
كيو بوست –
“إن الهيئة سترفع قريبًا دعوى قضائيّة ضد حركة النهضة للمطالبة بحلّها بالاستناد إلى الفصل 7 من قانون مكافحة الإرهاب، الذي يمكن من حلّ أي حزب أو جمعية لارتباطها بالإرهاب”، هذا ما جاء في تصريح لعلي كلثوم، عضو هيئة الدفاع عن بلعيد وبراهمي، لوسائل إعلام.
مع وصول ملف “الجهاز السرّي” للقضاء التونسي، طالب عدد من المحامين والشخصيات الاعتبارية التونسية بحل حركة النهضة وعزلها سياسيًا، إذا ما تم إثبات تورطها في ملفات الجهاز السري وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر، وعمليات الاغتيالات ضد سياسيين تونسيين، على رأسهم محمد براهمي وشكري بلعيد، وهي تهم تمس 35 قياديًا من الحركة المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.
اقرأ أيضًا: الجهاز السري للنهضة أمام القضاء العسكري، لهذه الأسباب
وعلى إثر اتساع قضية الجهاز السرّي، ووصولها للقضاء وللجنة الأمن القومي، لعبت حركة النهضة دورين متوازيين في الدفاع عن نفسها.
الدور الأول “الإرهاب”: إضافة إلى الهجوم المكثّف على أقطاب اليسار من رفاق بلعيد وبراهمي، استخدم رئيس حركة النهضة شخصيًا لغة التهديد المبطّن ضد رئيس الجمهورية، كما جاء في البيان الذي أصدرته الحركة، موقعًا باسم رئيسها راشد الغنوشي، إضافة إلى تصريحات سابقة استخدمها الغنوشي وحملت في طياتها تهديدًا للأمن القومي لتونس إذا ما تم المس بحركة النهضة، حين قال: “المس بحركة النهضة بمثابة المس بأمن تونس”.
رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي دافع -في التسعينيات عندما كان في فرنسا- عن “الجبهة الإسلامية للإنقاذ” الجزائرية، وتظاهر متضامنًا معهم، يعلم أكثر من غيره ما عانته الجزائر في “العشرية السوداء” عندما وضع الإسلاميون في الجزائر الأمن القومي للجزائر في كفة، وبقاءهم في الحكم في كفة ثانية، ومارسوا لعشر سنوات أفظع عمليات إرهابية عانتها دولة عربية، إذ تورطوا بإبادة قرى بأكملها، وسجّلوا عمليات إبادة حتى ضد أبناء الدولة وأطفال العسكريين ونسائهم وأهليهم.
وهو الدور ذاته الذي استخدمه إخوان مصر لمّا خرج الملايين إلى الشوارع في 30 يونيو/حزيران 2013، في ثورة شعبية طالبت بإسقاط حكومة الإخوان، إذ تحدث وتوعد عناصر الإخوان وقياداتهم على الملأ بأن أمن مصر سيُصاب في مقتل، إذا ما خسروا كرسي الحكم.
الدور الثاني “المظلومية”: بدأ الإعلام الإخواني للنهضة، وقياداتها باستخدام حجة “المظلومية” في عملية لاستباق نتائج التحقيق. وفي الغالب، لا تخرج وسائل الإعلام التابعة لحركات الإسلام السياسي عن خط “المظلومية” للدفاع عن أحزابها. هكذا حاولوا تصوير تنظيم “داعش” عندما مارس عناصره الإرهاب، وتحت بند التبرير والمظلومية قيل بأنهم شبان كانوا “ضحية!” للأنظمة الديكتاتورية.
اقرأ أيضًا: بالفيديو: هل تمتلك حركة النهضة ما يُسمى بـ”الجهاز السري” حقًا؟
والمظلومية هي الحُجة التي يتعلّق بها تنظيم الإخوان المسلمين، لأنه عانى من القمع، على الرغم من أن التنظيم الدولي للإخوان تورّط -قبل أن يتعرّض للقمع- بعمليات اغتيالات وعمليات إرهابية طالت مدنيين وعسكريين وسائحين أجانب.
وعلى الرغم من أن جميع المعارضين السابقين لنظام زين العابدين بن علي كانوا قد سجنوا وعانوا بسبب معارضتهم، إلّا أنهم لم يتاجروا بتضحيات الماضي، بل إن شكري بلعيد الذي سجن أكثر من مرّة في عهد ابن علي، بما عرف عنه من معارضته الشرسة، اغتيل فقط عندما وصلت حركة النهضة إلى الحكم، مع أن بلعيد لم يستخدم في معارضته أسلوب العنف، ولم ينتهج سوى الكلمة وسيلة للتعبير عن رأيه.
ولكن الثابت أن النهضة بتهديدها لمعارضيها، هي التي انتهجت أساليب أشد قمعًا من تلك التي استخدمها النظام السابق الذي عارضته بقوة، عبر إقصاء معارضيها، بل وحتى اغتيالهم، بحسب ما تتداوله وثائق متعلقة بالجهاز السري للحركة، الذي مارس إرهابًا داخليًا ضد شركائه السابقين في المعارضة، وإرهابًا دوليًا تمثّل بتسفير التونسيين والتونسيات للالتحاق بتنظيمات إرهابية تقاتل في سوريا وليبيا.
اقرأ أيضًا: وثائق تتهم النهضة باغتيال بلعيد وتشكيل تنظيم سري للاغتيالات والتجسس