اسرائيلياتالواجهة الرئيسيةفلسطينيات

الإرهاب الإسرائيلي في الضفة: حقائق بإقرار أمني إسرائيلي ولا رادع

إسرائيل تعترف بجرائمها، لكنها لن تفعل شيئًا للمجرمين

كيو بوست –

يتصاعد تهديد الإرهاب الإسرائيلي، عامًا بعد عام، ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ليتحول إلى إرهاب قاتل ودموي في بعض الحوادث، فقد رفعت تقارير إعلامية إسرائيلية الغطاء عن حقائق خطيرة حول هذا الإرهاب الذي يقوده مستوطنون يتبعون لما يدعى تنظيم “شبيبة التلال”.

ينحدر هؤلاء المستوطنين من بؤر استيطانية أقيمت عنوة على أراض الضفة وتنتشر في كل أنحائها، ويتلقون تعاليمهم الإرهابية من مدارس دينية يرأسها حاخامات يهود من اليمين المتطرف.

اقرأ أيضًا: كيف تستغل إسرائيل تنظيم “شبيبة التلال” الإرهابي لتحقيق مشاريعها بالضفة؟

واقع مرعب

في ظل الحكومة اليمينية التي تطلق يد المستوطنين وتستقي قوتها الانتخابية منهم، لم يعد يأمن الفلسطينيون على أنفسهم أثناء السير في طرقات الضفة، ولا على ممتلكاتهم وقراهم، في حالة تعيد للأذهان العصابات الصهيونية التي قادت المجازر ضد الشعب الفلسطيني خلال “النكبة” عام 1948.

يكتب المراسل العسكري لصحيفة “هآرتس” العبرية عاموس هرئيل أنه في عام 2018 كانت هناك زيادة حادة في عدد الحوادث في الضفة الغربية، التي تصفها المؤسسة الأمنية بأنها “جريمة قومية” – أي أعمال العنف والأضرار التي لحقت بالممتلكات الفلسطينية من قبل يهود.

وتشير البيانات النهائية التي تم جمعها حتى منتصف ديسمبر/كانون أول الماضي إلى وقوع 482 حادثًا من هذا النوع في العام الماضي – أي أكثر بثلاث مرات من عام 2017، التي شهدت 140 حادثة. ويشمل العنف من قبل المستوطنين والناشطين اليمينيين التنكيل بالفلسطينيين، ورشق الحجارة، وبشكل خاص كتابة شعارات (“تدفيع الثمن”)، وإلحاق أضرار بالمنازل والسيارات، وقطع الأشجار في أراضي الفلسطينيين.

وتضيف الصحيفة أنه طرأ بين عامي 2016 و2017 انخفاض حاد في عدد هذه الحوادث، الأمر الذي يُعزى أساسًا إلى عواقب الهجوم في قرية دوما، الذي قام خلاله مستوطن إرهابي يدعى عميرام بن أوليئيل ومشبوهون آخرون بقتل ثلاثة من أفراد أسرة دوابشة نتيجة إحراق منزلها بقنابل حارقة.

وتتساهل حكومة الاحتلال مع مستوطنيها الإرهابيين الذين ينفذون عملياتهم تحت جنح الظلام في الغالب. يشير التقرير إلى أن غالب عناصر الإرهاب أطلق سراحهم في العام الماضي. ومع ظهور مجموعات جديدة أصغر سنًا، كانت هناك زيادة ملحوظة في عدد العمليات الإرهابية.

“لا يزال واضحًا ضعف نظام الإنفاذ ضد أعمال الإرهاب والعنف من جانب اليهود، وفي كثير من الحالات يتم الإفراج عن المشتبه بهم بسرعة كبيرة، دون الحكم عليهم لاحقًا”، قال التقرير.

اقرأ أيضًا: التسلسل الزمني للإبادات الجماعية الصهيونية ضد الفلسطينيين

خارطة الانتشار

وتقدر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن المجموعة الأكثر تطرفًا من اليهود المستوطنين هم الذين يتركزون في المواقع الاستيطانية في الضفة الغربية، ويسمون أنفسهم (“شبيبة التلال”). وتضم المجموعة حوالي 300 شخص.

ومن بين هؤلاء، يشتبه بالعشرات بالتورط في عمليات إرهابية. وتم تسجيل معظم أعمال العنف في بؤر استيطانية في “غور شيلو” بين رام الله ونابلس، في منطقة مستوطنة يتسهار بالقرب من نابلس وحول بؤرة “عمونة” بالقرب من رام الله.

آخر الجرائم الدموية

بعد قرابة شهرين من التكتم، أقر جهاز استخبارات الاحتلال الإسرائيلي بمسؤولية مستوطنين إرهابيين عن عملية قتل المواطنة الفلسطينية عائشة الرابي رجمًا بالحجارة.

الفلسطينية عائشة الرابي، من سكان بلدة بديا، هي أم لثمانية أولاد، وقد تعرضت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي لرشق كثيف بالحجارة أثناء ركوبها بجانب زوجها في مركبة على طريق رئيس قرب مدينة نابلس، ما أدى إلى استشهادها.

اقرأ أيضًا: الرؤية الصهيونية متجذرة في 5 أكاذيب كبيرة و4 سرقات كبيرة

وتشير تحقيقات إسرائيلية إلى أن 5 مستوطنين إرهابيين نفذوا الجريمة، وكلهم تلقوا تعليمات من مدرسة دينية في إحدى البؤر الاستيطانية.

ولم يظهر مصطلح الإرهاب اليهودي على لسان المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلا في الأعوام الأخيرة، وهنالك إقرار بخطورته ليس حرصًا على الفلسطينيين، بل تخوفًا من تمدد هؤلاء المستوطنين للسيطرة على “الدولة”، في حين تسود تقديرات بأن كل العمليات الإرهابية -التي تشمل السلب والنهب والقتل- تتم بتوجيه من الحكومة، خصوصًا في مناطق “ج” التي تسعى إسرائيل لترحيل سكانها الفلسطينيين الأصليين منها. 

تعليقات عبر الفيس بوك

التعليقات

مقالات ذات صلة