الرياضةالواجهة الرئيسيةترجماتشؤون خليجية

الإسرائيلية راز هيرشكو تشيد بشجاعة منافستها السعودية تهاني القحطاني

كيوبوست– ترجمات

ريبيكا آن بروكتور

لاعبتا جودو، حصيرة واحدة، ومنافسات أوليمبية واحدة. جعل لقاءُ الرياضيتَين المتنافستَين السعودية تهاني القحطاني، والإسرائيلية راز هيرشكو، من اللقاء الأول من مباريات الجودو للسيدات فئة 78 كيلوجراماً في أوليمبياد طوكيو 2020، أكثر من مجرد مباراة عادية.

لا توجد علاقات رسمية بين البلدَين، وليس هنالك من تاريخ مشترك لهما في المنافسات الرياضية يمكن الحديث عنه. كما أن السياسات الإقليمية وحركات المقاطعة جعلت الرياضيين العرب يمتنعون عن المشاركة في أية مباراة ضد منافس إسرائيلي؛ خشية أن يُترجم ذلك على أنه شكل من أشكال الاعتراف.

تهاني القحطاني تتلقى التشجيع من رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل قبل انطلاق منافساتها-(SAOC)

لهذا السبب أشادت اللاعبة الإسرائيلية هيرشكو، في مقابلةٍ حصرية مع موقع “عرب نيوز”، بشجاعة نظيرتها السعودية تهاني القحطاني؛ فهي لم تتحدَّ الدعوات الشعبية لمقاطعة المباراة فحسب، بل تحدَّت الخبرة الدولية الكبيرة لهيرشكو، وأرجحية كونها الفائزة في هذه المباراة. وقالت اللاعبة الإسرائيلية ذات الثلاثة والعشرين عاماً: “أعتقد أنه أمر رائع أن نضع السياسة جانباً كي نفعل الشيء الذي نحبه. لقد كنت في غاية الحماسة؛ لأن أي شيء يمكن أن يحدث في الأوليمبياد. كنت أعرف أنه من النادر أن يقبل أي شخص عربي أن يقاتل بهذه الطريقة؛ ولكنني كنت متحمسة للغاية عندما قبلت. كلانا نحَّى السياسة جانباً وفعلنا الشيء الذي نحبه في المباراة”.

شاهد أيضاً: فيديوغراف.. أعوام المرأة السعودية الثلاثة خلف المقود بالأرقام

انسحب كل من الجزائري فتحي نورين، والسوداني محمد عبدالرسول، من منافسات الجودو للرجال فوق 73 كيلوجراماً، بدلاً من احتمال مواجهة رياضي إسرائيلي؛ ولكن القحطاني اختارت اللعب ضد هيرشكو، وقد أثار قرارها موجةً من الإشادة في وسائل الإعلام اليابانية، وكثيراً من الدعم من كبريات الشخصيات، وعشاق الرياضة في المملكة العربية السعودية.

لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين يقول إن دعمه السياسي للقضية الفلسطينية منعه من المنافسة ضد اللاعب الإسرائيلي- “تايمز أوف إسرائيل”

كانت القحطاني آخر الرياضيين السعوديين البالغ عددهم 33، ممن حجزوا أماكنهم في أوليمبياد طوكيو 2020، وقد جعلها اختيار القرعة ثاني لاعبة جودو سعودية تشارك في الألعاب الأوليمبية منذ أوليمبياد لندن 2012. سارت اللاعبتان جنباً إلى جنب إلى حصيرة اللعب؛ لتدخلا في مباراة صعبة بالنسبة إلى اللاعبة السعودية عديمة الخبرة ابنة الاثنين والعشرين عاماً. ومع تقدم القتال حصدت هيرشكو النقاط، وانتهت المباراة بفوزها على القحطاني بإحدى عشرة نقطة مقابل لا شيء.

اقرأ أيضاً: أوليمبياد طوكيو 2020.. هل ستتمكن اليابان من إقامة الألعاب بأمان هذا الصيف؟

تقول هيرشكو: “كانت معركة صعبة في البداية، والقحطاني كانت شجاعة بما يكفي لخوض النزال على الرغم من ضغوط دعاة الكراهية؛ بسبب قرارها خوض المباراة معي”. وأشارت المنتصرة إلى أنها والقحطاني مجرد بشر، نساء من دول مختلفة يخضن مباراة. وأضافت: “لا أعتقد أن الأمر كان مختلفاً عن منازلة لاعبة أمريكية أو جنوب إفريقية.. كان أمراً رائعاً أن تقبل القحطاني بشجاعة وأن تنحِّي السياسة خارج الصورة”.

وبعد خسارة القحطاني تساءل بعض المعلقين عما إذا كان الضغط الذي تعرضت له قد أثر على أدائها؟

وفي حين لم تكن القحطاني موجودة للتعليق، أشارت هيرشكو إلى أهمية المباراة وكيف يمكن للرياضة أن تكون قوة جامعة في حين استمرت السياسة في الشرق الأوسط بأن تكون موضوعاً ساخناً حتى بعد أن قامت العديد من الدول بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وقالت: “لا علاقة للسياسة بالأمر، لقد كانت مباراة جيدة”.

تهاني القحطاني بعد نهاية مشوارها في طوكيو- وكالات

وفي بيانٍ له عقب المباراة، قال الاتحاد الدولي للجودو: “إن هذه المباراة قد برهنت على أن الرياضة يمكنها أن تتجاوز التأثيرات السياسية والخارجية”.

أظهر أداء القحطاني الشجاع على الحلبة وخارجها تحولاً ملحوظاً في المملكة العربية السعودية، وانفتاحاً للارتقاء فوق الجغرافيا السياسية في مجالَي الرياضة والثقافة، وكلاهما طريقان يمكن أن يجمعا الناس من الدول المختلفة بعضها مع بعض.

اقرأ أيضاً: إشكاليات تعزيز المساواة بين الجنسَين في الرياضة

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت مستعدة لخوض مباريات في المملكة في حال وُجِّهَت إليها الدعوة لذلك، أجابت هيرشكو بقولها: “بالطبع. لِمَ لا؟!”

المصدر: أراب نيوز

اتبعنا على تويتر من هنا

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة