن بعض أهدافه المتشددة، وتقبل القيم الديمقراطية العلمانية في تونس. ولكن هذه الاستراتيجية تلاقي الكثير من الانتقاد من قواعد الإخوان الشعبية من جهة، واتهامات بازدواجية الملام من جهةٍ أخرى.

وفي المغرب، يتمثل الإخوان سياسياً في حزب العدالة والتنمية الذي يشكل أيضاً جزءاً من الائتلاف الديمقراطي المنتخب، ويتنصلون من العنف والإرهاب ويدعمون النظام الملكي؛ حيث يعتبرون الملك محمد السادس زعيماً دستورياً لجميع المسلمين ويصفونه بـ”أمير المؤمنين”.

أما في تركيا، فيتمثل الإخوان في حزب أردوغان “حزب العدالة والتنمية” الذي على الرغم من كونه رسمياً حزباً علمانياً؛ فإنه ادعى في بداية الأمر تمسكه بالديمقراطية وتأييده للغرب، فقد أصبح واضحاً بعد 15عاماً في السلطة كيف تشكل الأيديولوجية الإسلامية جزءاً كبيراً من سياساته. وأصبح متهماً بتقويض المبادئ الدستورية العلمانية لتركيا تدريجياً.

رجب طيب أردوغان يصدر الإسلام التركي- “فورين أفيرز”

المفاهيم الأيديولوجية الرئيسية للإخوان:

يمكن لشرحٍ مختصر للمفاهيم الأيديولوجية الثلاثة التالية أن يقدم رؤية واضحة لطابع الجماعة الاستبدادي، ولأهدافها الأعمق:

  • قسم البيعة
  • مفهوم الجاهلية
  • مبدأ التمكين

في البداية يؤدي كل عضو في الجماعة قسم البيعة الذي نصه (أعاهد الله العلي العظيم على التمسك بدعوة الإخوان المسلمين والجهاد في سبيلها والقيام بشرائط عضويتها والثقة التامة بقيادتها، والسمع والطاعة في المنشط والمكره، وأقسم بالله على ذلك، والله على ما أقول وكيل) ومن الواضح هنا ثقافة الطاعة المطلقة لقيادة الإخوان على نحو يتناقض تماماً مع قيم الديمقراطية الغربية. كما أن النظام الداخلي للجماعة يعطي مكتب الإرشاد صلاحية ممارسة رقابة شاملة على الجماعة وأعضائها، وفرض عقوبات شديدة في حالة العصيان أو عدم الولاء. وقد وضع مؤسس الجماعة حسن البنا، نظاماً يضمن الطاعة الكاملة والولاء، بحيث ينفذ الأعضاء الأوامر دون أسئلة أو تردد. وترسخ التجمعات التدريبية التي تعرف باسم “اجتماعات الكتائب” التي تعقد بسرية تامة هذه الثقافة بين جميع أفراد الجماعة.

اقرأ أيضًا: مطالبات برلمانية في ألمانيا للتحقيق في تمويلات جماعة الإخوان المسلمين

ويمكننا أن نجد على الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين شعارات أيديولوجية؛ مثل “نريد فرداً مسلماً، ووطناً مسلماً، وشعباً مسلماً، وحكومة مسلمة، ودولة تقود الأمة الإسلامية، وتضم المسلمين في أنحاء العالم والدول المحرومة من الإسلام وقيم الإسلام والجهاد والدعوة إلى الله. وعندها سيقبل العالم الإسلام وتعاليم الإسلام”. كما نجد عبارات وشعارات تشير إلى الفكر الشمولي المطلق للجماعة الذي يحدد للعالم ما الصواب وما الخطأ من دون أي انفتاح على الخارج، وفي معارضة شديدة لكل من يختلف معها.

المفهوم الأيديولوجي الثاني يقوم على تفسير سيد قطب لمفهوم “الجاهلية”؛ وهو مفهوم يشير إلى الفوضى والجهل والهمجية التي ميزت الثقافة والمجتمع العربي قبل الإسلام. وقد أصبح هذا المفهوم بمثابة الأساس للنظرة الإخوانية إلى العالم؛ فهو إما أن يكون إسلامياً وإما جاهلياً. وكل من لا يختار الإسلام يصبح كافراً تلقائياً، وعليه إما أن “يتنور” بالعقيدة الإسلامية، وإما أن يخضع لنظام الحكم الإسلامي.

وبذلك يجب على المسلمين أن ينخرطوا في “الجهاد” ومحاربة جهل وظلام الجاهلية. ولا يكون هذا الجهاد ضد غير المسلمين فقط؛ بل يشمل المسلمين الذين لا يعتنقون رؤيتهم المسيسة للإسلام، وهؤلاء هم المسلمون الذين لا يقيمون الشريعة بشكل كامل، ولا ينخرطون في الجهاد. ولن تنتهي هذه المعركة إلا بإقامة خلافة إسلامية شاملة تفرض الطاعة الكاملة للشريعة على المسلمين وغير المسلمين.

المنظر الإسلامي سيد قطب- أرشيف

المفهوم الأيديولوجي الثالث هو التمكين. استخدم هذا المصطلح في القرآن للدلالة على العلاقة الثنائية والمسؤولية المتبادلة بين القائد والتابع. وقد أعاد الإخوان المسلمون تفسير مفهوم التمكين على أنه تفوق قيادتهم على كل من سواها انطلاقاً من تفوق دينهم، الأمر الذي يفرض إقامة علاقة سيادة وأتباع بينهم وبين بقية العالم.

وتتمثل استراتيجيتهم لتحقيق هذه الغاية في “التسلل” إلى المجتمع لتولي مناصب السلطة والمسؤولية فيه دون الإفصاح عن نيَّاتهم ودوافعهم الحقيقية، ثم العمل على تخريب الدولة القائمة بمجرد امتلاكهم القوة الكافية؛ سعياً للوصول إلى هدفهم النهائي وهو إقامة الخلافة.

اقرأ أيضًا: جمعية “مسلمي فرنسا”.. ذراع الإخوان المسلمين التي تتحرك بحرية!

وكجزء من عملية التمكين، يشارك الإخوان المسلمون في بناء المساجد والمدارس الخاصة، وحتى شراء العقارات وممارسة الأعمال التجارية، ويقومون بالتسلل بثلاث وسائل؛ هي الاحتواء (استخدام موارد الدولة لنشر تعاليمهم وأيديولوجياتهم)، والتعايش (تولي مناصب مهمة في الدولة)، والتحييد (تجنب أجهزة الأمن والإجراءات المتخذة ضد الجماعة).

وكما هي الحال في البيعة والجاهلية، يهدف التمكين، كما يفهمه الإخوان المسلمون، إلى السيطرة على مساحة أوروبا وضمها إلى خلافة إسلامية.

اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا مظلة لمنظمة الإخوان المسلمين في أوروبا

يشمل الاتحاد المئات من الشبكات المستقلة والهيئات والمنظمات التي تستفيد منها جماعة الإخوان المسلمين لخلق نفوذ هائل من خلال مؤسسة صغيرة نسبياً تتميز باللا مركزية والمرونة والقدرة على التكيف؛ ما يجعل تفكيكها أمراً في غاية الصعوبة.

ويتكون الاتحاد بشكل رئيس من منظمات غير ربحية؛ كالمساجد والمدارس والمؤسسات التعليمية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والمراكز الإسلامية والنوادي الرياضية. بالإضافة إلى منظمات متخصصة تعمل على أهداف محددة؛ مثل المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية الذي تموله بشكل شبه كامل مؤسسة قطر، والجمعية الأوروبية للأئمة والمرشدين، والمنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية في أوروبا، والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وصندوق أوروبا الذي يعمل على تطوير مجموعة من الأصول لتمويل المشروعات الاجتماعية والاقتصادية للجماعة في أوروبا.

الإخوان المسلمون في بلجيكا

يتألف تنظيم الإخوان في بلجيكا من ست مجموعات أو خطوط هي:

  1. الخط المصري: وتمثله رابطة مسلمي بلجيكا.
  2. الخط السوري: تمثله شبكة الطلائع التي تنشط في مسجد الخليل، أحد أكبر مساجد بلجيكا.
  3. الخط التونسي: يمثله حزب النهضة.
  4. الخط التركي: يمثله حزب العدالة والتنمية وجماعة “ديانة”.
  5. الخط المغربي: ويمثله كل من حزب العدالة والتنمية وتنظيمي الإحسان و
  6. الخط الكويتي: ويمثله الإخوان المسلمون الكويتيون.
بلجيكا تمنع دخول داعية كويتي إلى أراضيها بعد تصريحات معادية للسامية- “فرنسا 24”

وعلى سبيل المثال، فإن رابطة مسلمي بلجيكا تذكر عضويتها في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا في وثيقتها التأسيسية التي تضم فقرة تقضي بأنه في حال حل المنظمة تعود أصولها إلى صندوق أوروبا. ومن ضمن أحد عشر شخصاً وقعوا على وثيقة تأسيسها عام 2006، هنالك اثنان يمتلكان تفويضات في منظمات أخرى مرتبطة بمؤسسات تابعة للإخوان المسلمين في بلجيكا.

تأسس المجمع التربوي والثقافي الإسلامي في فيرفيرز عام 2004 من خلال الرابطة الإسلامية متعددة الثقافات في بلجيكا؛ وهي إحدى المنظمات الأعضاء في اتحاد المنظمات الإسلامية. وتشارك الرابطة بشكل فعال في نشاطات الإخوان المسلمين؛ مثل رعاية وتنظيم مؤتمرات ومحاضرات لكبار شخصيات الإخوان المسلمين، مثل طارق رمضان وهاني رمضان، كما شاركت في نشاطات منظمات أخرى تابعة لرابطة لاتحاد المنظمات الإسلامية والمنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية في أوروبا، وكذلك شاركت في التوقيع على عريضة مع 24 منظمة أخرى أعضاء في اتحاد المنظمات الإسلامية.

اقرأ أيضاً: تحت مظلة الإخوان.. مركز أبحاث جديد في بريطانيا يثير الجدل

الخلاصة:

تطورت جماعة الإخوان المسلمين من حركة مقاومةٍ محلية في مواجهة القوى الاستعمارية في مصر إلى واحدةٍ من كبرى الحركات الإسلاموية، وأكثرها انتشاراً، وأصبحت تمارس عملياتٍ ونشاطاً متزايداً في أوروبا. وقد انتقل مركزها المالي إلى إسطنبول والبلقان والمملكة المتحدة وأيرلندا؛ ولكن مركز التعبئة واللوجستيات يقع في بروكسل.

ظهرت أيديولوجية الجماعة التي تأثرت بسيد قطب في بدايتها لتغدو بديلاً إسلامياً في مواجهة الأيديولوجيات التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية كالاشتراكية والشيوعية والرأسمالية والليبرالية، والتي اعتبرت كل منها غير متوافقة مع الإسلام. ومن خلال هذه الأيديولوجية سيستعيد المسلمون هويتهم واحترامهم وقيمهم المشتركة التي ستمكنهم من الوقوف في وجه القمع والفساد الذي يطولهم بفعل الأيديولوجيات الأخرى. وقد توسع هذا الهدف تدريجياً من الناحية الجغرافية، ومن ناحية الغاية إلى أن وصل إلى هدف استعادة الخلافة حتى ما وراء حدوده السابقة.

ويتركز الاهتمام في أوروبا على تجنيد وتدريب الأعضاء الذين لديهم الإمكانات والمواصفات اللازمة لتطويرهم واختيارهم كأعضاء من المستوى الرابع، وعلى تطوير هياكل العمل المحلية. وما يثير القلق هو أن هذه العملية تحمل العديد من وجه التشابه مع الاستراتيجيات والعقدنة (التعليم العقائدي) التي استخدمتها الحركات الجهادية في أواخر التسعينيات، حيث أصبحت أوروبا مركزاً للعمليات اللوجستية والإعلامية، والاستعداد للانتقال إلى المرحلة الثانية من خططها.

ووفقاً للتقديرات، فقد أنفق الإخوان المسلمون ما يصل إلى 260 مليون يورو لتمويل مشروعات وعمليات في أوروبا.

المصدر: مركز بروكسل الدولي

اتبعنا على تويتر من هنا

 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة